تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

راندا جبر: اتهموني في قضية قتل سوزان تميم...

منذ كان عمرها خمسة عشر عاماً تحلم بالعمل في مجال الإعلام، وكان لحبها لقناة 'mbc' الدور الكبير في تحقيق أحلامها بعد سنوات حافلة بالصبر والأمل. فقد عملت في تلفزيون أبو ظبي وتنازلت عن راتب كبير، لتعمل في إفراغ الشرائط المسجلة ثم معدّة برامج إقتصادية ومقدمة للنشرة الجوية ومحررة للنشرة الإخبارية في قناة 'العربية'، ولكنها اليوم وجه يتابعه نجوم الفن قبل المشاهدين،
وذلك لحرصها الدائم على التميّز في سلسلة اللقاءات التي تجريها مع المشاهير من نجوم المجتمع والفن على قناتَيْ العربية و'mbc'. وها هي راندا جبر تتحدث في هذا اللقاء عن مسيرتها وطموحاتها الكثيرة.


- كيف التحقت بالمجال الإعلامي؟ وما علاقة التلفزيون بدراستك؟
شغفي الكبير بالإعلام جاء من خلال 'm b c'، كأول فضائية تابعتها. ومنذ كنت في الخامسة عشرة من عمري كنت مغرمة ومبهورة بنيكول تنوري وشافكي المنيري ورانيا برغوت وغيرهن، ولهذا كان قراري العمل في الإعلام وتحديداً في 'm b c'، مع أنها كانت تتخذ لندن مقراً لها، وكنت وقتها أقيم في أبو ظبي.
وقد التحقت بكلية الآداب لدراسة اللغة الإنكليزية بناءً على رغبة والدي، ولكني لم أستطع أن أكمل الدراسة بها، وبعد نقاشات مطوّلة مع والدي أقنعته بحبي وولعي الشديد بمجال الإعلام، وحصلت على موافقته كي أدرس الإعلام. وحينما تخرجت عملت في تلفزيون أبو ظبي كمساعدة مخرج.

- وكيف التحقت بالعمل في قناة 'العربية'؟
كنت أحلم بالعمل في قناة 'ام بي سي'، وعندما علمت أنها اتخذت من دبي مقراً أحسست بأن حلمي سيتحقّق أخيراً. وحاولت مرات عدة الالتحاق بالعمل فيها، ولكن فشلت محاولاتي العديدة. ورغم ذلك لم أفقد الأمل، ثم جاءت فرصة رغم أنها كانت بعيدة عن أحلامي بوجود مكان واحد فقط شاغر للعمل في قسم 'تفريغ الشرائط'، ومن أجل ذلك تنازلت عن وظيفة مساعدة مخرج وراتب شهري كبير، فقط لدخول المبني أو صرح 'm b c' كمفرغة شرائط بدوام جزئي.
ثم توقفت عن العمل بعد عام نظراً لظروف حملي، وبعدها كان اتصال من حمدان جرجاوي مذيع الاقتصاد للعمل معه كمعدة للبرامج في قناة 'العربية'، وبالطبع وافقت على الفور. وبعد عام كامل جاء ترشيحي للعمل كمقدمة لنشرة الأحوال الجوية، وقدمتها لمدة ثلاثة أشهر، ثم انتقلت للعمل كمحرّرة أخبار.

- ولماذا كانت النقلة إلى برامج المنوعات واللقاءات الفنية؟
للحق لم أجد نفسي في برامج الاقتصاد أو السياسة، فقد كان حلمي منذ البداية يتمثل في العمل في البرامج الفنية. ومنذ ذلك الوقت بدأت إقامة علاقات وثيقة مع الفنانين، وترقب أخبارهم، وبالفعل قدمت المئات من المقابلات المتميزة مع كبار النجوم في الوطن العربي والعالم سواء في مجال الغناء أو التمثيل.
وذلك عبر برنامج 'صباح العربية' ثم أعود بعدها إلى عملي الأصلي. ولسنوات عدّة تحملت كل تلك المصاعب من أجل الوصول لما أريده وكنت سعيدة بذلك، لأني على مدار تلك السنوات اكتسبت المزيد من الخبرات والعلاقات. ومنذ بداية عرض برنامج 'صباح الخير يا عرب' على m b c أصبحت المسؤولة الفنية عن هذا البرنامج، ولهذا أقول إن حلمي بدأ يتحقق.

- وماذا حقّقت لك تلك النقلة التلفزيونية من مساعدة إخراج ومعدة ومقدمة إلى البرامج الفنية؟
أعطتني الثقة أولاً بقدراتي لأن القائمين على تلك البرامج يأخذون بآرائي ومقترحاتي. ويكفيني الشعور بالعمل وسط جو عمل أشبه بالعائلة، فنحن بالفعل فريق عمل متكامل، ولن أتنازل عن وجودي في هذا المكان المفعم بالحيوية والعمل الإعلامي الجاد حتى وإن كان المقابل مليون دولار!

- وما هو الحلم  الذي يراودك وتودّين تحقيقيه؟
بيني وبين ذاتي أريد أن أثبت وجودي، وعندما أسمع كلمة إعجاب بعملي أشعر بأني بالفعل على الطريق الصحيح، وأحب أن يكون عملي ناجحاً دوماً، ويتمتع بنسب مشاهدة عالية.
وفي المقابل لديّ أحلام أخرى أبرزها إجراء لقاءات مع بعض الشخصيات الفنية الكبيرة مثل شيريهان ومحمود ياسين. وعلى الجانب الآخر من حياتي هناك أحلام شخصية أيضاً لأن عندي ولداً واحداً فقط، وأتمنى الآن إنجاب بنت.

- قيل إنك كنت من ضحايا قضية مقتل المطربة سوزان تميم؟
الحكاية بدأت بمفاجأة مقتل سوزان تميم في دبي، وبحكم عملي في قناة 'العربية' أجريت اتصالاً هاتفياً بعادل معتوق زوج سوزان تميم السابق للتأكّد من صحة الخبر، ومن ثم بثه ضمن النشرة الإخبارية.
وكان من الضروري أيضاً الذهاب للتصوير في موقع الحادث والمنزل الذي وقعت فيه الجريمة، ولكن الحراسة هناك كانت مشددة، ومُنعت وسائل الإعلام من الاقتراب أو الخوض في تفاصيل الحادث.
مع ذلك تمكنت من التصوير من مسافة بعيدة. وبعدها تحدثت مرة أخرى هاتفياً مع عادل معتوق لاستضافته في البرنامج. ولحساسية الوضع وبشاعة الجريمة كانت الاتصالات ببعض الأرقام وقتها مراقبة، وفوجئت باتصال هاتفي لاستدعائي إلى قسم الشرطة، وعندما ذهبنا أنا وزوجي سألوني عن مضمون المكالمة التي حدثت بيني وبين عادل معتوق، وشرحت لهم الأمر وبأني أعمل في قناة إخبارية، وأن ذلك جزء من طبيعة عملي.
وبعد يومين من تلك الواقعة، كنت في طريقي أنا وعائلتي إلى إيطاليا في إجازة، ولكني فوجئت بأن اسمي ضمن قائمة الممنوعين من السفر، أما السبب فكان شبهة الاتهام بجريمة قتل، وهو ما جعلني أنهار بالبكاء.
ومن المطار توجهنا إلى قسم الشرطة، ووقتها تدخلت إدارة قناة "العربية" وتمت تسوية الموضوع بعد تفهم شرطة دبي، وأتقدم لهم بالشكر لمساعدتي في هذه المحنة.

- قيل أيضاً، إنك رفضت عرضاً لدور في فيلم سينمائي. ما صحة هذا الكلام؟
جاءني عرض لدور في مسلسل سوري وفيلم سينمائي مصري، لكنه كان عرضاً شفهياً وليس فعلياً، لأني لم أتلق أي سيناريو. وفي كل الأحوال أرى أن من يدرس التمثيل أحق مني في التمثيل، ورغم ذلك لن أرفض الفكرة من أساسها إذا كان الدور جاداً ويقدم مفهوماً وحالة وقضية.

- هل يعني ذلك أنك  تمتلكين موهبة التمثيل؟
ليست لي أي تجارب سينمائية أو مسرحية حتى في المدرسة أو الجامعة، ولا تجارب دراسية، ولذلك لا يمكنني الحكم على وجود موهبة التمثيل عندي من عدمها. ولكني معروفة بالجرأة، والكاميرا صديقة لي لا أخشاها أو تخشاني، وأعتقد أن هذه البداية.


- هل أنت حريصة على الاهتمام بجمالك ومظهرك في حياتك العادية خلف الكاميرات مثلما تفعلين أمامها؟
أولاً أحب أن أقدم شكري لمصممة الأزياء هويدا البريدي فهي من تعتني بمظهري واختيار ملابسي في الحفلات والمهرجانات وكل التغطيات الإعلامية، ولذلك دائماً أبدو كما يراني البعض متألقة. أما في حياتي العادية فدائماً ما أرتدي الجينز والتي شيرت، وحريصة على الظهور دون ماكياج.

- كيف ترين عمليات التجميل التي تجريها بعض المذيعات؟ وماذا عنك؟
لا أفكر في أي عملية جراحية، ولكن عندما أصل إلى سن متأخرة من عمري من الممكن أن ألجا إليها، ولكن فقط عمليات تجميل تليق بعمري للحفاظ علي مظهري العام. وبما أني أخشى الحقن، فلست متأكدة حتى الآن أني أستطيع أن أقدم عليها!

- بعد مشوارك وتنقلك بين أكثر من موقع على الشاشة الصغيرة، كيف تقوّمين تجربتك الإعلامية؟
أشعر بالجوع والنهم، وبمعني آخر لم أشبع بعد. وسأقوّم نفسي بنفسي عندما أتقاعد، لأني اليوم في مرحلة البناء والخبرة والطموحات.

- إذا طرحت عليك فكرة تقديم برنامج بالمشاركة مع مذيع من تختارين؟ وما نوع هذا البرنامج؟
أتمنى بالطبع أن يكون برنامجاً فنياً مثل برامج الدكتورة هالة سرحان، أو برنامج 'استوديو مصر'. وأنا لا أسعى لتقديم برنامج تلفزيوني إلا إذا كنت المسؤولة عن إعداده أيضاً، لأني أحب أن تتسع دائرة علاقاتي وخبراتي، وهذا ما يميزني في عملي. والأهم  في اختيار المذيع المشارك وجود 'الكاريزما' والتفاهم بيننا.

- وكيف ترين التعاون والتعامل بينك وبين لوجين عمران وبقية أفراد طاقم العمل في 'صباح العربية'؟
بصراحة لوجين عمران من أرقى من تعاملت معهم، واعتبرها صديقة مقربة، وهي بحكم خبرتها دائما ما تشجعني وتمدني بالنصائح، مثلها مثل الإعلامية فاطمة بن حوحو التي ساندتني كثيراً،. أما أفراد طاقم العمل فهم عائلتي، وأحبهم وأفتخر بأني فرد من هذه العائلة الناجحة.

- إن جاءتك  فرصة لتمضية إجازة أين تمضينها ومع من ولماذا؟
أكيد ستكون مع عائلتي أي زوجي وابني محمد، وستكون في جزر المالديف لأني أحب المناظر الطبيعية والأجواء الهادئة.


ادعيت أني صحافية لحرصي على لقاء عادل إمام

- كيف غطيت أخبار الفنانين المصريين في ثورة 25 كانون الثاني/يناير وكيف تعاملت مع أخبارهم؟
بداية أحب أن أوجه تحية خاصة إلى الشعب المصري الذي أكن له كل حب واحترام. للأسف بعد نجاح الثورة كثرت الشائعات عن الفنانين، وجاء دوري هنا لكشف الحقيقة ومدى صحة المعلومات المتداولة.
وقد نفيت الكثير من الأخبار من خلال فقرتي الفنية في برنامج 'صباح الخير يا عرب' مثل نفي خبر ضرب وطرد الفنانة يسرا والمخرجة إيناس الدغيدي من إحدى الساحات الشهيرة في لندن... وإشاعة الفنانة شريهان التي ردّد البعض أن سبب نزولها إلى ميدان التحرير كان انتقاماً من علاء مبارك وعائلته... وخبر حول الفنانة إيمان الطوخي وأنها كانت الزوجة الثانية للرئيس السابق حسني مبارك... إضافة إلى اتجاه المطربين إلى موجة الأغاني الوطنية، ومدى تأثير ما حدث على سوق الدراما المصرية، وكيفية توزيع الأعمال في شهر رمضان، وتوقف تصوير العديد من المسلسلات عن التصوير بسبب أحداث ثورة مصر.

- أصعب المواقف التي واجهتك في لقاء الفنانين؟
هي ليست لقاءات صعبة فقط، بل منها أيضا ما يمكن وصفه بالكوميدي. وأصعب لقاء كان مع الفنان العظيم محمد صبحي خاصة أني التقيته مرتين، وكان اللقاء الثاني أسهل من اللقاء الأول، لأن الأستاذ صبحي على ثقافة عالية جداً، ومعلوماته السياسية والثقافية وغيرها أقرب إلى الموسوعة. وللحظة من اللحظات شعرت بأنني غير جديرة باللقاء معه، وانتابني شعور بالرهبة، وهذا اللقاء كان على قناة 'العربية'.
وبعد أن ذهبت إلى m b c طلبت منه إجراء لقاء آخر، وشعرت وقتها بأنه سيرفض، ولكنه وافق على الفور. وهذه المرة عرفت من أين ابدأ معه الحوار، وكيف أديره مع هذا العملاق الكبير.
وموقف آخر حدث لي بعد تخرجي من الجامعة عندما علمت أن الفنان عادل إمام موجود في الإمارات وسيعقد مؤتمراً صحافياً، فذهبت إلى هذا المؤتمر، وادعيت أني صحافية، وأرسلت له رسالة مكتوبة لان هيبته منعتني من التحدث معه وجهاً لوجه.
لكنه استدعاني وأستفسر عن إسمي، وطلبت منه رقم هاتفه، ومنذ ذلك الوقت وأنا دائمة الاتصال به، والاطمئنان عليه لأني من أكبر محبي الزعيم وموهبته وتاريخه. 

- إلى أي مدى تستغلين فضائح المشاهير؟
لا أستغلّها أبداً، وليست في أجندتي المهنية حتى. وإن كانت هناك فضيحة من أي نوع قد تزيد من جماهيريتي أبقى بعيدة كل البعد عن هذا الأسلوب لنيل الشهرة، ولكن في حال انتشار الفضيحة عن طريق الفضائيات الأخرى أو المجلات، أضطر لأن أتطرق إليها لتوضيح الحقائق.
لم ولن أكون أول من ينشر الفضيحة أو أكون سبباً لانتشار إشاعة حول الفنان وإيذائه مهنياً واجتماعياً. وعلى سبيل المثال حدثت أخيراً فضيحة اجتماعية للفنان السوري سامر المصري، وهو انتشار فيديو كليب تتهمه فيه خادمته السابقة بضرب زوجته لها، فقمت وقتها بإذاعة الخبر بعد أن بعث إليّ الفنان سامر المصري ببيان ينفي فيها قيام زوجته بضرب الخادمة قبل هروبها من المنزل، وكنت أول من طرح الخبر في برنامج 'صباح الخير يا عرب'، وأول من تطرق إلى الموضوع، وفي حال ورود أخبار مماثلة فأنا أذيع الخبر بطريقة حيادية.

- هل تشعرين بالنجومية عندما تحاورين نجماً عالمياً؟
لا يراودني هذا الإحساس أو اشعر بالنجومية سواء مع فنان عربي أو فنان عالمي، فعملي مسؤولية هدفها الترفيه وإيصال المعلومات وتقديم آخر الأخبار الفنية لشريحة كبيرة من الجمهور من محبي الفن.
ولهذا، الوصول إلى النجومية والشهرة ليس من اهتماماتي، ونجوميتي تأتي من تحقيق النجاح لذاتي وتحقيق المستوى المطلوب لبرنامج 'صباح الخير يا عرب' وبرنامج 'ام بي سي في أسبوع'.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079