تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

وئام الدحماني: يقولون شبيهة سعاد حسني...

لا تعتبر نفسها مجرد مقدمة برامج معروفة في الإمارات والخليج فقط، بل خلطة فنية متنوعة من الصعب فصلها بعضها عن بعض، فقد دخلت عالم التمثيل الى جانب دخولها مجال الغناء أخيراً، حتى تؤكد للجميع أنها قادرة على إثبات جدارتها وموهبتها في كل هذه المجالات.  الإعلامية ثم الفنانة الإماراتية وئام الدحماني كانت بدايتها في مجال التقديم التلفزيوني عن طريق المصادفة البحتة، واستطاعت أن تثبت جدارتها في هذا المجال منذ أول برنامج قدمته على 'قناة دبي'. ولأن لديها ثقة كبيرة بنفسها، وتعرف كيف تشق طريقها نحو الشهرة النجومية، قررت الانتقال إلى 'مؤسسة أبو ظبي للإعلام'. وتعد المشاهد بالعديد من المفاجآت والبرامج الجديدة التي تهمه وتناقش قضاياه.


- نعلم أنك مهندسة، فما علاقة الهندسة بالتقديم التلفزيوني؟
قد يرى البعض أن العلاقة بينهما تكاد تكون معدومة، لكني أرى أن هناك علاقة وطيدة بين الاثنين على الأقل بالنسبة إلي. فدراستي للهندسة علمتني أن أبحث عن حلول دقيقة للمعادلات الهندسية التي كنت أدرسها، والمذيع التلفزيوني يتواصل مع الناس ويتفاعل مع مشكلاتهم، ومن ثم يحاول أن يقدم لهم الحلول، من هذه الزاوية شعرت بأنني مازلت أمارس الهندسة من خلال مهنة الإعلام.

- قررت دخول مجالي التمثيل والغناء، لكن قبل أن نتحدث عنهما، هل ستتركين مجال التقديم؟
لا، هو عملي الرئيس الذي لا أستطيع الابتعاد عنه مهما حدث. أما التمثيل والغناء فهما موهبتان أتمتع بهما، وأحببت أن أظهرهما للناس وأحقق من خلالهما نجاحاً أكبر.

- ما البرنامج الذي تتمنين تقديمه؟
طبيعتي المرهفة ونشأتي العاطفية ومحبتي للناس على اختلاف درجاتهم الفكرية والعقلية، وشعوري بأن المخطئ لا يجوز ذبحه بل تقديم يد العون له وإرشاده إلى الطريق الصحيح، كل هذا يدفعني للبحث عن فكرة برنامج إنساني من الدرجة الأولى، يتفاعل مع كل بيت وكل أسرة.

- الكثيرات من المذيعات اللواتي يعملن في الإعلام المرئي الخليجي يتعرضن للانتقاد بسبب الملبس والتحرك بدلال مفرط أمام الكاميرا، الأمر الذي يعد صادماً للجمهور الخليجي، فما رأيك؟
المجتمع الخليجي صاحب قيم وتقاليد عريقة، ولديه ثوابت وأعراف لا يمكن التخلي عنها بأي شكل من الأشكال. وعلى الرغم من أن بعض المذيعات كما ذكرت تعتمد طريقتهن في التقديم على الإثارة لتحقيق النجاح السريع، فإن ذلك لم يغير شيئاً في طبيعة المواطن الخليجي. لكن إذا لم يتصدَّ أصحاب القنوات لهذه الموجة فإن تأثيرها سيكون سيئاً على المدى البعيد.
ومن الضروري أن تراعي بعض الزميلات من اللواتي يعملن في القنوات الخليجية ظروف مجتمعنا، فعلى الرغم من حركة الانفتاح الفكري والفني والثقافي والاجتماعي التي تشهدها المجتمعات الخليجية فإن المسؤولين في هذه المجتمعات على درجة كبيرة من الوعي تجعلهم يحبذون الانفتاح ولكن بحذر.

- ما الذي تمثله 'قناة دبي' في حياتك الإعلامية؟
هي صاحبة الفضل الكبير في ظهوري وتكويني إعلامياً، وقد عملت فيها لأكثر من ثلاث سنوات واكتسبت خلالها خبرات كبيرة، وقدمت على شاشتها برنامجاً حظي باهتمام كبير من المشاهدين وهو برنامج 'دبي هذا الصباح'.
وأعتبر أن هذا البرنامج هو الذي قدمني للمشاهدين، كما أنه ساعدني كثيراً في إثبات نفسي كمذيعة لها حضورها الخاص وطريقتها المختلفة في التقديم والمحاورة وطريقة طرح المواضيع والتعامل مع الضيوف بشكل مهني.

- إذا كانت قناة 'دبي' تحتل كل هذه المكانة وتحفظين لها الجميل، فلماذا قبلت العمل في إذاعة أبو ظبي؟
الحياة بكل ما فيها من زخم وجمال لا تقبل الثبات، والقدرة على التجدد ملكة ليست عند كل الناس. وأنا من النوع الذي يحب التغيير خصوصاً إذا اثبت جدارتي في المكان الذي أعمل فيه.
ومن الطبيعي أن أنتقل إلى أماكن أخرى لاستكمال مسيرة الإبداع بوجه آخر وبثقة مختلفة، وبصراحة فقد تفهم من أعمل معهم تلك الخطوة، وحبهم لي شجعني على البحث عن فرص أفضل وتجارب غنية تعيد اكتشافي.

- لكن البعض يرى أن شكلك الذي يقترب من شكل النجمة الراحلة سعاد حسني هو السبب الرئيسي لكل ما حققته من شهرة؟
مع احترامي وتقديري وحبي للراحلة سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني واحترامي أيضاً للذين يرون أن هناك شبهاً بيننا، أود أن أسأل الذين يرون ذلك هل جمال سعاد حسني كان السبب في حصولها على ما حظيت به من مكانه وجماهيرية؟ وأجيب أيضاً في الوقت نفسه.. لا، فالجمال قد يكون عنصر نجاح لبعض الوقت لكنه لن يكون كذلك طوال الوقت. وعلى الرغم من أنني لا أنكر التشابه بيننا فإن ثقتي بنفسي بلا حدود.
وأعتقد أن من أشاد بشكلي عليه أن يدقق أيضاً في مستوى أدائي، ولا أرى على الساحة الإعلامية حالياً مذيعة تنافسني في مستوى أدائي. وهذا ليس غروراً مني ولا انتقاصاً من المذيعات الأخريات اللواتي أكن لهن كل الاحترام والتقدير، غير أنني أقول هذا الكلام من منطلق إيماني بما أملك، وكذلك من خلال تقبل المشاهدين لي وتفاعلهم معي وحرصهم على متابعة ما أقدم على الشاشة.


- بعيداً عن التقديم، دعينا نتحدث قليلاً عن مجال الغناء.
أغني منذ سن مبكرة، ودرست 'الصولفيج' على يد أحد أساتذة الموسيقى لمدة ثلاث سنوات. وبعدها صقلت موهبتي وأكملت دراسة الموسيقى بألوانها المتعددة، وتعلمت أيضاً العزف على آلة العود. وظلت موهبة الغناء دفينة داخلي، خصوصاً أن الإعلام أخذني من الغناء كثيراً. لكن بعد تفكير طويل قررت دخول عالم الغناء من خلال أول ألبوم لي ويضم 8 أغانيات.

- أصدرت حديثاً أغنية 'أهلاً' ضمن أغنيات ألبومك الجديد، وصورتِها على طريقة الفيديو كليب، وحملت الأغنية ألحاناً وكلمات هندية، فلماذا اخترت الهندية بالتحديد؟
'أهلاً' كتب كلماتها طوني أبي كرم ولحنها الملحن الهندي سيد عاطف. وهي ذات إيقاعات ممزوجة بين الخليجية والهندية، وقد اخترت الهندية بالتحديد لأنني أجيد الغناء بها، وكذلك أعشق الرقص الهندي القديم. كما أنني أولي اهتماماً بالفن الهندي منذ صغري، وطالما حلمت بأن أقدم أعمالاً غنائية أو سينمائية في 'بوليوود'.

- من المفترض أنك ستنتجين الألبوم من مالك الخاص، فلماذا لم يتم ذلك عبر شركة إنتاج معروفة؟
فكرت في هذا الأمر كثيراً وجاءتني العديد من العروض، لكن حتى الآن لم أجد الشركة المناسبة التي تتبنى موهبتي. وحالياً تتولى والدتي عملية إنتاج أعمالي، لا سيما أنها تفكر في تأسيس شركة إنتاج خلال الفترة المقبلة، وارتأت أن تبدأ بي، وأتمنى أن لا أخذلها.

- صورت أغنية 'أهلاً ' على طريقة الفيديو كليب منذ فترة في الهند، وبعد عرضها مباشرة تعرضت للهجوم والنقد بسبب جرأتك الزائدة ما تعليقك؟
لا أقدم على شيء إلا إذا كنت مقتنعة به مئة في المئة، مع الحفاظ على العادات والتقاليد الخليجية والعربية بشكل عام. فما ظهرت به على الشاشة في الكليب، سواء الأزياء أو الرقصات، كانت كلها أشياء تخدم روح الأغنية وفكرة تصويرها، وأنا لا أمانع أن أكون جريئة لكن ضمن سياق ما أقدمه.

- يقال أيضاً أنك سوف تخوضين مجال التمثيل قريباً؟
شاركت بالفعل في بطولة الجزء الثاني من المسلسل الخليجي 'قصة هوانا'، الذي يكتبه البحريني أحمد الفردان، ويخرجه محمد القفاص، وهو الذي رشحني لأول تجربة تمثيلية لي، وذلك بعدما شاهدني في كليب 'أهلاً' الذي عرض عبر كل القنوات الخليجية والعربية.
وأتمنى أن تكون تجربة مميزة، وأن يعجب الجمهور بدوري في المسلسل الذي لا أستطيع الإفصاح عن تفاصيله حالياً.

- هل من الممكن أن تقدمي فيلماً غنائياً استعراضياً خاصة وانك تملكين صوتاً جميلاً وموهبة تمثيلية لم تظهر بعد؟
اعتقد أن الأعمال السينمائية الاستعراضية من الصعب تقديمها حالياً لسببين، أولهما غياب الإنتاج القوي المتمثل في توفير إمكانات مادية كبيرة، والثاني هو أن هذه الأعمال لها جمهور معين. ولا أخفي أنني أتمنى أن أقدم أعمالاً فنية على هذا النسق لأنها تظهر إمكانات الفنانة وتؤكد أنها صاحبة موهبة غير عادية.

- أخيراً أين الحب في حياة وئام الدحماني؟
لا يمكن أن يعيش الإنسان  من غير حب ومن يحاول أن يقنع الناس بغير ذلك فهو معقد نفسياً. ولأنني بطبيعتي حساسة وعاطفية إلى حد بعيد فإن حبي في هذه المرحلة أمنحه لأهلي ولجمهوري، وهو حب لن يتغير وسوف يكتب له الدوام. وبالنسبة الى الحب بمفهومه العاطفي فإنني أختزنه لمن سيشاركني الحياة في المستقبل.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078