تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

خالد عبد الرحمن: لماذا أرفض لقب 'فنان العرب'...

«على الفنان أن يقبل رأي الجمهور سواء قال له «أنت أسوأ فنان» أو «أنت فنان العرب». هذا ما قاله الفنان السعودي القدير خالد عبد الرحمن في حواره الأخير مع «لها».
شكر الفنان ذو الإطلالات القليلة  بداية كلّ من صوّت له في استفتاء مجلة «لها» بعد تصدره لائحة أفضل فنان في الخليج للعام 2010، وتحدث عن تقصيره أحياناً وعن الأسباب الحقيقية لندرة مشاركاته أخيراً في المهرجانات العربية المصورة، نافياً أيضاً وجود أي خلاف مع شركة روتانا. خالد عبد الرحمن في هذا الحوار... 


- نبارك لك بداية حصولك على المرتبة الأولى في الاستفتاء السنوي الذي أجراه موقع «لها» على الإنترنت والخاص بلقب «أفضل مطرب خليجي» للعام 2010؟
شكرا لك، وأودّ بدوري أن أشكركم وأشكر جميع الذين صوتوا لي.

- يُلاحظ انك غائب منذ فترة طويلة عن المهرجانات الغنائية خصوصاً المصورة منها، إذ لم تشارك إلاّ في مهرجان «ربيع سوق واقف» في الدوحة أخيراً.
صحيح أني غائب وأنا معترف بالتقصير في هذه المسألة.

- تقصير منك أم من القيّمين على هذه المهرجانات؟
سوف أكون صريحاً وأقول إن القيمين على هذه المهرجانات لم يقصروا تجاهي ولهذا أنا لا أعتب على أي منهم، بل على العكس هم يدعونني من خلال الاتصال بإدارة أعمالي، لكن في أحيان كثيرة أكون مرتبطاً، فلا أتمكن من تلبية الدعوات بسبب ارتباطاتي الخاصة. أما اليوم فقد أصبح وقتي يسمح ولهذا شاركت في مهرجان «ربيع سوق واقف» الذي أعتزّ به كثيراً، وهو من المهرجانات المميزة في منطقة الخليج.

- حُكي في فترة من الفترات عن تقصير تجاهك من جانب شركة روتانا كونها تتولى تنظيم غالبية المهرجانات وتنسيقها؟
هذا غير صحيح، وقد سرت بالفعل أخبار عن خلافات مع روتانا لكنها كانت مجرد شائعات، والدليل أن مسؤولين في روتانا كانوا موجودين معي في الدوحة خلال مهرجان «ربيع سوق واقف»، إضافة طبعاً إلى التعاونات الأخرى الكثيرة بيننا.

- ماذا عن عقد إدارة الأعمال والحفلات مع شركة روتانا؟
بصراحة لم أوقع مع الشركة هذا العقد، لكن هذا لا يعني وجود خلاف بيننا. أنا متعاقد معهم على إنتاج الألبومات لكني لم أبرم العقد الخاص بإدارة الأعمال لأني بالأساس لست موجوداً كثيراً كي أتواصل معهم في هذه المسألة وقد لا يناسبهم هذا الوضع. لهذا فضّلت عدم التعاقد بمعنى ألاّ يكون أحدنا ملزماً بالآخر. إنما في الوقت ذاته هناك تعاون معهم على صعيد الحفلات بحسب الظروف.

- سرت أقاويل عن وجود خلاف مع إدارة مهرجان الدوحة الغنائي الذي لم تشارك فيه منذ سنوات؟
لا أبداً، ذكرت قبل قليل اني كنت بعيداً في الفترة الأخيرة لأني لا أعطي الفن سوى 15% من وقتي.

- أي أن الفن صار بالنسبة إليك «تحصيل حاصل»؟
كلا ليس بهذا المعنى، لكني أقرّ بأني مقصّر.

- يقال إنك تهتم اكثر بالمشاريع العقارية؟
لا أنكر أني دخلت في بعض المشاريع التجارية لكن ليس في شكل واسع.

- عدد كبير من الفنانين صار يعمل في مجالات تجارية. لماذا؟ هل صحيح أن الفن لم يعد مربحاً؟
(يضحك) الفن يربطنا بعدد كبير من الناس وأبرزهم طبعاً الجمهور. يعني لنفترض مثلاً أني ارتبطت بحفلة معينة أو مهرجان، فإذا أردت الاعتذار لأي سبب سيكون ذلك صعباً ومحرجاً لأن المسألة لم تعد محصورة بيني وبين القيّمين على المهرجان، بل مرتبطة بجمهور عريض ينتظر هذه الإطلالة إذا كان قد تم الإعلان عنها.

- ألا تخشى أن يزعل منك جمهورك عندما تقول إنك لا تولي الفن سوى 15% من وقتك؟
كلا هو لا يزعل لأني لست غائباً في شكل كلّي طبعاً، فأنا فنان قبل كل شيء. ولا ننسى أن الظهور المستمر على الشاشات وفي المهرجانات وغيرها، قد يسبب مللاً للناس... أي أفضّل أن أكون مع الجمهور نسبياً بدلاً من أن يملّ مني.

 

- آخر ألبوم صدر لك كان بعنوان «خالديات». ماذا عن تحضيرات الألبوم الجديد؟
أنا مستمر طبعاً في تجهيزه لكن روتانا هي المسؤولة عن تحديد الوقت. أنا عادة أسلّم ألبومي وأترك للشركة مسألة موعد إطلاقه، ومن الطبيعي أن تكون الشركة أحرص من أي شخص على إصدار العمل في الوقت المناسب كونه من إنتاجها، إضافة إلى توليها مسألة الدعايات والإعلانات الخاصة بذلك، وأنا بصراحة لا أتدخل في هذا الأمر.

- هل انتهيت من تجهيز الألبوم كاملاً؟
كلا ليس بعد، وذلك بسبب الأحداث التي حصلت في الفترة الأخيرة في أكثر من بلد عربي.

- هل من الممكن ان نسمع منك أغنية تحكي ما حصل مواكبة للأحداث الأخيرة؟
أستبعد ذلك.

- لماذا؟
لأن الأحق في التحدث عن هذه الأمور هم الفنانون الذين حصلت في بلادهم الأزمات الأخيرة، بمعنى أن أهل البلد أدرى بذلك وهم الذين يستطيعون فعلاً ترجمة ما حصل وتجسيده في أعمال غنائية تكون معبّرة في شكل حقيقي عن الواقع الذي عاشوه.

- حُكي كثيراً عن مواقف معلَنة لفنانين مصريين مما أثر على شعبيتهم. هل أنت مع الرأي القائل إنه لا يجوز للفنان أن يُدلي بآرائه السياسية بل يفترض أن يكون لكل الناس، أم مع الذين يقولون إن الفنان مواطن في النهاية ويجب أن يكون مشاركاً في كل ما له علاقة بالوطن؟
لست ضدّ أن يُدلي الفنان بآرائه لأن الحق يجب أن يُقال. طبعاً في حال اختلاف الآراء، كل شخص يعتبر أنه هو المحق وأن رأيه هو الصائب، لكن هذا لا يمنع أن يقول الفنان ما هو مقتنع به سواء كان مع أو ضد، شرط أن تكون الآراء صادقة ونابعة من قلبه وأن يكون مقتنعاً بها، وليس من باب المتاجرة خوفاً من خسارة جمهوره.

- خلال مسيرتك الطويلة كتبت عدداً كبيراً من أغنياتك. هل هذا يعني أنك غير مؤمن بما يكتبه الآخرون؟
أبداً على العكس، والدليل أني أتعاون مع الآخرين إلى جانب الأغنيات التي أؤلفها بنفسي. لو كنت غير مؤمن بهم لكان كل أرشيفي من تلحيني أو تأليفي... ولو راجعنا أرشيفي نجد أن ما غنيته من أعمال سواي يفوق عدد الأغنيات التي ألفتها أنا. أحب الشعر وقد كتبت فقط كي أظهر جانباً من شاعريتي ولم أجد مانعاً من غناء جزء مما كتبت، لكني لا أدّعي ما هو اكثر من ذلك أو أقول إني لا أغني سوى من كلماتي.

- سجلت أخيراً جلسات جديدة لإذاعة «صوت الخليج».
نعم صحيح، نحو 14 أغنية.

- تعاونت في أكثر من كليب مع المخرجة الإماراتية نهلة الفهد، لكنك لم تصور معها منذ مدة بل شاهدناك في كليب مع المخرج حسين دعيبس. هل من سبب؟            
أنا لا أتدخل في تفاصيل الكليبات، بل أترك المسألة للشركة ولا أضع فيتو على أحد، حتى أني لا أتدخل في تفاصيل موقع التصوير. وأنا أرحب بالتعاون مع أي مخرج قادر على تقديم أعمال محترمة.

- هل يمكن أن تصور كليباً في بيروت؟
طبعاً لم لا.

- ماذا عن الجنادرية؟ او متى سنراك مشاركاً في هذا الأوبريت؟
طبعاً هو عمل وطني بامتياز وأي فنان يتشرّف بالمشاركة فيه، أما مسألة اختيار الأسماء، فهي منوطة بالقيّمين على هذا العمل. ومن المؤكد أن جميع الذين شاركوا في الجنادرية كانوا في المستوى المطلوب.

- هل صحيح أن تلحين ماجد المهندس لأوبريت الجنادرية أثار حساسية معينة في الوسط الفني السعودي؟
لا لا هذا غير صحيح، فإذا كان الفنان، أي فنان، قادراً على ترجمة العمل في شكل لحني جميل فهو يستحق المشاركة. أنا شخصياً لا أفكر بهذه الطريقة. بل قد أنتقد مثلاً أن يأتي شخص لا يفقه أصول اللهجة السعودية ويكتب نص الجنادرية بلهجة سعودية مكسّرة وغير صحيحة، من الطبيعي هنا أن أنتقد... لكن إن كان ماجد أو سواه قد لحّن فهذا لا يعنيني، بقدر ما يهمني أن يكون العمل الذي يحمل اسم بلادي قد قدّم بالشكل اللائق والمطلوب. يعني تخيلي أن يأتي شخص مثلاً ويكتب أغنية لبنانية وطنية بلهجة لبنانية غير سليمة. المسألة لها علاقة بالتوافق والإتقان وليس بالأسماء.

- ماذا عن لقب «فنان العرب» الذي صرّحت أخيراً مع جومانا بو عيد (إذاعة روتانا السعودية) أنك توافق على قبوله بينما معروف أنه لقب الفنان محمد عبده؟
صحيح ذكرت هذا الأمر، والجمهور هو من يعطي الألقاب ولا يجوز للفنان أن يكون هو من يخلع الألقاب على نفسه. الجمهور منحني هذا اللقب وأنا أقبل به. لماذا سأرفضه وكيف لي ذلك أساساً... على الفنان أن يتقبل آراء الجمهور سواء قالوا له «أنت أسوأ فنان» أو سواء قالوا «أنت أفضل فنان أو أنت فنان العرب أو ملك الفن». أنا شخصياً أحب لقب «ملك الفن»، وهو أيضاًَ لقب منحني إياه جمهوري. ولا بأس بمجرد كلمة «فنان»، وأحياناً الاسم نفسه يصبح لقباً.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079