طوني خليفة: محامي ملحم بركات وصفني بالمذيع الثرثار...
«اخبار للنشر» هو عنوان الموقع الالكتروني الذي أنشأه الإعلامي طوني خليفة قبل فترة قصيرة، غير أنه يؤكد أن الموقع لا يتصل في أي شكل من الأشكال ببرنامجه «للنشر» ولا بمحطة «نيو تي في». معروف بآرائه الجريئة وعدم تردده في قول الحقائق كما هي أو كما يراها هو. وعلى خلفية استضافته الفنانة مي حريري أخيراً، تلقى إنذاراً من محامي الموسيقار ملحم بركات يصفه فيه بالـ«مذيع الثرثار». عن هذه الأمور ومحاور أخرى كثيرة، تحدث الاعلامي طوني خليفة...
- أنشأت أخيراً موقعاً الكترونياً إخبارياً بعنوان «اخبار للنشر». حدثنا عنه ولماذا كانت فكرته؟
عندما بدأت العمل في مجال الصحافة المكتوبة أحببت اللعبة، وبدأت التحضير لمنبر خاص بي أنا. فكرت بداية في إنشاء مجلة، لكن اتضّح أنها في حاجة إلى تمويل ضخم ومستلزمات كثيرة، إضافة الى أن أغلب الاتجاه اليوم هو نحو الانترنت وليس الصحافة المكتوبة، فكانت فكرة إنشاء الموقع.
أما اسم البرنامج فاستوحيته من برنامجي «للنشر»، لكني أضفت اليه كلمة «أخبار» للتأكيد أن ليس له علاقة بالبرنامج ولا بمحطة «نيو تي في». والحمدلله الانطلاقة كانت جيدة و أنا ألمس ذلك من خلال الأصداء.
- أنت لم تكن «مراسلاً صحافيا» بل رئيس تحرير. هل كانت لديك مشاكل في إبداء آرائك بحرية؟
كل مؤسسة لديها سياسة معينة، ومهما كان العاملون فيها يملكون ساحة مهمة للحرية، تبقى هناك أمور تتعلّق بسياسة المجلة تُلزمنا. أنا شخصياً لست مُسالماً كثيراً يحبّه كل الناس، أي حصلت مشاكل خلال مسيرتي المهنية.
فلماذا أُلزم المؤسسة التي أعمل فيها بمشاكلي، تماماً كما أني لست ملزماً بتحمّل مشاكل الآخرين.
لهذا، الحلّ الوحيد كان الابتعاد، واكتشفت أنه كي أكون قادراً على التعبير عن نفسي، يجب أن أعبّر «لدى نفسي». وأكبر دليل على ما أقوله أني عندما انفصلت عن مجلة «قمر» حصل ذلك دون أي مشاكل أو خلافات، بل نتيجة اقتناع متبادل.
- لافت أن الموقع يتضمن اخباراً ومقالات سياسية إلى جانب الفنية منها. هل هذا حنين إلى عالم السياسة الذي انطلقت منه؟
(يضحك) إذا أردت أن أقوّم الموقع، أستطيع القول إن الفنّ يحتلّ نسبة 65% في المئة منه، والباقي للسياسة. كما أن الجانب السياسي الذي أتبّعه لا يتعلّق بنشر أخبار على طريقة استقبل وودّع، بل بالأخبار الحصرية «سكوب»، و دائماً بأسلوبي الخاص.
وهذه السياسة أيضاً أعتمدها في الشق الفني، إذ إن المادة الرئيسية ليست عن أن فلانة «أصدرت البوما» أو علاّنة شاركت في مهرجان، بل نعمل على نوع آخر من العمل الإعلامي بأسلوبي الخاص. كما أن الموقع يتعاطى أيضاً شؤوناً اخرى منها الاجتماعي والانساني.
- ألا ترى أنه الى حدّ ما يشبه برنامجك «للنشر» الذي يتعاطى في كل المواضيع؟
صحيح، هو يُشبهه في القالب والتركيبة، اي لناحية أنك تجدين فيه كل شيء. لكن الموقع لم يتّخذ بعد شكله النهائي، وهو يتكلّ على تمويلي الشخصي وأنا أسعى إلى تطويره يوماً بعد آخر. لكي اعتبر أني حققت خطوة كبيرة إلى الأمام، نظراً إلى نسبة الزوار قياساً بالمدة القصيرة للعمل.
- بالعودة الى برنامج «للنشر»، وجّه إليك الموسيقار ملحم بركات إنذاراً، وتردد أنه ينوي مقاضاتك. وقد ذكر محاميه في بيانه حسبما أعلنت، أنه اتهمك بالثرثرة!
صحيح ولكن الموسيقار عاد عن الدعوى، وأنا شخصياً «ما عندي مشكلة» مع ملحم، بل مع الواقع الذي نعيشه، لناحية أنه كلّما أراد شخص ما توجيه إنذار يلجأ إلى القضاء المستعجل بحجة «ممنوع تجيبوا سيرتي»، وكنت أدعو الى إيجاد حلول لهذا الأمر كي لا يكون هذا السيف مصلتاً على رقابنا ويحاسبونا على نوايانا.
لا يستطيع أي كان محاسبتنا على النوايا، لكن إن تناولنا موضوعاً ما وأسأنا من خلاله إلى أي شخص، فليلجأ إلى القضاء وله كامل الحق في ذلك... هل يعقل أن يحاكمونا بحجة «أنت في نيّتك أن تحكي؟». قلت ليقاضونا إن أسأنا ويسجنونا أيضاً، لكن ليس قبل أن نقول أي شيء. هذا يعني أن المطلوب هو ان نكسر أقلامناً ونكمّ أفواهنا وأن نجلس في بيوتنا. الأمر الثاني أنه حتى في الإنذار (المرفوض أصلاً) وردت عبارات غير لائقة منها «الثرثرات» و«ثرثرات المذيع» و«المذيع الثرثار»، وأمور من هذا النوع. صدمت كيف أنه يمكن لمحامِ أن يكتب بهذه الطريقة التي تحمل إهانة للإعلام.
ولم أكن وحدي من صدم، بل إن نقابة المحامين اتصلت بي من خلال رئيسة النقابة وعدد من الأعضاء، واعتذروا عما وصفوه بالإساءة. كما أنهم طلبوا مني أن أضع في تصرفهم الأوراق والمستندات التي أملكها لمحاسبة هذا المحامي. لكنني رفضت خصوصاً أن هذا ليس هدفي، بل هدفي كان لفت الانتباه إلى أننا كإعلاميين لا يجوز التعامل معنا بهذا الأسلوب. نحن لسنا ثرثارين، بل ننقل ثرثراتهم.
وفي الوقت ذاته هنالك أمور جميلة وراقية ينقلها البرنامج لم أكن أنا من اخترعها بل ننقلها. ما حصل أن مي حريري ردّت على ما قاله عنها ملحم بركات، ولو لم تردّ في برنامجي لردّت دون شك من منبر آخر. والغريب أن الإنذار أُرسل قبل أن تطلّ معي، بل بمجرد بثّ الإعلان عن استضافتها. على سبيل المثال، عندما تابعنا موضوع الفنانة قمر، كثر كانوا ينقلون لي رغبة في أن تطلّ وتقول كذا وكذا؛ وآخرون يقولون لي إن شخصاً يُدعى عباس بريد أن يقول كذا وكذا... ففضلت عدم الدخول في هذه المتاهة، فاستضافوها في برنامج آخر، أي «حديث البلد».
ثم كان طبعاً قرار منع بث الجزء الخاص الذي تحدثت فيه قمر عن قصتها مع جمال مروان... وما أثار حفيظتي فعلاً هو قرار المنع، أي على طريقة محاسبة النيّات.
وهذا ما جعلني أتحمّس من جديد و استضيف قمر بعد يومين من موعد حلقتها التي أُوقفت في «حديث البلد». أردت القول إنهم لا يستطيعون أن يتذاكوا علينا، لأننا نحن أيضاً نعرف كيف نتذاكى.
- لكن البعض رأى في استضافتك قمر بعد يومين من موعد حلقتها التي أوقفت تحديّاً، خصوصاً أنها أطلّت فجأة في الحلقة ودون إعلان؟
استضافتها لم تكن تحدياً بل رسالة. يعني إن كانت القصة قصة تحدّ وقمع، هناك في المقابل مئة وسيلة نستطيع من خلالها التذاكي على القانون وتمرير ما نريده دون ان يطالنا القانون.
لكننا لسنا في وارد التذاكي ولا التحدّي، بل مجرد القول إنه يحقّ لهم مقاضاتنا على النتيجة وليس على النية.
- البعض اعتبر أن ردّة فعل ملحم بركات لم تكن فقط نتيجة استضافتك لمي حريري، بل على خلفية حلقة سابقة تناولتموه فيها، وكانت خاصة بحيثيات ما حصل في مهرجان الدوحة. أي كما يقولون بالعامية اللبنانية «لاحقو على الدعسة»!
لماذا ألحقه على الدعسة؟! «يعني شو في بيني وبينو»؟ حضّرت الحلقة للحديث عن المشكلة التي حصلت في مهرجان الدوحة بين الفنان ملحم زين والاعلامي جمال فياض، وكانت مداخلات من صحافيين كانوا موجودين هناك.
وخلال شرحهم خلفيات ما جرى، تبيّن أن هناك دوراً معيناً لعبه الموسيقار، بمعنى ان الموسيقار قال كذا لوائل كفوري، أو فعل ذلك مع نجوى وغيرها من الأقاويل... لكن المقصود لم يكن ملاحقة الموسيقار على الدعسة، بل إنه نتيجة ما قيل تبين أنه كان على صلة بهذه الخلافات التي حصلت في شكل مباشر أو غير مباشر. وكان له كلّ الحق طبعاً في الردّ ولو استلزم ذلك حلقة كاملة. وقد أبلغني عن طريق الإعلامي جمال فياض أنه يطلّ معي شرط أن أستضيف في الحلقة أيضاً الصحافيين الذين تحدثوا عنه. وقلت له «ما في مشكلة وأنا موافق»، إلاّ أنه بدّل رأيه.
فكيف أكون «لا حقو على الدعسة»؟ أو كما قال البعض إني أستدرجه كي أستضيفه. «انو ليه بدي أعمل هيك» في الوقت الذي نعرف فيه جميعنا أن لكلّ فنان سعراً لاستضافته في برنامج تلفزيوني... يمكن لأي إعلامي أن يدفع السعر الذي يطلبه الفنان ويستضيفه كيفما يشاء. أذكر أني كنت أتحدث مع إحدى الفنانات المصريات كي أستضيفها في أحد البرامج، فقالت «أريد مبلغ كذا»، فأقول لها: «لماذا تطلبين هذا المبلغ؟»، فتجيبني:« طالما أنا جاية أتهزأ خليني آخذ فلوسي وحقي»، بكل بساطة.
- من هي هذه الفنانة؟
(يضحك) أكيد لن أقول اسمها. يعني لو كنت مستميتاً لأستضيف أي فنان، سواء ملحم أو غيره، لكنت عملت على لائحة الأسعار كما يفعل سواي. لكن هذا ليس هدفي، والموسيقار يعرف أني أحترمه وأحترم فنّه، وربما لهذا السبب استدرك وسحب الدعوى.
وللأسف أحياناً لا يقع الذنب على الفنان بل على جوقة المصفقين التي قد تكون موجودة حوله، فيقولون له إن فلاناً يريد أن يؤذيك وعلاناً «ما يعرف شو بدّو يعمل».
- ظاهرة الدفع للفنانين لقاء استضافتهم في برامج تلفزيونية أصبحت منتشرة. إلى أي حدّ أثرت عليك وحدّت من إمكان استضافة بعض الفنانين، خصوصاً أنه معروف أن برنامج «للنشر» لا يدفع لضيوفه؟
أثّرت عليّ لمدة عشر دقائق فقط. جلست في غرفتي وحدي، وفكّرت أنه كيف يمكن أن أنفّذ برنامجاً ويكون نجماً، دون أن يرتكز على النجوم! فكانت فكرة «للنشر»، والحمدلله تمكنت من خلال مواضيع عادية ومواطنين عاديين، أن أنفّذ برنامجا «نجما».
- لكن في برامجك الأخرى التي تقدمها في شهر رمضان على محطات أخرى، نسمع أنكم تدفعون لبعض الضيوف؟
صحيح، لأن هذه البرامج تتولاها شركات إنتاج تخصّص موازنات معينة للفنانين. وهم يصرّون على أن تكون البرامج مرتكزة على النجوم، والكلّ يعلم أن الغالبية منهم يرفضون أن يطلوا دون مقابل.
لكن أنا شخصياً ضدّ أن يشترط الفنان أجراً كي يطلّ في برنامج تلفزيوني. أصبح البعض يعتمد على البرامج كي يؤمن مدخولاً قد يكون مربحاً أكثر من الحفلات.
- هل أثر ذلك على مستوى البرامج التلفزيونية بمعنى أننا صرنا نشهد مثلاً برامج سخيفة لكنّها قادرة على استضافة النجوم بسبب إمكانات المحطة؟
لا أستطيع أن أقول عن برنامج إنه سخيف أو تافه، ولا عن أي إعلامي زميل. لكن التفاهة أصبحت في المادة التي تقدّم للناس. لأن الفنان أصبح كمن يستقلّ قطاراً ويتوقف بين المحطات ليطلّ على شاشة معينة ويتقاضى مبلغاً، ثم يصعد مجدداً الى القطار ليعاود الكرّة مرة بعد أخرى.
صار يكرر الكلام ذاته أينما كان، ومن الطبيعي أن تصبح المواد مكررة لدى كلّ الفنانين، من محمد عبده الى أصالة وصولاً إلى أصغر فنان. نسمع الأسئلة ذاتها والمواضيع ذاتها والأجوبة ذاتها أيضاً، إلى درجة أننا فقدنا عنصرَي اللهفة والاشتياق لمتابعة فنان معين.
لهذا تحوّلت البرامج الحوارية إلى برامج تقدّم مواد تافهة. وما يجعل الفنان موافقاً هو الإغراءات المادية، لكن لو ترك على مزاجه وحريته دون الإغراءات المادية، لتردد وربما لن يطلّ سوى مرة واحدة كل سنة أو سنتين ويختار البرامج بعناية. لكن عندما نعرض عليه مئة ألف أو مئتي ألف دولار أميركي وأكثر، بالتأكيد سيطلّ.
- هل يعُقل أن تصل المبالغ المدفوعة فعلاً إلى 200 ألف دولار و أكثر؟
ما أستطيع تأكيده أن أحد المبالغ وصل مرة الى 220 ألف دولار لضيف واحد... ويُقال، وأنا لست متأكداً من هذه المعلومة تماماً، لكن يُقال إن الفنان عادل امام عندما استضافته هالة سرحان على شاشة روتانا سينما، تقاضى أجراً أكثر من ذلك بكثير.
- معروف أن الفنانين مرتاحون مادياً. ما الذي يجبرهم على ذلك، خصوصاً أن كثرة الاستضافات كما قلت، أفقدت المشاهد عنصر اللهفة تجاه انتظار حوار لفنان ما؟
ربما لن يصدقني أحد إن قلت إن بعض الفنانين يشترطون تسلّم المبلغ قبل دخولهم إلى الاستوديو. يعني هذا السؤال عن الفنانين كمن يسأل لماذا يتقاضى رئيس الجمهورية راتباً من الدولة. «زيادة الخير خيران».
- إلى متى ستستمر في برنامج «للنشر» المعروف أنه حقق نجاحاً مهماً منذ انطلاقته قبل 3 سنوات ونصف السنة تقريباً؟
أنا شخصياً فوجئت بهذا البرنامج وبمدى نجاحه. عادةً، تحقق البرامج نجاحاً أو «فرقعة» كما يقولون فى الموسم الأول أو السنة الاولى، ثم يتلاشى ذلك تدريجياً. لكن مع برنامج «للنشر» حصل العكس.
أي بدأ في شكل جيد، ثم تصاعدت وتيرة نجاحه إلى جيد جداً و ممتاز وأكثر. وهذا دليل على أن تركيبته مميزة ومن النوع الذي يدوم ويستمرّ، ولم نقع في الملل أو التكرار.
- هل ترى أن ظاهرة البرامج الحوارية الفنية المطوّلة ولّت إلى غير رجعة؟
ربما ولكني لا أعرف إن كان يصحّ أن نقول إلى غير رجعة. الزمن يتغيّر دائماً، وربما ما لم يعد مرغوباً فيه اليوم، يصبح مقبولا غداً. لكن ما أعرفه أن الجمهور يبحث دائماً عن الجديد. على سبيل المثال أتابع في الفترة الأخيرة برنامج ARABS' GOT TALENT الجديد على شاشة «ام بي سي». أعجبني كثيراً وهو جديد في العالم العربي، وقد تعلقت به رغم أني لست من متابعي «ام بي سي» أو التلفزيون عموماً.
أنا شخصياً كنت أحلم بتنفيذ برنامج مماثل، وقد تقدّمت بفكرة شبيهة به قبل عشر سنوات لمحطة «ال بي سي». وحسب ما أعرف ان «الى بي سي» حاولت لاحقاً تنفيذ النسخة العربية من ARABS' GOT TALENT لكنها لم تُوفّق. وعندما شاهدت البرنامج بنسخته المنفذة على «ام بي سي»، أعجبني كثيراً خصوصاً أنه مُنفّذ بحرفية وإتقان ودون فلسفة.
- رغم أنه يضم الإعلامي عمرو أديب الذي اختلفت معه كثيراً؟
لا خلاف بيني وبين عمرو أديب. لكن ما حصل أنه بعدما حققت نجاحاً كبيراً في مصر خلال برامج رمضان، أعطى بي رأياً بطريقة لم أقبلها. ما أزعجني ليس أنه انتقدني، بل الطريقة التي تحدث فيها والتي كانت تحمل استهزاءً وصل الى قلة التهذيب. هذا ما استفزني، تماماً كما استفزّني الإعلامي مفيد فوزي، وإلاّ لما كنت رددت خصوصاً أني لم أبنِ ثقتي بنفسي نتيجة رأي شخص او شخصين، بل بسبب نجاحي لدى شريحة كبيرة من الناس.
يعني انا أحترم النقد، ولو كان ما قالوه مجرد رأي، لما رددت بالتأكيد. لكن من الطبيعي أن أردّ على أناس لا يرون أحداً سواهم وكأن لا أحد غيرهم في التلفزيون وإن الباقين مجرّد مقلدين لهم. لطالما أعطيت آراء إيجابية فيهما واكنّ كلّ الاحترام لكلّ من عمرو أديب ومفيد فوزي وغيرهما، ولم أسئ إلى أحد ولا مرة، لكن كل مشكلتهم هي أنهم ربما اعتبروا أني دخلت إلى مكان يخصّهم وحدهم. يحق لعمرو أو سواه أن تقول ما يشاء وينتقدني، شرط ألاّ يصل الأمر إلى حدّ التجريح والإساءة، فهذا ما لا أقبله.
- ألم تلتقيا بعد ذلك؟
كلا، بل أرسلت إليه رسالة هاتفية بعد حواره مع وفاء الكيلاني وقلت له «بتمون»، رغم أن ما قاله عني مع وفاء حمل إساءة وتشويهاً للحقائق، منها قصة مرضي. إذ أصبت بوعكة صحيّة خلال تصوير حلقتي معه وتمّ نقلي إلى المستشفى.
تخيّلي أنه قال إنني ادّعيت المرض لأني فشلت في محاورته وأنه انتصر عليّ وأني لم أقدر على مواجهته... وهذا كلام لا يُقال من رجال ناضجين.
- ما تقويمك لأدائه في ARABS' GOT TALENT؟
لفتني أداؤه. لكني أرى أن شخصية علي جابر هي الأبرز وقد طغت على الجميع، رغم أنه غالباً ما يصوّت بـ «لا» ويكون أول من يدوس الزرّ الأحمر في إشارة الى التململ. لكن رغم ذلك يمتلك «كاريزما» فظيعة ذكرتني بكاريزما الإعلامي جورج قرداحي، بمعنى أنه يجب ان يُستغلّ تلفزيونيا« في برامج خاصة.
كما يُمكن ان يكون نجماً تمثيلياً أيضاً. نجوى كرم فاجأتني أيضاً بشخصيتها، وهي تلعب دوراً يقيم توازناً بين عمرو وعلي. كذلك عمرو نجح في تثبيت عبارات خاصة به. وفي شكل عام، أرى أن توزيع الأدوار بين أعضاء اللجنة موفّق وناجح.
- استضفت في برنامجك كرمى خياط التي أعدت التقارير الخاصة بالتحقيقات المُسربة من المحكمة الدولية الخاصة بقتلة الشهيد رفيق الحريري، والتي أثارت بلبلة في الوسط السياسي اللبناني. لو كانت هذه التقارير بُثّت على محطة أخرى غير «نيو تي في»، هل كنت استضفت كرمى؟
بالتأكيد، وهي بالمناسبة نائبة مدير تحرير نشرة أخبار «نيو تي في». لكن السؤال هل كانت هي لتوافق؟! حتى نيشان، كنت أنوي استضافته في البرنامج بعد أن صوّر الإعلان الخاص بحملة مكافحة المخدرات. وقد طلبت من فريق الاعداد الاتصال به، وتحديداً من الزميل شادي خليفة. لكن نيشان لم يردّ على هاتفه.
وكان ذلك قبل ما كُتب عن اتهامه بسرقة واقتباس فكرة الإعلان من إعلان أجنبي، لأني حقيقة احترمت ما قام به وهي مبادرة تُحسب له ايجاباً (يعني كي لا يفهمني أحد خطأ ويعتقد أني كنت أريد استضافته للحديث عن موضوع الاقتباس).
كثر من الإعلاميين الزملاء أدعوهم لكنهم لا يلبون الدعوة، وآخرهم مسؤولون في محطة «ام تي في» على خلفية منع المحطة من عرض مقابلة قمر، لكنهم لم يلبوا الدعوة، بل كانت مداخلة هاتفية فقط مع الإعلامية منى أبو حمزة.
- ربما لم يتعرف نيشان الى رقم الهاتف ولهذا لم يردّ؟
ما أريد قوله من خلال ما أرويه، إني لا أعاني عقدة الزميل الآخر أو المحطة الأخرى بل منفتح على الجميع. وعلى سبيل المثال اطلّت الإعلامية مريم البسام من «نيو تي في» في برنامجي وهاجمتني لأني لم أتّخذ موقفاً مع المتظاهرين في مصر.
أذكر أني قلت إنه من المؤسف أن يكون البعض قد اندسّ في التظاهرات وأخذها الى غير أهدافها الحقيقية. أنا لست ضدّ المظاهرات لأنها حق مشروع، بل ضدّ الفوضى والتخريب. كما أني ضدّ سقوط الأنطمة في الشارع بين ليلة وضحاها دون الاتفاق على بديل.
- بغض النظر عن رأيك، هل يحق لمريم أو غيرها مهاجمتك لأنك أبديتَ رأياً؟
هي لم تهاجمني بهذا المعنى، بل تحدثت من منطلق سياسة المحطة وخطّها المعروف.
وبما أني من كوادر المحطة، كانت هناك خشية من أن أعطي رأياً مغايراً لهذه السياسة التي تناضل المحطة لأجلها من سنوات، إذ قد يعتقد البعض أن المحطة تتّخذ موقفاً وسطياً.
- بالعودة الى نيشان، ما رأيك في برنامجه الأخير «أبشر»؟
لم أشاهد حلقة منه بصراحة، لأني كما قلت لست متابعاً جيداً لمحطة «ام بي سي»، لكني أتابع المسلسلات التركية على «ام بي سي» دراما.
- ما هو أكثر مسلسل أعجبك؟
كل المسلسلات أعجبتني، لكن لفتتني كثيراً شخصية «سمر» في «العشق الممنوع».
مع أني أتجادل مع زوجتي أحياناً، لكني أرى في المسلسلات التركية مستوى عالياً جداً في التمثيل، إضافة إلى براعة الممثلين السوريين في الدوبلاج، إلى درجة أنهم يُنسوننا أحياناً أن ما نشاهده ليس مسلسلاً عربياً. حقيقة أبدعوا.
- هل ما زلت على خلاف مع اليسا ونوال الزغبي؟
تصالحت مع نوال الزغبي. والمشكلة مع اليسا ليست شخصية بمعنى أني لم أتجادل معها. «كاراكتير» اليسا بصراحة مستفزّ إلى درجة أن الشخص قد يشعر بأنه يجب أن يختلف معها. لكني أحب سماع أغنياتها عبر «سي دي». 90
في المئة من العاملين في الوسطين الفني والإعلامي يقولون ما أقوله عن طبع اليسا (كيف؟). وقد حصل موقف مرة، جعلني أؤكّد وأتأكد مما يقولونه. غريب كيف تتعامل مع الناس، وطبعها عدائي وباتت لا تعرف كيف تفرّق بين من يحبّها ومن لا يحبّها حقيقة.
بينما أنا أعتبر أني من الذين وقفوا بجانبها في بداياتها، ولست أنا من يُكافأ بهذه الطريقة. وقد فقدت الإحترام في طريقة تعاملها وأنا ارفض هذا الأسلوب.
- ما هو هذا الموقف الذي حصل بينك وبينها؟
لن أدخل في التفاصيل، لكني كنت أقوم بمبادرة جميلة معها، فكان ردّ فعلها... «ما بعرف». ربما تعتقدني شخصاً يعمل عندها أو لا أدري تحديداً... «إنو إيه، أرسل له فلاناً يقول له أوكي». (يضحك ثم يقول) وربما هي لا تتذكر هذه الحادثة من كثرة الحوادث...
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024