سجينات: إلى متى؟
"ها نحن سجينات مرّة أخرى... قبل دخول "طالبان"، كانت لدينا حقوق، وكنّا ندافع عنها بحرّية. عندما أتوا، بتنا نخاف منهم... كلّ أحلامنا قد ولّت"، هذه الكلمات المؤثّرة هي من رسالة خطّتها فتاة مراهِقة بيدها، لتصف فيها حال النساء والأطفال في أفغانستان، بعد عودة "طالبان" الى الحكم. استغاثة هذه الفتاة اليافعة التي تناقلت رسالتها وسائل التواصل الاجتماعي من دون أن تذكر اسمها حفاظاً على سلامتها، لم تقابَل سوى بإعلان الغرب استعداده لاستقبال المزيد من أعداد اللاجئين في دوله المختلفة. الهروب لم يكن يوماً حلّاً. أن تتركَ المرأة بيتها، وعائلتها، ومدرستها، ومكان عملها، كي تلتحق بمجتمع لا يشبهها بشيء، فقط كي تَسْلَم من اغتصاب، أو نَحر، أو رَجم، أو سجن، ليس الحلّ المنشود. لا يمكن أن تبقى النساء ضحايا صامتات مستضعفات في كلّ صراع عسكري وسياسي، وتُبرم التسويات الإقليمية والدولية على حساب أحلامهنّ، ومستقبلهنّ وجثثهنّ... ثمّ ينادي المجتمع الدولي بمنظّماته الحكومية واللاحكومية على حقوق الإنسان والمرأة والطفل، كمن ينادي على بضائع كاسدة. لا نريد شفقةً، بل حقوقاً! لا نريد ملاجئ، ولا طائرات إجلاء، ولا تأشيرات دخول، بل حلولاً دولية تحفظ لنا عيشاً كريماً في مجتمعاتنا... أهذا كثير علينا بعد أكثر من 70 عاماً على إعلان شُرعة حقوق الإنسان؟
نسمات
يذبل الصيف شيئاً فشيئاً
وتتخلّى أشجار حديقتي عن ثوبها الأخضر
أودّع رفوف الطيور المهاجرة
وأنتظر...
لم يأتِ الشتاء بعد.
وحده الحبّ يعصف في حنايا أضلعي.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024