تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

شهد حسن وسيامند... تجربة ناجحة في نقل حياتهما الزوجية باحترام وصدق على "يوتيوب"

الغربة بما تعنيه من الابتعاد عن جو العائلة والألفة، كانت من الأسباب الأساسية لاتخاذ الثنائي شهد حسن وسيامند الخطوة الأولى في عالم السوشيال ميديا، وبدأت معها رحلة حصولهما على ملايين المشاهدين والمتفاعلين مع مقاطع فيديو عفوية وطريفة، لينتقلا بعدها إلى توثيق رحلتهما في تلك البلاد الغريبة بتقاليدها وعاداتها وطبيعتها عن مسقطَي رأسيهما في العراق وعفرين السورية. براءة شهد وجمالها العراقي اللافت كانا بطاقة دخولها مع زوجها الوسيم والعفوي إلى منازل أكثر من 6.7 ملايين مشترك على قناتهما في "يوتيوب"، لتنضمّ إليهما بعد ذلك طفلتهما الأولى ميرا صاحبة العام الأوّل من عمرها، وتشارك والديها في نقل يومياتهم وتفاصيل حياتهم العائلية في قالب عائلي عفوي ومحترم يناسب المراهقين والشباب.


يرجع الثنائي اللطيف السبب الرئيس لفتح قناتهما على "يوتيوب" إلى وجودهما في السويد وشعورهما بالملل والروتين في حياتهما البعيدة عن عائلتيهما، فكان هدفهما في البداية إضافة شيء مختلف إلى يومياتهما أو إضفاء روتين جديد ومسلٍ على حياتهما. وبعد أشهر عدّة، لاحظا النجاح الكبير الذي حققته القناة وتفاعل الناس مع المقاطع فقررا الاستمرار وتطوير التصوير والمونتاج بحِرَفية.


حياة عائلية خالية من الاستعراض الزائف

يحرص شهد وسيامند على مشاركة متابعيهما على السوشيال ميديا يومياتهما بكل تفاصيلها، فينقلان الأمور الإيجابية والتجارب المفرحة والمميّزة التي يعيشانها، كما اللحظات الحزينة التي تمرّ معهما بكل عفوية وواقعية.

وبين السويد ودبي وإسبانيا ومصر، ينقلان تجاربهما المختلفة ويوجّهان النصائح والإرشادات ويوثّقان أمكنة إقامتهما الجديدة، الأسواق والشوارع وطبيعة البلد المقيمَين فيه بمقاطع فيديو تم تصويرها بعناية وبأفكار عائلية جديدة تخلو من الاستعراض الزائف وتمنح المُشاهد متعة كبيرة، وفي هذا الصدد يقولان: "نحن نشارك حياتنا على "يوتيوب"، نوثّق كل الأحداث التي نمرّ بها في حياتنا العادية، من روتينها اليومي العادي بما فيه من سفرات وأعياد واحتفالات ومفاجآت بقالب بسيط".

ويضيف الشابان أنهما يصوّران كل شيء عن حياتهما و"لا نمتنع عن تصوير أي شيء، قلّ شأنه أم كبُر، إذ نعتبر كل متابع لنا جزءاً من عائلتنا وله حق الشفافية والوضوح علينا، لأننا كبرنا وكبرت قناتنا على "يوتيوب" معهم وبسبب حبهم، لذلك دائماً نضعهم في صورة أي شيء جديد نسعى للقيام به، ونخبرهم بمخطّطاتنا ونضع آراءهم في حسابنا عند اتخاذ قراراتنا".

بالعفوية والحب يؤثّران في شريحة واسعة من المراهقين

وعلى الرغم من أن الثنائي يشارك في أغلب "الترندات" المنتشرة على تطبيقَي "إنستغرام" و"تيك توك"، ويكرران بطريقتهما الخاصة بعض الأفكار التي تعرضها العائلات المشهورة على "يوتيوب"، من تحدّيات ومقالب ورحلات، إلا أنهما ينجحان في كل مرة بإقناع المتابعين بالمشاهدة وتقبّل تكرار "الترند" بكل رحابة صدر. ويؤكد سيامند أن "الشيء الوحيد الذي ساعدنا على تطوير محتوى القناة والوصول إلى قلوب الناس هو دعم ومحبّة المتابعين الذين نفضّل أن نسمّيهم عائلتنا. فلولا دعمهم وحبّهم لما كنا قد وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم".

هكذا نجح الثنائي في الحصول على القبول والتفاعل من عدد كبير من الشباب، وباتا مؤثّرَين جداً في شريحة كبيرة من المراهقين، فكانت "العفوية وحب الناس للأجواء العائلية وروح الفكاهة الموجودة في مقاطعنا بفضلٍ من ربّ العالمين، طريقنا الرئيس إلى الانتشار عبر قناتنا".

التخطيط أساس للجمع بين العمل الخاص و"يوتيوب"

وبات معروفاً أن العمل على "يوتيوب" مسؤولية كبيرة، لأن القنوات متاحة أمام الجميع من مختلف الأعمار، لذلك فإن التركيز على المحتوى يحتاج إلى مجهود كبير ووقت طويل لإيجاد التوازن المطلوب والأفكار المناسبة وتصويرها وتعديلها بالمونتاج، لذلك يأخذ سيامند وشهد هذه الأمور بجديّة ويحاولان تنظيم وقتهما للجمع بين عملهما الخاص و"يوتيوب" من خلال التخطيط ووضع جدول منظّم لأيام الفراغ والعُطل واستثمارها في التصوير وإعداد محتوى عائلي هادف يُعجب المتابعين ويليق بهم.

ويشير الثنائي إلى أنه "خلال فترة وباء كورونا أصبح عندنا وقت فراغ كبير بسبب الحظر والحجر المنزلي، فاستفدنا من ذلك بتصوير الفيديوهات لنطرد الملل ونرفّه عن أنفسنا وعن متابعينا في جوّ عائلي مليء بالمرح والإيجابية".

ويؤكد شهد حسن وسيامند أنهما يخططان باستمرار لإعداد محتوى مختلف ومميّز "من خلال البحث الدائم عن أفكار جديدة يكون أساسها المرح والاستمتاع بالوقت وبالأشياء المحيطة بنا، ونصرّ على نقل تجاربنا الشخصية والتغيّرات التي تحصل معنا مع تنقّلنا من بلد إلى آخر، ونوثّق للمتابعين بعض المواقف الصعبة والتجارب المختلفة عن مجتمعاتنا وعاداتنا ليستفيدوا منها ويتخطّوها إذا زاروا البلد نفسه في المستقبل".


نصائح للراغبين بدخول عالم "يوتيوب"

ومع أن الأفكار والتحدّيات باتت تتشابه بين القنوات إلى حدّ كبير، يرى سيامند أن لا "أوجه تشابه بين العائلات حتى لو كانت فكرة الفيديو نفسها، لأن كل شخص يعمل على إيصالها الى متابعيه بطريقته الخاصة وأسلوبه المختلف، وبالتالي حتى لو تشابهت الأفكار لا يمكن أن تتكرر المقاطع بنسبة مئة في المئة، لأن شخصيات اليوتيوبرز تختلف ووجهات نظرهم للفكرة تأخذ أبعاداً عدة، خاصة لناحية نقلها الى المشاهد".

وقدّم محدّثانا نصائح لأي عائلة جديدة تسعى إلى دخول عالم "يوتيوب" بالاعتماد على أنفسهم وبذل مجهود كبير، لأن العمل على القناة خطر وفيه الكثير من المسؤولية. ومن المهم ألا ييأسوا بسرعة إذا واجهوا بعض المواقف الصعبة في البداية، وأن يرسموا أهدافاً واضحة ليصلوا إليها، لأن النجاح يتطلب الكثير من التعب والمجهود.

وفي موازاة نجاحهما على السوشيال ميديا، لا يزال الثنائي يتعرّضان كباقي القنوات العائلية، لبعض التعليقات السلبية المزعجة، والانتقادات الرافضة لبعض الأفكار، وعن ذلك يقولان: "التعليقات التي نراها عبر صفحاتنا غالباً ما تكون إيجابية وتحمل الكثير من الحب والعاطفة من المشاهدين، ولكن حين يردنا أي تعليقات سلبية فإننا نتجاهلها ولا نعطيها مساحة كبيرة من الردّ أو التعليق، لأن ما نركّز عليه دائماً هو التعليقات البنّاءة والأفكار الجديدة التي نأخذها في الاعتبار ونحاول العمل عليها، فنطوّرها لنصبح أفضل ونحسّن من المحتوى".

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079