تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

لاميتا فرنجية: لم أؤدِّ دوراً جريئاً إلا...

طريفة جداً حين أجابت عن موقفها من الأدوار الجريئة التي قالت إنها لم تؤدّها حتى اللحظة إلاّ في حلم محمد رجب (مشهد من فيلم 'محترم إلاّ ربع'). حسمت أمرها واكتفت بالعروض المصرية مستبعدة الأعمال الخليجية والسورية التي تتلقاها. مُفاجئة بخياراتها الحياتية كونها جميلة الإعلانات وعروض الأزياء، وهذا ليس سر بطولتها السينمائية بل ما تصف نفسها به، 'أنا شغّيلة'. لاميتا فرنجية، إعتذارات فنية لعروض غير مصرية ونقد لاذع للبنان السياحي على حساب الفن السابع!


- صالات السينما المصرية تعرض حالياً فيلمين سينمائيين من بطولتك هما 'محترم إلاّ ربع' و'365 يوم فرح'. كيف تقوّمين هاتين التجربتين؟
أؤدي دور البطولة في فيلم 'محترم إلاّ ربع' من إخراج محمد حمدي. أخضع هذا الفيلم عدة ممثلات للكاستينغ، نيكول سابا ويسرا اللوزي ودرّة... لكن الممثل محمد رجب حسم بطولتي للفيلم، وهو دراما إجتماعية تتخلّله الكوميديا.
كما أؤدي دور البطولة إلى جانب الممثلين أحمد عز ودنيا سمير غانم في فيلم '365 يوم فرح'، من إخراج صديقي سعيد الماروق. وهو عمل يحاكي الإثارة في أفلام 'جيمس بوند'. أرجئ عرض العمل الثاني كونه تزامن مع اندلاع الثورة في مصر. ومجرد التفكير في الأمر هو نوع من التفاهة نظراً إلى التغيير المتلاحق في الدول العربية.

- لازمت مصر خلال الثورة؟
كنت مقيمة في الجيزة أراقب الأوضاع إلى أن تأزمت بانقطاع الإتصالات والإنترنت مما أعاق تواصلي مع أهلي. فحزمت أمتعتي إلى المطار حيث أمضيت نهاراً كاملاً قبل المغادرة إلى بيروت.

- هل تابعت حركة النجوم في ميدان التحرير؟
نعم، أعجبت كثيراً بشيريهان ومشاركتها خصوصاً أنها  نادراً ما تظهر إعلامياً. كذلك تامر حسني  كونه كان من مؤيدي الرئيس المصري المتنحي محمد حسني مبارك ونداء المخرج خالد يوسف لتشديد الحراسة حول المتحف الوطني. هو من أهم المعالم الموجودة في مصر، وقد زرته ثلاث مرات. أتمنى الأفضل لمصر خصوصاً أنني أقمت فيها سنة ونصف السنة.
بت أشعر مع أهلها وتفاصيل حياتهم. لقد شكّلت ألبوم صور خاصاً بمصر عنونته Cairo in my eyes، رموز مصرية أحبها: كليوباترا والأهرام وطفلة مصرية وبرج القاهرة وأم كلثوم ...

- هل دخل الكُشري إلى تفاصيل حياتك؟
لا. بل الحمام المحشو والفول وال'عيش'، خبزهم لذيذ.

- بالعودة إلى أعمالك السينمائية، لمَ تراجع المخرج ياسر سامي عن إخراج الفيلم الأول؟
لم أدخل في هذه التفاصيل لكنه كان بطلب من المنتج أحمد السبكي الذي أتعاون معه للمرة الثانية بعد فيلم 'حد سامع حاجة'.

- كيف تلقيّت هذا العرض السينمائي؟
تلقيت اتصالاً من المنتج أحمد السبكي ونجله كريم في اليوم التالي لحفلة من تنظيم راديو و تلفزيون العرب art حضرتها. وقد دعواني إلى زيارتهما في المكتب. ولدى وصولي، وجدت الممثل محمد رجب هناك. وحين رآني غمز المنتج كإشارة موافقة.
لم يخطر في بالي أبداً في بادئ الأمر أن الجميع ينتظرون قدومي لتوقيع عقد. أعدوا عقداً وكان أسرع توقيع مهني في حياتي، وذلك دون قراءة حرف من السكريبت. أدركت أن محمد رجب لن يخاطر بإسمه في هذه التجربة. فوقّعت دون تردّد.

- أي من الفيلمين شعرت بنجاحه أكثر 'محترم إلاّ ربع' أم '365 يوم فرح'؟
فيلمي مع الممثل أحمد عز حقّق نجاحه قبل العرض، بينما فيلم 'محترم إلاّ ربع' بعد المشاهدة.

- هل السر اسم 'أحمد عز' الرنّان في هذه المرحلة؟
(تضحك). لقد حصد  فيلم '365 يوم فرح' ضجة كبيرة في الصحافة المصرية قبل عرضه، والسبب هو اسم سعيد الماروق أولاً.

- لا تقبلين أبداً بأداء دور ثانوي لا على صعيد الجمال ولا التمثيل؟
هل يمكن أن أقول : 'أفضّل دوراً ثانويا'، حين أتلقى عرض بطولة؟ أنا سعيدة بهذه التجربة. أؤدي دور فتاة مصرية إسمها لمى. وغالبية المصريين ينادونني بهذا الإسم. لمى فتاة ميسورة مادياً تعاني طلاق والديها، أمها هي مادلين طبر التي تتزوج رجلاً يصغرها سناً.

أوجه تحية لها فأنا أعتبرها والدتي في مصر. من النادر أن تجد فنانة لبنانية في مصر لا تغار وتنافس بشكل إقصائي وتجريح من وراء الكواليس. لقد شجعتني كثيراً وحتى أنها قالت إن أدائي أفضل من أدائها في البدايات. لقد دعمتني معنوياً كثيراً. لم تتوقعني بهذه الجدية في العمل.

- ماذا عن الممثل أحمد راتب الذي يؤدي دوراً في الفيلم؟

أختزل تعريفه بصفة التواضع.

- محمد رجب؟
فنان موهوب، تعلمت منه الكثير. إتصل بي خلال إنجاز الفيلم قائلاً : 'لاميتا طالعة حلوة فشْخ ومهضومة فشْخ في الفيلم'، وإن الفيلم 'حيكسّر الدنيا'. لمست رضاه الكبير هو والمنتج عن مشاركتي وعن النسخة النهائية من الفيلم.


- هل كنت تتابعين أعماله؟
نعم، تألق في فيلم 'نص دستة أشرار' مع الممثلة ياسمين عبدالعزيز. لقد تعرّفت على زوجته، هي إمرأة جميلة وخفيفة الظل. لقد كانت وشقيقتها مشجعتين لي في مباراة ملكة جمال لبنان التي خضتها عام 2004. من لا يعرفني قد يظن أنني فتاة مغرورة لكنني تقدّمت باتجاهها بلهفة وذكرت إسم الله حين اقتربت منها. وقد فوجئ محمد رجب متسائلاً : 'هل يمكن لإمرأة جميلة أن تعترف بجمال أخرى؟'.

أنا سريعة التعبير ولا أخفي ما أشعر به أبداً، وحين كانت مديرة أعمالي في مصر تتحدث عبر الهاتف مع الممثلة غادة عبد الرازق، خطفت منها الجهاز وباركت لها مسلسل 'زهرة وأزواجها الخمسة'. وبالفعل أنا لم أتابع غيره في رمضان. هي رائعة دوراً وإطلالة. لا يمكن حجب أي شيء مميز أو السكوت عنه.

- كممثلة شبه مقيمة في مصر اقتصرت مشاهدتك على هذا العمل في رمضان !

شاهدت في ما بعد المسلسل السوري 'ما ملكت أيمانكم'، هو عمل مؤثر وواقعي جدا ً. ورغبت بشدّة في مشاهدة فوازير ميريام فارس. شعرت بأنها ستنجح لأنها رائعة في كل كليباتها المصوّرة، خصوصاً 'إيه اللي بيحصل' و'مكانه وين' (يا الله شو قلّدوها وقتها وطريقة رقصها). هذا هو الرقص الخليجي عبر تحريك مناطق معينة بأسلوب جريء. لمَ نعترض على ما تقوم به ميريام ونرحّب بتجارب الغرب؟ للأسف نحن لا نقدّر المواهب.
أما بالنسبة إلى الدراما السورية، فشاهدت القليل من مسلسلي 'باب الحارة' و'أهل الراية' الذي تربطني بمخرجه سيف السبيعي علاقة صداقة وطيدة. لقد أطلعني على شريط المسلسل الإعلاني قبل بثه لمعرفة رأيي. كما تجمعني بالمخرج سامح عبد العزيز صداقة وإحترام. وأتأسف لكوني فشلت في التنسيق بين ساعات تصوير الفيلم ومسلسله 'الحارة'.

- لكنه عرض عليك المسلسل قبل أن تبحثي في تفاصيل عروضك السينمائية؟
هذا صحيح. لكنني أؤمن بالنصيب، فحتى مسلسل 'أهل كايرو' عرض علي، لأداء دور زوجة الممثل خالد الصاوي. وقد شعرت بفرحة غامرة حين تلقيت فرصة التمثيل أمام فنان موهوب.
نتعالى عن تفاصيل الأجر وحجم الدور والأمور المادية أحياناً حين تمثّل لنا التجربة قيمة معنوية سأفتخر بضمها إلى رصيدي. أحبه كثيراً وتعرفت عليه أخيراً لكنني أيضاً لم أتمكن من تحقيق هذا الهدف.

- لمْ يخدمك الوقت؟ علماً بأن ممثلي الأمس كانوا يؤدون العديد من الأعمال سنوياً؟
تزامنت أيام تصوير الفيلم والمسلسل. كما أنني تعرضت لأزمة صحية أجبرتني على العودة إلى بيروت لمدة أسبوع. أقول للمخرج سامح عبد العزيز : 'أنا آسفة كونك أنت من فتحت لي باب مصر'.
أعتذر من الكثيرين خصوصاً الممثل منذر الرياحنة الذي فاتحني بمسلسل بدوي جديد. هو ممثل مرح للغاية ويضفي على موقع التصوير أجواء إستثنائية.

- ما الذي دفع المنتجين إلى منحك دور البطولة؟
'زعلانة'؟ أنا أولاً إسم معروف كما أنني 'شغيلة'. أخيراً، شاركت في مقابلة تلفزيونية كانت تستضيف أيضاً المذيعة نانسي ياسين التي شاركتني التمثيل في مسلسل 'جمر الغضا'. وقد قالت: 'أقول للاميتا: Chapeau bas'.
لقد أدركت الجهد الذي بذلته في العمل، كنت أصل إلى موقع التصوير دون نص، لم أكن في حاجة إلى مراجعة المشاهد والأشعار. كنت مستعدة باستمرار، الجميلات في كل مكان ومظهري لم يمنحني دور البطولة.

- كما أنك لم تؤدي حتى الآن أي دور جرأة؟
أستغرب الأمر. هذا عامل إضافي للتأكيد أنني أحب التمثيل بمعزل عن الدور، رغم أنني لن أرفض أي دور جرأة منسجم مع أحداث فيلم سينمائي. أما دوري في 'محترم إلاّربع'، فهو فتاة وحيدة ومدلّلة، كثيرة الأسفار وتعشق الموضة والتأنق بحقائبها لكنها ملّت نمط حياتها.
من جهة أخرى، يستغلها الأصدقاء وتعاني طلاق والديها وزواج والدتها من رجل يصغرها. لكنني أديت مشهداً جريئاً بعض الشيء حين أبصرني محمد رجب في حلمه، كان حلماً ! 

- هل يمكن إسقاط أسلوب حياة 'لمى' أو جانب منها على واقعك الشخصي؟
هذه الفتاة تعاني الوحدة، بينما أعيش في كنف عائلة وأحظى ب'تغنيج' شقيقيّ. لم أنفصل يوماً عن منزل العائلة إلاّ حين دخلت عالم التمثيل وإضطررت للإقامة فترة طويلة في الخارج. ثمة حرارة عائلية لا بديل عنها عندي، خصوصاً حين تسألني والدتي في المساء إختيار طبق اليوم التالي.

إجتماع العائلة اليومي على مأدبة الغداء بحضور جميع أفراد العائلة يجعلني أفكر بأسف بمن هجر لبنان بحثاً عن عمل في الخليج أو أي بلد في هذا العالم. أنا محظوظة بعائلتي.

- تعتبرين نفسك محظوظة؟

طبعاً. أعيش بنعم كثيرة، أهمها الصحة وعقلي المتّزن. لم أعرف المعاناة يوماً بل كبرت في عائلة ميسورة مادياً. لكن الحظ لم يؤدِ دوره في حياتي المهنية لأنني أنا من سعى إلى الفرص. وأعترف بأنني أملك أكثر ما أستحق (الله عطاني أكتر ما بِستاهل).

- علام تراهنين في المرحلة المقبلة؟
أكتفي بالسينما المصرية دون الدراما، فجنسية نجاحها سورية بامتياز. تربطني بسورية علاقة وطيدة، وأتلقى كل عام دعوة لحضور 'مهرجان دمشق الدولي'. أحظى هناك بدعم بالغ وإهتمام إعلامي وشعبي لم أعرفهما في أي بلد عربي حتى لبنان. أتطلع بإنجذاب نحو الدراما السورية التي غزت كل الشاشات العربية. لقد حاولت متابعة مسلسل 'وراء الشمس' لكنني لم أستطع مواصلة المشاهدة. فأنا أبتعد قدر الإمكان عن النكد والمآسي، مع العلم أنني من أشد المعجبين بأداء الممثلة الأردنية صبا مبارك في أعمالها التاريخية. ولذلك أقول وأصنّف، مصر للسينما وسورية للدراما ولبنان للسياحة.


- لبنان للشرائط الغنائية المصوّرة أيضاً؟
بالفعل. أشعر بالأسف تجاه مخرجينا اللبنانيين المبدعين الذين لا ينعمون بإنتاج لأعمال ترتقي بمواهبهم غير المستثمرة بشكل منصف، هم والممثلون أيضاً. لو أنني وجدت فرصتي السينمائية المناسبة في لبنان لما طرقت باب مصر.

- لم تقنعك الدراما المصرية إلاّ بعمل
'زهرة وأزواجها الخمسة'؟
نعم، ولأسباب مختلفة. عامل الجدّة في القصة أولاً، كما أن الطرافة والترفيه يطغيان على تفاصيل المسلسل. يليق المنديل بوجه غادة عبد الرازق كثيراً. لكنني لم أتقبل أبداً فكرة إعادة إحياء زوجها ماجد (الممثل السوري باسم ياخور) فهو سيناريو مكرّر (وهذا ما دفعني إلى التوقف عن مشاهدة العمل) رغم أنني معجبة بأدائه ووسامته.

تليق به اللهجة المصرية وقد أتقنها جيداً. كما أن الممثل حسن يوسف تألق بدور الحاج فرج، كذلك الممثل محمد لطفي بدور المحامي فوزي الذي عرض عليّ عملاً وأبدى إعجابه بأدائي حين إلتقيته خلال مناسبة خاصة بقناة mbc.

- لم تتابعي أحد مسلسلي الممثل السوري جمال سليمان؟
لا. تربطني به علاقة صداقة نتيجة إعترافي له بإعجابي الشديد بمشواره الفني. أنا كثيرة التعبير عما أشعر به تجاه الآخر، وهذا ما حدث مع الإعلامية لجين عمران المتألقة في برنامج 'صباح الخير يا عرب'. تملك شخصية فريدة وأسلوباً إعلامياً مميزاً كإطلالتها على الدوام. أتابعها وأحب طريقتها في الكلام. لا أجد من الخطأ مصارحة هؤلاء المميزين والمتواضعين برأينا في حقيقة ما يملكون.

- في حديث سابق، ذكرتِ أنك تحلمين بتجسيد دور من الحقبة الفرعونية. كيف تقوّمين تجربة الممثلة السورية سلاف فواخرجي في مسلسل 'كليوباترا'؟
'ما حبيت'، (ترفع حاجبيها). توقعت منها أداء أفضل وإطلالة أكثر حضوراً. فشخصية كليوباترا تستحق عملاً أكثر ضخامة بمراحل. هي ممثلة موهوبة نجحت في مسلسل 'أسمهان' وفشلت في 'كليوباترا'.

- من يليق بها تجسيد شخصية كليوباترا؟
أنا. لا يحضرني أي إسم.

- ما تعريفك لشخص يستحق الشهرة؟
كل إنسان يملك الموهبة.

- من هي الموهبة التي تستحق الشهرة؟
الممثل اللبناني رودني حداد الذي تألق في فيلم 'دخان بلا نار'. أنا معجبة به شكلاً وأداءً وصوتاً. أرغب في تقاسم بطولة لبنانية معه، شرط أن تكون مليئة بالمغامرة والتشويق. هل من تصريح أكثر صراحة؟ يستحق الشهرة وأداء أدوار مهمة. من قال إن براد بيت وأنجلينا جولي في فيلم Mr.&Mrs.Smith أفضل منا؟

- هل أنت على يقين من نجاحك في الكوميديا؟
نعم. أنا فتاة مرحة تبتعد عن الجدّية المزعجة رغم أنني أدّيت دور 'طروش'، المرأة الأرملة التي تكبرني سناً في مسلسل 'جمر الغضا'.

- ما أجمل أو أسوأ نقد تلقّيته إزاء أدائك؟
أجمل نقد كان من الممثل المصري خالد الصاوي. قبل أن أتعرف عليه بشكل شخصي، إتصل بي وكنت حينها في بيروت. هنّأني لدوري في فيلم 'حدّ سامع حاجة' قائلاً: 'المستقبل يخبئ لك الكثير في عالم التمثيل'.

كذلك الممثل أحمد راتب قال لي: 'أذكريني حين تصبحين نجمة تمثيل'. ولا أظن أنهما يجاملانني. أصدق كلامهما، خصوصاً أن المنتج أحمد السبكي إختارني نجمة لأكثر من عمل والممثل محمد رجب طلب أن أشاركه التمثيل في عمل درامي (اكتفت بالإجابة عن أجمل نقد).

- لمَ لم يحقق فيلم
'حدّ سامع حاجة' إيرادات تليق بهذا النقد؟
لسبب وحيد، هو عدم تقبّل المشاهد العربي والمصري بشكل خاص لعمل خيالي. ليس باستطاعة كل مشاهد فهم فحواه، كما أن الأسلوب الإخراجي فيه جديد من حيث الصورة التي قد تجمد فجأة (Freezing). أتمنى أن يمنحه عرض شاشة ميلودي حقّه قريباً.

- ممن تعلّمت مهارات التمثيل؟
من كل فاشل وفاشلة، لأن نجاح اليوم غالباً ما يكون صدفة من خلال الدعم. أتعلّم من الفاشلين وأقرأ الكثير في علم الفلسفة. وقد استأنفت قراءة كتاب The Law of Success للكاتب الأميركي نابليون هيل. لقد تعلمت الكثير من صفحاته، التمسك بإيجابية الحياة وتجاهل من يبث أحكاماً سلبية تجاهي، وكيفية الولوج العميق إلى الحقائق وعدم الرهان على حاسة النظر.

لقد تعلمت أيضاً ضرورة البكاء والحزن والفشل للتألق لاحقاً. ويستعرض هذا الكتاب تجارب عظماء أبدعوا من خلال الإيمان بفكرة متواضعة. كذلك أخذ العبر من أبسط الأماكن والبشر وعدم الإستخفاف بهم لأنهم عامل تطورنا أحياناً.

- كفتاة جميلة، هل تخشين إغفال البعض لما في عمقك؟
أدرك جيداً أن كل إنسان يتعرّف إلى لاميتا لغاية مختلفة، للتباهي أحياناً أو رؤيتي عن قرب أو معرفة شخصيتي. لا يمكن الإجماع على نوايا من يطلب التقرّب مني على كل المستويات.

- بمَ تنصحين مراهقة جميلة تحلم بعالم الموضة والأضواء الذي دخلته باكراً جداً؟
أن تعرف جيداً مع من تكون وأين.

- متى بكيتِ آخر مرة؟

خلال تصوير فيلم 'محترم إلاّ ربع'، جراء الضغط والتوتر رغم أنني إنسانة هادئة. لكن حين تنتابني حالة عصبية، أغضب بشكل كبير. لقد تأخرنا في إنجاز العمل لأسباب لم يكترث بها البعض، مما أدى إلى تراكمات لم أتحملها بعيداً عن العائلة طوال ثلاثة أشهر.


- كيف يُحدّد أجْر لاميتا؟
لست اللبنانية الأعلى أجراً في مصر لكن ما أتقاضاه عادل نظراً إلى خلفيتي المهنية. في المقابل، لن أرضى برقم مماثل في المرحلة المقبلة خصوصاً أن نصف شعب مصر بات يعرفني. البطولة هي التي تحدّد، وأنا لست مادية بطبيعتي. قد أقدم على عمل مجاني، العلاقات الإنسانية تتحكّم فيّ أحياناً.

- هل وجدت صعوبة في تعلّم اللهجة البدوية؟

لا، لأنني شعرت بحب شديد لما أقوم به، كما أنني كنت أتابع الأعمال الخليجية والبدوية على الدوام. وغالباً ما أتواصل وأصدقائي في الخليج بلهجاتهم، خصوصاً في السعودية والإمارات. لقد أوكل لأستاذ تلقيني اللهجة البدوية خلال عشرة أيام، وكنت مستعدة بشكل كامل بعد ثلاثة أيام.

- لكننا لاحظنا أنك 'تتغنجين' أداءً أمام الممثل الأردني زهير النوباني مثلاً؟
تطلّب الدور أداء إمرأة قوية لكن جميلة تروق الرجال من حولها وشيخ القبيلة. ولهذا لا يمكن ل'طروش' إلاّ أن تكون مُغرية، وهذا بمعزل عن شخصيتي.

- من يروق للاميتا فرنجية؟
أنا مرتبطة 'نص نص'، والرجل مهم جداً في حياتي فأنا إمرأة عاطفية من برج العقرب. حين دخلت عالم التمثيل، تساءل البعض عن حقيقة وجود حبيب مصري. وكنت أجيب على الدوام بسخرية : 'ليس أمامي سوى المنتج والمخرج والممثل ومسؤول الإضاءة'.

- ما مواصفات 'الرجل' لديك؟
من تجذبني عيناه ومواقفه وأشتاق لحضوره.

- نطالع المجلات العربية أخيراً وتتصدر عناوينها إعترافات شخصية. أبرزها ندم الممثلتين سهير رمزي وإلهام شاهين على قرار عدم الأنجاب. ألا تشعرين بأنه آن الأوان لتتقدّم حياتك الشخصية خطوة إلى الأمام؟
لا يمكن تجاهل هذا الشعور، لكنني لن أتسرع في اتخاذ أي قرار. أشعر بالأسف تجاه المطلقات في محيطي وأدرك أهمية التريّث. لا أريد الإرتباط  قبل أن 'أشبع من الدنيا والشهرة'. أقول اليوم لنضجي بأنني أنقذت نفسي من زواجين محتملين أحدهما في عمر المراهقة حين قرّرت الهروب 'خطيفة' مع شاب أحببته.
فأنا اليوم لا أتقبل وجود أي منهما في حياتي. الزواج تركيز على زوج وطفل و'تطنيش' وتضحية وليس 'سوبر-سعادة'. لا أنكر أنني للتو بتّ أشعر بحاجة إلى تحمّل هذه المسؤولية، فأنا مقلّة في أعمالي وأمنح حياتي الشخصية متّسعاً من الوقت. أحب الطبيعة والأصدقاء وأقدر الأوقات معهم، ولا أختصر لبنان بالحياة الليلية كما هو متعارف عليه.

- هل تكتبين؟
لا أملك هذه الهواية، أفضل القراءة والإستماع أكثر.

- كيف تقومين عملك في مجلة 'الرجل'؟
ومجلة 'هي' أيضاً. كنت مسؤولة عن صفحات الموضة طوال ثلاث سنوات. تجربة أبعدتني عن الأضواء. لقد نجحت مهنياً دون ظهور وبمعزل عن صورتي من خلال 12 صفحة في كل عدد، إلى جانب الحوارات مع مصممي الأزياء والمجوهرات وتفاصيل اللياقة في عالم المظهر.

- هل يمكن أن تؤدي دوراً يحجب جمالك؟
لا أمانع هذا الأمر. (تتصفّح إحدى المجلات خلال حوارنا، وبالصدفة تضحك باستغراب لتعليق سلبي على إبتسامتها في إحدى المناسبات).

- ألن تغني؟
الموسيقى لها دور كبير في حياتي، لكنني أكتفي بالإستماع حالياً. أحب أغنية 'ستّة الصبح' لحسين الجسمي، هي نقلة 'كتير كبيرة'. أنا مستمعة وفيّة لعمرو دياب، وتربطني به وزوجته صداقة، إلتقينا مراراً في مصر و'بموت علي'.
وقبيل دخولي التجربة البدوية، بدأت بمتابعة الإصدارات الخليجية خصوصاً عبدالمجيد عبدالله وماجد المهندس. أعشق أغنية ماجد 'والله وحشني موت'.
أستمع إلى الأغاني التركية في السيارة، وهنا تتّسع المقارنة مع النسخ العربية. أنا معجبة منذ زمن بالفنان راشد الماجد، ومستعدة لخوض تجربة ديو معه وإن كانت غير جدّية. في المقابل، أحرص على متابعة أعمال آيكون وريهانا ومارايا كاري رفيقتي الدائمة على الشاطئ.

- ما رأيك بديو 'الموعد الضائع' لراشد الماجد ويارا؟
لم ترُقني هذه الأغنية.

- لم تذكري اسم فنانة عربية واحدة. ما رأيك في صوت شيرين عبد الوهاب؟
'أنا بسمع للكل'، حتى الأصوات المتواضعة، خصوصاً حين 'تضرب' الأغنية من خلال وقعها الجميل.

- أخيراً، ما آخر العروض التي تلقّيتها؟
بطولة مسلسل مصري ضخم لن أذكر تفاصيله كون الدراما الرمضانية تواجه أزمة حقيقية إثر الأحداث الأخيرة في مصر، وهذا سيؤدي إلى خفض الأجور الفنية. وقد علمت أن 90 % من مشاريع الأعمال الرمضانية لن تنجز. كما تلقيت عرضاً سينمائياً لبنانياً هو 'المهاجر' من بطولة عمّار شلق وإخراج شربل لحود.

- 'المهاجر' فيلم للمخرج الراحل يوسف شاهين؟
أعني 'العائد' (تضحك). أترقب بدء التصوير الذي أرجئ أكثر من مرة، هذا ما لا أعانيه خارج لبنان ويدفعني إلى عدم اتخاذ أي عرض لبناني على محمل الجد.

- كيف أمضيت شهراً بعيداً عن مصر؟
في التزلج.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078