ملكة جمال وبطلة فروسية حورية فرغلي...
عندما ظهرت للمرة الأولى على الشاشة في فيلم «كلمني شكراً»، صدمت كثيرين بجرأتها الشديدة، لكنها فاجأتنا باعترافها بأنها لم تكن تشعر يوماً بمثل هذه الجرأة، مؤكدة أن المخرج خالد يوسف هو الذي فجَّر جرأتها. إنها الفنانة الشابة حورية فرغلي التي تتكلم عن عامين أمضتهما في تدريبات التمثيل انتظاراً لجملة «أنت جاهزة الآن لمواجهة الكاميرا»، كما تكشف أسرار علاقتها مع خالد يوسف وغادة عبد الرازق، وموقف عائلتها من اتجاهها الى الفن، ولقب ملكة جمال مصر الذي تنازلت عنه، والنجوم الذين تتمنى العمل معهم، والصدمات التي جعلتها بلا أصدقاء.
- في كلمات قليلة ماذا تقول حورية فرغلي عن نفسها؟
أنا إنسانة بسيطة أعيش حياتي بطبيعتي ولم تغيِّرني النجومية والشهرة، فليس بيني وبين الناس أقنعة، أتحدث بصراحة وتلقائية مع الجميع، ومادمت مقتنعة بوجهة نظري وبخطواتي فأهلاً بالنقد حتى ولو كان قاسيًا، ومرحبًا بأي كلام سواء كان لمصلحتي أو ضدي.
- كيف كانت بداية دخولك عالم السينما؟
أنا من أشد المعجبين بالمخرج خالد يوسف الذي غيَّر مسار السينما المصرية بشكل محترم وواقعي، لذا عندما فكرت في دخول مجال السينما لم يأت في ذهني سواه، خاصة أنني أريد أن أبدأ السينما بأسلوب صحيح، ولم أجد أفضل من مدرسته لأتخرج فيها.
فذهبت إلى مكتبه وتحدثت معه عن رغبتي في أن أكون ممثلة فنظر إلي وصمت، فانتابني شعور بالخجل خشية أن يكون رفضني، لكنه قال لي: «لا يمكن أن تمثلي دون تدريبات، فعليك أولاً أن تخضعي لتدريبات مكثفة في التمثيل حتى تصبحي على مستوى الوقوف أمام الكاميرات».
وبالفعل خضعت لتدريبات إعداد الممثل من خلال الأستاذة المحترفة مروة جبريل، التي أنشأت استوديو إعداد الممثل بعدما درست التمثيل بشكل مكثف في أميركا. وبعد عامين أكدت لي أنني أصلح للتمثيل وصرت جاهزة لأن أقف أمام الكاميرات. وبناء عليه اتصلت مروة بالأستاذ خالد وأبلغته أنني أصبحت الآن جاهزة، فقال لها إنه يريد مقابلتي، فذهبت إلى مكتبه وعرض عليَّ شخصية «فجر» في فيلمه «كلمني شكرًا».
- عندما عرض خالد يوسف عليك الشخصية، بما فيها من جرأة، ألم تخشي أن تكون بدايتك صادمة للجمهور؟
ثقتي بالأستاذ خالد دفعتني للتوقيع قبل أن أقرأ الورق، وعندما قرأته لم أندم بل عشت أيامًا من السعادة ولم أصدق نفسي أنني سأقف أمام كاميراته إلا مع انطلاق أول أيام تصوير للفيلم، فقلت لنفسي إنني وضعت قدميّ على أول الطريق.
- هل واجهت أي اعتراض من عائلتك على عملك في التمثيل؟
لا على الإطلاق، فعائلتي تفهم جيدًا أن لكل إنسان في هذه الحياة هدفًا وحلمًا لابد أن يصل إليه مهما كلفه من مجهود ومشقة، وإذا فعل الشخص شيئًا يحبه بكل تأكيد سينجح ويتفوق فيه.
- مثّلت مشاهد ساخنة، كيف ظهرت بتلك الجرأة في أول أعمالك؟
صدقوني أنا لم أكن أعلم أنني جريئة، فالمخرج خالد يوسف هو الذي اكتشف فيَّ الجرأة لذا أسند إلي هذه الشخصية. وأرى أن الهجوم على شخصية فجر التي قدمتها كان غير مبرر على الإطلاق.
وأحب أن ألفت الأنظار إلى أنني لم أعترض على شيء ولو جزئية صغيرة من الشخصية لأنها ليست فجة، ولم نطرح شخصية في الفيلم من واقع خيالنا مثلاً، فالشخصية واقعية وحقيقية جدًا وموجودة ونقابلها، ولا أحد يستطيع إنكار ذلك.
وعلينا ألاَّ ندفن رؤوسنا في الرمال ونرفض التنقيب عن مشاكلنا، بل علينا الإيمان بأن غالبية الانحرافات الأخلاقية ناتجة عن الفقر، وأن هناك من تبيع نفسها من أجل توفير نفقات الحياة، وأنا هنا لا أعمم فهناك الكثير من الفقيرات لا يفرطن بشرفهن ولا يبعن أجسادهن ولو كلفهن ذلك مشقة المبيت بدون طعام.
- هل تأثرت نفسيًا بهذه الشخصية؟
طبعا تأثرت بشكل كبير، بل وأُرهقت نفسيًا لأن قلبي لا يتحمل أن يرى إنسانًا محتاجًا إلى هذه الدرجة، فما بالكم أنني التي جسدت شخصية فتاة فقيرة لا تجد في حياتها شيئًا تبيعه سوى جسدها، فكانت الشخصية فعلاً صعبة جدًا بالنسبة إلي، فهي في داخلها ليست سيئة ولكنها الظروف اللعينة التي أوصلتها إلى هذه الحالة.
- الشخصية كما قلنا تعرضت لهجوم كبير فماذا لو عاد الزمن بك الى الوراء؟ هل من الممكن أن تقبلي تجسيدها مرة أخرى؟
بكل تأكيد سأقبل، فأنا لا أستطيع أن أقول لا لفيلم مع خالد يوسف، ومنذ متى يعارض التلميذ أستاذه، فأنا أرى نفسي تلميذة في مدرسته وتعلمت منه دروساً كثيرة وأتمنى أن أتعلم أكثر.
- ما هي هذه الدروس؟
التفاني في العمل وعدم الاهتمام بالنقد القاسي حتى لا يعرقلني. وتعلمت أيضاً أن أعيش داخل الشخصية بكل ما فيها من تناقضات، قسوة وعنف وظلم وكبرياء وقوة ولين وعطف ورقة وحق. باختصار تعلمت كيف يكون التمثيل.
- بالتأكيد تعلمين أن خالد يوسف هو دائمًا موضع انتقادات الكثيرين نظرًا الى فكره المتحرر وسخونة أفلامه، فما رأيك؟
حرام أن يقال هذا الكلام عليه، فأنا تعاملت معه وأعرفه جيدًا، وأحب أن أقول إنه يعرض الدور على فنانة ما، بصرف النظر عمن هي هذه الفنانة، وإذا قبلته رغم ما فيه مثلاً من مشاهد ساخنة أو ملابس متحررة فهي حرة، ومن لا تقبل تجسيد هذا الدور بالتأكيد ستعتذر وتقول إنها لا تقبل، أي أن خالد يوسف لا يجبر فنانة على أن تتعرى أو تقدم مشاهد في نظر البعض جريئة وكل فنانة طبقًا لمزاجها الشخصي تقبل أو ترفض.
- كيف كانت علاقتك بغادة عبد الرازق أثناء التصوير؟
غادة أطيب فنانة تقابلت معها في حياتي، فهي تعطي أكثر مما تأخذ، وبصراحة تعبت معي جدًا في فيلم «كلمني شكرًا»، فأنا كنت متخوفة من الوقوف أمام نجمة مثلها، لكنها أذابت كل الخوف من المشهد الأول، خاصة أنها كانت شقيقتي في الفيلم، فشعرت بأنها مثل شقيقتي أيضًا في الواقع من كثرة ما تعلمت منها.
وأنا كنت أحبها قبل أن التقيها لأني، وبعيدًا عن كوني مثلت أمامها، كنت أتابع أعمالها السينمائية والتلفزيونية وتعجبني كل أعمالها.
- كيف ترين الشخصية التي جسدتها غادة عبد الرازق في فيلم «حين ميسرة»؟
أعجبتني جدًا، فهي جسدت الشخصية بكل ما تملكه كممثلة من أدوات، فاستخدمت نظرات عيونها لايصال الرسالة، ولا أحد يستطيع أن يقول إنها قدمت مشهدًا فجًّا أو خارجًا عن المألوف، بل كان في أدائها رقي وشياكة.
- ماذا لو عرض عليك دور شاذة هل توافقين؟
أندهش من أن يسألني أحد عن دور ما هل من الممكن أن أرفضه أم لا، فالفنان لابد أن يقدم كل الأدوار مادام وراءها رسالة مهمة وهادفة، فأنا مقتنعة بأن الفنان أداة تنقل الواقع إلى الشاشة، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك شاذات في الواقع، فكل النماذج موجودة تعيش معنا ونعيش معها، فلماذا إذن لا نطرح واقعنا على الشاشة. أنا أتمنى أن ننزع الأقنعة ونطرح كل شيء بصدق وصراحة.
- ما رأيك في التشابه الشكلي الذي يجمعك بغادة عبد الرازق؟
تضحك قائلة: كل الناس قالوا لي ذلك لكني بصراحة غير مصدقة، لأن غادة جميلة جدًا، لكن إذا كنت أشبهها فهذا شيء يسعدني. وللعلم فمن أهم أسباب اختيار خالد يوسف لي لتجسيد شخصية شقيقة غادة في الأحداث هو التشابه بيننا في الطول والجسد الممشوق والرشاقة وأيضًا الشعر الطويل.
- وما رأي غادة في هذا التشابه؟
هي قالت لي أيضًا إن هناك أشخاصًا أكدوا لها ذلك، الى درجة أنه عندما عرض برومو فيلم «كلمني شكرًا» تعرضت غادة للهجوم بسبب مشهد لي، اذ كان الجميع يخالونني هي.
- ألا توجد لديك خطوط حمراء في التمثيل؟
لا توجد لديّ خطوط حمراء سوى في جزئية واحدة وهي حين أشعر بأن المخرج أو المنتج يحاول استغلالي من أجل جذب الشباب فقط، أي تقديم مشاهد ساخنة من أجل أن تزيد إيرادات المنتج، فهذا شيء لا أقبله، لأني لست بضاعة رخيصة أقبل على نفسي المتاجرة بها. لكن جرأتي ستكون بلا حدود مادمت مقتنعة بما أقدم.
- فنانات كثيرات يرفضن ارتداء المايوه على الشاشة، ماذا عنك؟
أنا أرتدي المايوه على الشاطىء أمام كثيرين، فأنا مؤمنة بأن ما أفعله في حياتي العادية ليس عيبًا أن أفعله أمام الكاميرا.
والمايوه ترتديه كل البنات على الشواطئ، فكل مكان له الملابس التي تناسبه، فهل يكون مقبولاً أن أكون على شاطئ ووسط البحر وأنا أرتدي الجينز؟ بالتأكيد سيكون المنظر غير مقنع. وأنا للعلم سبق ان ارتديته على المسرح أثناء تتويجي ملكة لجمال مصر عام 2003، وكان بالطبع شيئًا عاديًا.
- هل توافقين على تصنيفك كفنانة إغراء؟
لست ممثلة إغراء، لأنه بإمكاني القيام بكل الأدوار، ولن أحصر نفسي في إطار محدد.
-لقب ملكة جمال مصر هل أفادك في شيء؟
لم يفدني كثيرًا، لأنني لم أدخل التمثيل بسبب جمالي، كما أنني تنازلت عن هذا اللقب بعد ما وجدت إساءة من أقلام عديدة تتهمني بأشياء لا تليق، ففضلت إعادة التاج ولم أطمح إليه مرة أخرى.
-دعينا ننتقل إلى فيلمك «كف القمر»، ماذا تقولين عنه؟
الفيلم مختلف تمامًا عن فيلم «كلمني شكرا»، فالدوران ليس لهما أي علاقة ببعضهما، لهذا تحمَّست له جدًا، فجسَّدت فيه شخصية راقصة من شارع محمد علي. وبشهادة المخرج خالد يوسف نفسه وكل فريق العمل أديت الدور كما طُلب مني، ولم أعتمد فقط على جسدي في الرقص، وإنما قدمته بإحساس.
- هل وجدت أي اعتراض من الرقابة على فساتين رقصك؟
فساتين الرقص كانت مطابقة لمقاييس الرقابة، لذا لم نواجه أي اعتراضات.
- كيف كانت كواليس الفيلم بينك وبين بقية بطلاته، غادة عبد الرازق وجومانا مراد ووفاء عامر؟
للأسف الشديد، لم يكن هناك مشاهد بيني وبينهن في الفيلم، نظرًا لكونهن يعشن في الصعيد، أما أنا فمثلت دوري في القاهرة لذا فلا توجد مشاهد تجمعنا.
- ما رأيك في جومانا مراد؟
لا أعرفها شخصيًا وتقابلنا أثناء البروفات وجلسات العمل فقط. لكن التي تقربت منها هي الفنانة وفاء عامر وأحببتها بشكل غير طبيعي، وهي السبب في قربي منها، لأنها خفيفة الظل وإنسانة اجتماعية، وشعرت بأنني أعرفها منذ زمن طويل، كما أنني أحب طريقة أدائها.
- من هن النجمات اللواتي تتمنين العمل معهن؟
كنت أتمنى العمل مع النجمة الجميلة سعاد حسني، أما الآن فكثيرات، لكني لا أريد أن أذكر أسماء حتى لا أنسى أحدًا، ومن الرجال آسر ياسين والزعيم عادل إمام وأحمد السقا.
- هل شاهدت آخر أعمال عادل إمام والسقا؟
شاهدت فيلم «زهايمر» لعادل إمام وأعجبني جدًا، فدائما الأستاذ عادل مُتغيِّر في اختياراته، وأتمنى له طول العمر والخير. لم أشاهد فيلم «ابن القنصل» لكن شقيقتي شاهدته وقالت لي إنه فيلم رائع.
- وماذا عن أحمد حلمي وفيلمه «بلبل حيران»؟
لم أشاهده، لكن بصدق شديد من شاهدوه أكدوا أنه ليس على مستوى أفلام حلمي ولم يكن مثل توقعاتهم، لكني لا أستطيع الحكم بشكل نهائي لأني أخشى أن أظلم العمل لكوني لم أره.
- حدثينا عن فيلمك المقبل «رد فعل».
الفيلم تأليف وائل أبو السعود وإيهاب فتحي، وإخراج حسام الجوهري وإنتاج محمد حسن رمزي، ويشاركني البطولة محمود عبد المغني وعمرو يوسف وسامي العدل. وأجسد فيه شخصية الدكتورة رضوى المقيمة في أميركا، لكنها تعود إلى مصر من أجل تحضير الدكتوراه في علم الجرائم. ومن المقرر عرض الفيلم في شهر آذار/مارس المقبل.
- نلاحظ أنك تميلين إلى السينما فماذا عن الشاشة الصغيرة؟
العروض التلفزيونية التي كانت تأتيني لم تناسبني لذا فضلت الاعتذار عنها والتركيز على السينما، وأخيراً عرض عليَّ عمل تلفزيوني وقعت عقده مع المخرج خالد الحجر وهو «شارع شبرا».
- ماذا عن شخصيتك فيه؟ وما الذي تميز به هذا العمل حتى يقع اختيارك عليه دون غيره؟
اخترته لأنه أولاً من إخراج خالد الحجر الذي أبهرني في فيلم «الشوق»، وأنا أحب كل أعماله، كما أن القصة غير مستهلكة.
وبالنسبة الى شخصيتي أجسد دور بنت بسيطة تعيش في حي شبرا الشعبي، ولا أستطيع أن أتحدث أكثر من ذلك عن العمل الذي يشاركني فيه هيثم أحمد زكي وسوسن بدر وأحمد عزمي وكوكي ومجموعة كبيرة من النجوم.
- هل تطمحين إلى البطولة المطلقة؟
من حقنا جميعًا أن نحلم، وكم من نجوم ونجمات احتلوا الأفيش وكانت بدايتهم في مشهد أو مشهدين، فلا شيء يصعب تحقيقه ما دام هناك جهد وإرادة.
- ما حكايتك مع الفروسية ؟
الفروسية عشقي الأول، فأنا أخضع لتدريبات يومية ولدي ثمانية خيول أعتبرها أصدقائي، أتحدث معها في كل شيء. وللعلم ليس لي أصدقاء من البشر، فأصدقائي هم الخيول.
- هل تعرضت للظلم من أشخاص كنت تظنينهم يوما أصدقاء؟
كثيرًا، فقد تعرضت لتجارب جعلتني الآن بلا أصدقاء، وهذا شيء لا يتعبني لأني جربت أن يكون لي أصدقاء ولم أكن مرتاحة.
- تخضعين لتدريبات يومية في الفروسية فكيف توفِّقين بينها وبين أيام التصوير؟
أثناء التصوير منعني خالد يوسف تمامًا من التدريبات حتى لا يحدث لي أي إصابات وأتسبب وقتها بتعطيل التصوير. وبالفعل توقفت عن التدريبات أثناء التصوير، لكني عدت إليها بمجرد انتهاء آخر مشهد لي، فقد كنت مفتقدة للخيل.
- بعيدًا عن الفروسية هل لديك هوايات أخرى؟
أحب العزف على البيانو والرسم.
- هل حورية هو اسمك الحقيقي؟
نعم فأنا لست من هواة تغيير الأسماء لأني أعتز باسمي.
- ما الحكمة التي تؤمنين بها؟
الحياة نعيشها اليوم، فالماضي مرَّ وغدًا قد لا يأتي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات