حنان مطاوع: لم أتدخل في خصوصيات عبير صبري...
تؤكد أنها اعتذرت بشكل محترم عن عدم العمل مع المخرج خالد يوسف في فيلم 'كف القمر'، وتنفي أن يكون قد طلب منها ارتداء ملابس كاشفة، وتقول: 'أحب أن أحتفظ بأسباب اعتذاري لنفسي'... إنها الفنانة حنان مطاوع التي تتحدث عن الفيلم الذي يجمعها بأربع نجمات، وحقيقة خلافها مع رانيا يوسف، ورفضها التدخل في خصوصيات عبير صبري. كما تتكلم عن دور محمد فؤاد في حياتها، وعلاقتها بوالدتها سهير المرشدي، واللقب الذي حصلت عليه أخيراً، وأزمة الرجولة التي تشعر بها، وغيرها من الاعترافات في حوارنا معها.
- ما الذي حمَّسك للمشاركة في فيلم 'حفلة منتصف الليل'؟
أعجبتني شخصية داليا التي أجسدها، فهي فتاة مدعوة إلى حفلة تدور أحداثها في أربع ساعات، وهذه الحفلة تؤثر على مجرى حياتها بالكامل هي وأصدقائها، اذ تكتشف العديد من الأحداث حين تسقط أقنعة أصدقائها وتعرف حقيقتهم. وهو من تأليف محمد عبد الخالق وإخراج محمود كامل، ويشاركني البطولة مجموعة من النجوم، منهم رانيا يوسف وعبير صبري ودرة ومنى هلا وإيمي ورامي وحيد وعمر حسن يوسف وأحمد وفيق وإدوارد.
- الفيلم تدور أحداثه في يوم واحد، ألا يمثل ذلك صعوبة في التمثيل؟
بالطبع، من الصعب على كل أبطال الفيلم أن يختزلوا المشاعر والعواطف التي تتطلبها شخصياتهم كلها في أربع ساعات فقط، ولكنها تجربة تمثل تحدياً للفنان وأنا أحب التحديات.
- تشاركك في الفيلم عبير صبري ومنى هلا ورانيا يوسف ودرة، ماذا عن المنافسة بينكن؟
منافسة شريفة جدًا، وأعتقد أنها في مصلحتنا جميعًا، علماً اننا أخوات، وخلف الكاميرا دائماً ما نمزح ونلهو. لكن كلما شعرت الممثلة أن الى جانبها ممثلة أخرى قوية ستقدم أفضل ما لديها. فالتمثيل فعل ورد فعل، ولذلك فالغيرة بيننا في محلها ومفيدة، لأنها في النهاية ستكون في مصلحة الفيلم.
وأنا عملت معهن من قبل وعلاقتنا طيبة، فعبير صبري قدمت معها ثلاثة أعمال، وهي مثل شقيقتي أحبها جدًا وتأتي دائمًا إلى بيتي وأذهب إليها، وعملنا معاً منذ ثلاث سنوات بداية من مسلسل 'قيود من نار' مع المخرج جمال عبد الحميد والفنانة نجوى إبراهيم، ووقتها جمعتنا علاقة صداقة قوية، بعدها قدمنا مسلسل 'أحلام نبيلة' وجسدت دور شقيقتي الكبرى، والمسلسل حقق نجاحاً طيباً. وهذا العام نلتقي في فيلم 'حفلة منتصف الليل'.
وعبير إنسانة جميلة ونقية على المستوى الشخصي، وهو ما يجعلها تواجه أحياناً مشاكل وأنا أنصحها دائماً، لكنني لا أتدخل في حياتها الشخصية. أما رانيا يوسف فتربطني بها علاقة مودة قوية، وقدمت مع درة مسلسل 'لحظات حرجة' وجمعتنا صداقة أيضًا. ومنى هلا كان أول لقاء بيننا منذ خمس سنوات في مسلسل 'الإمبراطور' وكانت علاقتنا طيبة في الكواليس، وما يسعدني أن الفيلم يوطد علاقاتنا أكثر.
- لكن تردد كلام عن حدوث خلاف بينك وبين الفنانة رانيا يوسف فما السبب؟
بالعكس بيننا صداقة قوية ولا يمكن أن يحدث بيننا أي خلاف، وما تردد مجرد شائعات لا أعرف ما سببها أو مَن وراءها.
- هل ترين أن السينما بدأت تهتم بقضايا المرأة في الفترة الأخيرة؟
بالتأكيد، لأن المرأة نصف المجتمع، ومن المهم تقديم أعمال فنية عن قضايا المرأة، مثلما حدث في أفلام 'احكي يا شهرزاد' و'بنتين من مصر' و'678'، وهذا التنوع لصالح الجمهور في النهاية.
- لماذا اعتذرت عن عدم المشاركة في فيلم 'كف القمر'؟
في البداية كنت سعيدة بترشيح خالد يوسف لي، لأنه مخرج متميز، وأنا من عشاق أفلامه. وبالفعل جاء إلى بيتي وقابلني أنا ووالدتي، وبعدما اتفقنا شعرت أنني لابد أن أعتذر عن عدم العمل، ورفضت العمل بشكل محترم جدًا، ولا أريد أن أذكر الأسباب.
- تردد أن السبب هو رغبته في ارتدائك ملابس مكشوفة فهل هذا صحيح؟
بالعكس، خالد يوسف لم يطلب مني أن أرتدي ملابس عارية، فالدور لفتاة صعيدية وبعيد عن الخلاعة، والدور قدمته فنانة أخرى أتمنى لها التوفيق.
وبالفعل الفيلم انتهى تصويره وسيعرض قريباً، وأعتقد أن جومانا مراد ووفاء عامر وغادة عبد الرازق سيقدمن الفيلم بشكل متميز، خاصة أنني أحبهن جميعًا وهن ممثلات متميزات، وأعتقد أن هذا العمل يعتبر أكثر أعمال خالد يوسف تميزًا لما فيه من الإسقاطات السياسية.
- إصرارك على عدم تخطي الخطوط الحمر هل أضعف من نجوميتك في السينما؟
أنا مع التحرر الفكري، ولكني ضد التحرر الجسدي، فأنا أحترم نفسي وأريد أن يحترمني الآخرون، ولم أفكر في يوم أن تكون نجوميتي أو جمعي للمال على حساب أن أخلع ملابسي أو أقدم مشاهد جريئة. وأنا لا أعيب على من يقدمها، ولكن كل فنانة لها حساباتها، وأنا لي مبدأ أريد أن أظل ثابتة عليه، وهذا سيجعلني شخصية ناضجة وقوية.
وأعتقد أن هذا مكسب أهم من النجومية التي لا أعتبر ان مقياسها هو تقديم هذه الأدوار. فكثير من النجمات قدمنها ولم ينجحن. النجومية ليست لها علاقة بالملابس أو الخطوط الحمر. وأنا لا مشكلة عندي في تقديم الأدوار الجريئة.
- ما الذي تقصدينه بالأدوار الجريئة؟
هناك أدوار جريئة في مضمونها يمكن أن أقدمها دون تجاوز الخطوط الحمر، وهو ما فعلته من قبل، فقدمت دور فتاة الشارع في فيلم 'الغابة'، وقدمت دور الغانية في مسرحية 'السلطان الحائر'، وقدمت دور سندس في مسلسل 'وكالة عطية'، وهي الشخصية التي كانت مستعدة لتقديم أي تنازلات في مقابل غايتها. ورغم كل ذلك لم أخلع ملابسي. شعاري أن أقدم أدوارًا جريئة دون خدش للحياء.
- لماذا لا تظهرين سينمائيًا بكثرة مثل بقية نجمات جيلك؟
من بين كل السيناريوهات السينمائية التي تعرض عليَّ أجد صعوبة في العثور على سيناريو يناسب تطلعاتي وأفكاري، ويقدمني بشكل جديد، وأكون متوافقة مع فريق العمل وراضية عنه من الصعب أن أجد عملاً يرضي كل ذلك. لقد عرضت عليَّ أربعة سيناريوهات فاخترت من بينها فيلم 'حفلة منتصف الليل' ولو وجدت أكثر من عمل أجد فيه متطلباتي فلا مانع.
- هل تميلين الى تقديم البطولة الجماعية في الفترة المقبلة؟
البطولة الجماعية تمنح الأفلام طعماً خاصاً ونجاحاً أكبر. مثلاً أن يجتمع عز والسقا في عمل واحد، وكل منهما له جمهور عريض، فهذا مكسب لهما وللسينما وللجمهور. أيضًا أن نجتمع كخمس نجمات في فيلم 'حفلة منتصف الليل' فهذا مفيد للسينما ويخلق منافسة شريفة.
ولكن لا يمكن أن يظل الاتجاه كله الى البطولة الجماعية أو البطولة المطلقة، فلابد من التنويع، وهذا يتوقف على طبيعة الموضوع الذي يتم تقديمه وطريقة تناوله.
- نجاحك في دور فاطمة في مسلسل 'أغلى من حياتي' هل جعلك تضعين معايير جديدة لأعمالك المقبلة؟
بالطبع هذا الدور نقطة تحول مهمة في حياتي غيرت مساري، فعلى الأقل كل الأعمال التي سأقبلها إما أن تكون أعلى أو في المستوى نفسه. لن أتراجع عن هذا المستوى، رغم أنني قدمت أدواراً أصعب منه، لكن مساحتها كانت صغيرة، مثلما حدث في مسلسل 'سارة' قدمت دوراً مهماً ولكنه هامشي، أما دوري في 'أغلى من حياتي' فكان مليئاً بالمشاعر والتقلبات التي أعطتني مساحة أكبر للتمثيل وإظهار قدراتي.
- المسلسل تعرض لانتقادات كثيرة لضعف مستواه، كيف ترين تلك الانتقادات؟
أراها متجنية جدًا لأن المسلسل حظي بنسبة مشاهدة عالية منذ الحلقات الأولى له، وهذا بالطبع لأن محمد فؤاد هو البطل، كما أن السيناريو جيد ويؤكد أهمية تماسك العائلة والجيران.
- هل شاركت في مسلسل 'أزمة سكر' مجاملة لأحمد عيد؟
الشغل ليس فيه مجاملات، وأنا شاركت فيه لأنني أفتقد الكوميديا التي لم أقدمها منذ عام 2003 عندما شاركت في فيلم 'إوعي وشك'، وكنت أود أن أشارك في عمل كوميدي، فوافقت على مسلسل 'أزمة سكر'.
- لماذا توقف تصوير مسلسل 'أحلام مستحيلة'؟
حتى الآن لا أعرف السبب.
- تسعين دائماً للمشاركة في أعمال خيرية. هل ترين أن الفنان لابد أن يعلن عن الأعمال الخيرية التي يشارك فيها؟
هذا الإعلان ليس عيباً أو نوعاً من الدعاية. بالعكس اذا خلصت النوايا فهو مطلوب لتشجيع الآخرين على الأمر نفسه. الفنان قدوة يقتدي به الناس في كل شيء.
- هل سلوك الفنان وتصريحاته الشخصية تؤثر على نجوميته؟
بالطبع، لأن الشخص المشهور يحاسبه الناس على أي كلمة أو تصرف، وبمجرد قيامه بسلوك سيِّئ أو ادلائه بتصريحات بعيدة عن القيم والمبادئ، تقل نجوميته ويفقد تعاطف الناس معه، وهذا خطر عليه لأن الجهور هو مقياس النجاح.
- لقبتِ بسيدة المسرح الجديدة، ماذا يمثل لك هذا اللقب؟
خلع عليّ هذا اللقب الكاتبان الكبيران بهاء طاهر وإبراهيم عبد المجيد، بعد تقديمي مسرحية 'السلطان الحائر' مع الفنان محمد رياض. وهذا اللقب صاحبته هي الفنانة القديرة سميحة أيوب التي حصلت عليه عام 1959 عن تقديمها الرواية نفسها للكاتب الكبير توفيق الحكيم الذي تربيت على كتاباته ودخلت المسرح من أجله، بعدما رفضت الوقوف على المسرح أربع سنوات متتالية، لأنني لم أجد ما يناسبني. وبالتأكيد هذا اللقب مثلما يسعدني يحملني مسؤولية كبيرة ومرعبة.
- ماذا يمثل لك العمل المسرحي؟
أنا عاشقة لهذا العمل، لكنه يحتاج إلى التزامات، منها عدم السفر أو الارتباط بأي مسلسلات أو أفلام. وقت وقوفي على المسرح أشعر وبأنني أحصد ثمرة اجتهادي، فلا يوقفني مخرج ولا أنتظر رد فعل بعد فترة، لكني أكون مثل الطائر الذي يسعد وسط أهله.
- وما العمل الذي ندمت عليه؟
هناك عمل شاركت فيه وأحببته، لكنه بعد العرض شعرت بأن مجموعة العمل قدمته بشكل سيِّئ. لن أذكر بالطبع اسمه.
- من هم الأشخاص الذين ساعدوك في حياتك؟
أولهم والدتي التي أثرت في حياتي منذ كان عمري 10 أعوام، واقتربت مني وعاملتني كصديقة. كوّنت حياتي الشخصية وحياتي الفنية، جعلتني أحب الأدب والقراءة، ومنها تعرفت على العالم الخارجي. ساعدتني أيضاً خالتي وابنتها، فأنا وحيدة وهما الأقرب إليّ. وأيضًا صديقاتي منذ أيام الدراسة.
- وماذا عن تأثير والدك الفنان الراحل كرم مطاوع في حياتك؟
والدي توفي وأنا قاصر في سن 17 عامًا ولم أكن قد خرجت إلى الواقع. أفتقده كثيراً، ولكن والدتي أثرت فيَّ فنيًا أكثر.
- هل أثر عمل والديك في الفن على اتجاهك إليه؟
نشأتي في بيت فني جعلتني أحب الفن مثل أي شخص يشبّ على شيء. فأنا تعلمت من أهلي تفاصيل فنية كثيرة، ودائمًا كنت محاطة بفنانين، وهذا جعلني أتذوق الفن، لكنه لم يساعدني على ممارسته. فأنا عملت لمدة 6 سنوات ككومبارس وشاركت في أفلام مستقلة، ولو كان هناك من يريد أن يجامل والديَّ لكان جاملهما وقتها.
- ومن ساعدك من الفنانين في مشوارك الفني؟
كل من عملت معهم ساعدوني. المخرجان رأفت الميهي وداوود عبد السيد قدماني في شكل جديد، ومحمد فؤاد الذي كان عملي معه أهم خطوة في حياتي، وأشعر أنه مثل أخي وساعدني كثيراً.
- من ترغبين في العمل معه من الفنانين؟
الفنانة يسرا أعشق أداءها، والفنانة ليلى علوي رغم أنني تعاونت معها في أكثر من عمل أتمنى العمل معها مرة أخرى. أيضًا أتمنى العمل مع النجمين أحمد السقا وياسمين عبد العزيز.
- بعيدًا عن الفن، كيف تمضين يومك؟
أنا بيتوتية وأحب الجلوس في المنزل كثيرًا، بالإضافة إلى أنني أمضي أغلب أوقاتي مع أصدقائي سواء في المنزل أو المقاهي أو على 'الفيسبوك'، وأحب أن أشاهد الأفلام السينمائية العالمية وليست الأميركية فقط، ولكن تظل القراءة عشقي الأول.
- وماذا عن فتى أحلامك؟
أتمنى أن أجد رجلاً بمعنى الكلمة، لأن الرجولة الحقيقية أصبحت عملة نادرة الآن. ولا أريد فيه صفات خيالية بل يكفيني أن يكون إنساناً ناجحاً وطيباً وصادقاً، وأن تكون له وجهة نظر في الحياة، والمهم أن أحبه ويحبني.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024