تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الأزهر يحسم الجدل ويعتبر "التاتو" من كبائر الذنوب إلاّ في حالتين

الأزهر يحسم الجدل ويعتبر

تاتو


بعد جدل كبير، حسم مركز الأزهر العالمي للفتوى الأمر في حكم استخدام التاتو على الجسم، وما إذا كان هذا محرّماً بشكل مطلق أو مسموحاً به في بعض الحالات.

وأوضح الأزهر في بيان أن صورة الوشم المعاصرة تكون بإدخال أصباغ إلى طبقات الجلد الداخلية بوخز إبرة موصولة بجهاز صغير، يحمل أنبوباً يحتوي على صبغة ملونة، وهو عمل مشابه لعمل ماكينة الخياطة على قطعة من القماش، وفي كل مرة تُغرز الإبرة في العضو الموشوم تدخل قطرة صغيرة من الحبر إلى طبقات الجلد الداخلية وتختلط بالدم، ومن ثم يبقى أثر هذه العملية مدى الحياة، أو يظل مدة 6 أشهر فأكثر.

ولفت إلى أن "حكم الوشم وفقاً لما جاء في الأحاديث النبوية، وبعض الفقهاء عدّه كبيرة من كبائر الذنوب"، مبيّناً أن "حكم الحرمة عام يشمل الرجال والنساء على السواء، وقصر الخطاب في الأدلة المذكورة على النساء جاء مناسباً للأغلب، لوقوعه من النساء أكثر".

وأشار إلى أن التشديد جاء على حُرمة الوشم تبعاً لتعدّد علل النهي عنه وكثرتها، فعلاوة على اللعن المقترن به في النصوص المذكورة، فإنه يشتمل كذلك على تغيير للخلقة، وتشويه، وتبرّج وتدليس في بعض صوره، وضرر صحي، فالوشم "يسبّب عدوى في الجلد، على الرغم من استعمال إبرة جديدة لكل شخص، من طريق حبر الوشم، الذي قد يحتوي على بكتيريا منقولة من شخص آخر مصاب، ما يسبّب الطفح الجلدي والتورّم والألم، كما يؤثر التاتو في كريات الدم البيضاء، الأمر الذي يقلّل من مهاجمة الجسم للأمراض والبكتيريا".

وبيّن أنه "بالإضافة الى انحباس الدم في موضع الوشم، وتلبّس كل حالات العبد به، حتى في أداء الفرائض كالصلاة التي ينبغي لها الطهارة الكاملة، فقد اتفق الفقهاء على نجاسة موضعه من الجسم. لذا، كانت إزالة الوشم من الجسم واجبة إذا وُجدت طريقة إزالة مقدور عليها، آمنة، كإزالته بالليزر مثلاً".

واستثنى الأزهر "من حكم حرمة الوشم حالتين، هما: إذا تعيّن التاتو علاجاً لأحد الأمراض، مع وجود ضرورة ملحّة للوشم بحيث لم يجد المريض بديلاً عنه مباحاً، وكان تدخل الوشم بغرض رد الخلقة الى طبيعتها، وكان فعله بقدر إزالة الضرر، وأمنت أضرار الوشم المذكورة سابقاً، فالضرر في الشرع لا يُزال بضرر مثله. ويجوز أيضاً إذا وُجدت ضرورة تستدعي ذلك، فالضرورات تبيح المحظورات. ومن الأمثلة على هذه الحالات: جواز الوشم في رد شكل الجلد إلى طبيعته بعد أن غيّره حرق أو أحد الأمراض الجلدية كالبهاق، ولتخفيف التشويه بوشم أظافر لمن بُترت أطراف أصابعه مثلا".

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079