ميريام فارس: لو كنت مكان ريما الرحباني لانتقدت نفسي...
رغم الحزن الذي ما زال يعتصر قلبها على رحيل صديقها ومخرج كليباتها يحيى سعادة، تعيش النجمة ميريام فارس حالة فرح بسبب تبلور شخصيتها الفنية أكثر وأكثر حسبما قالت، بعد تولّيها إدارة أعمالها بنفسها إلى جانب شقيقتها رولا. تستعد لإصدار ألبومها الخليجي قريباً بعنوان «من عيوني»، وتقول إنها ليست مضطرة لتصوير فوازير جديدة إذا لم تكن بمستوى الفوازير السابقة. لا تواجه مشكلة في النقد الذي طال فيلم «سيلينا» من جانب ريما الرحباني إبنة السيدة فيروز، وتقول إنها تتمنى لقاء ريما والتعرف إليها. مشاريع كثيرة وآراء متعددة تكشف عنها ميريام فارس في هذا الحوار...
- دخلت عام 2011 مرحلة جديدة، ما هي أبرز تطلّعاتك الآن؟
أعتبر أني انتقلت من مرحلة إلى أخرى على الصعيد المهني طبعاً، الأمر الذي عزّز شخصيتي وحضوري الفنيين أكثر وبلورهما. بدأت العام الماضي مع افتتاح مكتبي الجديد والخاص للمرة الأولى. لن أُخفي أني كنت خائفة من هذه الخطوة، حال أي إنسان يفتتح مؤسسة ما أو يباشر مشروعاً معيّناً، لا بدّ أن يخاف. وهذا ما شعرت به لأنها كانت المرة الأولى التي أعتمد فيها على نفسي وعلى شركتي الخاصة وعلى شقيقتي رولا في إدارة أعمالي. الحمد لله لم يخذلني فريق عملي الجديد وقد نفّذنا أموراً ستبقى راسخة في أذهان الناس بإذن الله. واكتشفت أن نجوميتي تُوّجت من خلال هذه الشركة.
- أذكر أننا في حوارات سابقة معك، كنا نسأل أنه رغم كونك فنانة ناجحة وأغنياتك كذلك، لكن نشعر بأن هناك شيئاً ما ينقصك لتكوني واحدة من نجمات الصفّ الأول. هل هذا ما قصدته لجهة تبلور نجوميتك أكثر؟
طبعاً. شعرت بفرق كبير خلال سنة 2010، كما أن الجمهور جعلني أشعر بذلك، كذلك الصحافة، وكل ذلك انعكس إيجاباً عليّ وعلى حفلاتي وعلى حضوري ونجاحي.
ثقتي بنفسي اختلفت، واكتشفت أن كلّ ما كان ينقصني هو فريق عمل يعمل لي أنا وحدي، أي فريق عمل كامل يبذل مجهوداً لأربع وعشرين ساعة يومياً ويركّز كلّ مجهوده لشخص واحد فقط. فهم مقتنعون بالشخص الذي يعملون لمصلحته ويؤمنون بأنه سيحقق شيئاً، وعندما يكون فريق العمل مؤمناً ومقتنعاً يصبح متفانياً أكثر في العمل.
هذا إضافة إلى أني صرت مستقلّة مادياً ومرتاحة أكثر، وقادرة بالتالي على الإنتاج لنفسي دون الخضوع لشروط أي شركة أو فريق إدارة أعمال.
- تقولين إنك صرتِ مستقلّة ومرتاحة مادياً...
صحيح، لأن المردود الذي نحصل عليه من عملنا بات محصوراً في الشركة فقط، وليس لأي طرف آخر.
- تقصدين النسبة التي كان يتقاضاها مكتب «ميوزيك إز ماي لايف» الذي كان يتولّى إدارة أعمالك؟
بالضبط. أي أرباح الشركة صارت كلّها للشركة التي أستطيع من خلالها خدمة عملي وفنّي، وهذا الأمر أراحني إذ أشعر أني أستثمر هذه الأرباح في مشاريعي الفنية.
- هل تلومين إدارة أعمالك السابقة؟
كلا لم أقصد ذلك، من حق أي إدارة أعمال أن تقتطع نسبة، هذا طبيعي. أردت فقط شرح سياسة عملي الجديد.
- مما لا شكّ فيه أن شقيقتك رولا تريد مصلحتك وتعمل لأجلها. لكن مفاهيم الإدارة الفنية تبدّلت كثيراً، والبعض صار يعتبر أنه من غير المحترف جعل الأشقاء مدراء أعمال أشقائهم؟
المسألة لا تتعلّق بكون مدير الأعمال شقيقاً أو لا، بل بكونه شخصاً كفؤاً أو لا. فلو لم تكن شقيقتي رولا مؤهّلة لذلك، لكنت تعاونت بكل بساطة مع مدير أعمال آخر. هي ترافقني منذ اليوم الأول لدخولي مجال الفن وهي على دراية بمختلف تفاصيل عملي.
- هل ستستمرّ في كتابة أغنيات لكِ؟
(تضحك) يا ليت، أنا أرجوها لكن ضغوط العمل لا تسمح لها بذلك.
- أعمالك المقبلة ستكون من إنتاجك؟
صحيح. أنهيت التحضيرات الخاصة بألبومي الخليجي، وقد أصدرت منه أول كليب. أما لناحية توزيع الألبوم، فهناك عروض من شركات عدة لأني لا أريد بيع ألبومي، بل سأتعاون مع إحدى الشركات الموجودة لتوزيعه فقط. وبصراحة، أكثر ما يجعلني مصرّة على عدم بيع الألبوم لأي شركة، هو أني أريد الاحتفاظ بأعمالي لنفسي. عندما يبيع الفنان عمله، هو يتنازل عن كلّ شيء أي تصبح أغنياته ملكاً لشركة... وانا حالياً وسط ورشة تحضير الألبوم الثاني الذي سيصدر بعد الألبوم الخليجي متضمناً أغنيات مصرية ولبنانية.
- أي فسختِ عقدك مع شركة «ميلودي»؟
نعم.
- دون سبب؟
تقصدين دون خلاف... السبب هو أني كما قلت أريد الاحتفاظ بحقوق أغنياتي لنفسي. لا أتحمّل أن أسمع من أحد جملة «لا يحق لك تقديم هذه الأغنية على المسرح لأنها ليست ملكاً لك».
- هل حصل معك هذا الأمر؟
كلا، ولكن ما الذي يمنع حصوله! السيدة فيروز مُنعت من تقديم أغانيها، فلماذا لا أُمنع أنا؟!
- حصل هذا الأمر مع أكثر من فنانة وفنان. ما هي أكثر حالة أثّرت فيكِ؟
ما حصل مع السيدة فيروز. رغم أني مقرّبة من عائلة الراحل منصور الرحباني، لكني لا أعرف ما الذي حصل بالتحديد بينهم ولا أسمح لنفسي بالتدخّل في موضوع كهذا. لكن حقيقة أثّر بي الموضوع كثيراً خصوصاً عندما حضرت حفلة السيدة فيروز في «البيال» التي لم تغنّ فيها من أرشيفها القديم إلاّ القليل جداً، وكانت غالبية الأغنيات من ألبومها الجديد أو من أعمال نجلها المبدع زياد الرحباني. لا أعرف إن كان ذلك بسبب الخلاف لأني لا أعرف تفاصيل ما جرى، لكن هذا ما حصل.
- كانت لدى روتانا نيّة في التعاقد معك وأنت لم تنفي هذا الأمر.
صحيح. لم أعلن سابقاً عن فسخ عقدي مع شركة «ميلودي» لأني أحترم هذه الشركة التي ورغم فسخ العقد بيننا، تقدّمت بعرض لتوزيع ألبومي المقبل. أما بخصوص روتانا، فعندما علموا بفسخ عقدي مع «ميلودي»، عادوا وتحدثوا معي بخصوص عقد إنتاج، لكني رفضت للأسباب ذاتها التي ذكرت. لكن روتانا عادت وعرضت عقداً لتوزيع العمل إضافة إلى عقود من شركات أخرى، وأنا لم أحسم خياري بعد بخصوص الجهة التي سأتعاون معها لناحية التوزيع في الأسواق العربية.
- متى سيصدر الألبوم؟
لم أحدد موعداً ثابتاً بعد، لأن ذلك سيكون مرتبطاً بالشركة التي ستتولى توزيعه، أي نقرر عندما نبرم العقد مع الشركة الموزّعة.
- أصدرتِ أخيراً أغنية «خلاّني»؟
(تضحك) «خلاّني» باللهجة الخليجية وتعني «تركني». هي من كلمات وألحان يوسف العماني، وصوّرتها مع يحيى سعادة رحمه الله.
- أنتِ صوّرتها منذ مدة طويلة؟
صحيح، لكني لم أصدرها سابقاً لأنه كان يُفترض أن تصدر متزامنة مع الألبوم الخليجي. كما أني صوّرت منه أغنية «من عيوني» (عنوان الألبوم) مع المخرج جو بو عيد، وهي أيضاً لم تصدر بعد.
- ماذا عن تفاصيل ألبومك الخليجي؟
حصّة الأسد ستكون لكلّ من الشاعر سعود الشربتلي والملحن عبدالله القعود والموزّع الموسيقي هادي شرارة، كوني نجحت معهم كثيراً في أغنية «مكانه وين». وسيتضمّن الألبوم أغنية «يا سارية» السعودية التي غنيتها في الفوازير إلى جانب الأغنية العراقية والأغنية المغربية، وهي من فنّ الـ «غناوا» الخاص بجنوب المغرب، وسأصوّر هذه الأغنية بإذن الله في جنوب المغرب وتحديداً في منطقة «سويرة». كما أنه من بين أحبّ الأغنيات إلى قلبي في هذا الألبوم، أغنية «آه يُمّا». أنا مُغرمة بأغنيات ألبومي الجديد وأتمنى أن يوفّقني فيه الله.
- أنت أول فنانة من الجيل الجديد تقدّم أغنية خليجية وتنجح بهذا الشكل (أي أغنية «مكانه وين»)، ويُقال إنكِ مَن فتح الباب أمام باقي النجمات الجديدات في هذا المجال. لماذا تركتهنّ يسبقنك في إصدار ألبومات خليجية كاملة؟
ربما لأني انشغلت بالأغنيات المصرية واللبنانية، لهذا نستطيع أن نلاحظ أن الأخريات اللواتي سبقنني في الألبومات الخليجية، قصّرن في ما يخصّ اللهجتين المصرية واللبنانية هذا مؤكّد. من الصعب أن ننفّذ عملاً مميزاً ومتقناً دون أن نقصّر في نواحٍ أخرى. الألبوم الواحد يتطلّب أشهراً من التحضير، فكيف إن تحدثنا عن ألبومين في وقت واحد!
- تقصدين يارا؟
ركّزت يارا على الأغنيات الخليجية، بينما في اللهجة المصرية «ما في شي»، لم تصدر أغنيات مصرية منذ فترة طويلة. وأنا لا أعتبر هذا خطأ كي لا يُفهم أني أنتقدها، لكن هذا ما حصل.
- أغنية «يا سارية» والأغنية العراقية من ألبومك الخليجي ستصدران من تصوير الفوازير. كيف تمّ الاتفاق مع المنتج لناحية الحقوق؟
اتفقنا منذ اليوم الأول على ذلك، خصوصاً أن الأغنيات الثلاث التي قدّمتها في الفوازير لم تكن خاصة بالفوازير، بل كنت قد اخترتها أساساً لألبومي، ومن ثم عرضت أن تُغنّى في الفوازير وطلبت أن أحصل عليها مصوّرة لأبثها لاحقاً على شكل كليبات عندما يصدر الألبوم. الأغنية المغربية أيضاً قدمتها في الفوازير، لكني سأصوّرها في المغرب كما ذكرت.
- هل من نيّة لإصدار الفوازير على «دي في دي» لبيعها في الأسواق؟
نعم ولكن ليس في الوقت الحالي. لأن الفوازير ستُعرض على محطات أخرى بعد عرضها حصرياً العام الماضي على محطة «القاهرة والناس» بما أنها ملك المنتج طارق نور. ومن ضمن المحطات التي ستعرض الفوازير، هناك محطة «ال بي سي». الفوازير عمل مميز أفتخر به خصوصاً لناحية كيف أننا تمكنّا من تنفيذها في هذا الشكل الرائع رغم ضيق الوقت والصعاب التي واجهناها، ومنها تعرّضي لإصابة في قدمي نتيجة التصوير المتواصل، ورغم ذلك استمرّينا. حقيقة أشعر بالفخر.
- بما أن الفوازير ستُعرض على محطات جديدة، هل هذا يعني أنك لن تصوّري فوازير جديدة للعام 2011؟
أنا في انتظار الانتهاء من كتابة السيناريو، وإن أعجبني النصّ وكان بمستوى الفوازير السابقة، سأصوّر بالتأكيد. هذا إضافة إلى ضرورة تأمين شروط الوقت، «ما رح أعمل بحالي متل ما عملت بالنسخة الماضية».
- لكنك أبرمتِ عقداً مع طارق نور مدّته 3 سنوات؟
صحيح، ولكن يجب أن أكون موافقة على السيناريو، والعقد ينصّ على أنه لا يحقّ لي أن أصوّر مع منتجين آخرين طبعاً، لكن يجب أن أكون مقتنعة كي أوافق على المشروع الجديد، أي هم لا يجبرونني على شيء. وهذا ما يؤكّد أني لست فنانة تسعى وراء المادة.
- تحدثت عن صعاب خلال فترة التصوير وعن نتيجة مبهرة في الوقت ذاته بشهادة الكلّ. كيف تمكّنتم من ذلك؟
(تضحك) لا أعرف... مهما قلت لا أستطيع أن أصف التعب والضغوط التي عانيتها أنا وكل أعضاء فريق العمل كي ننهي التصوير في الوقت المحدد. وصلت إلى مرحلة لم أعد أشعر فيها بذاتي، وكأني انسان غير موجود بل يعيش في عالم الفوازير في شكل منفصل تماماً عن العالم الخارجي... ربما لن يصدقني أحد
هكذا تلقّيت خبر وفاة يحيى سعادة
- كيف تلقّيت خبر وفاة يحيى سعادة؟
كنت أتناول طعام الغذاء مع عائلتي في «فقرا»، وإذ بشقيقتي رولا تقترب وتأخذ مني هاتفي بحجة أنها تريد استعماله لأن هاتفها يحتاج إلى شحن. طبعاً لم أعلّق ولم ألاحظ شيئاً، إلى أن عدت إلى المنزل وأخبرتني رولا بما حصل... بقيت لأكثر من ساعة تقريباً وكأني في عالم آخر، لم أعرف ماذا أفعل ولا كيف أحسّ حتى أني لم أبكِ لأني لم أستوعب... كما أنها المرة الأولى التي أفقد فيها عزيزاً بعدما كبرت، فجدتي رحمها الله توفيت عندما كنت طفلة. لهذا لم أكن أعرف فعلاً معنى أن نفقد شخصاً قريباً لأني لم أعش تجربة مماثلة وأنا في مرحلة الوعي.
(دمعت عيناها وبكت ثم أكملت) بعد ذلك، تلقّيت اتصالاً من أحد أصدقائي (وهو أحد الذين يهتمون بصفحتي الخاصة على موقع «فايس بوك»)، وقدّم لي التعزية وقال إنه سيوجّه رسالة تعزية على «الفايس بوك»، وسألني عن الصورة التي أريد وضعها.... كلمة «صورة» كانت بمثابة الصفعة التي جعلتني أستفيق وأعي ماذا يعني أن يكون يحيى سعادة قد رحل. إذ راحت الصور والذكريات تتوالى في ذهني، سواء في كليباتنا أو في الفوازير أو في حياتنا اليومية خصوصاً أنه كان صديقي المقرّب وليس مجرد مخرج أعمل معه... تذكرت كيف كنا نضحك ونبكي فانهرت تماماً.
- عذراً كوننا أثرنا مشاعرك الحزينة...
مشاعري لم تكن حزينة فقط، بل أستطيع القول إني تعبت، هذه المأساة أثقلت كاهلي وأتعبتني.
- عندما سُئل يحيى سعادة عن أسباب موافقته على تولّي الإدارة الفنية للفوازير رغم كونه مخرجاً، قال إنه وافق لأنك صديقة عزيزة وإن الأمر لا يشكّل عقدة بالنسبة إليه.
ربما لن تصدقي لو أخبرتك، أننا خلال تصوير الفوازير ولكثرة ما كان يبتكر لوحات وأفكاراً رائعة، كنا نقول له: «يحيى، تعمل وكأنك تقدّم كل ما عندك، ماذا ستترك للمشاريع المقبلة...؟». حقيقة كان متفانياً كمن يشعر بأنه سيرحل قريباً.
- قلتِ إنكما كنتما تبكيان معاً. علامَ؟
من شدة التعب خلال التصوير. عندما كان يراني منهارة يعمل على تشجيعي وإعادة حماسي، فيقول لي بصوت عالٍ: UP, UP, UP... ثم يبكي معي. لا يوجد شخص عرف يحيى سعادة إلاّ وأحبّه لشدّة ما كان شخصاً حنوناً وطيباً، إلى جانب طبعاً حرفيته وإبداعه فنياً. ما يعزّيني قليلاً هو أن الفوازير التي نفّذتها مع يحيى سعادة، سيحفظها التاريخ للسنوات المقبلة، والجمهور سيعرف قيمته كمخرج سنة بعد سنة. معظم الأعمال التي نفّذها وقوبلت بانتقادات شديدة، ثم عاد الكلّ وقلّدها.
إن قلت إني لم أعد أشعر حتى بمذاق الطعام عندما أتناوله. حواسي كانت منفصلة ولا أعرف كيف تمكّنا من ذلك في ذلك الوقت القصير جداً. لكني اكتشفت أني «جبارة» في مدى التحمّل والصبر، وإلى أي مدى أنا شخص مسؤول وملتزم ويعشق الفن.
- طوني قهوجي أخرج الفوازير. ماذا تقولين عن تعاونك معه؟
طلبت من البداية أن يكون طوني مخرج الفوازير، والحمدلله كان الخيار أكثر من صائب. الكلّ يعرف أنه مخرج مبدع، لكني اكتشفت إلى أي مدى هو مخرج مبدع وإنسان طيب وقد أصبحنا صديقين. كان متفهماً وكنا نفهم على بعضنا من الإشارة فقط.
- يحيى سعادة رحمه الله تولّى مسألة الإدارة الفنية. من الذي يمكن أن يعوّض غيابه عندما تصوّرين الجزء الثاني من الفوازير؟
سأدع مشاعري جانباً للتحدث مهنياً. حالياً أنا أنتظر من شركة Over Beirut (شركة المخرج يحيى سعادة) أن تقدّم لي مشروعاً معيناً. رغم كلّ المأساة التي يعيشها فريق عمل يحيى سعادة، اتصلوا بي وقالوا إنهم مستمرون في العمل وسوف يُكملون مسيرة يحيى، ومنهم «دوري» (الشخص الذي اتصل بي) الذي قدّرت موقفه كثيراً لأني أعرف تماماً كميّة الحزن التي يعيشها جراء فقدان يحيى، هو وكل أعضاء فريق العمل، ورغم ذلك لديهم عزيمة كبيرة للاستمرار في العمل الذي بدأه يحيى أساساً.
كان يفترض أن أجتمع بهم لكني بصراحة أجّلت الموعد لأني لم أتقبّل بعد رؤية فريق عمل يحيى من دون يحيى... لكنه أمر لا بدّ منه للأسف، خصوصاً أني كنت قد بدأت التحضير لمشروع ضخم جداً مع يحيى لم أعلن عنه سابقاً.
- ما هو هذا المشروع؟
لا أستطيع الكشف عنه، بل سيحصل ذلك إن اتفقت مع شركة Over Beirut.
- لماذا قلتِ إنك ستضعين قلبك جانباً للتحدث عن يحيى؟
لأن لا أحد يعوّض غياب يحيى سعادة، ليس على المستوى الإنساني فقط، بل فنياً أيضاً.
أنا وفرنسا والـ TF1
- تحدثت في بداية الحوار عن العام الماضي لكنك لم تذكري تطلّعاتك للأيام المقبلة؟
(تضحك) ماغي فرح قالت إن سنة 2011 مميزة لمواليد برج الدلو، وأنا من مواليد هذا البرج... هناك مشروع مهم جداً لا أستطيع إعلان تفاصيله، لكنه قد يكون عالمياً ومن خلال فرنسا التي طرقت بابي...
- كيف ذلك؟
«ما فيني إحكي».
- لماذا؟
لأن المشروع لا يزال مجرد مراسلات، لكن بمجرد أن تفكر محطة فرنسية عالمية في الاتصال بي بعد دراسات وأبحاث قامت بها عن الفنانات العربيات المحبوبات في أوروبا، هو موضوع بالغ الأهمية بالنسبة إليّ حتى ولو لم يُنفّذ المشروع.
- (سألتها مازحة) فوازير باللغة الفرنسية؟
(تضحك) طبعاً لا، لكنه ليس بعيداً عن أجواء الاستعراض.
- ما هي هذه المحطة؟
TF1، والمشروع سيكون موجهاً لأوروبا وباللغة الفرنسية.
- نسألك عن المخرجة ريما الرحباني إبنة السيدة فيروز التي انتقدت فيلم «سيلينا» الذي صوّرته (للتذكير، هو إعادة لإحدى مسرحيات السيدة فيروز).
لو كنت مكان ريما الرحباني لقلت الكلام ذاته.
- لماذا؟
هو أمر طبيعي، ربما لا أحد يتقبّل أن يأتي شخص ويعيد دوراً لوالدته بعد أربعين عاماً.
- تقصدين أن ريما حكمت على العمل من منطلق عاطفي ولم تكن موضوعية؟
أبداً، على العكس أنا أحترم هذه السيدة كثيراً والعائلة الرحبانية مجتمعة، وأعرف إلى أي مدى ريما مثقفة وأتمنى أن يأتي يوم وألتقيها وأجلس معها لأسمع انتقاداتها وأستفيد منها. البعض سألني لماذا لم أتصل بها عندما أردنا تصوير الفيلم، لكني لا أحب أن أكون متطفّلة فأبدو كمن يستغل موضوع الفيلم ليتعرّف إلى ريما... لكن في النهاية هو فيلم أفخر أني نفّذته كما أني أفخر بأن ريما الرحباني حضرت العرض الأول حتى ولو قالت إنها لم تُعجب به.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024