تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

عبد العزيز المسلم: عصابات الإنترنت سرقت منا أعمالا...

 لا يختلف اثنان على أن ما يميّز الفنان عبد العزيز المسلم هو حبه للفن وحرصه على أن يبعث من خلاله رسالة إلى الجمهور مفادها نبل هذه المهنة التي يعتبرها في الاساس مهمة إنسانية تساهم في ترسيخ قيم ومبادئ أصبحنا في أشد الحاجة لتعزيز وجودها. قدم خلال مشواره العشرات من الاعمال المسرحية والدرامية المتميزة بمعية نخبة من نجوم الساحة الفنية الخليجية، ويعتزم خلال العام الجديد الحضور بقوة في الساحة الفنية و يحرص على الانفتاح على الثقافات الأخرى على اختلاف توجهاتها ليستقي منها الإيجابي ويعيد صياغته وتقديمه بصورة تلائم عادات المجتمع الخليجي وتقاليده... المسلم القائم على شركة 'السلام' للإنتاج يستعد لإنتاج مسلسل تراثي ضخم بعنوان 'العضيد' يجمع فيه نخبة من نجوم الفن العربي، كما سيخرج من عباءة مسرح الرعب ليقتحم منطقة الكوميديا الاجتماعية.


- ما جديدك خلال الفترة المقبلة؟
نستعد لتصوير مسلسل جديد بعنوان 'العضيد'، والمصطلح مستقى من اللغة العربية الفصحى ويعني الأخ الذي يؤازر شقيقه ويقف بجانبه في أوقات المحن. والقصة تدور أحداثها في نهاية الخمسينات حين كان يتولّى الحكم الراحل الشيخ عبد الله السالم وشهدت الكويت نقلة كبيرة على كل الصُعُد.
والقصة لعبد العزيز المسلم والمؤلفة فاطمة الصولة، ويشارك في الكتابة الشاعر سامي العلي. ويتولى الإخراج أحمد دعيبس، ويدير التصوير محمد دعيبس، إلى جانب طاقم فني متخصّص تمّ استقدامه خصيصاً من خارج الكويت لهذه المهمة.

- هلاّ حدثتنا عن الخط العام للأحداث؟
المسلسل يطرح مفهوم الأخوة والتكاتف. وتدور القصة حول توأمين مختلفين في الطباع، فأحدهما طيب وودود ومحب للحياة ويمدّ يد العون لجميع من حوله ويمتهن التجارة. أما الشقيق الآخر، فيحب الفن ويشارك في جلسات الطرب، لذا فإنه منبوذ من الوسط التجاري حيث ينظرون إليه نظرة دنيا. ومن هذا المنطلق نجد أن الشقيقين متشابهان في الشكل فقط ومختلفان في جوهر طباعهما.
ويبدو ان حب الفن كان السبب في أن يرفض عم الأخ 'الفنان' زواجه من ابنته، فيعيش حالة من الحزن والألم ويتوجه إلى كتابة الاشعار ويتغنى بعشقه لابنة عمه وتشتهر قصتهما بين الناس.
لذا يلجأ الشقيق الفنان إلى حيلة ليظفر بقلب ابنة عمه اذ ينتحل شخصية أخيه التاجر بطريقة ما ستكون مفاجأة العمل.

- وماذا عن الإنتاج المسرحي؟
سنحدث نقلة كبيرة في العرض المقبل الذي سيرى النور خلال عيد الفطر ونعكف على صياغة أحداثه بحيث نواكب مجريات الأمور في الدول العربية بشكل عام والخليج والكويت تحديداً، حيث سنخرج من عباءة الرعب لنقدم مسرحاً سياسياً ساخراً يحمل نقداً لاذعاً لأوضاع عدة ويستشرف ما سيحدث على المدى القريب، لاسيما أننا كفنانين نرى ما لا يراه الشعب أو المسؤول، والدليل على ذلك ما شاهدناه من تغيير أنظمة بين ليلة وضحاها في دول عربية شقيقة.


أخطط لتحويل إحدى العواصم الخليجية إلى قبلة سينمائية


- قد يتساءل الكثيرون عن سبب هذا التغير المفاجئ في توجهاتكم  المسرحية؟
هذا النهج نابع من حرصنا على توعية الشباب الغاضب في مختلف أرجاء الوطن العربي، وسنسلّط الضوء على حقائق عدة من دون مجاملة كما اعتدنا دائماً... كان الرعب بمثابة المظلة التي نختبئ تحتها في طرحنا السياسي المناهض للسياسة الأميركية، وأشدد هنا على ان الانتقاد كان للسياسة وليس للشعب الأميركي الصديق الذي نحترمه ونقدره.
كذلك استحضرت مصاصي الدماء ليحلّوا محل بعض الشخصيات التي تساهم في نشر الفساد وشراء أصوات الناخبين ليصلوا إلى المجلس النيابي الذي يتيح لهم تشريع القوانين. وهنا يتحمل الطرفان مسؤولية هذا الفساد، لذا لجأت إلى الرعب لأن هناك 'دراكولات' يعيشون بيننا يمصون دماء الشعب.


- تحدثت في أكثر من مناسبة عن اتجاهك إلى دعم السينما الخليجية؟
بالفعل وأعتقد أنه حان الوقت لنجعل من احدى العواصم الخليجية قبلة للسينما العربية والعالمية، وذلك من خلال تشييد مدينة سينمائية. وقد تقدمت بطلب رسمي إلى حاكم إحدى الدول الخليجية للحصول على الموافقة على المشروع، ونحن حالياً في طور تحضير الإجراءات المستندية لأحقق حلمي بجعل إحدى دول مجلس التعاون عاصمة للسينما في العالم. وباذن الله سيرى المشروع النور وقد وصلنا إلى مراحل متقدمة.

- كونك على رأس شركة إنتاج ضخمة كيف ترى مشكلة حقوق الملكية الفكرية؟
مع الأسف نعاني بشدة من إهدار حقوق الملكية الفكرية في جيع انحاء الوطن العربي، ونحن في شركة مسرح السلام نملك حقوق 70 عملاً مسرحياً ولكن وصلت نسبة الخسارة العام المنقضي وحده إلى ربع مليون دينار كويتي، وذلك على خلفية تسريب تلك الاعمال على الانترنت.
لذا أناشد شركات الانتاج في كل الدول العربية للتكاتف والتقدم بطلب رسمي للحكومات للحيلولة دون إهدار حقوقنا.

- ماذا عن مسلسل 'الثمن' الذي انتهيت من تصويره أخيراً؟
قصة وسيناريو وحوار عبد العزيز المسلم بالاضافة إلى نخبة من كتاب الدراما على مستوى الوطن العربي. أما الإخراج، فيتصدى له أحمد دعيبس. ويشارك في بطولة المسلسل الفنانون عبد العزيز المسلم، صلاح الملا، منى شداد، لمياء طارق، مشاري البلام، شيماء علي، بالاشتراك مع الفنان القدير منصور المنصور والفنانة طيف وليلى السلمان، وعبد الله البارون، وسوسن الهارون وعبد الله بهمن.
ويجري التصوير في مواقع عدة والعمل اجتماعي يناقش مجموعة من القضايا والمشكلات المتشعبة، وسيكون علامة فارقة في الدراما.

- مسرحيتك الأخيرة 'ليلة رعب' حققت ردود فعل واسعة لاسيما أنك تعرضت لموضوع حساس؟
الفكرة  في منتهى الخطورة وهي الحياة بعد الموت. وهي فكرة ترمي إلى توجيه سلوك الإنسان نحو الأفضل. فرغم أجواء الخوف والرعب والكوميديا قدمت في هذه التجربة سلوك الكذب والزيف واللامبالاة في التعامل الإنساني.
كذلك الجميل في العرض أنه يحمل عظة وعبرة من خلال فنتازيا وخيال واستعراض وموسيقى تثير تشويق الجمهور. والمسرحية تعالج الكثير من السلوكيات غير السوية لدى البعض.

- هل تعتزم تكرار دراما الرعب بعد مسلسل 'البيت المسكون'؟
لا شك أن تكرار التجربة وارد جداً خصوصاً أن المسلسل لاقى ترحيباً جماهيرياً وأن العمل كان ينطوي على خطوط درامية عدة، منها تعدد الزوجات والمظاهر السلبية في المجتمع الكويتي.


الدراما الخليجية تسير على الطريق الصحيح


- لاحظنا في الآونة الأخيرة حرصك على اشتراك أكثر من كاتب في صياغة أحداث العمل الواحد؟
هذا التوجه نابع من السعي لإثراء أي عمل بمجموعة من الأحداث والخطوط الدرامية والتوجهات والرؤى.

- كيف تصف وضع الدراما الكويتية والخليجية بشكل عام؟
الدراما الخليجية أصبحت تنافس بقوة نظيرتيها المصرية والسورية من حيث ضخامة الإنتاج ونسبة المتابعة في جميع أنحاء الوطن العربي. وأعتقد أننا نسير على الطريق السليم، وإذا كان هناك تطوير وإصلاح يجب ان يبدأ من الكويت درة الخليج.

- مسلسل 'نور عيني' كان شكلاً مختلفاً في نهج شركة 'مسرح السلام'، فكيف ترى هذه التجربة؟
المسلسل تناول قضايا واقعية في ظل الصراعات الجديدة والتغيير السريع في السلوك العام للإنسان وانعكاس هذا التغيير على الوضعين الاجتماعي والاقتصادي. كل ذلك ضمن خطوط درامية متوازية تجمع بين الرومانسية وإنكار المعروف من جهة، وبين الفقر والجشع والفساد والرشاوى من جهة أخرى.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079