تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

باسم كريستو: لا علاقة لي باختيار من غنّى في مهرجان الدوحة...

هو واحد من أشهر مخرجي البرامج التلفزيونية، وقد تولّى عبر كاميراته نقل وتصوير وإخراج عدد كبير من أنجح البرامج التلفزيونية والمهرجانات، من 'مايسترو' إلى 'نجم الخليج' و'تاراتاتا' و'سوالفنا حلوة' و'العراب' إلى مهرجانَي قرطاج والدوحة وغيرهما الكثير. يقول إنه لم يتقصّد الابتعاد عن تصوير الكليبات، لكنه أراد إعطاء الأولوية لبرامج التلفزيون التي يتولّى إخراجها وإنتاجها، خصوصاً أن المخرجين البارعين تلفزيونياً يُعدّون على أصابع اليد الواحدة. بعد نقله حفلات مهرجانات الدوحة لدورة 2010، ماذا يقول المخرج اللبناني باسم كريستو في هذا الحوار.


- تولّيت الإخراج التلفزيوني لحفلات مهرجان الدوحة سنوات عدّة. ماذا تقول عن أبرز التغييرات في ما خصّ الدورة الأخيرة لعام 2010؟
كما يعلم الجميع، نُقلت حفلات الدورة العاشرة من المهرجان للمرة الأولى من مسرح 'كتارا'، بعدما درجت العادة على إقامة الحفلات في مسرح 'الدفنة' في فندق الشيراتون. ومما لا شكّ فيه أن تغييرات كثيرة طرأت، وأستطيع القول إن العمل في الموقع الجديد أصعب قليلاً.
لكن لناحية التقنيات، كنّا في كلّ مرة نسعى إلى إدخال عناصر جديدة.
ومن أبرز التغييرات هذه السنة، كانت سكة حديدية لإحدى الكاميرات موضوعة على سقف المسرح، أي الكاميرا كانت تسير فوق المسرح بالكامل لتنقل صورة مميزة وجديدة لا تستطيع نقلها الكاميرات الأخرى التي لها حركة محدودة.
وليس سهلاً أبداً تركيب هذا النوع من الكاميرات أو العمل بها، لهذا أقول إني سعيد جداً بما حققناه. من ناحية أخرى، أنا أسعى دائماً إلى تطوير نفسي إخراجياً، لهذا تلاحظين أن هناك باستمرار متغيرات لجهة الكادرات وحركة الكاميرات والتقطيع المباشر على الهواء وغير ذلك.

- كان لافتاً وجود شاشة عملاقة كخلفية للمسرح؟
صحيح، وهي من أكبر الشاشات المستعملة حتى الآن في حفلة أو برنامج. كانت هناك الشاشة العملاقة التي تمتد من أول المسرح إلى آخره، إضافة إلى شاشات أخرى وُضعت بين القناطر وعناصر الديكور الأخرى (القناطر جزء من الديكور). وصممّنا لوحات 'غرافيكس' خاصة لتُبثّ على هذه الشاشات، في شكل يتماشى طبعاً مع أجواء الديكور وموضوع المهرجان عموماً الذي هو 'ع هوا لبنان'.
لهذا كنا نرى مثلاً صوراً من الفصول الأربعة التي تميّز لبنان. وهذه الـ 'غرافيكس' صُمّمت خصيصاً للمهرجان ولم نشترِها جاهزة، وهذا أيضاً عنصر جديد يُستعمل للمرة الأولى.

- وضعتم في الديكور مجسّم قلعة بعلبك على يمين المسرح، بينما وُضع مجسّم بيت الدين في الوسط، وكثر يعتبرون أن بعلبك أهمّ وكان يجب أن توضع في الوسط؟
الفكرة هي طبعاً لمهندس الديكور، ومما لا شك فيه أننا لو أردنا وضع كل المعالم الأثرية في لبنان، لما كانت مساحة المسرح لتتسّع أو تكفي بما أنها كثيرة جداً.
وأريد أن أوضّح أن المجسّم الموضوع في الوسط لا يشير فقط إلى بيت الدين، بل إلى شكل من أشكال الهندسة المعمارية التي ميّزت لبنان في القِدَم، وهذا الشكل موجود في مناطق لبنانية عديدة.
كما أن فكرة وجود القناطر في وسط المسرح، سهّلت علينا وضع الشاشات الداخلية لبثّ الصور، وهو أمر ساعدنا إخراجياً. أي المسألة تتعلق بالإخراج والصورة أكثر من الدلالة على أهمية المعالم.

- صور الـ 'غرافيكس' التي كانت تمرّ كانت تتبدّل ولم تكن ثابتة؟
طبعاً، فنحن لا نريد أن يملّ المشاهد. هناك بعض الصور التي كانت تتكرّر خصوصاً تلك التي لها علاقة بلبنان، وكأنها أصبحت جزءاً من الديكور، إضافة إلى صور أخرى من روح المهرجان ولها علاقة بقطر أو حتى الأهرام خلال وصلات النجوم المصريين.

- وُجّهت بعض الانتقادات إلى اللوحات الراقصة التي كانت تمرّ بين وصلات الفنانين، لناحية أن الرقصة لا تعبّر عن الدبكة روح التراث اللبناني، بما أن المهرجان حمل شعار 'ع هوا لبنان'؟
الفرقة الاستعراضية كانت فرقة 'يونس يونس' التي قدمت عملاً جميلاً. أما لناحية الانتقادات، فلا يمكننا أن نغفل مسألة مهمة جداً وهي أنهم كانوا يرقصون على الموسيقى الخاصة بالمهرجان، وهي لا تصلح للدبكة طبعاً. لكنهم كانوا يرتدون أزياءً تراثية من لبنان، والفكرة كانت المزج بين اللبناني والخليجي.

- واضح أن العمل الإخراجي الذي شاهدناه تطلّب تحضيرات كثيرة. لكن الإعلان الرسمي لدورة المهرجان الأخيرة حصل قبل الموعد بأيام قليلة. هل كنتم تحضّرون قبل ذلك الوقت؟
بالتأكيد. الكلّ يعلم أن المهرجان أُرجئ دورتين متتاليتين، وهناك أمور كنا قد حضّرناها للدورات التي أُجّلت، فاستعملناها مع بعض التعديلات، لكن طبعاً ضمن الروح ذاتها بما أن الشعار هو ذاته، أي شعار 'ع هوا لبنان'. نحن كتقنيين، أُبلِغنا بموعد المهرجان قبل شهرين ونصف الشهر تقريباً، لكن ربما تأخر الاعلان الرسمي في وسائل الاعلام. الفترة كانت كافية برأيي، لكن ربما لو أُعطينا فترة أطول لكنّا قدّمنا أشياء أجمل.


- البعض أبدى ملاحظات على اختيار الأسماء التي أحيت 'الليلة اللبنانية'، وقيل إن هناك أسماء عديدة مهمة غابت.
سمعت هذه الأقوال، لكن هذا الأمر يختصّ بإدارة المهرجان وحدها وأنا لم أكن معنياً بمسألة الاختيارات.

- اشتكى عدد من الفنانين من هندسة الصوت في المهرجان؟
لا أستطيع الحكم على هذه المسألة لأني لم أكن موجوداً على المسرح، بل في السيارة الخاصة بالنقل. وفي ما يخصّ النقل، أستطيع أن أؤكّد أن الصوت كان جيداً جداً. ربما لم يتمكن البعض من سماع صوته على المسرح، وهذا يُزعج الفنان بلا شك، لكني لا أستطيع التأكيد أو النفي.
من جهة أخرى، وانطلاقاً من خبرتي أقول إن بعض الفنانين يبررون بعض الأخطاء في غنائهم بالقول إن هندسة الصوت سيئة. لا أريد أن أظلم الكلّ، لكن هذا يحصل.

- إلى أي مدى أنت راضٍ عمّا نقلته كاميراتك في مهرجان الدوحة على شاشة تلفزيون قطر؟
(يضحك) غالباً ما أقول إني أستطيع تقديم ما هو أفضل، لهذا لا أكون راضياً تماماً. يمكن أن أعتبر أني راض بنسبة 70 في المئة.

- لا يتمّ التركيز عادة على تصوير الجمهور في المهرجانات الخليجية. ماذا عن هذه الدورة من مهرجان الدوحة؟
نقلنا صورة الجمهور خصوصاً عندما يكون هناك تفاعل بين الفنان والجمهور الحاضر، لأنه من الجميل جداً أن نظهر ذلك على التلفزيون.

- بما أنك تولّيت إخراج عدد كبير من المهرجانات المصوّرة، ماذا تقول عن مسألة تقصّد عدم تصوير المدرّجات الفارغة في حفلات قد لا تلاقي النجاح؟ وكيف تتصرّف في مثل هذه الحالات؟
حقيقة هي مشكلة نواجهها في كثير من الأحيان، وقد واجهناها مثلاً في بعض حفلات مهرجان قرطاج في تونس. لكن أنا مخرج، والأولوية بالنسبة إليّ هي الصورة، وليس جميلاً إخراجياًَ إظهار صورة لمدرّج فارغ مثلاً أو غير ممتلئ.
أنا مخرج ولست مراسلاً لنشرة إخبارية كي أقول للناس إن المدرّج فارغ أو مزدحم. بل كل هدفي هو تظهير صورة جميلة من الحفلة، لهذا أحاول قدر المستطاع تفادي لقطات من هذا النوع، والمهم أن يكون المشاهد مستمتعاً وألاّ يشعر بأن هناك ضعفاً في مكان معين.

- لكن ألا يُعتبر هذا غشاً؟
المشاهد لم يعد غبياً، بل تكوّنت لديه 'ثقافة تلفزيونية' وهو صار يدرك أنه عندما يرى لقطة شاملة للمدرّج حيث تدور الكاميرا من أول المسرح إلى آخره، سيعرف سريعاً أن المدرّج ممتلئ عن بكرة أبيه.
لكن إن لم تمرّ لقطات مماثلة وتركّزت الصورة على أماكن معينة وانحصرت في زوايا معينة، سيدرك طبعاً أن المدرّج ليس ممتلئاً... لكن ليس ضرورياً أن نُريه مشهد الكراسي الفارغة.

- حالياً ما هي أبرز تحضيراتك على صعيد الإخراج؟
بعد أن أنهينا تصوير وإنتاج برنامج 'نجم الخليج' لصالح تلفزيون دبي، باشرنا التحضيرات الخاصة لإطلاق الموسمين الجديدين من 'تاراتا' و'سوالفنا حلوة' أيضاً على شاشة تلفزيون دبي، إضافة إلى استمرارنا في تصوير 'حديث البلد' لتلفزيون 'ام تي في'، و'زهرة الخليج' لتلفزيون أبو ظبي.
لكن بصراحة أطمح كثيراً إلى تصوير فيلم سينمائي، لكن قد يكون هذا صعباً خصوصاً في ظلّ عدم وجود الامكانات اللازمة لمشاريع مماثلة في لبنان.

- هل من فكرة معينة لفيلم أم تتحدث في شكل عام؟
بالفعل هناك فكرة نعمل عليها، لكن السيناريو الخاص بها لم يجهز بعد.

- ماذا عن الكليبات؟ إذ يُلاحظ أنك نادراً ما تصوّر كليبات غنائية؟
صحيح. الأمر لم يكن مقصوداً لكن ربما بسبب ضيق الوقت وتفرّغي للبرامج التلفزيونية. وبصراحة الساحة العربية مليئة بمخرجين مميزين قدموا كليبات رائعة.
أما تلفزيونياً فإن المخرجين البارعين يُعدّون على أصابع اليد الواحدة، لهذا أعتقد أنه يفترض بي التركيز على التلفزيون أكثر، لكن هذا لا يعني أني أرفض تصوير كليبات، بل كل ذلك رهن الظروف والوقت.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078