'آه' يولا خليفة تنهيدة حياة...
قد يولد الفن باكراً لكنه لا يمكن أن يبصر النور متخلّفاً عن أوانه. الكامن اكتمل وحان وقت الحديث وحادي العيس ووحدة وحياة. يولا خليفة نهضت ونضجت حتى الجدار الأخير، حتى الأسطوانة الأولى. هي امرأة من هناك حيث لهمس الفنون متسع، مارسيل خليفة وابناهما بشار ورامي. كان لا بد من الخطوة الأولى ولو بعد عقود تراكمت على تاريخ 1978 (انضمامها إلى فرقة الميادين)، ولو بعد قيود التواري الإرادي. فيولا، هي زوجة الفنان مارسيل خليفة الذي اعتلت المسرح معه كما الحياة. الآن الآن وليس غداً، كان لا بد أن تغني خماسية حالات الروح، الشجن والحب والولد والوحدة والحنين .. قرار أعلنته لأسرتها العائلية الفنية، لم يحتمل الإرجاء كولادة، كإيراق وردة. تفاصيل 'الآه' ...
- ألم تُبصر الأسطوانة الأولى النور متأخرة؟
حسب أي توقيت؟
- بالنظر إلى عمر مشوارك الفني مع زوجك الفنان مارسيل خليفة. كم يبلغ اليوم؟
عمره كل هذه السنوات. فهو مندمج بمشوار حياتي، رغم أنني لا أملك لقب 'مُغنية'.
- تعنين أن ليس لك شخصية فنية مستقلة؟
بل أملك شخصية فنية مستقلة صقلتها بالخبرات والإحتكاك اليومي بالفن وعالمه ومحيطي ومن ولدوا وابتكروا فناًً مختلفاًً. لقد شكّلتُ هويتي الفنية بوسائلي الخاصة، أسمع الكثير من الموسيقى وأحضر الكثير من العروض الفنية.
أتأثر بالأدب والرسم، هذا هو غذائي الفني-الروحي. ولذلك لا يمكن أن أختصر مشواري الفني بفترة محدّدة. فأنا منذ الصغر لديّ حساسية عالية على تلقّف الفن والتفاعل معه، أي أنني مشرّبة بتفاصيل الحياة والطبيعة نتيجة تأثري بأبسط الأشياء.
هذه الإسطوانة وليدة حياة ونتيجة ولم تكن سعيَ غاية بل هي بحث.
- إلى أي مدى أثرى زواجك من فنان ميولك الفنية؟
هذا أكيد. ولو أنني لا أملك في شخصيتي وأحمل في داخلي كل هذا الحب والشغف القوي للفن والتعبير عنه لما أحببت مارسيل.
ورغم ذلك، أنا لم أحبه بصفته فنان بل كإنسان. وشخصيتا الفنان والإنسان في مارسيل متلازمتان. لقد أجاب عن كل الأحاسيس الكامنة في داخلي، تلك المرتبطة بالفن الصادق والحقيقي والشفاف. لم يكن مارسيل صدفة في حياتي.
- كيف تعرّفين عن نفسك اليوم؟
أنا يولا خليفة، سابقاًً كرياكوس. أنا إنسانة لي كياني كأي إنسان. أسست عائلة مع شريك حياتي مارسيل خليفة، وأنجبت ولدين هما بشار ورامي. وأصبحت جدّة أخيراً. بات لدي حفيد إسمه كِياندر منذ ثمانية أشهر.
- هو إبن بشار؟
نعم من زوجته الفرنسية. ولداي هما أجمل ما حقّقته في حياتي. وحفيدي هو الإستمرار، يمنحني الفرح الإستثنائي. نحن في حاجة إلى الصغار وليس فقط العكس.
- لم تشعري يوماً بعبء المسؤولية تحت عباءة مارسيل خليفة؟
حتى لو أن لمارسيل عباءة، فهذا لا يعني أنه يضع الكل تحتها. عباءته واسعة جداً وهو إنسان حر وفنان، وإلاّ لما حقق ما حققه. هو أكثر من يدرك هذا التفصيل، فكل إنسان له ميوله ككائن مستقل في النهاية.
بشار ورامي يعملان معه لكن لهما أحلامهما وهواجسهما ومشاريعهما الخاصة. التأثر بمارسيل لا يعني الهيمنة، له ولموقعه كامل الإحترام والمحبة.
- عنوان الأسطوانة 'آه'. هل هي تفيد الألم أم الطرب؟
هي 'آه' شخصية، كان لا بد أن تخرج بشكل حتمي إلى العلن بعدما اختمرت.
- كم اختمرت؟
عمري الحالي. هل عليّ إعلامك بعمري؟ لا مشكلة لدي، أنا متصالحة مع الزمن. أحب بصمات الزمن، وأنا فرحة لأنني على قيد الحياة في هذه اللحظة وبكل لحظة إضافية تمنحني إياها الحياة.
أعتبرها مكسباً وخطوة. هذه الإسطوانة خاصة للغاية لأنها سكنتني بحلم وإحساس وخيال.
'الآه' تفيد مشاعر مختلفة، وهي حاضرة في كل أغنية نابعة من وجع وفرح ودهشة ومرارة.
- هل جدّدت أعمالاً سابقة؟
نعم وموشحات، إلى جانب أعمال جديدة. الإسطوانة مترابطة بعناوينها كرواية، حكايتي. فأنا أعيش ذاتي فنياً قبل أي شيء آخر.
- كل الأعمال حقائق نابعة منك؟
إلى حد ما، الفن هو حقيقة. وهذا لا يعني أنني خبرت كل تفاصيل الإسطوانة في أيام بعينها، بل أتماهى معها بعدما تأثرت بها كما أي عنوان يحتويني من خلال القراءة أو المشاهدة.
كان محتملاً أن تكون هذه الأسطوانة كتاباًً أو لوحة أو مسرحية أو أي لمسة فنية أخرى. وهذا لا يعني أيضاً أن العمل تشكّل أسطوانة بالصدفة ً.
فأنا صقلت موهبتي الغنائية أكثر من أي مجال فني أخر خبرته دون ممارسته باحتراف.
- خبرت كل هذه الفنون؟
لقد تذوقت نكهة كل هذه الفنون دون أن أتخصص فيها، لكن الغناء أمارسه منذ الطفولة. الموسيقى والغناء يوميات حياتية.
- أنت جنوبية؟
نعم، ولدت في بلدة جزين الجنوبية في كنف عائلة غير فنية لكنها تمارس التراث في الساحات والسهرات والإحتفالات.
نشأت على النغم المتداول في البيئة الريفية. وهذا أثر فيّ كثيراً وكان ينقلني إلى عالم آخر، خيالي وحسّي كالتحليق. يلازمني هذا الشعور حتى اليوم، حب التحليق لدى سماع أي عمل مؤثر.
- ما الذي يؤثر فيك تحديداً؟
الموسيقى التي تحاكي عوالم الداخل والروح كفن المغني الموريتاني خليفة، وليس تلك الخارجية والإستهلاكية والتجارية.
- هل ثمة عنصرية تجاه 'الفن الخليفي'؟
هي مسألة صدفة. لقد وقعت على أسطوانته بالصدفة واستمعت إليها طوال أربعة أشهر ليلاً نهاراًً. كان يمدّني بنشوة فظيعة مفتوحة على العوالم والصحراء والجبال والأفق الواسع، كبرت بألحانه وهذا نقلني إلى مكان بعيد.
كما أن ثمة أعمالاً استعراضية عالمية تترك في داخلي التأثير ذاته، وللأسف في لبنان لم نواكب هذه التجارب.
وقد تجذبني أي ظاهرة في الشارع، كالفرق الحيّة في الأحياء الفرنسية. كالفرقة الغجرية التي تعزف وقوفاً وتنقل الفرح إلى المارة كما العدوى. قد تترك في داخلنا أثراً أعمق من أي عمل مسرحي.
أواكب أعمال رامي وبشار أيضاً، موسيقاهما تؤثر فيّ. هما صادقان لدرجة الشعور بوجودهما في أي عمل. لا حواجز تعترض أسلوبهما في التعبير، هما معجونان بالطينة ذاتها وبطاقة من الصدق والإحساس والحقيقة.
- كيف تصنّفين صوتك الذي تصفينه بغير الطربي؟
عندما أسمع الطرب الأصيل والعمالقة الذين كانوا في الساحة الغنائية، أقول أن على المرء الإمتناع عن الغناء...'عن جد الواحد ما لازم يغني'.
أحب الصوت البشري، هو آلة بحد ذاته وليس في حاجة إلى موسيقى أحياناًً.
ليس مطلوباً من الصوت الإطراب على الدوام، فقد يكون تعبيرياً أو حديثاً يواكب تجربة معينة.
لا يمكن أن نصنف كل الأصوات في الخانة نفسها، الأهم هو الحفاظ على مستوى من الجدّية الفنية والإتقان. لقد صقلت قدراتي الغنائية بجدية لأقدم فناً راقياً وجميلاً. أحب الغناء وأملك تقنيته وأطمح إلى أقرب مكان من الكمال.
- كم أغنية تتضمن الأسطوانة؟
العمل ساعة من الوقت، وهو عبارة عن 12 أغنية مترابطة. فالأسطوانة مقسمة إلى خمسة أجزاء حسب القصة التي ارتأيتها، حالات النفس البشرية. وهي الشجن والحب وتجربة الولد والوحدة وجزين. من الخاص خاطبت العام وبالعكس، لأن الصفات الإنسانية تجمعنا كبشر.
- تشعرين بالوحدة؟
طبعاً وفي كل لحظة. هو شعور ملازم للإنسان مهما كان محاطاًً. فالإنسان نفسه يفشل أحياناًً في سبر أعماق أعماقه. تحضر الوحدة لحظة اتخاذ القرار أو أي خطوة.
- ما هو أقصى الفرح وأقصى الحزن في الأسطوانة؟
أقصى الحزن هو حين تفقد الأم ابنها، حتى دون أن أخبرها. فمشاعري لا تترجمها تجارب شخصية كالفقر والجوع والتشرد والمعاناة الإنسانية. أما أقصى الفرح، فهو العودة إلى الطفولة وقريتي وأهلي،
سنوات البراءة والطيش. كذلك عندما أرى حفيدي وأي طفل يبتسم.
- لمْ تغني الوطن؟
بشكل حرفي ومباشر لا. لكن الوطن موجود بالكلمات وما نحياه، هو الإنتماء. أنا كإمرأة ولدت في لبنان وعايشت الحرب وأنجبت ولديّ في الحرب، غادرت الوطن وشعرت بالحنين والغربة التي حرمتني من الفرح.
الوطن هو الهاجس الحاضر حتى لو لم أغنّ 'بحبك يا وطني'. هو هاجس شكّلني كإنسانة تشعر بكلمتها. يحزنني التقاتل لأنني أشعر بنعمة الطبيعة التي تلزمنا بالمسؤولية تجاه القيم الموجودة في الوطن.
- شاركت في أمسية 'سلام يا قدس' من أجل أطفال فلسطين في أبو ظبي أخيراًً ...
للأسف، ألغيت الأمسية الداعمة لأطفال فلسطين عشية وفاة حاكم إمارة رأس الخيمة. لقد تم تنظيم هذا النشاط جيداً بحضور شخصيات فنية من المغرب العربي وكل الوطن العربي.
أتمنى إعادة تنظيم هذه الأمسية لأن الهدف لا يزال قائماًً وأطفال فلسطين ينتظرون وفي حاجة إلى أن نفكر بهم.
- لمَ أنجزت الأسطوانة في مقدونيا؟
' قلبي أخدني لهونيك'. المقدونيون أنقياء وهذه صفة فقدناها في لبنان إنسانياً وفنياً. هذا ما لمسته كإنسانة. الفن هو وسيلة لتأكيد الحياة وجمالها، وأجمل وسيلة وجدت لتحاكي أحاسيس البشر.
- ما السمة أو اللمسة المقدونية التي طبعت العمل؟
آلة شعبية اسمها الزورلا شبيهة بآلات العزف المستخدمة في الأعراس الشعبية. ويبرز صوتها في آخر العمل المتوّج بالفرح. وهناك آلة التابان، إلى جانب آلات ليست حكراًً على البيئة المقدونية.
يحمل العمل طابعاً ترحالياً. وهو فعلاً رحلة عميقة في عوالم النفس البشرية الداخلية.
- تكلمتِ عن صفة النقاء المقدوني. من هم غير الأنقياء في لبنان؟
من لا يتقبل الآخر، ولا يملك استعداداً للحب بل التشنج والمواقف المسبقة. وأنا مختلفة عن هذا الواقع، وما عزّز ذلك إقامتي في أوروبا وفرنسا تحديداً حيث الجنسيات المختلفة. تقبّل الآخر شرط لمجتمع ديموقراطي، وليكون كل إنسان في النهاية هو نفسه وليس كائناً آخر.
تقبّل الآخر يمنحنا العيش بسلام مع صراعاتنا الداخلية.
- فنياًً، هل تتقبّل يولا خليفة الآخر؟
نعم، وأُصرّ على كلمة فنياً. كل إنسان حر وأصرّ على أن كل إنسان له مطلق الحرية في ممارسة ما يروقه. لا أحمّل الإنسان بل السياسة في لبنان مسؤولية ترويج نوع معين من 'الفن' الإستهلاكي غير الهادف.
بالنسبة إليّ، الفن مرادف للإرتقاء بالإنسان وأحاسيسه بعيداً عن الغرائزية رغم أنني أعترف بالغرائز وبكل المشاعر الإنسانية. إنما الفن هو أساس البحث الجاد والهادف.
- هل هذا ما أدى إلى خسارة فن أميمة الخليل 'تجارياً'؟
لأميمة الخليل رصيد فني لا يمكن إنكاره. قد يكون المستمع قارن بين تجربتها وما قدّمته سابقاً، لكنها في النهاية من حقّها التجربة. أنا شخصياً، لا أعوّل كثيراً على ردة الفعل تجاه فني. يجب أن نعمل إنطلاقاً من اقتناعاتنا بشرط أن نكون فعلاً مقتنعين بالخطوة التي نبادر إليها.
لقد ولدنا لهدف واحد وهو تحقيق ذواتنا. قد يتعثر الإنسان على الطريق وهذا احتمال، وقد ينجز الإنسان القليل أو الكثير أو حتى لا شيء. الطريق هي الأهم حتى من الوصول.
- هذا ما يقوله الشاعر محمود درويش في قصيدة 'لو كنت غيري'... فإن البيت أبعد، والطريق إليه أجمل.
نعم، درويش يعبّر عن الأفكار بقالب جميل لأنه شاعر عظيم. هو أجمل شاعر. الطريق هو الشغف الذي يتعدى الوصول ويتجاوزه نحو التجدّد والخطوة التالية.
- لمَ لم تجدّدي تجربة الغناء من كلمات درويش كما في 'تعاليم حورية'؟
لقد أديت 'تعاليم حورية ' مع مارسيل على المسرح، وستصدر قريباً ضمن عمل متكامل لدوريش. لقد عايشت قصائد محمود درويش طوال ثلاثين عاماً، بات ثنائي الشاعر ومارسيل توأم روحي. أحب أشعاره وأقرأها على الدوام،
لكنني لم أفكر في غناء قصيدة بعينها... إلاّ أنني أحب غناء قصيدة 'يطير الحمام' التي أعتبرها من أجمل قصائد الحب الحميمة.
- من يوزع الأسطوانة؟
Traditional Cross roads، وهي شركة تحفّز على تلاقي الثقافات، مركزها في نيويورك. وقد أدركوا أن هذه الأسطوانة تخدم هدفهم. لقد فرحت كثيراً خصوصاً أنني كنت أجهل مصير العمل الذي يوزع في أميركا وأوروبا وتركيا ولبنان وبعض الدول العربية.
- حاولت الغناء بغير العربية؟
نعم بالفرنسية، ولكن على انفراد وليس على المسرح. كما يجذبني فن الفلامنكو، لكن عليّ تعلم الإسبانية أولاً وهذا ليس بصعب. يحتاج فقط إلى التفرّغ.
- أين يكمن مارسيل في الأسطوانة؟
في الأجزاء المتعلقة ب'ولدي' والشجن والحب. ولم يحضر لزاماًً بل لأنه بات يشكّل جزءاً من إحساسي.
- ما كان موقفه من هذا العمل؟
كان خائفاًً كونها تجربتي الأولى واحتمال ألاّ أكون مدركة مسؤولية هذه الخطوة. لقد نطقت برغبتي في تسجيل العمل في مقدونيا بعد ثلاث سنوات من التفكير الذي تحوّل هاجساً أخيراً.
كنت واثقة جداً من قراري وغير خائفة من الإنتقادات المحتملة، كونها تجربة تشبهني وأملك خلفية تمكنني من هذه التجربة. ولا أعتبر أن هذه الخطوة جاءت متأخرة بل توقيتها كان مكسباً لأن لها طعماً آخر اليوم.
نكهة امرأة اختبرت وكبرت ونضجت. هو عمل كعشبة برية موجودة لكن نبتت فجأة.
لم يخصّني أي عمل بل هو نتاج تجميع 'من هون ومن هون ومن هون'، شعرت بأن هذه الأعمال لي بما فيها الأعمال الجديدة التي أنجزها مارسيل. لم يلحنها لي بل طالبتُ بها. كما أن رامي شارك في الأسطوانة عبر عمل منفرد على البيانو وآخر مع والده.
- ما الذي مكّنك منه الوقوف على المسرح مع مارسيل وفرقة 'الميادين'؟
المسرح خبرة كبيرة رغم أنني انقطعت عنه عشرين عاماً. وقد عدت إليه حباً بالفرح الداخلي الذي يمنحني إياه. هو لحظة تواصل ذهني وروحي وإنساني. كما أنه يشكّل تحدياً لطبعي الخجول كوني إنساناً حميماً يخفي نفسه عن الظهور.
لقد عشت مع إنسان في الواجهة مدّني بميول إلى التواري أو الوقوف في الخلفية. محتمل أنني لم أكن مهيأة للظهور في الواجهة أيضاً. وهذا العمل لا يهدف إلى أن أكون في الواجهة، بل هو كان كموعد الولادة الذي لا يمكن إرجاؤه أبداً.
- أخيراً، لمَ وصفت هذا العمل كالإفلات من القفص؟
أنا من وضعت نفسي في هذا القفص نتيجة معطياتي الشخصية.
لم أسعَ إلى الظهور يوماً، كنت مستمتعة بالحميمية التي أحطتُ بها عائلتي من الضجيج المصاحب للفن. لكن لم يغب عن بالي يوماً مساءلة النفس والأسئلة التي كان جوابها هذه الأسطوانة.-
يولا...
أغني لذاتي 'آه' المرأة التي أصبحت
... هذا المولود الجديد الأول هو خلاصة حياة ... حيث ذقت الحب، الجمال، الفرح، الصداقة، الملذات، البراءة والطيش...
كل ذلك مضافاً إليه، طعم الإحباط المر، الوحدة، الشجن، الفراغ، القلق، المخاوف، المرض، وفقدان الأمكنة وأناس أعزاء ...
كان عليّ تعلّم التآلف مع الأخطار، أن أجانب الصمت، أن أحفر في داخلي حتى الإنهاك، أن أتصارع مع ذاتي، أن أندحر، أن أنبعث بعد كل موت...
في هذا الألبوم، أستعيد نضارة الطفولة المنسية يوماً على ضفاف ماضٍ بعيد، الملوّنة بتجربة المرأة التي أصبحت..
أغني لذاتي ... نداء إلى الحياة، للذهاب للقيا الجوهري بقلب بكر ومع حماسة اللحظة الحاضرة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024