تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

حرب العامري: لم ولن أعتزل ولكل حاقد أقول...

استطاع المطرب الإماراتي حربي العامري أن يصل إلى قلوب الجماهير الإماراتية والخليجية والعربية على السواء، وذلك بفضل موهبته الغنائية الكبيرة وإصراره على أن يكون دائماً مختلفاً ومتجدداً. وقد أصدر منذ فترة ألبومه الأخير 'حربي العامري 2010' الذي عاد من خلاله بقوة إلى الساحة الغنائية. وفي هذا الحوار يحدثنا عن حقيقة خلافة مع مدير أعماله ناصر جابر ويرد على إشاعة اعتزاله الغناء ويكشف جديده  لعام 2011.


- كيف ترى نفسك بين المطربين الإماراتيين والخليجيين؟
الساحة الإماراتية مليئة بالمطربين الذين حققوا مقداراً كبيراً من الشهرة والنجومية، وكذلك الحال في دول الخليج التي فيها أسماء كبيرة وذات تاريخ ومكانة خاصة عند الجمهور الخليجي والعربي على السواء. ولا أنكر أنني من الأصوات الجديدة التي تصارع في بحر الطرب من أجل تحقيق طموحات كبيرة غير أنني أشعر بأني موهبة موجودة ولا أقل في أي حال من الأحوال في الإمكانات الفنية عن غيري من المطربين الذين وصلوا إلى أعلى درجات النجومية.

لكن غيابي لفترة عن الوسط الفني أثر بشكل كبير عليّ، وقد تكون تلك الفترة التي ابتعدت فيها عن الغناء أدت إلى ظهور الكثير من الشائعات حولي. ورغم ذلك فالذي لا يعرفه عني الكثيرون أنني من النوع المثابر، ولا أحب مطلقاً أن أصبح في يوم وليلة 'نجم النجوم'، وكل ما أطمح إليه أن أمر بكل مرحلة بتدرج حتى أرسخ نفسي بشكل طبيعي في وجدان الجمهور.

- وما هي أسباب ابتعادك عن الساحة الفنية؟
كان غياباً مفروضاً عليّ، فقد كنت مع والدي في المانيا لأجراء بعض الفحوص، اذ كان يعاني آلاماً حادة في عضلة القلب. وبعد إجراء الفحوص اتضح أنه يعاني ضعفاً في عمل أحد الشرايين. ولم نترك المانيا حتى أتم والدي فترة العلاج التي وبحمد الله انتهت على خير وبشفاء تام، ثم عدت إلى فني وجمهوري الذي أحبه ويحبني.

- وألبومك الأخير هل حقق لك النجاح المطلوب؟
عندما فكرت في إعداد هذا الألبوم قررت أن أقدم أعمالاً غنائية قوية ترضي ذوق الجمهور، وأعتقد أن الألبوم حقق نجاحاً كبيراً واستقبله الجمهور استقبالاً حافلاً. والشيء الذي أسعدني هو عدد الرسائل الكبير التي وصلت عبر البريد الإلكتروني سواء من الجمهور أو من الأصدقاء وكلها كانت تشيد بالألبوم.

- هناك كساد في سوق الكاسيت بصفة عامة بسبب المواقع الغنائية الالكترونية. كيف تواجه ذلك؟
أنا على علم تام أن الكثيرين من مشاهير الغناء حين طرحوا ألبوماتهم الغنائية في الفترة الماضية لم يحققوا المكاسب المطلوبة بسبب الانترنت. إلا أن ألبومي بالمقارنة حقق النجاح المطلوب وإن كنت أطمح الى تحقيق نسب مبيعات أكبر في الألبومات المقبلة.

- معنى كلامك أنك تفكر في الربح المادي في المقام الأول؟
مستحيل أن يكون ذلك هو تفكيري، فآخر شيء أفكر فيه الفلوس، لأنني أمتلك طاقة فنية كبيرة، وكل هدفي هو إخراج هذه الطاقة بشكل يقربني أكثر من الجمهور. ثم إن المطرب اذا  فكر في المقابل المادي كهدف أساسي فلن يحقق مكسباَ مادياً ولا معنوياً. أنا أقدم فناً  حقيقياً، وهو ليس سلعة معروضة للبيع والشراء، لكن أريد أن يتنفس الناس كلماتي ويغنوا من خلال حنجرتي، وإذا وصلت إلى هذه المرحلة ولم أحقق في المقابل درهماً واحداً فإن مكاسبي في هذه الحالة لن تحصى أو تعد.


- هل صحيح أن لديك نية لاعتزال الغناء كما قال البعض في فترة غيابك؟
لا أدري من الذي يروج لهذه الشائعات السخيفة التي لا هدف من ورائها إلا إزعاجي وإرباكي وتدميري نفسياً بحيث أتفرغ للرد على من يروج لها وأنسى دوري الأساسي كفنان.

وأنا أقول عبركم لكل حاقد على فني 'اشرب من ماء البحر' فلن أهتم، وسوف أستمر وأكمل مسيرتي الفنية بنجاح وهمة وتحدٍ أكبر من أي وقت مضى، فالغناء يسري في عروقي وهو ضمن تركيبة دمي ولا يمكنني الابتعاد عنه مهما حصل.

- يقال انك على خلاف مع مدير أعمالك ناصر جابر، فما حقيقة هذا الخلاف؟

لا خلافات بيني وبين ناصر وعلاقتنا طيبة جداً، ولم يحدث أن مرت بيننا أية سحب أو غمامات سوداء كمل يقال. كل ما في الأمر أنني شوهدت في فترة قليلة جداً في بعض الأماكن من دونه، لذا وجد المغرضون في ذلك مادة للطعن وفرصة مناسبة لإحداث وقيعة بيني وبينه.
لكن أؤكد أيضاً أن هذا غير وارد لأن الذي يجمع بيننا ليس مجرد العمل بل محبة واحترام وتقدير ومودة وثقة، فضلاً عن كون ناصر من الأشخاص المهنيين في مجاله ويعرف كيف يدير أعمالي جيداً، فهو يتمتع بذكاء نادر وقدرة فائقة على تسيير أمور من الصعب على غيره من الذين يعملون في مواقع مماثلة أن يديروها بمثل سلاسته.

- هل تضع خطة مسبقة لحفلاتك الداخلية والخارجية، وهل تفضل إحياءها في الإمارات أم في الدول العربية والبلدان الخليجية؟
لا يمكن أن ينجح مطرب على المستوى الدولي إلا إذا حقق شهرة  واسعة في بلده أولاً، ومن المحلية يتم الانطلاق إلى الدول العربية الأخرى، ومن ثم العالمية. وفي الإمارات أتمتع بحب الناس وأجد الدعم النفسي والتقدير الكافي من أبناء بلدي، لهذا أحرص دائماً على التوازن بين حفلاتي الغنائية الداخلية والخارجية. وبصراحة أشعر بمتعة كبيرة عندما يصفق لي الجمهور الإماراتي.
كما أنني لا أحيي حفلات في الداخل أو الخارج إلا وفق جدول أعمال منظم ومرتب فلست من النوع الذي يخدع الجمهور مثل بعض المطربين، فنرى أحدهم تقوم إحدى الشركات بدعاية له في أحد البلدان العربية وقبل الحفلة بساعة يعتذر ولا تهمه مشاعر الجمهور الذي حضر قبل الموعد بساعات وجلس ينتظر خروج مطربه المفضل، لكنه يفاجأ بأنه قد شرب الوهم.
هذا الأسلوب يسبب إحراجاً للشركات المنظمة ويزيد حنق الجمهور، لذلك نجد المطرب الذي يكرر هذه الأمور مصاباً بالغرور.

- هل تقصد أحداً بعينه؟
لا، لكن الشيء المحزن أن اعتذار المطربين العرب المشهورين أصبح عادة، لا سيما أنني قرأت عناوين كثيرة في بعض الصحف تشير إلى ذلك. وبصراحة أشعر بالحزن تضامناً مع الجمهور 'المضحوك'عليه من بعض المطربين.

- ما السبب الذي يجعلك تتمسك بوضع اسمك على ألبوماتك الغنائية مع العام الذي صدر فيه الألبوم؟
أردت أن أبتكر شيئاً غير مطروق، ولم يقم به أحد من المطربين من قبل، فأنا أعد من أوائل الفنانين الذين اعتمدوا تسمية ألبوماتهم بهذا الشكل منذ بداياتي، فضلاً عن أنني لا أريد أن أغضب الشعراء الذين يتعاملون معي بحيث أفضل اسم أغنية على أخرى لأجعلها اسماً للألبوم.

- ألا ترى أن كل المطربين يختارون الأغنية المؤثرة ومن ثم يضعونها عنواناً للألبوم؟
لا أختلف معك في هذا الكلام، لكنني كما ذكرت سابقاً لا أريد أن يغضب مني أحد، خصوصاً أن كل الشعراء والملحنين أصدقائي.

- ألا تخشى ان تصيب كثرة التكرار في تسمية الألبوم الجمهور بالملل؟
على العكس تماماً أرى أنني أبقي في ذهن جمهوري بهذه الطريقة، وأكبر دليل على نجاحي تقليد بعض المطربين لي في هذا الأمر. ولا أخفي عليك أنني أجهز مفاجأة للجمهور في البومي المقبل، وعلي الجميع أن ينتظروني.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079