عاصي الحلاني: لم أطلب 100 ألف دولار !...

03 آذار 2011

لا يزال عاصي الحلاني يتربع على عرش النجومية منذ عشرين عاماً، ورغم أن اسمه ارتبط بالأغنية اللبنانية الا انه لم يتوانَ عن تقديم لهجات عربية اخرى. ويقول في حواره مع «لها» إن الفنان الحقيقي عليه أن يكون صاحب رسالة ويتفاعل مع الأحداث التي تدور حوله، لذلك فهو لا يرى عيبا في تقديمه عدد من الأغنيات الخاصة ببعض الشخصيات العربية. وكان الحلاني قد اصدر أخيراً أغنية خاصة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد تعافيه من الأزمة الصحية التي ألمت به قبل أشهر قليلة عربونا للمحبة والتقدير لهذا الرجل الكبير. كما تحدث عن ألبومه الجديد والأحداث التي تمر بها مصر وعدد من الدول العربية، وعن عدم مشاركته في مهرجان الدوحة الغنائي العاشر، وجولته الاخيرة في أميركا وفنزويلا والبرازيل.

- ما هي تفاصيل الأغنية التي قدمتها للملك عبد الله؟

الأغنية هي عبارة عن تحية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود كتبها الشاعر مرسيل مدور ولحنها ووزعها موسيقيا ناصر الأسعد. ويقول مطلعها: «يا ركن بيت الأبى يا ابن ال سعود ع المملكة رجعت بهنا وانت الملك فيها».

- لست المطرب الوحيد الذي قدم أغنية للملك عبد الله فهناك فنان العرب محمد عبده وماجد المهندس ورابح صقر وغيرهم، فما هو الهدف من وراء تقديم هذه الأغنية؟

لم أكن أعلم ان مطربين آخرين سبقوني الى هذا لكن الفكرة راودتني عندما كان الملك يعالج في نيويورك وصودف اني كنت أحيي حفلة هناك وعلى الفور خطر في بالي تقديم أغنية وبدأت التحضير لها. وهذه الأغنية لا هدف منها إلا المحبة والوفاء والتقدير للملك عبد الله الذي له باع طويل في القضايا العربية، وتحديداً لا يمكن أن ننسى دور المملكة العربية السعودية في لبنان أثناء كل الأزمات التي مر بها. وعندما علمت شركة روتانا باغنيتي طلبت مني ان تضمها الى الألبوم الذي أعد خصيصاً لتهنئة الملك بعافيته. أما الكليب فقد نفذه المخرج عادل سرحان من لقطات أرشيفية لجلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

- يقال انك تسعى دائماً الى تقديم أغنيات خاصة بالملوك والرؤساء بهدف التقرب لتحظى برعاية خاصة منهم فما هو ردك؟

هذا الكلام غير صحيح. قدمت اعمالا فنية في عدة مناسبات وطنية لبلدي لبنان وعدد من الدول العربية، وأعتقد ان على ان الفنان ان يكون صاحب رسالة وان يقدم فنه في أيام الفرح وأيام الحزن. وأنا من خلال صوتي أسعى لايصال رسالتي. أما ان يقال إني أطمح الى ارضاء ذاك الملك أو ذاك الزعيم فهذا محض افتراء لأني قريب من الجميع وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى. ولا يمكن أحداً أن ينسى انني غنيت لفلسطين وتونس والأردن وسورية ومصر في مراحل صعبة مرت بها هذه البلدان.

- يبدو انك بدأت تتجه الى السياسة اذ شاهدناك قبل أسابيع تفتتح نشرة اخبار «أو تي في». هل لديك ميول للتوجه الى عالم السياسة والابتعاد عن الفن؟

كلا لكني أحببت ان أطل أمام الناس لأعبر عن رأيي الشخصي في الأحداث السياسية التي نعيشها نحن المواطنين اللبنانيين، انما هذا لا يعني اني أريد ان أدخل معترك السياسة لأن الفن همي الأول والأخير.

- تربطك علاقة صداقة برجل الأعمال الفلسطيني ياسر قشلق الذي كان يعد لإبحار سفينتين الى غزة لكسر الحصار. هل دعاك للمشاركة في سفينة «ناجي العلي» التي كانت مخصصة للرجال؟

لا وأثناء تلك الإستعدادات كنت موجوداً في أميركا لكني علمت بهذا النشاط الانساني، وأنا أشجع هذه الخطوات التي تهدف الى كسر الحصار المفروض على أهل غزة وأرى ضرورة دعمه معنوياً ومادياً.

- كيف تنظر إلى ما حدث في مصر؟

أتمنى أن يعود الإستقرار الى مصر. وأنا آسف لسقوط ضحايا وآمل ان تعالج الأزمة بهدوء وحكمة وروية وما يجري هو شأن مصري داخلي، أما الفوضى فنستنكرها.

- تونس أيضاً عاشت «ثورة الياسمين» اذ يبدو ان العالم العربي يتجه نحو آفاق سياسية جديدة، فما هو تعليقك؟

صحيح. من الواضح ان العالم العربي يشهد تغيّرات عديدة وتونس أيضاً على أبواب مرحلة جديدة، ونتمنى ان يتم انتخاب رئيس جمهورية جديد ليحقق تطلعات الشعب التونسي الأبي.

- تردد انك تعرضت أثناء جولتك الفنية الأخيرة في اميركا لمحاربة من المتعهد يوسف حرب الذي حاول عرقلة حفلاتك من خلال اقامته حفلات لمطربين لبنانيين آخرين هما فارس كرم ووائل كفوري في مواجهتك، ماذا تقول في هذا الصدد؟

لا أعلم شيئاً عن هذه القصة، بل أنا على يقين أن حفلاتي حققت نجاحاً كبيراً وقد كرمت في أكثر من ولاية واستقبلتني الجاليات العربية أجمل استقبال. وعلاقتي بكل المتعهدين جيدة ولا خلافات مع احد.- ما دمت على علاقة طيبة مع كل المتعهدين في اميركا كما ذكرت لماذا لم تشارك في حفلات «الكروز» السفينة التي يتعهدها يوسف حرب في جزر البهاماس؟

(يضحك) لأني أخاف من البحر

- ألا تسبح عادة في البحر؟

لا بل أحب السباحة في «البيسين».

- أقيم قبل أسابيع مهرجان الدوحة الغنائي العاشر الذي كرم الفن اللبناني، وقد استغرب الجميع عدم وجودك فيه؟

عندما بدأ الاعداد للمهرجان في الدوحة كنت قد اتفقت على جولتي في أميركا والبرازيل وفنزويلا لذا لم يعد بمقدوري ان أشارك في مهرجان الدوحة العاشر. ومع ذلك ليس مطلوباً ان يشارك كل المطربين اللبنانيين فيه والا لوجب حضور العمالقة فيروز ووديع الصافي وصباح لكن الأسماء التي كرمت في المهرجان مثل ملحم بركات ونجوى كرم وطوني حنا وايلي شويري ووائل كفوري كلها تشرّف الفن اللبناني.

- ثمة معلومات تؤكد انك طلبت أجراً وصل الى مئة ألف دولار أميركي للمشاركة في المهرجان ما جعل اللجنة تستبعدك؟

هذا الكلام غير صحيح، وكما ذكرت كنت مشغولا في جولتي في أميركا ولم استطع المشاركة، لا أكثر أو أقل.

- لا شك انك علمت بالمشاكل التي وقعت بين الفنانين اللبنانيين في الدوحة بماذا تعلق على هذا الأمر؟

لا أستطيع ان أعلق لأني لم أطلع على ما جرى بكل تفاصيله، لكن من غير اللائق ان تحصل مشاكل بين الفنانين أو بين الفنان والصحافي، فالكل في صدد تمثيل بلده ولم يكن لائقاً لهذه الأزمة ان تكبر. وعلينا جميعاً ان نقدم أبهى صورة عن وطننا لبنان.

- كان من المقرر ان يصدر ألبومك قبل أسابيع، أين اصبح؟

بل كان من المفترض ان يصدر في شباط/ فبراير، لكن بسبب الاوضاع التي تمر بها المنطقة العربية قررت تأجيله الى نيسان/ابريل المقبل ان شاء الله.

- علمنا انك تعاونت مجدداً مع الملحن سمير صفير بعد قطيعة فنية استمرت سنوات. كيف عاد الوئام الى علاقتكما؟

لم يكن هناك اي خلاف شخصي بيننا، وجولتي الاميركية السنة الماضية كانت برعايته. لكننا في مرحلة ما اختلفنا في الرؤية الفنية، ومع ذلك لم يطل صفير في أي لقاء تلفزيوني أو صحافي وانتقد اعمالي التي قدمتها مع غيره.

- أذكر انه قال في اكثر من مقابلة له ان هناك تباعداً في الاتجاه الفني بينكما؟

صحيح لكنه لم يهاجمني في شكل مؤذ بل أعطى رأيه الشخصي وأنا أحترمه لكني في النهاية أنا المطرب ولا أستطيع ان أغني ما يمليه علي الاخرون، بل إحساسي الفني وهو الذي يقودني إذ لست ببغاء لأردد ما يملا علي.

- ما هي اللهجات التي يتضمنها ألبومك الجديد؟

هناك اللبنانية والبدوية والخليجية. وتعاملت مع الشعراء نزار فرنسيس ومرسيل مدور وجورج يمين والفنان السوري تحسين بك الذي كتب ولحن اغنية جميلة جداً، بالاضافة الى «الدويتو» الذي يجمعني بالفنان الكبير وديع الصافي والذي حمل عنوان «الأمانة». اما الألحان الباقية في العمل فهي لي ولسمير صفير.

- من هو مؤلف الاغنيتين الخليجيتين؟

هو «العصري»، والأغنية الأولى عنوانها «أميرتي أجمل جميلات البشر» والثانية «حبيبتي يا مدللة».

- كان من المقرر ان يصدر «دويتو» الأمانة قبل أشهر، لماذا أرجىء؟

أبداً لم أكن أنوي اصداره بعيداً عن ألبومي، لكن عندما صورته ووزعت الصور على أهل الصحافة أعتقد البعض انه سيصدر.

- ما هو مضمون «الأمانة»؟

العنوان يتحدث عن نفسه، إذ ان رجلاً يسلم أمانة الفن والحياة الى إبنه.

- لحظنا أنك قدمت هذا الدويتو مباشرة بعدما أقيم مهرجان تكريم وديع الصافي في جبيل بمشاركة نجوى كرم ووائل كفوري من دونك؟

أبداً المسألة ليست كذلك، ومشروع كهذا لا يمكن ان ينفذ بين ليلة وضحاها. فكرة الدويتو بدأت عندما كنت اقدم مسرحية «أوبرا الضيعة» مع فرقة عبد الحليم كركلا وشاركنا وديع الصافي في المشهد الأخير من المسرحية بلفتة تكريمية له، وكان في النهاية يلبسني عباءته. ومن هنا ولدت فكرة دويتو «الأمانة» وبدأت المفاوضات مع ابنه جورج الصافي وأنجزت الأغنية وصورتها لا الغيرة من نجوى كرم ولا من وائل كفوري موجودة. وان شاء الله سيكون عنوان ألبومي «الأمانة».

- هل يمكن اعادة عرض مسرحية «أوبرا الضيعة في بيروت»؟

هذا الأمر يقرره عبد الحليم كركلا.

- الكثيرون انتقدوا أغنيتك المصرية التي قدمتها في ألبومك السابق اذ قيل انك أديتها بلكنة بعلبكية؟

هذا ليس عيباً، فعندما غني خوليو باللغتين الفرنسية والانكليزية لم يتقنهما جيداً ومع ذلك نجح كثيراً. وبصراحة أنا ارتأيت تقديم هذه الأغنية بهذه الطريقة بهدف التنويع وربما لم تعجب البعض لكنها أعجبت البعض الآخر وأنا سعيد بهذه التجربة. وأحياناً على الفنان ان يقدم أغنية تعجبه دون أن يلتفت الى نجاحها الجماهيري الساحق.

- انتهى المخرج سعيد الماروق من تصوير فيلمه السينمائي الاول في مصر مع النجم أحمد عز، هل عرض عليك المشاركة في فيلم آخر؟

سبق أن عرض علي الماروق سيناريو فيلم سينمائي ولا أعرف إذا هو نفسه الذي صوره مع أحمد عز لكني متفرغ حالياً للغناء والحفلات والمهرجانات.

- كيف أصبحت علاقتك بشركة «روتانا»؟

علاقتنا مميزة جداً نحن على تواصل دائم.

- هل حصلت حقوقك المادية، اذ يعرف انك صورت عدداً من الكليبات على حسابك الخاص؟

لا أريد ان ادخل في تفاصيل مادية ولا يمكن لاي فنان ان تهدر حقوقه في «روتانا». هذه الشركة لم تقصر معي يوماً من كل النواحي المادية والمعنوية، فهناك فنانون غادروا الشركة لاسبابهم الخاصة، لكني مرتاح ولا مشاكل بيننا.