إليسا: شكراً نجوى كرم لأنّك توصيت فيّ...
شخصيتها الانتقائية واختياراتها الذكية وإطلالاتها الرومانسية الحالمة جعلت منها نجمة مميزة لا تُشبه الأخريات في زمن الاستنساخ الفني... وبالرغم من القلق الذي يلازمها عند التحضير لأي ألبوم جديد والخوف الذي تعيشه قبيل إصداره، إلاّ أنّ اسمها وحده صار كافياً لضمان نجاح أي عمل يحمل توقيعها.
إنّها النجمة التي بدأت إعداد ألبومها القادم في الوقت الذي مازالت تقطف فيه ثمار نجاح عملها الأخير 'تصدّق بمين'، التقيناها للحديث عن مشاريعها للسنة الجديدة ولتضع النقاط على الحروف بعد مدّ وجزر حول حقيقة ارتباطها برجل عربي ثري والعاصفة التي أطلقتها عليها الفنانة نجوى كرم أخيراً، فضلاً عن مشاركتها في 'مهرجان الدوحة للأغنية' حيث أصبح المُلتقى الفني ساحة للقتال بين الفنانين اللبنانيين...
عن هذه الموضوعات وغيرها أجابت النجمة إليسا المعروفة بجهدها وذكائها ودقتها اليسا مستغربة محاولات البعض لجرّها نحو أماكن لا تريد الغوص فيها حتى لا تسبح بعيداً عن شاطئها الفني الآمن... فكان لنا هذا الحوار الشامل والصريح.
- مع قدوم كلّ عام جديد ينظر المرء إلى الخلف للتدقيق في سنّة مرّت والاستفادة منها بكلّ ما حملته من سلبيات وايجابيات. كيف تقوّمين مع بداية هذا العام سنة 2010؟
2010 من السنوات الجميلة التي أريد أن أحفظها في ذاكرتي بكلّ ما فيها من نجاحات وجوائز عديدة تمثلّت ب«جائزة الميوزيك آوورد العالمية» للمرّة الثالثة وجائزة «جوردن آوورد» وغيرها، فضلاً عن العديد من النشاطات والحفلات الناجحة. وأنا سعيدة جداً لأنّ ألبومي «تصدّق بمين» حقق الكثير من الاستحسان ولأنني استطعت أن أحقق من خلاله إضافة جيّدة إلى مسيرتي الفنية.
- ما هي الأغنية التي شعرت بأنها كانت الأوفر حظاً من أغنيات ألبومك خلال هذا العام؟
«عبالي» كان لها الوقع الأكبر بين الجمهور بالرغم من نجاح كلّ أغنيات الألبوم.
- لوحظ أنّ اليسا كانت خلال هذا العام أكثر انسجاماً مع زملائها وزميلاتها إذ التقيت هيفا وبادرت بالصلح بعدما أعلنت أنّها الفنانة الأجمل في الوسط، وكذلك حضرت عيد زواج نانسي وغنيت لها. فهل حاولت أن تصححي عام 2010 علاقاتك الفنية؟
أنا لم أبادر بل الظروف جاءت مؤاتية لتصحيح ذاك اللغط الحاصل. وعندما صرّحت أنّ هيفا هي الأجمل كان ذلك تعبيراً عن رأيي بغض النظر عن أي شيء آخر وبعدما التقينا وتحدثنا وجدت أنّه كان من الأجدر ألاّ يكون بيننا قطيعة أو سوء تفاهم لأنّ لا شيء يستأهل ذلك. أمّا نانسي فطالما جمعتني بها علاقة وديّة إلى أن دعتني إلى سهرة دون أن أعلم أنها عيد زواجها وهناك غنيت لها ولزوجها بهذه المناسبة السعيدة.
- هل صحيح أنّك قلت «ندمت لأنني كنت على خلاف مع هيفاء»؟
لم أقل إنني نادمة بمعنى الندم ولكن كان من الممكن تجاوز ذاك الخلاف والقطيعة التي لم تُبنَ على أي أساس.
- ما هي الألبومات التي نافست ألبوم اليسا العام الفائت؟
بعيداً من المقارنة أحببت ألبومي كارول سماحة ونانسي عجرم.
- في آخر حوار لك معنا ذكرت أنّ نانسي وهيفا هما منافستا اليسا... هل من منافسة أخرى دخلت المثلث الفني الأنثوي الأشهر؟
الأسماء ما زالت ذاتها وأنا دائماً أقول إنّ الفنان القوّي لا يخاف المنافسة بل يتمناها ليبقى لديه الحوافز الكافية للاستمرار والعمل بجهد وجديّة ولكي يشعر أيضاً أنّه تميّز بين مجموعة من المميزين وليس في ساحة لا تحوي سواه. وكما ذكرت كارول سماحة قدّمت عملاً جميلاً واستطاعت أن تنافس أيضاً من خلاله.
- ولكن كلامك الدائم عن المنافسة يتعارض وتصريح الفنانة نجوى كرم التي اعتبرت فيه ان اليسا مستعدّة أن تدوس على الجميع كي تبقى وحدها في الطليعة؟
لا أدري من أين أتت بذلك ولا أريد التعليق عليه. ولكن كلّ ما يمكنني قوله إنّني مستغربة من هذا الكلام الذي لم نعتده على لسان نجوى كرم وأعتقد أنّ فنانة بحجمها كان من المفترض أن تتأنّى قليلاً في مثل هذه التصريحات، خصوصاً أنني كنت أعتقد أنّها مترويّة أكثر من ذلك. ومن جهتي لن أردّ على شخص يُعلّق عليّ بمثل هذا الأسلوب ولا أسمح لأحد بأن يتكلّم عنّي على هذا النحو، فأنا أضع عملي دائماً نصب عينيّ ولا أفكر سوى بأغنياتي وألبوماتي.
- تقول نجوى كرم إنها لعبت دوراً إيجابياً في بداياتك عندما أعطت رأيها فيك أمام شركة روتانا، كما جاء على لسانها في حوارها مع «لها»؟
أنا أسمع هذا الكلام للمرّة الأولى لأنّه لم يكن لديّ علم بأنّ السيّدة نجوى كرّم أوصت «روتانا» بي في الوقت الذي كانت فيه الشركة قد وقعت مع 150 فناناً من مختلف الفئات والدرجات. وما أعرفه أنّه عندما وقّعت مع شركة «روتانا» كنت موجودة في الوسط الفني وإن لم أكن بحجمي الحالي ولكن كنت معروفة ولديّ أغنيات. وفي كلّ الأحوال هي مشكورة على أنّها «توصّت فيّ».
- بعد خلافات نجوى مع روتانا قبل عودتها وانفصال نوال وأصالة وأنغام عن الشركة، هل يمكن القول إنّ اليسا أضحت النجمة المدلّلة لدى الشركة؟
لست المدلّلة ولا أعتبر نفسي مميّزة في التعامل ولكن كلّ ما في الأمر أنّ شروطي ليست «تعجيزية»، وأنا أعرف حدودي كنجمة داخل الشركة في الوقت الذي تُقدّم روتانا واجباتها تجاهي بالشروط التي تُرضيني وتستجيب لحقوقي. وأرى أنّ العلاقة التي تربطني بروتانا تحمل صفات الودّ والإحترام والمهنية.
- هل غياب الأسماء الكبيرة داخل الشركة أمر يُعزّز موقعك فيها؟
أبداً لأنّ وجود النجوم الكبار داخل الشركة الواحدة يصنع أرضية خصبة للتنافس الجميل الذي يحثّ كلّ فنان إلى بذل قصارى جهده لإبراز أحسن ما عنده. وأنت تعرفين أنني من الأشخاص الذين يؤمنون بأهمية التنافس في حياة الفنان المهنية لأنني أؤمن بأنّ النجم لا يُمكنه أن يُثبت جدارته الحقيقية في ساحة لا يوجد فيها سواه. وللنجاح مذاق آخر عندما تناله وأنت وسط مجموعة من الأقوياء والمميزين.
- عقدك مازال حديث العهد مع روتانا، أليس كذلك؟
نعم، ففي العام الفائت وقعت مع روتانا عقداً ينصّ على تقديم ثلاث ألبومات غنائية، وأنا من الفنانين الذين يُصدرون عملاً كلّ سنتين تقريباً، ولم نصدر حتى الآن سوى ألبوم واحد ما يعني أنّه مازال الوقت أمامنا ما يُشعرني بأنّ عقدي مع روتانا «أبدي».
«عَ هوى لبنان»
- إلى أي مدى أنت راضية عن مرورك في «مهرجان الدوحة للأغنية»؟
أنا راضية عن المهرجان في شكل عام وسعيدة أيضاً بمشاركتي ضمن احتفال «على هوى لبنان» الذي عمد إلى تكريم الأغنية اللبنانية.
- لماذا كنت بعيدة عن الفنانين اللبنانيين الذين شاركوا في المهرجان؟
لم أقصد أن أكون بعيدة ولكنني وصلت إلى قطر عشية المهرجان في الوقت الذي وصل فنانون آخرون قبل يومين وأمضيت ليلتي الأولى في غرفتي إلى أن قدّمت وصلتي وعدت إلى بيروت. لذا لم أرَ من الفنانين سوى وائل كفوري لكونه سافر معي في الطائرة ذاتها من بيروت إلى الدوحة.
- ما رأيك في كلّ ما أثير من خلافات ومشاكل بين الفنانين والصحافيين في قطر؟
لم أكن شاهدة على أي شيء بل عرفت ما حصل من وسائل الإعلام مثلي مثل الجمهور لأنني، خلال حصول المشاكل، كنت موجودة في غرفتي ولم أنزل إلى الحفلة إلا قبيل مشاركتي.
- هل تقولين للموسيقار ملحم بركات «بتمون» بعد كلّ ما قاله عن الفنانين المشاركين في المهرجان؟
لن أعلّق ولن أضيف في هذا الأمر ولا أريد أن أدخل في تفاصيل خلافات لا دخل لي فيها، وكلّ مسؤول عن أعماله.
- ولكن وائل كفوري صديقك وقد أخذ نصيبه من هجمات ملحم بركات الذي طلب أن يغسل يديه بعدما سلّم على وائل بيده؟
لا أحبّ أن أغوص في هذا الموضوع ولا يمكنني القول سوى إن كلّ إنسان يعمل بقيمته وهو مسؤول عن تصرفاته سوى كانت سلبية أو إيجابية.
- لاحظنا غياب اليسا عن حفل فيروز الأخير في البيال رغم إعجابك الشديد بها. لماذا؟
لأنني كنت في باريس، ولو كنت في لبنان لحضرتها طبعاً لأنّ حفلة فيروز هو حدث كبير لا يتكرّر كلّ يوم.
- هل أحببت ألبومها الجديد «ايه في أمل»؟
بصراحة لم أسمع العمل كلّه بل أغنيتين فقط منه.
- لطالما أبديت اعجابك بالملكة رانيا العبد الله. هل تتابعين إنجازاتها وإنجازات الشيخة موزا بنت ناصر التي يلمع اسمها أيضاً على الساحة العربية والعالمية؟
لم التق الشيخة موزا بعد ولكنني سعيدة بالإنجازات الجميلة التي تحققها كسيدة عربية تلعب دوراً مهماً وفعالاً في الساحتين العربية والدولية في شتى الميادين. وتلفتني أناقة الشيخة موزا التي ترتدي أزياء جميلة تعكس ذوقها الرفيع. وأنا كامرأة عربية سعيدة بأنه بات في عالمنا نساء مميزات بمظهرهن وفكرهن وأعمالهن مثل الشيخة موزا والمكلة رانيا اللتين اعتبرهما واجهة مشرّفة جداً لمجتمعنا العربي ونسائه في العالم أجمع.
الحلم الأبيض
- ثري عربي مسلم... هذه هي مواصفات الرجل الذي سترتبط به اليسا قريباً بحسب كلام الصحافة والجمهور والوسائل الإعلامية. هل من زواج قريب يلوح في الأفق؟
لا زواج قريباً وكلّ ما أثير حول هذا الأمر يبقى كلاماً في الهواء.
- الجمهور لم يعد يُصدّق عملية النفي هذه بعدما اختبر الكثيرات من الفنانات اللواتي كنّ ينفينّ ارتباطهن برجال معينين إلى أن يتمّ الزواج في شكل مفاجئ؟
اليوم ليس هناك أي مشروع زواج أمّا بعد شهر مثلاً فلا أعرف ما الذي يمكن أن يحصل. وبصراحة أنا أجيب عن إشكاليات مطروحة بشفافية دون التفكير بمن يُصدق ومن يُكذّب أو يشكك في كلامي. هذا بالإضافة إلى أنني أتفهم حبّ الجمهور لمعرفة أخباري الشخصية وأدرك حق الصحافي في طرح بعض الأسئلة عنها، ولكن لا بدّ أن يكون لهذا الأمر حدوده لأنني كإنسانة أجدني حرّة في أن أمارس حياتي الشخصية بالطريقة التي أريدها تماماً ككلّ الناس، ومسألة ارتباطي وإعلان هذا الأمر أو كتمانه هي مسألة تتعلّق بي وحدي ولا يحقّ لأي شخص التطفّل عليها. وأرى أنّه على الجمهور انتظار ألبوماتي وأعمالي أكثر من أخباري الشخصية لأنني في النهاية فنانة وأعمالي هي الأهمّ بالنسبة إليهم.
- كيف يمكن لفنانة ناجحة ومشهورة ولديها المال والجمال أن تُميّز بين زوج يحبّها ويريدها لذاتها وآخر يريدها لنجوميتها؟
بصراحة لا أتعامل مع هذا الأمر من هذا المنطلق حتى لا أزعج نفسي أولاً، وعندما أقترب من شخص ما أنظر إلى نفسي كامرأة عاديّة لديها من النضج ما يكفيها للتمييز بين الرجل الجدّي المسؤول وضدّه.
- ما السرّ في تغاضيك عن بعض الشروط في زوج المستقبل بمعنى تجاوزك مسألة الدين والبلد؟
مع الوقت صرت أتقبّل هذه المسألة أكثر من قبل، لأنّني بالنتيجة استطعت أن أخرج من حدود العائلة الصغيرة بحكم السفر والاختلاط والاستقلالية والتعرّف على أصدقاء من جنسيات وأديان أخرى. هذا كلّه يؤثّر في طريقة تفكير المرء ويجعله أكثر تقبّلاً للآخر من باب الانفتاح وليس التمرّد أو التخلّي عن دينه الأصلي ووطنه.
- هذا يعني أنّك في حال الارتباط برجل من دين آخر لن تتخلّي عن دينك؟
أنا أتقبّل الآخر ولم يعد لديّ مشكلة في الارتباط به أيضاً ولكن من دون التخلّي عن ديني لأنني امرأة مؤمنة مسيحياً ومقتنعة جداً بدينها.
- هل تؤيدين الزواج المدني في حال الارتباط من رجل من دين آخر؟
أنا مع الزواج المدني والقوانين العلمانية مع كلّ تعلقي بديني. وأعتقد أنني سوف أتزوج مدنياً في حال الارتباط حتى وإن كان الزوج من الدين نفسه، وفي هذا الخيار حريّة شخصية.
- هل مازال الفستان الأبيض حلم اليسا بعدما ارتدته في كليب «عبالي»؟
ارتداء الفستان الأبيض في كليب شيء وفي الحقيقة شيء آخر، ولا أعتقد أنّ ظهوري به في كليب سيجعلني أتنازل عنه إذا تزوجت فعلياً لأنّ شعور العروس ليلة زفافها لا يُمكن أن يُشبه شعور الفنانة وهي تُمثّل أمام الكاميرا مع «الموديل» وليس مع الزوج الذي اختارته بقلبها وعقلها ليُشاركها أيّامها المقبلة.
- ذكرت أخيرأ أنّك مع النظام العلماني ولست ضدّ مفهوم «الأم العزباء» رغم أنك أكدت في إحدى مقابلاتك مع «لها» انك امرأة شرقية بامتياز. ألا تجدين في ذلك تناقضاً ما؟
أبداً، أنا قلت إنني مع المجتمع العلماني وقد أعطيت رأيي هذا بالمطلق، وطالما أنني أعيش في بلد ديمقراطي فمن حقي أن أصرّح بآرائي الخاصة. وذكرت أنني مع هذا المفهوم الذي يسمح للمرأة بتسجيل ولدها على اسمها كفكرة، ولكن شرقيتي وتربيتي لا تسمحان لي بتنفيذ ذلك خصوصاً أنني ابنة بيئتي وراضية عن طريقة الحياة التي أعيشها، كما أنني لست من النساء اللواتي يتمردن على العادات والتقاليد.
- ما هي القيمة الإنسانية التي تحبين ترسيخها في نفسك وستعمدين إلى زرعها في أولادك مستقبلياً؟
الانفتاح وتقبّل الآخر وإن اختلف عنّا. وأعتقد أنّ هذه القيمة هي التي تكرّس إنسانية الإنسان.
ثقافة الانفتاح
- هل يمكن لبلد مثل لبنان أن يُصبح علمانياً يوماً ما؟
في ظل هذه الطائفية التي يعيشها لبنان والتي تزداد مع الوقت، أعتقد أنّه من الصعب إذا لم نقل من المستحيل أن يُصبح لبنان دولة علمانية حيث تُصبح الأديان من الأمور التي لا ينظر إليها المواطنون لتحديد طريقة تعاملهم مع الآخرين.
- بالتطرّق إلى موضوع الطائفية والتعصّب، ما هي رؤيتك لتفجيرات الكنيسة القبطية في مصر؟
عملية التفجير هذه لا يقبلها عقل ولا إنسان سواء كان مسيحياً أو مسلماً. وما حصل في الكنيسة القبطية في مصر عمل إجرامي مرفوض إنسانياً. ولأنني مسيحية شعرت بالتأكيد بتعاطف كبير مع ضحايا تفجير الكنيسة، كما أنّ لديّ الكثير من الأصدقاء المسلمين في مصر الذي ندّدوا بالتفجير وتألموا كثيراً لما جرى.
لكن الحقيقة أنّ مثل هذه العمليات التفجيرية تحصل في مساجد وكنائس في كلّ مكان من العالم لأنّ التعصّب الأعمى في أيّ ملّة أو دين لا يمكن أن يؤدّي إلاّ إلى هذه النتائج المريرة التي يذهب ضحيتها المئات من الأبرياء. وبالمناسبة، هناك إعلانات جميلة تُبثّ على التلفزيون تحمل شعارات معينة مثل: «أنا مسلم أنا ضدّ الإرهاب»، ولكن أرى أنّه من غير الجدير ربط الإسلام بالإرهاب في شكل مستمرّ. فالشرّ والقتل يمكن أن يحصلا في أي دولة من دول العالم، ومثل هذه الأعمال الإرهابية سواء في دولنا العربية أو في العالم هي عمليات لا إنسانية لا دين لها ولا طائفة.
وإذا كان هناك مسلمون متطرفون يُنفذّون عمليات إرهابية فإنّ هناك أيضاً مسيحيين ويهود وعرباً وأجانب سبق أن أقدموا على العنف وأقاموا حروباً ونفذّوا عمليات إرهابية مختلفة.
من هنا أجد أنّه يجب عدم وضع الإرهاب تحت أي غطاء ديني.
أمّا أولئك الذين يتحدثون باسم الإسلام لإضفاء صفة الشرعية على أعمالهم الإرهابية فهم يظلمون الدين الذي إمّا تلقوّه في شكل خاطئ وإمّا أنّهم لم يفهموا ماهيته. وأنا طالما أحببت التعايش الإسلامي المسيحي في مصر حيث لا يمكن لك التفرقة بين مسلم ومسيحي ولا أحد يسأل عن اسم الآخر لاكتشاف هويته ودينه كما يحصل في لبنان، لذا أنا آسف لما حصل وأتمنى ألاّ يطال الإرهاب أي طائفة وأي جماعة في العالم لأنّ الإيمان الحقيقي يعني محبّة الآخر وقبوله وليس نبذه والتخلّص منه.
- ما هي أمنيتك في السنة الجديدة للبنان؟
أتمنى أن يتجاوز اللبناني مشكلة التعصّب التي مازالت متغلغلة في مجتمعه بالرغم من محاولات إثبات العكس، وأحلم بأن يصبح وطننا قادراً على الجمع بين كلّ أبنائه من دون التوقّف عند دين هذا ومذهب ذاك أو ميوله الحزبية. ومشاكل المجتمع كلّها قابلة للحلّ طالما استطعنا الوقوف معاً لمواجهتها متناسين مسألة الطوائف والأحزاب والانتماءات التي تجعلنا يومياً عرضة للوقوع في حروب وخلافات من شأنها مضاعفة مشاكلنا الاجتماعية التي لن تجد طريقها إلى الحلّ في ظلّ وجود العصبيات المدمرّة.
- سبق لك أن تعاونت مع المخرج الراحل يحيى سعادة كمدير فني في «كل يوم في عمري»، كيف تلقيت خبر وفاته؟ وكيف كنت تنظرين إلى أعماله؟
هذا صحيح، تعاملت مع يحيى سعادة كمدير فني وبعدما أصبح مخرجاً لفتتني جرأته وأفكاره الجديدة التي تُشبهه كثيراً. وأعتقد أنّه من الضروري أن يكون لدينا مخرج بهذه الجرأة والغرابة بغض النظر عما إذا كانت أفكاره تشبهني أم لا أو إذا كانت أعماله تعجبني أم لا. وبالرغم من أن علاقتنا لم تكن وطيدة إلاّ أنني حزنت عليه كثراً لأنني أعرفه ولأنّه مخرج مجتهد وشاب ورحل بطريقة مباغتة جداً.
- بالحديث عن الموت، كيف تنظرين إلى الموت؟
لن أقول لك إنني أتقبل فكرة الموت ببساطة، فأنا أخاف منه ككلّ الناس. ومهما كان الواحد منّا مؤمناً يبقى الإنسان ضعيفاً ومشاعره مرهفة وعقله عاجزاً عن تقبّل المجهول. وكلّما فقدت عزيزاً أو سمعت بخبر وفاة أحد تُصبح فكرة الموت أكثر قرباً مني ويصبح الفكر مشغولاً بها في شكل أكبر إلى أن تمرّ الأيام ونبدأ بالتناسي والتغاضي عن الموضوع الأكثر وضوحاً والأكثر حقيقة في حياتنا.
أهل الصحافة والفن
- «على الإنسان الذي لا يتقبّل النقد ألا يقول شيئاً، لا يفعل شيئاً، لا يكون شيئاً». هذا ما يقوله أينشتاين، لكن الفنانين في مجتمعنا لا يتقبلّون أيّ نقد سوى «النقد البنّاء» الذي يعني في قواميسهم النقد الإيجابي. كيف تتعاملين مع النقد ولماذا توصف علاقتك بالصحافة بالمتوترة؟
علاقتي بالصحافة ليست متوترة وإنما ليست قوية لأنني من الأشخاص الذين لا يحبذّون إقامة علاقات شخصية حتى لا تتداخل المشاعر الشخصية بالعمل الصحافي. فالصحافي الصديق لا بدّ أن يتأثّر بي وهذا سيؤثر حتماً على رأيه، وأنا أعتقد أنّ الموضوعية في هذه الأمور أساسي. وأنا في الواقع أستمع إلى النقد وأنتقي منه ما يُمكن أن يُفيدني والانتقادات التي لا تعنيني أو تلك التي تُطلق من دون أسس سليمة فأنا أتجاهلها. وهذه الطريقة أتبعها منذ فترة لأنني أدرك أنّ عمل الصحافة هو أن تكتب وتنقد وعلى الفنان أن يُميّز بين المُفيد والسخيف. وظاهرة الصحافة الصفراء ليست موجودة في عالمنا العربي فقط بل في العالم أجمع، والفنانون معرّضون لموجات انتقادات لأنّ الفنان شخص موجود دائماً تحت الضوء. ولكن التجربة تعلّم الإنسان غربلة الأشياء الجيدة من الرديئة.
- إلى أي مدى تتأثرين بالكلام الذي يمسّ اليسا سواء على الصعيد الفني أو الشخصي؟
أحاول دائماً أن أتعالى عن الأمور التافهة في مستواها التي تُحاك حولي لإثارة غضبي وانزعاجي والتي تهدف إلى استفزازي وإيصالي إلى حيث يريدون. وأنا لا أخفي عنك أنّ هناك الكثير من الأمور التي تحزنني أحياناً ولكنني أحاول ألاّ أُظهر لهم مدى انزعاجي وتضايقي وأعمل على أن أركّز على عملي بالدرجة الأولى حتى لا أعطيهم فرصة النجاح في تشتيت ذهني عن الأمور المهمة التي لها الأولوية في حياتي وزجّ اسمي في مواضيع لا تعنيني. وهناك الكثير من الفنانين الذين فقدوا تركيزهم على عملهم الأساسي وتشتتوا بسبب شخص مُستفّز أو موضوع أو حديث معين جرّهم إلى مستويات متدنية جداً.
- غالباً ما تُلصق صفة الفنانة الذكية باسم اليسا حتى من قبل الأشخاص الذين لديهم مآخذ عليها. أين يكمن ذكاء اليسا الفني؟
أن يُوصف شخص ما بالذكاء فهذا يعني أنّه ذكي بالمطلق، لأنّ الذكاء صفة لا تتجزأ، فهو لا يكمن في نقطة معينة بل هو نتيجة شروط متكاملة تتمثل بحسن اختيار الكلمات والألحان والإطلالات والنضج الفني والفكري والثقافي والعمل الدؤوب.
- إلى أي مدى أدّى نضج اليسا وخبرتها إلى تقليص منسوب الصراحة في كلامها واعتماد الدبلوماسية في لقاءاتها الصحافية التي برزت أخيراً في برنامج «أبشر» مع نيشان عندما تمنعت عن تصنيف الفنانات العربيات داخل الهرم؟
لا شكّ أنّ الخبرة تُساهم في بلورة شخصية الإنسان وهي تؤدّي بالتالي إلى المزيد من النضج والوعي،ولكن الأمر مختلف بالنسبة إلى موقفي مع نيشان لأن ردة فعلي جاءت تلقائية على هكذا لأنني لا أسمح لنفسي أبداً بتصنيف الآخرين ووضع اسم فنانة في القمة وأخرى في الفئة الثانية وغيرها في الأسفل لا اليوم ولا في الماضي. وإذا كنت أعطي رأيي ببعض النجمات فهذا لا يعني أنني أسمح لنفسي بأن أصنّف. وفي البرنامج وجدت أنّه طالما أنني الضيفة الرئيسية ارتأيت وضع اسمي في القمة وليس لأنني أعتبر نفسي الأفضل بين الفنانات الأخريات.
- لا يمكن للمرأة أن تكون ناجحة وفعاّلة في مجتمعها من دون أن تكون امرأة صاحبة مشروع. فما هو مشروع حياة اليسا؟
مشروعي الأوّل هو عملي الفني والاستمرار بخطوات ثابتة حتى يبقى النجاح حليفي الدائم. أمّا المشروع الخاص الذي لا يد لي فيه والذي قد أحققه وقد لا أحققه هو تأسيس عائلة وإنجاب الأطفال، مع التأكيد على ضرورة إيجاد الزوج المناسب لي عاطفياً وفكرياً واجتماعياً.
- في زمن الإسفاف والاستسهال الفني، كيف يمكن للفنان الحقيقي أن يتميّز ويُطوّر نفسه؟
لا شكّ أنّ الثقافة هي المصدر الأساسي لتطوير الإنسان وتوسيع مخيلته ودائرة معارفه، فضلاً عن تحسين ذائقته التي تؤثّر طبعاً على خياراته الفنية. وأنا أحاول دائماً أن استقي المعرفة في كل الميادين من الكتب والأفلام الوثائقية والسينمائية. كما أعمل دائماً على الإطلاع على كلّ شيء لأنّ الثقافة في النهاية ليست مجرّد تخزين معلومات وحفظ مقولات وأبيات من الشعر وانما هي المعرفة في كلّ أمور الحياة من تعلّم البروتوكول والإتيكيت وأسلوب الحياة وأخذ كلّ ما يحتاجه الإنسان في حياته من المأكل والمشرب وطريقة كلامه وأسلوبه وأزيائه.
والأهم من ذلك ألاّ يكفّ الإنسان عن التعلّم لأنّ العلم والمعرفة لا سنّ لهما ولا خجل فيهما. وهنا تخطرني مقولة جميلة جداً للإمام علي بن أبي طالب الذي أحبّه وأقرأ له الكثير: «لا يستحيّن أحد منكم إذا سُئل عمّا لا يعلم أن يقول لا أعلم، ولا يستحيّن أحدٌ إذا لم يعلم الشيء أن يتعلّمه».
- ما الذي تحضرينه للجمهور في 2011؟
بدأت بالتحضير للألبوم الذي من المفترض أن ينتهي أواخر هذا العام وإذا لم أوفّق بأغنيات جميلة تُقنعني قد أؤجله إلى العام المقبل أيضاً.
- هل ستضمين إليه «سألوني العيد» للراحلة سلوى القطريب التي مُنحت حقوق غنائها في برنامج «أبشر»؟
لا أدري، وليس لديّ حتى الآن فكرة ما إذا كنت سأسجلها وأصدرها أم لا.
الملكة رانيا والشيخة موزا واجهتان مشرّفتان للمجتمع العربي في العالم
مرآة اليسا
- صفة تقدرينها في نفسك؟
ثقتي بنفسي وبعملي التي أتت بعد عمل وجهد ونضج وخبرة طويلة.
- فيلم تحبينه؟
The Blind side فيلم ساندرا بولوك الأخير.
- أغنية مفضلّة من أغنياتك؟
«تصدّق بمين» و«فاتت سنين».
- ممثلك المفضّل؟
أندي غارسيا
- مكانك المفضل؟
المنتجع الصحي والجمالي SPA
المرأة - القدوة؟
الملكة رانيا.
- كتابك المفضّل؟
الخيميائي لباولو كويلو.
- سيارتك المفضلّة؟
رانج روفر ومازيراتي.
- ماركتك المفضلّة؟
دولتشي أند غابانا.
- شعارك في الحياة؟
مقولة نيتشه التي تدعو الإنسان إلى الترفع عن صغائر الحياة: «إلى الأعالي يا صديقي حيث تهبّ صافرات الرياح، انّك لم تُخلق كي تكون صيّاداً للحشرات».
- نصيحة جمالية؟
على المرأة أن تكتشف مكامن جمالها وتُحسّن في شكلها من دون إجراء تغييرات جذرية.
- ممّ تخافين؟
الفشل
- آفة اجتماعية خطيرة؟
التعصّب الذي لا ينتج إلاّ عن الجهل ويقف عائقاً أمام تطوّر الإنسان والمجتمعات.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024