غدير صفر: الإدمان والمسكرات والإغراء...
تفاجئنا الفنانة الكويتية الشابة غدير صفر باختياراتها الفنية وقوالبها الدرامية المتنوعة التي لا يجيد وضع يده عليها إلا من أمضى زمناً في الفن. لكن غدير صفر قررت منذ دخول الفن أن تتميز كممثلة وتقدم ما يؤكد حضورها وبدأت مشوار الفن بقوة مع النجمة سعاد عبدالله التي احتضنت موهبتها ولم تبخل عليها بالنصيحة وقدمتها في عملين معها 'ام البنات' و 'زوارة خميس. وهي تصور الآن عملين جديدين يعرضان في رمضان المقبل، هما 'وهج الشموع' و'سوق الجت'.
التقينا غدير في حوار صريح لم يخل من الجرأة تحدثت خلاله عن جديدها وأبدت رأيها تجاه بعض المواضيع والقضايا.
- ماذا عن جديدك خلال المرحلة الحالية؟
مشغولة بتصوير دوري في مسلسل 'وهج الشموع' من تأليف الكاتبة عواطف البدر وإدارة المخرج حسين ابل. ويشارك في بطولة العمل نخبة من النجوم تضم سعاد علي، سليمان الياسين، ابراهيم الحربي، لطيفة المجرن.
والمسلسل مختلف عن المواضيع الدرامية المطروحة في الدراما العربية بشكل عام وذلك من حيث تناوله لمرض الزهايمر في إطار درامي شيق نعول عليه كثيراً لأحداث فارق في الخريطة الدرامية. أما المسلسل الآخر فهو الجزء الثاني من 'سوق الجت'، فعقب النجاح الذي حققه الجزء الأول نصور حاليا الجزء الثاني ليعرض خلال شهر رمضان المقبل.
- مسلسل 'زوارة خميس' شكل مفاجأة لجمهورك الذي تعوّد عليك في الأدوار الطيبة؟
اتفق معك في هذه الجزئية. شخصياً فوجئت بردود الفعل التي أثارها المسلسل، والدور الذي قدمته ترك انطباعاً سلبياً لدى المشاهد تجاه الشخصية. ولا شك أن كره المشاهد للشخصية أبلغ دليل على نجاحي في تجسيدها، في ظل تشجيع الفنانة القديرة سعاد عبد الله وتوجيهاتها المستمرة لفريق العمل ككل.
- هل حققت غدير صفر ما كانت تتطلع إليه من طموحات؟
أنا طماعة فنيا لأنني بباسطة أعشق التمثيل واحمد الله أنني حققت حضورا طيباً منذ طرقت أبواب الفن. ولكني غير راضية على الاطلاق واتمنى المزيد واتطلع الى تحقيق نجاح أكبر، وهذا ما اخطط له خلال الفترة المقبلة. ولكن من ناحية الانتشار أرى أن الأمر تحقق.
- نهم الفنان للشخصيات المختلفة لا حدود له، فماذا عنك؟
حتى هذه اللحظة لم أقدم شخصيات عدة ما زلت أطمح اليها. وأنا أتطلع الى تقمص أدوار مثيرة للجدل في ظل حرصي على التميز وأكثر ما يستهويني من شخصيات دور الفتاة الشريرة الملسونة التي 'تربط عصاعص' بين الناس.
مثل هذه النماذج واقعية وتعيش بيننا، لذا أرى ضرورة لوجودها على الشاشة لكشف عيوبها وتنبيه الناس الى أسلوب التعامل معها. والجمهور اعتاد علي في دور الفتاة الطيبة مما كان يحجم أدواتي كممثلة.
غير انني تجرأت وقدمت شخصيات مختلفة في اعمال عدة وكان آخرها 'زوارة خميس' وعندما لمست رد الفعل الايجابي من الجمهور شرعت في التنويع وتلقيت ردود فعل جيدة جدا على ما قدمته من أدوار ووجدت دعماً وتشجيعاً كبيرين من المحيطين بي للمضي في التنويع على صعيدي الشكل والمضمون.
- ما الخطوط الحمر التي لا تتجاوزها غدير؟
لدي سقف من الجرأة لا أتعداه بأي شكل من الاشكال وأرفض تشويه صورة المراة في الدراما من خلال أدوار الإدمان وشرب المسكرات والإغراء. تلك الثلاثية التي قبّحت صورة المرأة العربية فمثل هذه النماذج لا يجوز إظهارها على الشاشة الصغيرة واقحامها على الأسر الآمنة.
- البعض يرى أن النظرة السلبية الى التمثيل سببها الدخيلات على الساحة الفنية؟
قد لا يكون ذلك السبب الرئيسي للنظرة السلبية الى الممثلة التي تزعجني كثيراً اذ يقولون ان العادات والتقاليد الخليجية لا تسمح بظهور المراة على الشاشة، وهذا الامر مجافٍ للحقيقة وافتخر بكوني ممثلة كويتية وأحظى بفرصة ذهبية لاثبات وجودي لا سيما انني امثل ديرتي.
- كيف تقوّمين الطفرة في الحضور النسائي في الدراما الكويتية؟
مع كامل احترامي لجميع الجنسيات العربية التي تزخر بها الدراما الخليجة، أنا سعيدة جداً بالطفرة في التواجد النسائي الكويتي في اعمالنا الدرامية لاسكات بعض الأصوات التي تمانع وجود المرأة في الساحة الفنية، لا سيما ان هذه الاصوات مردود عليها، فالفنانة تحمل رسالة تؤديها للجمهور كأي مهنة أخرى في المجتمع، وأنا ساكون دعامة لابنتي دلال اذا شاءت دخول الوسط الفني شرط أن تملك الموهبة.
- حدثينا عن الصعاب التي واجهتك؟
رفض أهلي دخولي مجال التمثيل بسبب العادات والتقاليد ونظرة المجتمع المتخلفة نحو الممثلة، غير أنني وضعتهم أمام الأمر الواقع و أصبحت ممثلة. وهذا المجال لن اتنازل عنه مهما حدث، فحبي لهذا المجال لا يضاهيه شيء آخر.
- الفن أساسه الموهبة أم الدراسة الاكاديمية؟
الفن أساسه موهبة تصقل بالخبرة والاحتكاك بالمخضرمين من كبار النجوم واكتساب مهارات الاداء منهم، لذا فإن الدراسة لا تعتبر مقياساً حقيقياً لتمكن الفنان من عدمه، فهناك بعض الأكاديميين الذين لا يجيدون إبداء ردة الفعل وكيفية التعامل مع الكاميرا أو الوقوف أمامها وهذه الحالات عايشتها في 'اللوكيشن' وكنت قريبة منها ووجدت كيف يشكلون أزمة نفسية وعصبية للمخرج.
- هل اثر التمثيل على حياتك الخاصة وتواصلك مع أبنائك؟
رغم وجودي لفترة طويلة في 'اللوكيشن' فإن ذلك لم يؤثر بصورة سلبية على حياتي، ولم يحل غيابي عن المنزل أوقاتاً طويلة دون الاهتمام بدلال وطلال.
- بصراحة هل تغارين من نجاح الأخريات ؟
أنا واثقة من نفسي ولا اغار من اي زميلة في الوسط الفني، وأتمنى لهن جميعا التوفيق والنجاح في جميع مشاركاتهن سواء الكويتيات او العربيات لاسيما أنني مقتنعة بأن لكل فنانة أسلوباً خاصاً بها يجعلها مطلوبة دون غيرها لأدوار معينة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024