فادي صبيح: ما اتهمني به باسم ياخور ليس صحيحاً...
خريج أكاديمي استطاع وسط زحمة الفنانين الجدد أن يثبت نفسه كفنان شامل قادر على تقديم مختلف الألوان الدرامية. ورغم أنه اشتهر كفنان كوميدي لا يحب تحديد عمله بنوع فني. ومن أهم الأعمال التي شارك فيها مسلسل «ضيعة ضايعة» بجزءيه عبر شخصية «سلنغو» التي نالت شعبية واسعة عرفت الجمهور به ونقلته إلى مصاف الفنانين النجوم. ورغم أعماله الفنية الناجحة لايزال الفنان فادي صبيح ينتظر فرصته الحقيقية التي يحلم بها.
عن عمله في مسلسل «ضيعة ضايعة» وسر نجاحه، وعن عمله في مسلسل «أبو جانتي» وعدم رضاه عن دوره، ومشاركته الجريئة في مسلسل «صبايا»، وعن المسرح والإخراج وغيرها، كان حديثنا مع الفنان فادي صبيح
- هل تعتبر «ضيعة ضايعة» نقطة تحول بحياتك؟
كل واحد منا يبحث عن فرصة يجد نفسه فيها وخاصة بعض مضي سنوات على وجوده في الوسط. وبالنسبة إليّ كانت فرصتي من خلال مسلسل «ضيعة ضايعة»، وأول ما دعيت لهذا المشروع لم يكن سهلاً علي لأنه عمل مخيف ببدايته، لكن النتائج في النهاية كانت على المستوى المطلوب. واعتبر أن «ضيعة ضايعة» محطة مهمة في حياتي على كل الصعد، وخاصة تقديم العمل الجماعي الحقيقي والكوميدي بشكل مختلف يحمل معنى وفيه رسالة تقدم للناس بجرعة خفيفة من دون أن نستخف بعقولهم، وبهذا تصل الفكرة بسهولة إلى المشاهدين.
- إلى أي مدى حقق هذا العمل طموحك الفني وهل كان الدور الحلم؟
أي عمل يشارك فيه الفنان سيحقق له شيئاً. فمثلاً عندما شاركت في مسلسل «مرايا» لم أكن معروفاً، لكن العمل حقق لي المعرفة بين الناس. وعلى مدى عامين حققت انتشاراً كنت أحتاج إليه وجاء من خلال «ضيعة ضايعة»... والطموح لا يتوقف وينتظر الإنسان دائما الأفضل والأفضل.
- كيف بنيت شخصية سليم؟
أولاً الدور عرض على العديد من الفنانين، منهم الفنان احمد الأحمد وهو ممثل ظريف له حضور خاص. وفي بداية التصوير كنت خائفاً من النتائج وكيف سأظهر بين باسم ياخور ونضال سيجري والجميع. وطبعاً كان هناك حديث مستمر مع المخرج بالإضافة إلى ما لديّ من علم التمثيل، ووصلنا إلى الشكل النهائي للدور، علماً أن الكوميديا تحتاج إلى مخرج خاص ينقذ الممثل والدور لأنها مسألة حساسة. وكان هناك ميزة مهمة أن الفرد يأخذ نصيحة هامة من الجميع ويطبقها بالنهاية، فكان هناك شيء مشترك وحقيقي جداً هو التعاون.
- هل توقعت أن يلقى العمل هذا النجاح الكبير؟
كلا لم أتوقع ذلك ولا أريد التحدث بهذا المنطق لأن المفروض عند إنجاز أي عمل أن يتم بكل أمانة وأن يكون مشروعاً مهماً وأن يؤدى بصدق، أما النجاح وعدمه فهو ما ننتظره من الناس والإعلام وهذا ما تحددونه أنتم.
- هل نجح الجزء الأول أكثر من الثاني؟ وهل كنت تتمنى وجود جزء ثالث منه؟
موضوع الأجزاء أيها أنجح و الأفضل لا يهم، فنحن قدمنا الجزء الأول من العمل دون أن ندري كيف ستكون النتائج، وبعد نجاح هذا الجزء ذهبنا إلى الجزء الثاني، علماً أن المخرج الليث حجو كان متردداً جداً في تقديم جزء آخر مقتنعاً بأن الإبداع لا يقف عند فكرة أو عمل واحد. وعندما قرر القيام بجزء ثانٍ لم يقبل إلا بنصوص وحلقات أهم من الجزء الأول، وبالفعل قمنا بالعمل كأننا نصور للمرة الأولى.
- أنت خريج المعهد العالي للمسرح, وسبق أن قدم زملاؤك الخريجون تجارب مسرحية خاصة بهم. لماذا لم تقدم على هذه التجربة؟
حتى الآن لم أقدم تجربتي الخاصة. هناك أفكار وأشياء سأقدمها إنما في الوقت المناسب، ومع ذلك لدي بعض التجارب المسرحية، كمشاركتي في مسرحية «سوبر ماركت» مع الفنان أيمن زيدان، وحالياً دعيت إلى عمل مسرحي مع الأستاذ دريد لحام سأذكر تفاصيله في ما بعد.
- هل يزعجك تأطيرك ضمن فئة الممثل الكوميدي رغم عملك في ادوار تراجيدية وتاريخية؟
أولاً لا يوجد تأطير وكما نعرف جميعاً أن الكوميديا هي أصعب أنواع العمل التمثيلي على الإطلاق، والممثل أي مهمة يأخذها يجب أن يقدمها بأمانة. وربما قدمت أعمالاً كوميدية أكثر لكن هذا لا يعني أن أكون ضمن إطار الأدوار الكوميدية فقط.
- لماذا لم نرك في بطولة عمل حتى الآن؟
لا اعرف لكن ستأتي الفرصة، وهناك نجوم كثر تأخروا حتى أصبحوا الرقم واحد، وأنا متأكد أن فرصتي ستأتي.
- هل للعلاقات الشخصية أثرها في فرص العمل وماذا عن علاقاتك؟
بالطبع هذا صحيح إن كان في وسطنا الفني أو أي وسط فني آخر في الدنيا. للعلاقات الشخصية أثرها الكبير على العمل الفني، وبالتالي هناك دائماً بعض الفنانين الذين لا يأخذون حقهم، لكن مع ذلك علينا جميعاً العمل والمثابرة حتى نصل إلى فرصنا الفنية الكفيلة بإنصافنا كفنانين.- هل تقبل بأي دور لتكون موجوداً على الخريطة الدرامية أم انك تضع شروطا معينة ؟
الآن بات لي شروطي للمشاركة في أي عمل درامي، لكن سابقاً كنت أقبل أحياناً ببعض الأعمال حتى أحقق الانتشار والوجود في الساحة الدرامية.
- هل تفكر في مشروع تجاري ليكون لك مردود آخر غير العمل الفني أم انك متكل بشكل كلي على الفن؟
الآن بدأت بالتفكير بالأمر، فللأسف لا يوجد لدينا ضمانات للفنان صحية كانت أو مالية، لذلك علينا جميعنا التفكير بمردود آخر غير الفن.
- هل أنت سعيد بتسمية «سلنغو» ومناداة الناس لك بهذا الاسم؟
لا تزعجني وهذه مشكلتنا عندما نقدم شخصية يحبها الناس وينادوننا بها.
- هل طرحت على المخرج فكرة أن يتزوج «سلنغو» من «عفوفة» وهل كان هذا الحل يرضي الجمهور برأيك؟
إن خصوصية هذه العلاقة انه لا حل لها وهذه القصة جدلية وقدمت نبضاً جميلاً للعمل، وهي بهذا الشكل.
- هل نجح المخرج باختياره الفنانين من البيئة نفسها وهل كان العمل لينجح لو كانت اختياراته غير ذلك؟
نعم نجح المخرج لأنه ذهب ليقدم عملاً بيئوياً بامتياز ومفردات نجاح هذا العمل تكمن في الممثلين وذلك لسبب تقني وهو إتقان اللهجة الأساسية والطبيعية، بالإضافة إلى رؤية المخرج الثاقبة.
- لامك الكثير من الناس على مشاركتك في مسلسل «أبو جانتي» من خلال الشخصية التي جسدتها، فالبعض رأى أنها هامشية و لو حذفت لما اثر ذلك على العمل. ما رأيك أنت؟
ربما أصابني كسل ما... كان هناك ملاحظات على النص وأكيد المخرج زهير قنوع حاول تلافيها وحاول تقديم الأفضل، أنا لم أكن راض عن نفسي ومن ضمن الملاحظات مساحة الدور كانت صغيرة وهذه الملاحظة من ضمن ملاحظات عدة، والآن أذا كان هناك جزء ثانٍ ستكون النتائج أفضل.
- كان لك مشاركة كبيرة نسبياً في عمل «صبايا» لكن بدور رأى فيه البعض انعكاساً لحالة ميوعة الشباب التي مثلتها في «ضيعة ضايعة»، ما رأيك؟
تخوفت من الدور في البداية وترددت لكن في النهاية قمت به. وأي دور أقدمه يجب أن أدافع عنه. وطبعاً تجرأت بهذا الدور وقلت عندما أقوم بدور من هذه النوعية علي تقديمه بشكل صحيح. فكانت تجربة لطيفة والعمل مع المخرج فراس دهني عمل جميل.
- هل تعتبر أعمالك مع المخرج حاتم علي هي الأهم حتى الآن؟
حاتم علي أستاذي في المعهد ويتعامل معنا بمنطق الأستاذ والطلاب ويعرفنا بشكل احترافي، واعتقد انه لم يعطني الفرصة المناسبة حتى الآن.
- أقدم الكثير من الفنانين الشباب على تجربة الإخراج ونجحوا في ذلك، ماذا عنك؟
لا اعتقد أني سأقدم غلى هذه الخطوة التي تحتاج لبذرة حقيقية موجودة وموهبة بالفطرة. من دفعتي كان رامي حنا ومنذ الدراسة كنا نشعر بميوله نحو الإخراج ونجح في ذلك، لكن أنا لا أظن أن هذا المشروع قريب مني، أريد أن أكون منتجاً ولكن لا أعرف كيف؟.
- ما رأيك في ما قدم هذا العام في الدراما وما هو العمل الأهم؟
هذه الساحة تتسع للجميع والكل يساهم في بناء الدراما السورية العربية، يجب أن نتنبه إلى الخارج، فالخليج العربي يصدر طاقات جيدة وأصبحوا يقدمون معاهد فنية تعنى بالعمل الفني في كل بلد. لذلك يجب ألا يخدعنا النجاح وأن نعرف أين أخطأنا وأين أصبنا.
أما عن أعمال الموسم الماضي فكان مجموعها أقل، من جهة أخرى وقعت بعض تلك الأعمال في فخ التشابه، وهذا ما يجب التنبه له بأن تكون الأعمال متنوعة ومختلفة. واعتقد أن الإنتاج والتسويق في مشكلة نوعاً ما.
- ما رأيك في ما عرض من دراما شامية وهل بقي «باب الحارة» في الصدارة؟
هو عمل مهم وساهم في نشر الدراما السورية بكل مكان ولا يجوز نقده بشكل سلبي بل بشكل ايجابي، فلا أحد يستطيع نكران النجاح والانتشار الذي حققه العمل كجماهيرية بين الناس. ولو كنا نحن كمختصين لنا بعض الملاحظات على العمل.
- هل تحب هذا النوع من الأعمال و المشاركة فيها؟
نعم ولي مشاركتان من هذا النوع ومن أغلى الأعمال على قلبي «الحصرم الشامي» حيث قدمت في العمل شخصية محببة جداً على قلبي وأتمنى من الناس أن تراه. وكذلك شاركت في مسلسل «أولاد القيمرية» بدور مميز وجديد وهو شيخ الحارة.
- كثيراً ما تتحدث الفنانات عن حروب وسرقة أدوار، هل يحصل ذلك بين الفنانين وهل حصل معك ذلك؟
هذه الأقوال تصلح لعناوين بالصحف (سرقوا دوري، كان هذا الدور لي)... لا شيء من ذلك على ارض الواقع ولم يحصل معي شيء من ذلك خلال عملي الفني.
- هل أنت من النوع المسالم؟
لا اعرف، لكن أنا وغيري نبحث عن فرصة باحترام وبجهد.
- ماذا عن الارتباط؟
لست بمرتبط و مرتاح و عندما يحصل نصيب أخبركم.
- في لقاء مع الفنان باسم ياخور قال انك تحب الأكل والنوم، هل أنت كسول في الحياة؟
هذا ليس صحيحاً و اتهم باسم بأنه هو الأكول. اسألوا ليث حجو ونضال سيجري!
- هل تضطرك بعض الأعمال لخفض وزنك وهل تستطيع ذلك؟
نعم وأنا الآن خسرت وزناً، وسأعمل على الاهتمام بنفسي.
- من هم نجوم الدراما السورية الشباب؟
كلهم رائعون.
- ما رأيك في الفنان قصي خولي؟
قصي ممثل جيد مجتهد وأتمنى عليه كصديق أن يبقى كما هو بجهده.
- الفنان قيس الشيخ نجيب؟
صاحب كاريزما قوية و يجب أن يقدم شيئاً لم يقدمه بعد. لا اعرف ما هو، لكن في التجربة السينمائية الأخيرة كان نجماً بامتياز وابصم له بالعشرة.
- الفنان باسل خياط؟
نجم.
- الفنان باسم ياخور؟
أمضيت معه في «ضيعة ضايعة» أكثر فترة في حياتي ضحكت فيها. باسم يضحكني بطريقة غريبة، وأحبه جداً.
- الفنان نضال سيجري؟
حنون جداً، وصديق حتى نقي العظام.
- ما رأيك في تجارب الفنانين السوريين في مصر وهل تنتظر تجربة مماثلة؟
انتظر عملاً ليس من مصر فقط بل من كل الدول بشرط أن يكون عملاً جيداً.
- ما هي مشاريعك؟
هناك عمل مع المخرجة رشا شربجي بعنوان «ولادة من الخاصرة» وعمل مع المخرج سمير حسين «ليلى والزيبق»، وعمل مع المخرج مصطفى نعمو «صايعين ضايعين»، ومسلسل «بقعة ضوء» مع المخرج عامر الفهد.
وهناك العديد من الأعمال سأفصح عنها بعد الاتفاق، وحالياً سأتجه بسياحة إلى باريس.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات