تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

هذا ما قالته مديرة قسم المعرفة والابتكار في مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم عن الفرص التعليمية

ملكه الحاج

ملكه الحاج

انضمت ملكه الحاج إلى فريق مؤسّسةعبدالله الغرير للتعليم عام 2020، وفي جعبتها خبرة تمتد لأكثر من 18 عاماً في هيكلة أُطر قطاع التعليم لتعزيز إمكانية توظيف الخرّيجين الذين يستعدّون لدخول سوق العمل. تشغل ملكة حالياً منصب مديرة قسم المعرفة والإبداع في المؤسسة، وكانت قد تبوّأت منصب مديرة تطوير الاستراتيجيات والتنفيذ في جامعة "لوريت" الدولية، وعملت في الفريق التنفيذي للجامعة في المملكة العربية السعودية. كما كانت رئيسة الأداء والتخطيط في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي. تحمل ملكه شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في الشارقة، وشهادة البكالوريوس من الجامعة الأميركية في بيروت. وهي أيضاً مُقيِّمة تنظيمية معتمَدة من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة. في هذا الحوار، تحدّثنا ملكه عن أبرز الإنجازات في مؤسّسة عبدالله الغرير للتعليم، والتحدّيات التي تواجهها، وكيفية دعم المؤسسات التعليمية للتحوّل نحو التعليم الإلكتروني والتعليم المدمج، لا سيما بعد تغيّر المشهد التعليمي بسبب جائحة كورونا...


- أخبرينا بدايةً عن مؤسّسةعبدالله الغرير للتعليم.

أُنشئت مؤسّسةعبدالله الغرير للتعليم عام 2015 على يد أحد رجال الأعمال البارزين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو عبدالله الغرير، الذي خصّص ثلث ثروته لدعم الشباب الإماراتي والعربي للحصول على تعليم عالي الجودة بهدف تحسين مستوى معيشتهم. وكان عبدالله الغرير من أوائل الداعمين لتطوير قطاع التعليم في دولة الإمارات، وبنى العديد من المدارس لتزويد الشباب بفرص التعليم، لأنه يؤمن بأن تزويد الشباب العربي بفرص تعليمية مبتكرة ذات جودة عالية يمكن استخدامه كأداة لتمكينهم من التقدّم والمساهمة في تحسين مستوى معيشتهم ومجتمعاتهم.

- ما هي أبرز إنجازات مؤسّسة عبدالله الغرير في مجال التعليم؟

استطعنا حتى الآن توفير فرص الوصول إلى التعليم العالي لأكثر من 1700 شاب عربي، من خلال برامج المِنح الدراسية الخاصة بنا، ونذكر منها برنامج الغرير لطلبة العلوم والتكنولوجيا الذي يوفر للشباب من ذوي الدخل المحدود فرصاً للتعليم العالي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في 15 جامعة دولية وإقليمية حول العالم؛ وبرنامج الغرير للتعليم المفتوح بالتعاون مع جامعة ولاية أريزونا؛ وبرنامج الغرير للماجستير المصغَّر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ومن أجل دعم مسار التعليم إلى التوظيف، نزوّد طلابنا بفرص الإرشاد والتدريب العملي مع شركات دولية معروفة، كما أن عدداً كبيراً منهم موظفون اليوم في هذه الشركات، ومنها "لوريال" و"مايكروسوفت" و"بي دابليو سي". لقد توقّفنا أخيراً عن قبول طلاب جدد في هذه المرحلة حيث ندرس البدائل لتحقيق تأثير أكبر مع الاستمرار في دعم طلابنا الحاليين.

ومن البرامج الأخرى الناجحة التي نفّذناها مع جامعة ولاية أريزونا، نذكر برنامج الغرير للمفكرين اليافعين، وهو يشتمل على منصة عبر الإنترنت، ثنائية اللغة (العربية والإنكليزية)، مصمّمة لمساعدة الشباب الإماراتي والعربي على اتخاذ قرارات مستنيرة في مجالَي التعليم والتوظيف. وقد استفاد أكثر من 39000 شاب وشابة في مختلف أنحاء المنطقة من البرنامج الذي يعمل على تحسين استعدادهم الوظيفي ومهاراتهم القيادية. في وسع الطلاب أيضاً الوصول إلى الموارد المهنية وخدمات المشورة مجاناً.

نتطلع حالياً إلى توسيع نطاق وصولنا من خلال شراكات استراتيجية مع منظّمات تشاركنا الفكر عينه لتزويد الشباب بإمكانية الوصول إلى فرص التعليم والعمل.


- كيف غيّرت المؤسّسة حياة الشباب في لبنان خصوصاً، وفي كل أنحاء المنطقة عموماً؟

واجه الشباب اللبناني في الآونة الأخيرة الكثير من المصاعب. وكوني لبنانية، أشعر بالحزن لما يحدث ولا يسعني إلاّ التعاطف مع العائلات التي تعاني الكثير في هذه الأوقات الصعبة. ومع غرق البلاد أكثر فأكثر في الصراعات المالية، يمكننا القول إن قدرة الشباب على الوصول إلى فرص تعليمية جيدة تراجعت. أما الوصول إلى الحل فيتطلب تعاون الكثير من أصحاب المصلحة لتخفيف العبء عن الشباب وعائلاتهم.

نستقبل اليوم أكثر من 130 طالباً لبنانياً في برامج المِنح الدراسية الخاصة بالتعليم المفتوح والعلوم والتكنولوجيا. وقد حصل الكثير من الخرّيجين اللبنانيين على وظائف في شركات مرموقة في مجالات التكنولوجيا والإدارة والتسويق داخل المنطقة وخارجها. لدينا أيضاً شراكات طويلة الأمد مع الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة الأميركية في القاهرة. كما وقّعنا أخيراً اتفاقية تعاون جديدة طويلة الأمد مع الجامعة الأميركية في بيروت لإطلاق مركز عبد العزيز الغرير للتعليم والتعلّم الرقمي الذي سيمهّد الوصول إلى التعليم عالي الجودة عبر الإنترنت لآلاف العرب في مختلف أنحاء المنطقة، وقد بدأنا ببرامج العلوم الهندسية في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية في بيروت. أخيراً، يتولّى صندوق عبد العزيز لتعليم اللاجئين دعم مبادرات التعليم المحلية في لبنان والمنطقة منذ تأسيسه. ويلتزم الصندوق توفير إمكانية الوصول إلى التعليم الثانوي والمهني والعالي للاجئين والشباب المهمّشين في لبنان وسوريا والأردن.

- ما دور المؤسّسة في دعم الجامعات والحكومات في كل أنحاء المنطقة؟

تعمل مؤسّسة عبدالله الغرير للتعليم مع الجامعات والحكومات لتزويد الشباب العربي بإمكانية الوصول إلى التعليم عالي الجودة وفرص العمل. ويُعتبر مركز عبد العزيز الغرير للتعليم والتعلّم الرقمي الذي تم إنشاؤه أخيراً في الجامعة الأميركية في بيروت مثالاً على إحدى شراكاتنا مع جامعة رائدة. من خلال هذه المبادرة، ستقوم الجامعة الأميركية في بيروت أولاً برقمنة المساقات الدراسية الموجودة مسبقاً في مجالات الهندسة والعمارة بحيث يمكن أكبر عدد من الطلاب في كل أنحاء المنطقة الوصول إليها عبر الإنترنت.

وفي الإمارات العربية المتحدة، تتعاون مؤسّسة عبدالله الغرير للتعليم مع وزارة التربية والتعليم وتسع جامعات رائدة في الإمارات العربية المتحدة لتقديم شهادات معتمَدة عبر الإنترنت للشباب في المنطقة. هذه المبادرة التي تُدعى اتحاد الجامعات الإماراتي لجودة التعلّم عبر الإنترنت، تدعم الجامعات في تصميم شهادات معتمَدة للتعلّم عبر الإنترنت والتعلّم المدمج وتطويرها. كما ننظّم مبادرات لتنمية المهارات مثل برنامج معسكر التدريب المكثّف للريادة في الابتكار المقدّم من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي أتاح لـ120 شاباً إماراتياً وعربياً فرصة اكتساب مهارات ريادية لا تقدَّر بثمن من أعضاء هيئة تدريس معروفين على المستوى العالمي.

- كيف تغيّر المشهد التعليمي منذ انتشار جائحة كورونا؟

سرّعت جائحة كورونا في عملية رقمنة التعليم. ورغم أن طرق التعلّم الجديدة بدأت تحل محل وسائل التعليم التقليدية قبل بضعة أعوام من الجائحة، فقد نمت الحاجة إلى حلول مبتكرة في تكنولوجيا التعليم بمعدّل غير مسبوق، وتكيّفت حكومات وجامعات مع هذا الواقع الجديد وتبنّت التكنولوجيا كآلية دعم لتقديم تعليم عالي الجودة. وسيصبح مشهد التعليم في المستقبل رقمياً بشكل متزايد، ولكن علينا أيضاً أن نأخذ في الحسبان الفجوة الرقمية، ونتأكد بالتالي من عدم إهمال الطلاب الذين يواجهون عوائق خاصة بالاتصال أو عدم القدرة على الوصول إلى الأجهزة الرقمية. ندرك أيضاً أنه ليس الحل الوحيد للتعليم، ولكن يجب أن يكون جزءاً من النظام الجديد.

بالإضافة الى ذلك، لاحظنا زيادة في الطلب على الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسهيل مسار التعليم حتى التوظيف. وعليه لم يُعد كافياً أن يتخرّج الطلاب بشهادة على أمل أن يتمكّنوا يوماً من الحصول على فرص عمل، فدورنا أن نوجّه الطلبة ونوفر لهم فرص تدريب لاكتساب المهارات اللازمة التي يبحث عنها أصحاب العمل. وأخيراً، نرى أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص ستستمر وتنمو وسيكون لها تأثير إيجابي في نتائج التعلّم واستعداد الطلاب للانضمام إلى سوق العمل.

- كيف دعمت مؤسّسة عبدالله الغرير للتعليم التحوّل نحو التعليم الإلكتروني والتعليم المدمج؟

تعمل مؤسّسة عبدالله الغرير للتعليم في مجال التعليم عبر الإنترنت منذ عام 2016، وذلك استجابةً لتزايد عدد الشباب العربي وزيادة الطلب على فرص التعليم عبر الإنترنت حتى يتمكن الشباب من الدراسة والحصول على فرص عمل. عزّزت برامج المِنح الدراسية لدينا وصول الشباب العربي إلى التعليم عبر الإنترنت ذي الجودة العالية. لقد كثّفنا الجهود وتعاونّا مع أصحاب المصلحة المناسبين من القطاعين العام والخاص لبناء قدرات الجامعات في كل أنحاء المنطقة حتى تتمكن من تقديم برامج معتمَدة عبر الإنترنت.

فعند منح الوسائل المناسبة للكثير من الشباب ذوي الدخل المحدود، تُتاح لهم مرونة التعلّم عبر الانترنت واكتساب المزيد من الخبرات في المجال الذي يعملون فيه، مما يجعلهم مساهمين وصنّاع تغيير في مجتمعاتهم.


- كيف يبدو مستقبل التعليم في رأيك؟

يبدو أن جائحة كورونا ساهمت في تعجيل التغيير المرتقب في المنطقة، فكان لها تأثير إيجابي في تعزيز الانفتاح الأكبر نحو التعلّم عبر الإنترنت بين الحكومات والجامعات والطلاب. وفي وسع التعلّم عبر الانترنت إتاحة المزيد من فرص الحصول على التعليم عالي الجودة بفضل مجموعة أكثر شموليةً من المساقات المعروضة على الإنترنت التي تشرّع الأبواب على التعليم والتدريب. لقد أدرك المانحون وروّاد العطاء أن ريادة الأعمال ودعم الشباب في تعليمهم ومساراتهم المهنية ضروريان لسدّ فجوات عدة في المجتمع. بهذا شرع أرباب العمل والمؤسّسات التعليمية في العمل عن كثب لتصميم مناهج تعلّمية تلبّي احتياجات سوق العمل.

ومن خلال الجهود الرامية مع أصحاب المصلحة، لن تتم رقمنة مستقبل التعلّم فحسب، بل سيكون أيضاً في متناول أكبر عدد من الشباب في المنطقة. كما نلتزم في مؤسّسة عبدالله الغرير للتعليم بتوفير إمكانيات التعلّم للشباب العربي، ونتطلع إلى مواصلة عملنا، وفقاً لرؤية المؤسِّس عبدالله الغرير، من أجل تحسين نوعية التعليم في المنطقة.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078