منتجع "سونيفا فوشي" يفتتح "مايكرز بلايس" لتحويل المخلّفات إلى أعمال فنية
كشف منتجع "سونيفا فوشي" الفاخر في جزر المالديف عن إضافة منشأة جديدة رائدة إلى محفظة ابتكاراته المستدامة "مايكرز بلايس"، وهي عبارة عن استوديو محايد للكربون على الجزيرة يعمل على إعادة تدوير مخلّفات البلاستيك والألمنيوم للاستفادة منها كأعمال فنية، وقطع عملية، ومواد بناء.
وقد تم إنشاء استوديو "مايكرز بلايس" بالتعاون مع الفنان البريطاني ألكسندر جيمس هاميلتون، مؤسس متجر "ديستل إنوي ستوديو" الذي يستعرض فنون النحت والرسم والتصوير والأفلام والإضاءة والتركيب. يشتهر هاميلتون بدعمه لجهود الاستدامة على مستوى المجتمع والجزيرة والحكومة منذ أكثر من 35 عاماً، كما أنه سفير شغوف لجمعية "Rs3" (الترشيد، إعادة الاستخدام، إعادة التدوير)، ويحظى فنّه بشعبية واسعة بفضل الإلهام الذي يستمدّه من المناظر الطبيعية والمساحات المدنية على حد سواء، والذي يعكس القضايا الفنية والسياسية، وقضايا الاستدامة، والإبادة البيئية.
وقد عمل هاميلتون وفريقه على بناء الاستوديو من الألف إلى الياء باستخدام آلات وعمليات يدوية مصمّمة خصيصاً لتلائم بيئة الجزيرة الفريدة. ونظراً لتصنيف مخلّفات عبوات المشروبات الغازية كأحد أسوأ الملوّثات في العالم، يهدف الاستوديو إلى معالجة الكميات الهائلة من العبوات البلاستيكية وعبوات الألمنيوم الفارغة التي ينتهي بها المطاف في المحيطات أو تُحرق فتنبعث منها الغازات السامة أو تُلقى في مكبّات النفايات على مدار العام. وخلال الأيام الثلاثة الأولى من تشغيله، عالج الاستوديو 15,000 عبوة ألمنيوم، مما أدى إلى الاستفادة بشكل أفضل من هذه المواد المهمَلة، وإزالتها من النظام البيئي الهش.
يدعو "مايكرز بلايس" الفنانين والضيوف لإطلاق العنان لإبداعاتهم والانخراط مع المجتمع الأوسع في مبادرة "سونيفا نامونا" القائمة على تعاونٍ بين سونيفا والجزر المجاورة لجزيرة با أتول للتخلص من المواد البلاستيكية في المحيطات، وتعزيز إدارة النفايات بشكل أفضل، وبناء مستقبل أكثر استدامة في جزر المالديف وخارجها.
تضمّ المنشأة المصمّمة خصيصاً محطة غسيل ذات حلقة مغلقة لتنظيف المواد في المرحلة الأخيرة. ويتم الاعتماد على نظام فرز مبتكر قائمٍ على مرحلتين باستخدام وسائط من الحبيبات وفحم جوز الهند المحلي الذي يُستخدم كمكوّن طبيعي عالي الفعالية لفرز المواد. وعلى عكس مرافق إعادة التدوير الاعتيادية التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، فإن نظام الفرز الفعال هذا يمكّن "مايكرز بلايس" من إعادة استخدام المياه على مدى أشهر عدة في تقنيّةٍ هي الأولى من نوعها في العالم.
تعتمد المنشأة أيضاً على نظامٍ عادمٍ معدّلٍ لالتقاط المركبات العضوية المتطايرة الضارة وانبعاثات الكربون عند تسخين البلاستيك أو إذابة الألومنيوم المقطّع، بالإضافة إلى حبيبات الكربون المنشّط التي من شأنها تنقية الهواء المنبعث من الاستوديو.
في نهاية المطاف، يتم تحويل المواد المفرزة بالمياه والمركبات العضوية المتطايرة إلى أحجار بناء خرسانية مقاومة للماء تُستخدم لاحقاً في أعمال التشييد. كما ويتم طلاء كل حجر باللون الأحمر ليتم التعرف عليه على الفور في مرحلة البناء فيُصار الى الحفاظ عليه في الموقع، وبالتالي يصلح لإعادة الاستخدام.
وفي هذا السياق، علّق هاميلتون قائلاً: "لا شكّ في أن كل قطعة من مخلّفات المواد التي تُستخدم لمرة واحدة لا تتم إعادة تدويرها تساهم في تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري التي نواجهها جميعاً اليوم. نحن هنا في جزر المالديف على بُعد 1,600 كيلومتر من أقرب مكب للنفايات، ومن المحزن جداً معرفة أن كمية كبيرة من عبوات المشروبات الغازية لا يتم التخلّص منها بطريقة مدروسة وسليمة أو لا يُعاد استخدامها حتى".
وضع هاميلتون في صلب أولوياته قضية الحفاظ على مياه المحيطات من خلال إبداعاته الفنية. فقد شكّل مجموعات استكشافية للعمل في كل أنحاء العالم على قضية المياه التي تقع في صميم ممارساته. وأثناء تطوير "مايكرز بلايس"، قدّم الفنان تبرعاً سخياً عبارة عن 20 صورة فوتوغرافية فريدة من سلسلة "فيجنز فروم ذاشورلاين"، والتي ساهمت بتمويل الاستوديو وبدعم مبادرة "سونيفا نامونا". وتقديراً لعطاءات هاميلتون، يتم الآن عرض هذه الصور الفريدة في الاستوديو.
تجدر الإشارة إلى أن منتجع "سونيفا فوشي" ليس غريباً عن جهود الاستدامة، فهو يعيد بالفعل استخدام أو تدوير 90% من نفاياته. وبدورها، كانت سونيفا إحدى أولى شركات الضيافة في العالم التي حظرت استخدام المصاصات البلاستيكية في العام 1998، كما أنها تشرف على إنتاج وتعبئة المياه الخاصة بها، وهي من أولى الشركات المحايدة للكربون من حيث الانبعاثات المباشرة وغير المباشرة منذ العام 2012. يُعدّ مفهوم إعادة الاستخدام نقطة محورية رئيسية في نهج سونيفا للاستدامة إذ يضمّ كل منتجع من منتجعات سونيفا مركزاً لتحويل النفايات إلى طاقة ومواد عضوية تُستخدم في زراعة الحدائق المورقة التي تُروى بالمياه الرمادية وتُغذّى بالسماد الناجم عن مطابخ المنتجع. كما وصنعت "سونيفا فوشي" التاريخ في العام 2014 بافتتاح استوديو "سونيفا آرت أند غلاس" لتشكيل الزجاج الساخن في جزر المالديف حيث يدعو فناني الزجاج المشهورين والضيوف إلى المنتجع لتحويل الزجاجات المهمَلة إلى أعمال فنية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024