قرصنة أغنية لنجوى كرم
بعد الجدل الكبير الذي أحدثه إصدار أغنية "ع بالي حبيبي" لإليسا بصوت المغنية الإسرائيلية ساريت حداد، تبيّن أن هناك مغنية إسرائيلية أخرى وتدعى نيفين أصدرت بصوتها أغنية "خلص السهر" لنجوى كرم، وطبعاً بكلام عبري.
وكانت "لها" قد نشرت تحقيقاً موسعاً حول موضوع أغنية إليسا "ع بالي حبيبي" (كلمات فارس اسكندر وألحان سليم سلامة)، تناولت فيه مختلف الأطراف المعنية بموضوع كيفية وصول الأغنية إلى إسرائيل، بمعنى طرح السؤال حول الجهة التي منحت المغنية الإسرائيلية حقوق الأغنية، وذلك لأن اسم الملحن سليم سلامة مُدرج في ألبوم المغنية الإسرائيلية.
إذ قال البعض إنه لو كانت الأغنية مسروقة من قبل الإسرائيليين، لما كانوا عمدوا إلى وضع اسم الملحن على الأغنية.
وتحدثت "لها" في التقرير السابق مع الشركة المنتجة روتانا ومع الملحن سليم سلامة ومع عدد من الحقوقيين المختصّين في مجال حقوق النشر والملكية الفكرية والأدبية، كما كان حديث مع المحامي سمير تابت المستشار القانوني في "ساسيم" (جمعية حقوق المؤلفين والشعراء وناشري الموسيقى)، الذي قال لـ "لها" إن هناك قانوناً في إسرائيل يخوّل المغنين أخذ أي لحن يريدونه، مضيفاً أن "ساسيم" أرسلت إنذاراً رسمياً وشكوى إلى جمعية "سيزاك" (الإتحاد الدولي لجمعيات المؤلفين والناشرين) بخصوص موضوع أغنية "ع بالي حبيبي" خصوصاً أن المغنية تغنيها دون أي تنازلات من أي طرف، لا من "ساسيم" ولا من روتانا ولا من الملحن سليم سلامة، مضيفاً أن هناك اشكالات عديدة حصلت مع مطربين من العالم قام إسرائيليون بغناء أغانيهم، وليس فقط في العالم العربي.
البعض اعتبر أن في ردّ سمير تابت غموضاً وضبابية، إذ كيف يكون هناك "قانون" يسمح بالسرقة، في الوقت الذي يعرف فيه الكلّ أن إسرائيل عضو في "سيزاك"؟ "لها" تابعت تحرّياتها عن الموضوع، ليتبيّن بالفعل أن الإسرائيليين يتعاملون بهذا الأسلوب مع أي لحن من العالم، عربياً وإقليمياً ودولياً أيضاً، لكنهم يقومون بدفع المستحقات المالية المترتبة عن تقديم أي أغنية لجمعية "عاكوم". فـ "عاكوم" ليست شركة إنتاج بكل للكلمة من معنى، بل تعمل على طريقة "ساسيم" أي تجمع المبالغ المستحقة للملحنين والشعراء، وهذه المبالغ تُحفظ في حسابات خاصة باسم أصحاب الحقوق، الذين يمكن لهم في أي وقت يريدون الحصول على أموالهم ومستحقاتهم جراء استعمال عمل لهم وبثّه في المحطات الإذاعية! أي بمعنى أصحّ هم يعتبرون أنهم يتعاملون بطرق قانونية مع الموضوع....
وبالفعل فإن إدارة أعمال ساريت حداد ذكرت أنه يمكن الاتصال بـ "عاكوم" للاستفسار حول موضوع أغنية "ع بالي حبيبي"، والمقصود كان أنه يمكن الاتصال بـ "عاكوم" للحصول على مستحقات المؤلفين، أي الملحن والشاعر. هكذا بكل بساطة يأخذون الأغنيات التي يريدونها، بحجّة أن الحقوق المادية يحصل عليها الملحن في أي وقت يريده وبمجرد أن يطلبها من "عاكوم". لكن ماذا عن الحقوق المعنوية؟ وأين حقوق الملحن والشاعر اللذين يفترض أن يمنحا موافقتيهما قبل أن يغني أي فنان عملاً من تأليفهما، فكيف إن كان إسرائيلياً؟ ويبقى السؤال، هل ستكفي الشكاوى والإنذارات المُرسلة من "ساسيم" إلى "سيزاك" لوضع حدّ لهذا التعدّي الفاضح؟؟؟ وفي وقت سابق كنا قد نشرنا تصريحات لكل من سليم سلامة وسمير تابت جاء فيهما:
سليم سلامة يؤكّد: لم أبرم عقد التفرغ لروتانا
في اتصال هاتفي أجرته "لها" مع الملحن سليم سلامة أكّد وجزم أنه لم يبرم عقد التفرّغ مع شركة روتانا كما يعتقد البعض، وقال إن التنازلات الخاصة بأغنية إليسا "ع بالي حبيبي" قديمة وهي مثل كل التنازلات الأخرى التي كان يمضيها الملحنون والشعراء قبل أن تصبح روتانا شركة نشر وتحوّل التنازلات إلى ما يُسمّى اليوم عقود التفرّغ. وقال سلامة إنه أرسل كتاباً إلى شركة روتانا بمجرد صدور الأغنية بصوت المغنية الإسرائيلية، وذلك قبل أن ترسل روتانا بيانها إلى الصحافة. وأضاف سلامة أنه أرسل أيضاً كتاباً إلى "ساسيم بيروت" حول هذا الأمر، فأتاه الردّ من المحامي سمير تابت، محامي "ساسيم بيروت" يخبره فيه أن في إسرائيل قانوناً يسمح لهم بالتصرّف في أي أغنية يريدونها في أي بلد في العالم، كما قال إن تابت أكّد له أن "الساسيم" من دون شك لم تبع الأغنية لأي جهة إسرائيلية.
وأبدى سليم سلامة أسفه الشديد حول ما يحصل خصوصاً لجهة عدم وجود قانون حماية واضح يردع إسرائيل وغيرها، التي تدّعي أنها تعمل وفق قوانين، إضافة إلى أنها تدفع الحقوق في الجمعيات الحقوقية الخاصة بالتأليف والنشر، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام لأنه أمر غير واضح على الإطلاق. مضيفاً أنه علم أن شركة "عاكوم" في اسرائيل هي التي أعطت سماحاً للمغنية الإسرائيلية لاستعمال أغنية إليسا، أما من أعطى الشركة الحق فهو الأمر غير المفهوم أبداً.
وقال سلامة إن التنازلات القديمة ومنها تنازلات أغنية "ع بالي حبيبي" فيها بند واضح يقول: "يحق لشركة روتانا أن تستعمل العمل كما تراه مناسباً". وفي معلومات خاصة بـ "لها"، تبيّن أن التنازلات القديمة التي كانت مُعتمدة لا تتوافق مع القوانين العالمية، وبسبب ذلك عمدت روتانا إلى عقود التفرّغ وذلك بعد نصيحة حقوقيين عالميين قالوا للمسؤولين في روتانا إن هذه التنازلات غير شرعية وإنه كي يحق للشركة أن تنشر هذه الأعمال يجب أن تخصص نسباً للمؤلفين والملحنين، وهذا هو ما اعتمدته روتانا بالفعل.
أما عن أسباب رفض عدد كبير من الملحنين والشعراء إبرام العقود الجديدة القانونية، أي عقود التفرّغ، فتعود إلى أن النسبة ضئيلة جداً ولا تتعدى الـ 3% إن استعمل العمل في إعلان، وخمسة بالمئة إن استعمل كرينغ تون ومختلف أنواع الديجيتال و10% إن استعملت في فيلم. أي إن روتانا تحصل على النسبة الأكبر بينما يبقى الفتات للملحن والشاعر كما يرى البعض.
ردّ سمير تابت محامي "ساسيم بيروت"
اتصلنا أيضاً بالمحامي سمير تابت لسؤاله عن الكتاب الموجّه من سليم سلامة وردّ الساسيم على هذا الكتاب، فأوضح أن ما ذكره سلامة صحيح وأنهم بالفعل أبلغوه أن إسرائيل تعمد إلى قرصنة العديد من الأعمال حول العالم بموجب قانون خاص بها. وذكر أن "ساسيم بيروت" أرسلت كتاباً إلى "الاتحاد الدولي لجمعيات المؤلفين والناشرين" ("سيساك" ومقرّه أوروبا)، وفي الكتاب شكوى رسمية وإنذاراً ضدّ ما يرتكب في إسرائيل من تعدّ وقرصنة على حقوق المؤلفين والملحنين.
واكّد تابت أن لا سليم سلامة ولا روتانا ولا الساسيم (إن في لبنان أو في باريس) طبعاً أعطت أي تنازل لاستعمال أغنية إليسا في إسرائيل، وذكر أن "ساسيم باريس" لا تستطيع أصلاً بيع أي عمل دون العودة إلى الملحن والشاعر وأخذ موافقتهما. أما الاتحاد الدولي لجمعيات المؤلفين والناشرين" (سيساك)، فهو يضم حوالي 170 دولة منها مصر وبريطانيا وتونس والجزائر والمغرب وأميركا وغيرها، لكن تاتب لا يعلم إن كانت إسرائيل عضواً فيه. ولكن في بحث سريع عبر الإنترنت يتبين أن اسرائيل عضو في هذا الإتحاد.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024