تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نسرين الحكيم: لم أعتزل الفن...

بعد سنوات من العمل المتواصل والأدوار المتميزة التي قدمتها من خلال مجموعة أعمال حققت الجماهيرية والنجاح، توقفت الفنانة نسرين الحكيم عن العمل لفترة وأعلنت أنها في مرحلة هدنة وتريد أن ترتاح. لسبب غير محدد شعرت بأنها لم تعد على طبيعتها أثناء العمل وأنها تحملت الكثير وأصبحت في حاجة إلى فترة راحة وابتعاد عن الوسط لشحن طاقتها من جديد ولتطل علينا هذه المرة بأدوار منتقاة ترضي جمهورها بعد الغياب. عن مشكلات العمل الفني ومتطلبات عمل الفنان، وعن عائلتها وحياتها، كان اللقاء مع الفنانة السورية نسرين الحكيم.


- نبدأ من ابتعادك هذا العام عن أعمال الوسط الفني وغيابك المفاجئ. ما سبب هذا الابتعاد؟
آخر ما صورته كان سباعية 'حكاية الغروب' للمخرج سيف الدين سبيعي. وما حصل أني أثناء العمل وأمام الكاميرا شعرت بنفسي أني أمثل وهذا ما لست معتادة عليه، وعادة إحساسي يتملكني ويتحكم فيّ أثناء التصوير وأتعامل مع أدواتي بتكنيك ليخرج الدور بالشكل المطلوب.
ومؤخراً فوجئت بنفسي غير ذلك، وبعد عشر سنوات من العمل في الوسط الفني لم تعجبني نتائج عملي في السباعية التي عملت فيها مع المخرج سيف الدين سبيعي. فلم أصدق نفسي وشعرت بأني أمر بحالة خطيرة عموماً على الفنان الحقيقي.
وحاولت البحث عن أسباب الحالة التي مررت بها فلم أعرفها، وبحثت عن حلول فوجدت أنه من الأفضل أن أرتاح وآخذ فرصة. وتفهم كل من حولي هذه الحالة، فأنا إن لم أصدق الشخصية التي أقوم بها سأقدمها بشكل خاطئ، لذلك يجب أن أرتاح وأعود كما كنت.

فأخذت الاستراحة وتركت مساحة لنص مهم يكون دوري فيه بعيداً عن التكرار لأني في حاجة إلى الجديد وليس إلى النمطية. لكن لم يأتني الدور الذي أريده، فأنا لا أبحث عن وجود مجاني، بل وجود غني. والآن يعاد عرض مسلسل 'ممرات ضيقة' الذي قدمناه قبل ثلاث سنوات، وهو عمل يحمل قيمة ورسالة، ودوري فيه مهم وقوي وأعجب الناس كثيراً.
لذلك يجب أن أقدم شيئاً بمستواه، لكن في الموسم الفائت شعرت بأن ظهوري سيكون مجانياً وأنا لا أريد ذلك أبداً.

- هل من شخص في حياتك كان له تأثير على قرارك هذا؟
لا على الإطلاق. أنا منذ عام 2003 وحتى 2009 أعمل بشكل متواصل وهذا يشكل ضغطاً على أي ممثل. فلم أحصل على أسبوع إجازة، وتعبت كثيراً وكنت في حاجة إلى بعض الراحة.
لكن الحمد لله أني لم أغِبْ فهناك أعمال لي تعرض أثناء غيابي عن الوسط، وتبقى مسؤوليتي أمام المشاهد أن أقدم له كل جديد وقوي، وهذا ما أريد.
وخلال فترة غيابي كثرت الشائعات، فزوجوني مثلاً لثري عربي ولذلك اعتزلت الفن.
لكن ما حصل أني في هذه الفترة تسلمت الإشراف عل دبلجة مسلسل إيطالي بشركة سامة عند الأستاذ أديب خير وهو صديق مقرب ويعرف الظرف، فكانت تجربة ممتعة.
هذا بالإضافة لشائعة اعتزالي الفن واتجاهي نحو الدوبلاج فقط، وهذا أيضاً غير صحيح لأني أقرأ الآن بعض النصوص، وعندي عمل مسرحي جميل سأقدمه قريباً.

- اعتذرت عن مسلسل 'بعد السقوط'. هل النص لم يعجبك أم المخرج أم أحد من طاقم العمل؟
بالنسبة إلى مسلسل بعد 'السقوط'، كلمني مخرج العمل الصديق سامر برقاوي وأخبرني عن الدور، لكن ظرف التصوير كان خاصاً، فكان يقوم بالعمل على النص والإخراج، لذلك لم يكن عرض الشخصية واضحاً، فكان دوري عن شخصية هي 'فلاش باك' لإحدى الشخصيات، ولم نعرف ما هي عدد المشاهد وما أهمية الشخصية، فاعتذرت خوفاً من أن يكون دوري دون المستوى، وهو قدّر لي ذلك.

- اعتذرت عن عمل لسيف شيخ نجيب، هو 'الصندوق الأسود'. هل أنت نادمة عن أي إعتذارات؟
نعم اعتذرت للأسباب ذاتها، ولم نتفق أيضاً على الأجر المادي. ولم أندم على أي اعتذار فمن قدمن الأدوار هن صديقاتي وسعدت بأعمالهن، ثم أنا مؤمنة بالنصيب.

- هل أنت حزينة في حياتك حالياً؟
ليست قصة حزن، نحن كبشر نتعرض يومياً لصدمات، ولا علاقة للعمل بحياتنا الشخصية. أنا ممثلة بدأت أكرر نفسي فقررت التوقف قليلاً، لأني لا أحب الاستخفاف بعقول المشاهدين.

- أنت حالياً مسؤولة عن الإشراف على الدوبلاج في شركة 'سامة'، هل هذا العمل يكفيك فنياً؟
لست مسؤولة عن الإشراف، بل عملت في مسلسل إيطالي وهناك جزء جديد سأقوم بالإشراف عليه أيضاً. كما عملت على أربعة أفلام أميركية، وانتهت هذه المهمة مع الشركة كإشراف خلال مرحلة أربعة أشهر فقط.

- ألا يأخذك الدوبلاج من الحياة الفنية في النهاية؟
أنا أعمل في الدوبلاج منذ مسلسل 'سنوات الضياع' ومسلسل 'نور'، وقدمت دوبلاج تمثيل ومسرح وإذاعة، ولم يأخذني أي من هذه الأعمال من حياتي الفنية.


- هل سنراك هذا الموسم في أعمال جديدة؟
أنا جاهزة لاستقبال نصوص، وإن كان هناك عرض مناسب فأنا جاهزة على الفور. والوعد الذي سأطلقه هذا العام هو للدور المميز والجميل. لن أصرّ على الأجر المادي مقابل الدور المناسب وهذا الوعد أكيد، فأنا لم أبتعد، ولم أعتزل، ولم أغير مهنتي.

- ألا تخافين أن ينساك الناس بعد عملك الطويل بعيداً عن الشاشة الصغيرة؟
كلا لن ينسوني، فأعمالي مازالت تعرض حتى الآن. وعندما أعود بعمل قوي وجميل سأعود إلى الذاكرة وسيفرح الناس بي.

- هل وصلت إلى مرحلة اليأس من الوسط الفني؟
الوسط الفني بشكل خاص لا، لكن هي حالة عامة على مستوى الكون. الناس متعبون الآن، والوسط الفني يحكمه بشر أيضاً عندهم خيبات وصدمات، وهناك خلل في بعض الضمائر وعندما يطغى هذا الخلل يكون الأمر بشعاً. ولهذا فالخطر بدأ يحيط بالوسط الفني.

- هل تمرين بضائقة مادية كما يشاع؟
أبداً، أشكر الله أنا وأماني أختي نعيش تحت جناح أبي، ولم ندخل الفن لنعيش من هذه المهنة. نحن عندنا اكتفاء مادي قبل دخولنا الفن، لذلك لم يؤثر ابتعادي عن الوسط على الناحية المادية لدي، فنحن كما يعلم الجميع لدينا مؤسسة الحكيم التي تقوم على وحدة مونتاج وميكساج وإضاءة.
وكل ما قيل عبارة عن شائعات من أعداء لا أعرفهم.

- هل أنت من النوع المسالم؟
عندما أعرف عدوي أرد عليه بشكل مباشر وآخذ حقي، ولا أسكت عمن يظلمني.

- دخلت الوسط الفني بأحلام وطموحات كبيرة وأهمها ألا تكوني من فناني الصف الثاني، إلى أين وصلت بتلك الطموحات؟
في سوريا لا يوجد صف أول أو ثانٍ، بل هناك بطولات جماعية، وهذا يعطي فرصاً أكثر. هناك خلل في كلمة نجمة من الصف الأول، فليس لدينا في سورية صناعة نجم، بل إن النجوم يصنعون أنفسهم بتعبهم.
كما أن الحظ يلعب دوره وكذلك العلاقات الشخصية. أنا فنانة لا أنتمي إلى شلة، وليس لي علاقات شخصية، لكني في المقابل أعرف أن أحد القائمين على الأعمال الفنية يريدني أن أكون موجودة في عمله لأنه يعرف تماماً نتائج أعمالي السابقة وأنني سأكون على المستوى المطلوب وهكذا يطلبونني للعمل.

- كيف تفسرين وصول فنانات مبتدئات إلى النجومية من دور أو عمل واحد؟
كلنا نعرف كيف ولماذا، وهذه ظاهرة قديمة وعلى حساب كرامتهن. لكن هذه الفنانة أو تلك لا تأخذ مكاني لأني لا أستطيع أخذ مكانها ولا أستطيع أن أسلك سلوكها أبداً.

- ما هي الكلمة التي توجهينها لأهل الوسط، ولمن ستوجهينها بالذات؟
أقول لجميع من في الوسط 'خليكم على الأرض' ومهما ارتفعتم وطرتم فلتبقَ أقدامكم على الأرض.

- ما رأيك في الجرأة المطروحة في أعمال الموسم الأخير في الدراما السورية؟
أنا ضد المبالغة في الجرأة مهما كان نوعها في الأعمال الدرامية، لأنها أعمال تعرض أمام العائلة كلها. وأعتقد أن هناك عبارات وجملاً وحركات لا تقبلها كل العائلات، وعلينا احترام الكل.

- لمّحت سابقاً إلى ارتباط قد يكلل بالزواج، لكن شيئاً من ذلك لم يتم، لماذا؟
لم يتم الارتباط، وإذا حصل سأرتبط وأعلن ذلك.

- هل الحب موجود في حياتك الآن، وهل بات استقرار الفنانة وزواجها شيئاً صعب المنال؟
نعم الحب موجود في حياتي وهو جميل جداً، ولا أعتقد أن استقرار الفنانة أمر صعب إذا كان هناك شخص مناسب.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079