حبيبة العبدالله: الفضائيات الخاصة تستغلّ المذيعين الشباب...
حبيبة العبدالله مذيعة محجبة تطل عبر شاشة تلفزيون الكويت. شابة مجتهدة ومثابرة في عملها وتبذل قصارى جهدها لتتميز حتى إنها التحقت بدورات صحافية في إحدى المؤسسات الاعلامية لتطور قدراتها في مجال التحرير وإعداد التقارير والمواد، وتسعى لتحقيق المزيد من الطموحات. درست الاقتصاد وإدارة الاعمال لكنها اندفعت في العمل الاعلامي بكل حب وحماسة.
بدأت كمذيعة في قناة 'المختلف' التي تعنى بالشعر الشعبي وقدمت في قطر 'قمر وثلاث نجوم'، ثم شجعها محمد المسري مدير المنوعات في تلفزيون الكويت لتلتحق به وتقدم برامج منوعة مثل 'هلا تيم' و'كل جمعة'، كما قدمت خلف ميكروفون اذاعة 'الأف.أم' بعض البرامج.
- حدثينا عن برنامجك الجديد في تلفزيون الكويت وما الذي سيقدمه؟
بعد أن انتهيت من برنامج 'نجوم فبراير' وسعدت بالأصداء التي تلقيتها، لديّ برنامج جديد بعنوان 'استراحة المنوعات' يعرض في دورة نيسان/ابريل كل يوم جمعة من كل أسبوع وعلى الهواء مباشرة، هو منوع وخفيف يناسب فترة الظهيرة، ويعتمد على استضافة بعض الضيوف والتقارير والتغطيات.
وهذه ثاني تجربة لي في تقديم هذا النوع من البرامج، اذ قدمت برنامج 'كل جمعة' في الفترة الماضية ولاقى استحسان الكثيرين.
- ما الذي ينقص برامجنا الحوارية حتى تخرج من النمطية؟
تنقصها استضافة أصحاب الإنجازات الحقيقة المبدعين في المجالات المختلفة والتركيز على الطاقات الشابة التي هي نور المستقبل، وإبرازها لتكون قدوة ومدعاة فخر للوطن. ويجب أن نبتعد عن عنصر المجاملة في اختيار الضيوف.
بعض المذيعات يتعمدن سرقة الكاميرا من الضيف
- ألا تتفقين معي أن الضيف يقع ضحية عندما يتبادل مذيعو البرنامج النقاش والجدال بعيداً عن مضمون الحلقة؟
نعم كلامك صحيح. يحدث هذا في برامج الثنائيات، أو وجود ثلاث أو أربع مذيعات أو مذيعين في البرنامج الواحد لأن طبيعة بعض البرامج تتحمل هذا العدد من المقدمين، لكن يزداد النقاش بينهم لأن هناك بعض المذيعين يريدون أكل الجو من الضيف وبقية الزملاء ويحرصون على أن يسرقوا الكاميرا، بمعنى أن تكون الصورة ثابتة عليهم أكبر مقدار من وقت البرنامج ويعتقدون أنهم بهذا حققوا المعادلة الصعبة وكانوا الأكثر حضورا، والواقع أنهم كانوا مستفزين للضيف والمشاهد وأثاروا غيظ زملائهم.
في حين أننا عندما نستضيف ضيفاً ما فإنه من واجبنا كمذيعين إخراج ما لدى الضيف من تجارب وآراء ونصائح والتركيز على موضوع الحلقة وليس سرقة الأضواء منه، لأن المذيع هو حلقة الوصل بين الضيف والمشاهد.
مشكلة البرامج في النص... ووراء كل برنامج ناجح معد مبدع
- نلاحظ أن بعض البرامج فارغة هدفها سدّ الفراغ في ساعات البث، ما رأيك؟
نعم أعترف بذلك. هذه البرامج من الأَولى أن تتوقف، فوراء كل برنامج ناجح ومفيد معدّ مبدع، لهذا يجب التحضير للحلقة مسبقاً بشكل جيد وإعداد المادة واختيار مواضيع جديدة وضيوف يخدمون عنوان الحلقة وليس سلق البرنامج في أخر لحظة، فأنا أرفض هذه الطريقة السهلة تماماًً.
- هل أنت متابعة جيدة لتلفزيون الكويت؟
ليس كثيراً وليس كل شيء، بل أفضل مشاهدة البرامج الأجنبية، وأتابع بعض القنوات الخاصة مثل برنامج 'تو الليل' على الوطن وأحاول قدر المستطاع متابعة برامج زملائي.
- كيف تجدين عمل الشباب في القنوات المحلية الخاصة؟
بصراحة أخيرا استغنت قنوات خاصة عن الكوادر الشابة وتم 'تفنيشهم' بسبب الخسائر والأوضاع الاقتصادية السيئة، وهو أمر يبعث على الأسى والحزن، ومشكلة الشباب أنه يتم استغلالهم اذ يعملون لفترات طويلة ولا يحصلون على مكافآت أو أجور بحجة أننا نوفر لكم برامج، فرص الظهور والشهرة ثم سندفع لكم إلا أنهم في واقع الأمر يجدون أنفسهم في الشارع ولم يستفيدوا من أصحاب الخبرات الطويلة في مجال الإعلام لأنها أصلاً قنوات حديثة لا تعتمد على عناصر الخبرة المكلفة.
لهذا فالعمل في القنوات الخاصة مجازفة إلا إذا كانت من القنوات الرائدة والمتينة مالياً، بينما نجد الوضع في القناة الرسمية مثل تلفزيون الكويت على العكس تماماً، فحقوقنا محفوظة بلا استغلال ونجد الكل لديه مخزون من الخبرات والتجارب التي نستفيد منها، ابتداء من وكيل التلفزيون علي الريس ومحمد المسري وحتى الرائدات من الإعلاميات مثل منى طالب وخديجة دشتي وغيرهم. كل هؤلاء قدموا لي النصائح والتوجيهات التي تطور قدراتي وتفيدني حقيقة.
- ما الذي يجذبك نحو الشاشة؟
أحب الأفلام الأجنبية كثيراً، وأحب برامج الطبيعة والسياحة، ولكن من منطلق كوني مذيعه أحاول متابعة ما يتسنى لي من أعمال درامية خليجية وعربية وبعض البرامج الحوارية التي يقدمها أمثال أوبرا وينفري ونشوى الرويني وبركات الوقيان.
في الجهاز الرسمي نحصل على الدعم والتشجيع من أصحاب الخبرة
- لماذا نجد المذيع الكويتي لا يطمح الى التجديد ويقبل بما يعرض عليه؟
لأنه ومع الأسف نجد أن بعض القنوات تفرض على مذيعيها برامج وسياسات معينة وضيوفاً إجباريين، فلا يستطيع المذيع أن يختار ويتحكّم في برامجه، فهو في نظر القناة مجرد أداة تخدم مصالحها وسياستها، والمعلن لديها والممول هما الأساس وليس المذيع الذي يتعامل بابتكار منظور جديد، وأتمنى أن تتغير هذه السياسة ويتم الجلوس مع المذيع لمعرفة ميوله واهتماماته، ويعطى فرص إبداعية ليقدم نفسه وأفكاره ومواهبه من خلالها ويساهم بشكل فعال في نجاح البرنامج والقناة ككل أيضاً.
- المنافسة غير الشريفة تغزو الأعلام، فكيف ترينها؟
نعم هناك منافسة غير شريفة مع الأسف، ولكن العنصر الجيد يفرض نفسه بالنهاية والبقاء لأصحاب المواهب الحقيقية لأن الفقاعات حتى لو كانت كبيرة ستنفجر يوما وتتلاشى.
- يقال إن حبيبة مستهدفة من البعض لنشاطها الدائم؟
نعم ولكن كلي ثقة بقضاء الله وقدره وتيسيره لأموري. أنا اعمل وأعطي ما لدي وأحاول أن أتعامل بشرف وصدق مع الآخرين وبنية سليمة، وعندي اقتناع تام بأن هذا هو الطريق السليم والأسلوب الأمثل، فأنا لا أحب أن آخذ شيئاً ليس لي ولا أن أتمنى زوال النعمة من غيري، وأحب أن أنظر الى نفسي فقط وميولي اهتماماتي، ولا شأن لي بالآخرين.
- هل شعرت ولو لحظة بأن حجابك يسبب لك عائقا لتحقيق طموحاتك؟
لا بالعكس، الحجاب ميزني عن غيري ولم يكن يوماً عائقاً يحول دون تحقيق أهدافي وطموحاتي.
- علاقاتك بالناس كيف هي؟
الحب من الله وأحاول ان أحافظ على علاقتي الطيبة بالمقربين من خلال التواصل الاجتماعي الدائم بهم، وتحكمني العلاقات الجيدة بالآخرين، سواء أولئك الذين تربطني بهم مصلحة وعمل أو لا.
- موقف لا ينسى في حياتك؟
حين قمت بنقلة نوعية في عملي وانتقلت من تقديم البرامج الشعرية إلى المنوعات وبرامج المسابقات في تلفزيون الكويت، فقد كانت مسؤولية كبيرة لا تنسى وتجربة نجحت فيها.
- لماذا بات الجمال مطلباً مهماً بين مذيعات اليوم؟
الجمال هو جمال الروح، والتي تمتلك روحاً جميلة وظلاً خفيفاً من الطبيعي أن ينعكس ذلك على إطلالتها ليصبح وجهها جميلا وتحظى بقبول المشاهدين، وهذا هو عنصر النجاح. القبول أهم من الجمال بالنسبة الى المذيعة.
- لكن القبول وحده أيضا لا يصنع مذيعاً ناجحاً؟
نعم أوافقك الرأي، فلابد من الثقافة وسرعة البديهة والإحساس بالمسؤولية، ومهم الإلمام بالمادة والضيف، وليس من مصلحة المذيع سرعة التنقل بين القنوات والتخصصات المختلفة لأنه لن يعثر على نفسه وينجح وسط التغيرات السريعة، فلا بد من التأني وتقويم خطواته أولا بأول.
- هل ترين نفسك مذيعة جميلة؟
كل النساء جميلات برأيي وكل امرأة من الطبيعي أن تشعر بأنها جميلة وهذا شيء ضروري لدعمها نفسياً ومعنوياً، واعتراف المرأة بجمالها أراه نوعاً من أنواع الثقة وجزءاً من كونها أنثى.
- ما هو المقياس الحقيقي للجمال؟
الروح الجميلة، القلب الكبير ونظرتك الى الكون. كن جميلاً ترَ الوجود جميلاً.
- ما أكثر شيء يشدك الى الرجل؟
رجولته.
- صفة لا تعجبك في الرجل؟
لا يوجد رجل كامل ولا امرأة كاملة، ولكنني آمل أن أجد الرجل الذي تغطي محاسنه عيوبه.
- هل تشعرين بأنك في حاجة إلى رجل؟
كل امرأة تحتاج إلى رجل نعم، ولكن ليس كل رجل رجلاً.
- هل أنت مع تأخر الفتاة في مسألة الزواج أم ضده؟
مع التأني في الاختيار. أؤيد ان تتزوج الفتاة في سن تناسبها حتى لو كان الأمر متأخراً بعض الشيء. فأنا أرى أن تتزوج الفتاة في آخر العشرينات أو أول الثلاثينات، أفضل من أن تتزوج وهي طالبة في الثانوية أو الجامعة، لأنها تكون ناضجة وتستطيع فعلا تحمّل مسؤولية تكوين أسرة وبيت متماسك يعتمد على أسس متينة.
- هل أنت فتاة متطلبة مثل أغلب فتيات اليوم؟
لا على العكس، أحس بأن طلباتي قليلة ومتواضعة كما أنني أحب أن أساعد الآخرين وأن ألبي احتياجاتهم ومتطلباتهم. وأنا حساسة جداً ولا أحب أن أطلب شيئاً من أي شخص مهما بلغت صلة القرابة به.
- أكثر شيء يسعدك؟
عندما أحس بأنني أحظى بالتقدير والحب ممَّن هم حولي، وأنني مدعاة فخر وتقدير بالنسبة اليهم.
- شيء تفتقدينه وتشعرين بالحنين نحوه دوماً؟
أشتاق لأخواتي المتزوجات كثيراً اللواتي أجتمع بهن بين وقت وآخر، وأتمنى لو نعود لنعيش مع بعض في بيت واحد.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات