تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

حيل بسيطة لمواجهة داء السكري

مرض السكري

مرض السكري


يواجه سكان الإمارات العربية المتحدة أزمة صحية صامتة، حيث كشفت الأبحاث التي أجراها مركز جلوكير المتكامل للسكري أن حوالي 15 في المائة من الأشخاصفي الإمارات مصابون بمقدمات السكري. وغالبًا ما يكون سبب هذا المرض هو خيارات نمط الحياة، وهو أكثر انتشارًا بين المواطنين الإماراتيين، حيث أن حوالي 19 في المائة من الإماراتيين و 15 في المائة من المقيمين مصابون بهذه الحالة.

يمكن أن تسبب مقدمات السكري والتي يطلق عليها "القنبلة الموقوتة" مشاكل صحية خطيرة وطويلة المدى للمرضى، حيث تكون أعراضها بسيطة جدًّا في البداية لتتفاقملاحقاً. وتحدث مقدمات السكري بسبب عدم استجابة الجسم بالطريقة الطبيعية للأنسولين الذي ينتجه البنكرياس، ذلكالهرمون الطبيعي الذي يسمح بدخول السكر في الدم إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة. وعادة ما تصيب مقدمات السكري الأشخاص الذين لديهم بعض المقاومة للأنسولين أو الذين لا تنتج خلاياهم ما يكفي من الأنسولين للحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن المعدل الطبيعي. ففي نهاية المطاف، بدون كمية كافية من الأنسولين، يبقى الجلوكوز الإضافي في مجرى الدم ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري النوع 2.

ومع عدم وجود أعراض واضحة في المراحل المبكرة، يمكن أن تمر سنوات دون اكتشاف مقدمات السكري، والتي تؤثر على حوالي 1.2 مليون شخص في الإمارات. وأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا، ويعانون من زيادة الوزن، ولديهم قريب مصاب بالسكري النوع 2، ولديهم تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو ارتفاع نسبة الدهون في الدم، والذين يمارسون الرياضة أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، هم الأكثر عرضة للخطر ويجب فحصهم وفقًا لإرشادات دولة الإمارات العربية المتحدة وفي بعض الحالات، لا يتم اكتشاف المرض وآثاره طويلة المدى إلا عندما يحتاج المرضى إلى عناية طبية عاجلة. ويحذر خبراء الصحة في مركز جلوكير المتكامل للسكري من أن مقدمات السكري غالبًا ما تتطور إلى مرض السكري النوع 2 لدى المرضى ويكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في حال لم يتم علاجهم.

وقد صرّح إحسان المرزوقي، الشريك المؤسس والعضو المنتدب في جلوكير: "تشهد مقدمات السكري تزايدًا في المنطقة، وعدد الأشخاص المتأثرين بها ينذر بالخطر. وتعد مقدمات السكري حالة قابلة للعكس، على خلاف مرض السكري النوع 2 حيث يمكن فقط التخفيف منه، لذا فإن العلاج المبكر لهذه الحالة هو أمر بالغ الأهمية. هناك طريقتان للفحص، الطريقة الأولى هي إجراء تقييم غير رسمي لعوامل الخطر، وعادة ما يكون ذلك أفضل للبالغين الذين لا تظهر عليهم أعراض، والطريقة الثانية هي إجراء فحص للدم. إن سر عكس مقدمات السكري يتمحور في الحقيقة حول التثقيف بشأن خيارات نمط الحياة المطلوبة وزيادة الوعي حول كيفية تأثير الأطعمة التي نتناولها ومستويات النشاط البدني على صحتنا."

وأضاف الدكتور المرزوقي: "إذا تم تشخيصك بالمرض، لا يزال لديك فرصة كبيرة جدًّا لأن تتمكن من علاج هذه الحالة. إن سر إدارة مقدمات السكري هو التركيز على الرعاية الصحية الوقائية، فمن الضروري مراقبة الحالة بشكل مستمر بدلًا من كل ثلاثة أشهر مع فحوصات الدم والتي تعد الطريقة التقليدية للرعاية. ولقد قمنا بتطوير عدد من الوسائل التكنولوجية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتراقب بيانات مرضانا بشكل مستمر وتقديم المشورة لهم بشكل فوري، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. كما نشارك هذه البيانات مع المهنيين الطبيين المتفهمين والمتعاطفين والذين يعتنون باحتياجات مرضانا الجسدية والنفسية، مما يساعدهم على إجراء التغييرات اللازمة في نمط الحياة لتحسين صحتهم."

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078