تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

محسن جابر: آمال ماهر مطربة مصر الأولى...

هو أحد أكثر منتجي الكاسيت إثارة للجدل، وثمة اتهامات وشائعات تحاصره دائمًا، حتى أن هناك من يتهمه بأنه يتصيد أخطاء النجوم الذين يتركون شركته ليطاردهم بشكل قانوني ذكي. لكنه يعترض على ذلك ويقول: اسألوا هيفاء وراغب ونوال الزغبي وأحلام. إنه المنتج محسن جابر الذي قرر إنشاء محطة إذاعية جديدة يحدثنا عن أهدافها، مثلما يردّ على أنغام، وينفي عن إيهاب توفيق التصريحات الصحفية التي نسبت إليه، كما يتحدث  عن استعداده للتعاقد مع محمد حماقي في حالة واحدة، ويتكلم عن هجوم عمرو مصطفى على تامر حسني، وغيرها من الآراء الجريئة التي تحملها سطور حوارنا معه.


- ما الهدف من إنشاء محطة أغانٍ إذاعية في هذه المرحلة من عمر الشركة؟
الهدف الوحيد أن نستفيد من المكتبة الموسيقية الكبيرة التي نملكها لعمالقة الفن في مصر والوطن العربي، والتي مضى عليها فترة طويلة دون أن يستمع إليها الجمهور العربي، مثل أغاني شادية وعبدالحليم حافظ، نتيجة لعدم وجود مساحات إذاعية لبث تلك الأغاني. لذا كان من الضروري إيجاد مساحة إذاعية جديدة لبث هذا التراث القيم. وقد أثبتت التجربة نجاحها مع بداية البث التجريبي للمحطة، وتهافت الكثيرون على الاستماع إلى تلك الأغنيات الكلاسيكية الرائعة.

- ألم يقلقك المشروع في ظل وجود إذاعات أغانٍ شهيرة مثل «نجوم إف إم» وظهور أخرى خلال الأشهر المقبلة؟
نحن نتحدث عن مكتبة موسيقية يتعدى محتواها عشرين ألف ساعة غنائية، وإذا قمنا بعملية حسابية بسيطة سنكتشف أن الألف ساعة ستحتاج إلى 41 يوماً لإذاعتها دون أن نقوم بإعادة بث أغنية واحدة، أي أننا نحتاج إلى عامين وبضعة شهور لبث ما نملكه فقط، وهذا يدل على أننا في حاجة إلى أكثر من محطة إذاعية لتغطية المكتبة الموسيقية التي نملكها حتى الآن، وما يضاف إليها في المستقبل.
ويمكن لأي شخص التأكد مما أقوله بمتابعة المحطات الأخرى، فكل هذه المحطات تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة، وبالرغم من ذلك فإنها لا تستطيع إذاعة كل أنواع الأغاني الموجودة لديها لسببين، أولاً لوجود عدد كبير من البرامج على خريطتها، ثانياً بسبب عدم امتلاكها لعدد كبير من الأغنيات التي نملكها، لذا تقوم تلك المحطات بإذاعة الأغاني بين البرامج.
 لكن، وبالرغم من ذلك، فإننا لا نسعى لمنافسة أحد، بل نحن على استعداد للتعاون مع كل المحطات الموجودة حالياً أو المزمع إنشاؤها في المستقبل في سبيل بث تلك الأغاني باستمرار، ومستعدون لتقديم كل ما يطلبونه من مكتبتنا الموسيقية، ففي النهاية نحن نريد إيصال تراث غنائي كبير إلى المستمع، وهذا هو الهدف الحقيقي الذي نسعى إليه في المقام الأول.

- لكنك تشارك في هذه المحطة بنسبة 30 في المئة والنسبة الباقية من حق شركة «صوت القاهرة» واتحاد الإذاعة والتلفزيون، وبذلك يتحول المشروع إلى صفقة هدفها الربح لا الحفاظ على التراث!
أي مشروع في العالم يقوم على عدة أهداف، وبطبيعة الحال يكون أحد هذه الأهداف مادياً، لأنه الشرط الذي يساعد على استمرارية ونجاح أي نشاط تجاري دون إخفاقات مادية، وذلك لتغطية عدة بنود من المصاريف المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة إلى رواتب العاملين في هذا المشروع أياً كان.
لكن هذا لا يمنع وجود هدف فني في الأساس، وهو تقديم هذه الأعمال التراثية للمستمع العربي لكونها كنوزًا غنائية لا تقدر بثمن. أما الناحية المادية فغرضها الوحيد استغلالها في الرواتب وما شابه، وهو ما تكفله المواد الدعائية والإعلانات التي تصاحب إذاعة هذه الأعمال الفنية.

- ألم يكن من الأفضل ضخ تلك الأموال في شركة «مزيكا» كنوع من الدعم المادي لها؟
مشروع المحطة الإذاعية أحد أهداف الشركة منذ فترة طويلة، وهو الحلم نفسه الذي راودنا من قبل لإنشاء محطة فضائية نعرض من خلالها أعمالنا الموسيقية المصورة. وسواء كان الحديث عن المحطة الفضائية أو المحطة الإذاعية فكل منهما تصب في النهاية بشكل أو بآخر في مصلحة الشركة الأم، عن طريق عرض منتجاتنا الموسيقية من خلال تلك المحطات، وهو ما يعتبر أحد أنواع التسويق غير المباشر الذي يمثل أحد أنواع الدعم للشركة.
وبالتالي فكلتا المحطتين تفيد كل المنتجين العاملين في مجال الإنتاج الموسيقي باعتبارهما نافذة لشركاتهم لعرض منتجاتهم المصورة أو المسموعة، لأن معظم الشركات لا تملك المحتوى الموسيقي الذي يؤهلها لافتتاح محطة تلفزيونية أو إذاعية لعرض ما تنتجه. والباب مفتوح أمام كل الشركات لعرض منتجاتها على المحطات، وكل ما سبق يدل على عدم وجود تضارب مادي بين المشاريع بعضها البعض لانفصال ميزانية كل مشروع على حدة، بل على العكس هناك استفادة نهائية تربط بينها جميعاً بطريقة غير مباشرة.

- وأين محطة «مزيكا دراما» التي أعلنت عنها منذ فترة على خريطة الشركة؟
تم تأجيل المشروع في الوقت الحالي لعدة أسباب، أولاً، تهافت الجميع على افتتاح القنوات الدرامية. ثانياً، الارتفاع الملحوظ في أسعار المواد الدرامية، لذا قررنا الاتجاه إلى الأفكار غير المطروحة في الشركات الأخرى، لكن ما زالت فكرة قناة الدراما قائمة وموضع درس، غير أنها مؤجلة إلى أن تتضح الأمور أكثر.

- بخصوص الإنتاج، هل أزمة القرصنة والركود في المبيعات وراء عزوفك منذ فترة عن الإنتاج والاكتفاء بتسلم ماستر الألبومات من معظم المطربين على أن تتولى عملية التوزيع والدعاية وتصوير كليب مقابل الماستر، وهو ما يحدث حالياً مع خالد سليم وعمرو مصطفى وكريم محسن على سبيل المثال؟
بالعكس، أعتبره موقفاً جيدًا أحاول من خلاله مساعدة وإرشاد بعض الأصوات للخروج إلى النور وشق الطريق نحو النجاح، وذلك بتسخير كل الخبرات الفنية والمادية والإعلامية والإنتاجية الموجودة في الشركة لصالح هذه الأصوات، وهو ما يعتبر نوعًا من تقصير المسافات لأصوات ليس لها خبرة جيدة في تسويق المصنف الفني بطريقة صحيحة، لذا فهي خدمة في المقام الأول قبل أن تكون وسيلة للربح المادي، خاصة في ظل الأزمة التي نعيشها جميعاً حالياً.

- وهل يحقق هذا التوزيع مقابلاً ماديًا جيدًا للشركة؟
قد يعود هذا النشاط بمقابل مادي للشركة في حالة واحدة فقط، وهي الاتفاق على وجود نسبة مئوية من أجر المطرب في الحفلات، على أن ينص العقد الموقع بيننا على هذا البند من البداية، أو بمعنى آخر إذا تم الاتفاق على نسبة مئوية بسيطة من العائد المادي للمطرب بعيداً عن عائدات الألبومات التي لن تضيف إلى شركة مادياً في ظل القرصنة الحالية.
- ألا يعتبر هذا نوعاً من التفرقة في المعاملات المادية بين هؤلاء المطربين وتامر حسني باعتباره المطرب الوحيد الذي تقوم الشركة بالإنتاج والتوزيع له حالياً؟
هناك أكثر من مطرب تقوم الشركة بالإنتاج لهم، مثل الفنانة سميرة سعيد التي تربطنا بها علاقة عمل ممتازة جداً.

- وهل يمكن أن تعتذر عن عدم توزيع ألبوم أو ترفض وضع «لوغو» الشركة عليه حتى لو لم يكلف ذلك خزينة الشركة جنيهاً واحداً؟
من الجائز جداً، خاصة إذا كان هذا الألبوم سيسيء إلى تاريخ الشركة المهني بشكل أو بآخر، وهو ما لا أستطيع المجازفة به مقابل أي شيء، فهل أوافق مثلاً على ألبوم يتضمن أغنية تقول «طشت المحبة اتخرم»؟ لا يجوز طبعاً مهما كان العائد المادي الذي سيدخل الشركة، هناك قواعد أخلاقية لا يمكن التنازل عنها.

- تعاقدك مع تامر حسني بعد تحقيقه للنجاح والنجومية يطرح سؤالاً: هل أغاني تامر معك أفضل أم مع نصر محروس مكتشفه الأول؟
لكل مرحلة تفاصيلها بالنسبة إلى كل فنان، وأنا لا أنكر أن بداية تامر مع الصديق العزيز المنتج نصر محروس كانت قوية جداً ومبشرة بمطرب قوي، وأعترف بأن نصر أعطاه من دمه ولم يبخل عليه بشيء من الأموال أو المجهود، ويكفي أنه نجح في فرض اسم تامر حسني في سوق الموسيقى في وقت يصعب على أي مطرب تحقيق كل هذا النجاح في وقت قصير، وهذا يعتبر إنجازًا بكل المقاييس. وفي النهاية لكل فترة عمرية في حياة أي فنان بصمة، لذا لا تجوز المقارنة من وجهة نظري.

- وهل أضاف تامر إلى الشركة؟
بالتأكيد أضاف إلى الشركة كما أضافت الشركة إليه، فلا يوجد علاقة عمل تستمر بين طرفين مدة طويلة إلا إذا كانت المصلحة متبادلة، وهذا هو أساس أي عمل. وكما نرى جميعاً فإن جمهور تامر ينتظر دائماً كل جديد له عن طريق الشركة، وفي الوقت نفسه فإن الجمهور ينتقد حدوث أي شيء سلبي، وهو ما يعني وجود تفاعل بين الأطراف الثلاثة، الشركة وتامر والجمهور، وبالرغم من أن تعاقد الشركة مع تامر جاء في خضم نجاحاته ونجوميته، إلا أن هذه النجومية ازدادت معنا.

- في ظل وجود عدد كبير من النجوم في شركتك، هل تسببت الغيرة الفنية بمشاكل بينهم؟
يبتسم ويقول: كنت دائماً الأشد تضررًا من المطربين بسبب الغيرة الفنية داخل الشركة، ودائماً ما كانت هذه النقطة مشكلتي الرئيسية منذ بداية مشواري الفني. وأعطيه مثالاً طريفاً بخصوص هذا الموضوع، ففي الوقت الذي كانت الشركة تمتلئ فيه بالأسماء الكبيرة مثل وردة، عزيزة جلال، فايزة أحمد، وميادة، كانت الغيرة على أشدها بينهن، وكانت كل مطربة منهن تتابع أعمال الدعاية والتسويق للأخريات أكثر مني شخصياً كمنتج.
ومع كل إصدار ألبوم جديد لإحداهن، كنت أتلقى عدة مكالمات تليفونية من الأخريات يستفسرن فيها عن سر الدعاية المكثفة المصاحبة لطرح الألبوم الخاص بإحدى المطربات رغم أنها لا تحدث لهن، والعكس صحيح، وفي إحدى المرات وبعد إصدار ألبوم عزيزة جلال، جاءت الراحلة فايزة أحمد إلى الشركة وهي في حالة ثورة عارمة، لدرجة أنني تخيلت أنها ستضربني، وقالت لي إن الدعاية المصاحبة لألبوم عزيزة جلال أكبر من تلك التي صاحبت ألبومها، وحاولت إقناعها بخطأ وجهة نظرها، وأن هذا لا يجوز لأنها رمز الشركة، لكنها لم تقتنع، ولم أجد حلاً إلا بالاتصال بمدير التسويق ليشرح للفنانة فايزة بالورقة والقلم أن الدعاية التي صاحبت ألبومها السابق كانت أضعاف ما تم الاتفاق عليه مع عزيزة جلال.
وعموماً هذه النوعية من المشاكل عادة ما تواجه أي منتج يتعاقد مع عدد كبير من النجوم في الوقت نفسه، وبالرغم من ذلك فأنا أرى أنها أحياناً تكون حافزًا لكل مطرب ليقدم أفضل ما لديه.

- باعتبارك المنتج الأكثر تعاقداً مع المطربين حالياً في مصر، ما تقويمك لشركات الإنتاج الأخرى المكتفية بمطرب أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر مثل نصر محروس وجمال مروان ونصيف قزمان؟
أبعث إليهم برسالة تحية وتقدير لاستمرارهم في مجال الإنتاج حتى هذه اللحظة، وعدم اتجاههم إلى نشاط آخر، وأشجعهم على الاستمرار حتى ولو مع مطرب واحد، فهذه شجاعة في حد ذاتها.

- ما تقويمك للجوائز الموسيقية سواء في مصر أو في الخارج وما يتردد عن كونها مجرد صفقات مشبوهة؟
حتى في حال وصفها بأقبح من ذلك، سنظل نطلق عليها اسم جائزة، وأنا شخصياً أفتخر بأي جائزة حصلت عليها على مدار مشواري، سواء من جهة صغيرة أو كبيرة، لأنها تعبر في النهاية عن مراحل مختلفة من الحياة المهنية لشخص ما، وأنا أؤمن تماماً بأن ما لا تسعى إليه لن يأتي إليك، خاصة في ظل غياب أدوات المفاضلة الحقيقية، والتي تنصف شخصًا على آخر، لذا يجب أن تدخل في صراع للحصول على ما تريد، لأن هذا يدل على أنك أفضل من الشخص الذي لم يحصل على الجائزة نفسها، حتى لو كانت مشتراة أو باتفاق.
ففي النهاية أنا أملك ما يمكنني من الحصول على الجائزة التي أريدها، وأنا مندهش من تعجب البعض لهذا المنطق، ولا أجد ما يمنعني من أن أسعى مثلاً ليتم تكريمي في عيد الفن عن طريق تذكير السيد الفنان فاروق حسني وزير الثقافة بأن هناك شخصًا اسمه محسن جابر يستحق التكريم ولكنكم لا تتذكرونه، هذا شيء لا أخجل منه على الإطلاق، ولا أرى فيه ما يشوبه ما دمت أملك ما أقدمه باستمرار للفن. أما الحالة الوحيدة التي قد أقبل فيها اتهامًا أو نقدًا من أحد، فهي حصولي على جائزة أكبر من حجمي.
ومن خلال هذا الحوار أود أن أؤكد، أن مشواري الفني الذي يمتد أربعين عاماً يسمح لي بالحصول على أكبر الجوائز العالمية دون خوف أو تردد أو اهتمام بأي شيء، ولعل ما يتم بثه من خلال المحطات الإذاعية والتي تشرفت بإنتاج ما يقرب من 70 بالمائة منه لهو أقرب دليل على نتاج عملي في الفن. لذا، فمن حقي أن أسعى للحصول على جائزة، فقد بدأت من الصفر حتى وصلت إلى ما أنا فيه.
ولم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب، «أنا نحتّ في الصخر» حتى أصل لما أنا فيه، والوضع نفسه ينطبق على المطربين، فمثلاً عندما يحصل عمرو دياب على جائزة فنصفق له جميعاً ونكون واثقين من استحقاقه لها، لأنه بدأ من الصفر أيضاً. لكن لو حصل مطرب صغير على جائزة كبيرة فهذا يثير استياء الكثيرين خاصة إذا حصل عليها دون نجاح يذكر.

- تبرأت منذ فترة من جائزة «الميوزيك آوورد» التي تقام في موناكو بالرغم من أنك كنت أول من عرفنا بها عند حصول عمرو دياب عليها أثناء تعاقده مع شركتك. متى تتبرأ من جائزتي «أفريكان ميوزك» آوورد» وبيغ أبل ميوزك «آوورد»؟
مندهشاً: لم يحدث أن تبرأت من جائزة موناكو ميوزيك آوورد، ولا يجوز، فلقد كنت أول منتج يحصل أحد مطربي شركته على هذه الجائزة في الشرق الأوسط. ومهما قيل عن هذه الجائزة فستظل جائزة عالمية في النهاية، وبالتالي فلن أتبرأ في أحد الأيام من أي جائزة أحصل عليها أو يحصل عليها أحد مطربي الشركة.
- لماذا لم يحقق ألبوم هشام عباس الأخير النجاح بالرغم من الدعاية المكثفة والمجهود الموسيقي الكبير المبذول فيه؟
هشام لم يكن متعاقدًا معي في ألبومه الأخير، ويفضل أن يتم توجيه هذا السؤال له، وعموماً هشام صديق عزيز وأتمنى له النجاح دائماً.

- دعنا نتحدث عن مطربي شركتك. لماذا تنجح كليبات وأفلام مصطفى قمر بينما لا تنجح ألبوماته؟
هذا الكلام غير صحيح. وإذا أخذنا بعض أغنيات ألبومات مصطفى الناجحة كمثال، يمكنني أن أذكر منها أغنية "مُنايا"، "حبيب حياتي"، إذاً الرجل ناجح تجارياً، وحققت ألبوماته أرباحًا كبيرة للشركة، وهناك بعض المطربين إذا ذكرنا أسماءهم لن نتذكر أغنية واحدة، لكن المشكلة حالياً تكمن في مواقع القرصنة التي أصبحت تقف كمانع أمام أي مطرب أو أي شركة لتحقيق مكاسب مادية، إذاً المشكلة ليست في مصطفى قمر.

- خصتنا أنغام من قبل بتصريح يحمل في مضمونه تعرضها لظلم منك وشركتك نتيجة أسلوب صياغتك للتنازلات بينك وبين الشعراء والملحنين التي تسمح لك بامتلاك المصنف الفني كاملاً قائلة: تنازل محسن جابر ظالم... ما تعليقك؟
هذا التصريح يطرح سؤالاً أهم، لماذا لم تشعر أي مطربة بهذا الظلم باستثناء أنغام؟، لقد تعاملت معها كما أتعامل مع كل المطربات ولم أفرق بينها وبين أي مطرب أو مطربة في أسلوب التعامل، والجميع يعلم أنني تعاملت مع كبار النجوم في الوطن العربي مثل عمرو دياب، راغب علامة، وردة، وميادة، ومئات المطربين... وبالنسبة إلى نقطة التنازل، أستطيع أن أؤكد أنني لا أجبر أحدًا من الشعراء أو الملحنين على التوقيع، بالعكس، فكل منهم يذهب مشكوراً إلى الشهر العقاري ويأتيني بالتنازل موثقًا، إذاً أنا لا أجبر أحدًا، وهذا الكلام عيب.. عيب يا أنغام، والدليل على خطأ كلامها أنني مازلت أعمل في السوق ومازال الشعراء والملحنون يعملون معي حتى هذه اللحظة، بل وأقوم باكتشاف شعراء وملحنين بصفة دائمة.
وفي الحقيقة أنا مصدوم ومندهش من هذه التصريحات، وأكثر ما يدهشني أنها قالت من قبل أثناء احتفال الشركة بألبومها «عمري معاك» أشكر الأستاذ محسن جابر الذي قدم لي ما لم أكن أحلم به من قبل في حياتي. وبالمناسبة هذا الكلام مسجل صوتًا وصورة.

- لماذا هاجمك إيهاب توفيق وصرح في أكثر من جريدة أنه ضحية صراعك وتامر حسني ضد عمرو دياب؟
بعد قراءتي لهذه التصريحات شعرت بصدمة كبيرة، لأنني لم أتوقع أن تخرج هذه التصريحات من إيهاب توفيق، وهاتفته ووالدته، وفي هذه المكالمة أكد لي أن هذا الكلام لم يخرج على لسانه، وعندما طلبت منه التكذيب قال إنه سيفعل ذلك بمجرد عودته من تونس. وبمجرد عودته من هناك جاء إلى الشركة وقال لي سأقوم بالاتصال بالصحافيين من هنا، فقلت له اعتبر الموضوع منتهيًا.

- ما الحقيقة في ما يقال بأنك تنتظر أخطاء كل من يترك شركتك لتطارده قضائياً بأسلوب قانوني ذكي مثل ما حدث مع أنغام وعمرو دياب؟
هذا الكلام غير صحيح أيضاً، وأبسط مثال راغب علامة الذي ترك الشركة ولا نزال صديقين حتى اليوم، وقد تقابلنا مصادفة في حفلة جوائز «نجوم إف إم»، وجلسنا معاً أمام الجميع، والمطربة التي شاركتنا المنضدة نفسها كانت هيفاء وهبي، وهي أيضاً إحدى المطربات اللواتي تركن الشركة، ورغم ذلك لا توجد أي مشاكل بيننا. حتى أن راغب قال في إحدى الحلقات على الهواء قبل أيام إن محسن جابر أعظم منتج على مستوى الوطن العربي.
وهناك أمثلة أخرى كثيرة على كلامي، هاني شاكر لا تزال العلاقة بيننا أكثر من جيدة، والمطربة الإماراتية أحلام مثلاً، فلقد تركت الشركة وتجمعنا صداقة قوية حتى هذه اللحظة وتأتي لزيارتي في كل مرة تحضر فيها إلى مصر. وهناك أيضاً نوال الزغبي التي دائماً ما تطمئن إليَّ بمكالمة كل فترة وأعتبرها مطربة راقية في تعاملاتها.
وهنا يطرح السؤال نفسه، لماذا يظن البعض أن بإمكانه تسويق اسمه لجهة أخرى عن طريق مهاجمة الجهة القديمة؟ للأسف هذا وهم يتسبب به قصر نظر البعض، وأنا عندما أجد البعض يحاول استمالتي عن طريق اتهام منتج آخر بشيء أبتعد عنه فوراً.

- ولماذا لا تسعى إلى الحلول الودية أولاً قبل الدخول إلى ساحة المحاكم؟
أسعى دائماً إلى هذه الحلول قبل اتخاذ أي موقف قانوني، وأبدأ بالاتصالات، ثم أرسل إنذاراً ودياً، ثم إنذاراً أول رسمياً، وإنذاراً ثانياً، إلى أن أجد نفسي أمام مأزق أنني مضطر ومجبر على اتخاذ موقف قانوني قوي، لأننا في سوق وفي النهاية إذا تنازلنا عن أحد حقوقنا مع مطرب أو مطربة فسنصبح «لقمة سائغة» في نظر البعض الآخر.
وعموماً القضايا الفنية لا تصل إلى نهايتها بسبب تدخل بعض الأطراف لحلها بشكل ودي، لكن عادة ما يحدث هذا بعد أن نكون بدأنا اتخاذ إجراءات قانونية، وفي حالة أنغام تحديداً فقد تدخل الصديق الشاعر بهاء الدين محمد أكثر من مرة، لكن الظروف حالت دون عقد جلسة الصلح، سواء مني أو منها.

- لماذا يهاجم عمرو مصطفى تامر حسني دائماً ويتهكم عليه رغم كونهما ابنيْ شركة واحدة؟
بداية، هما ليسا ابني شركة واحدة، ثانياً إذا تصادف وجود ابنين لك في مكان واحد لكن أحدهما عاق، فعليك أن تفصلهما، ولا يمكنك حينها وضعهما في غرفة واحدة، لأنه من المحتمل أن يقوم هذا الابن بقتل الآخر. وعموماً عمرو مصطفى من حقه أن يفعل ما يشاء، أما تامر حسني فهو مطرب متزن، وكما يقول المثل المعروف «الشجرة المثمرة تلقى بالحجارة»، وهذا المثال يدل على أن تامر ناجح ويتم إلقاؤه بالحجارة.
ويسعى البعض للظهور على الشاشات الفضائية للهجوم عليه بأفظع الألفاظ، متوهمين أن هذا سيجعل منهم نداً له، لكن للأسف هم غير مدركين أن ما يقومون به يقلل من شأنهم. عندما يظهر أحد المطربين ويقول أنا أعشق عمرو دياب، فيكسب بشكل أو بآخر جزءًا من جمهور عمرو، لكن إذا هاجمه، فسيخسر جمهور عمرو وجمهوره أيضاً، وهذا غباء فني في الأساس.

- ما رأيك في محمد حماقي؟
مطرب مجتهد.

- هل يمكن أن تتعاقد معه في المستقبل؟
إذا وافقت شركة صوت الدلتا التي يملكها صديقي نصيف قزمان على ذلك، وبالمناسبة هذا ما حدث بالفعل مع عمرو دياب قبل أن أتعاقد معه عندما كان متعاقداً مع الشركة نفسها، فقد صدف وجودي عند الملحن عمار الشريعي في أحد الأيام وأخبرني بحضور عمرو لغناء إحدى الأغنيات، وقال لي إنه سيترك نصيف ويمكنك التعاقد معه، فتعجبت لأنني أعرف أن العلاقة بينهما على ما يرام.
وعندما جاء عمرو أكد لي المعلومة، فقلت له أن ينتظر للغد حتى أستطيع أن أفهم الموقف من الدكتور نصيف الذي حدثته وأكد لي المعلومة أيضاً، وسألته هل ستشعر بالضيق إذا تعاقدت معه؟ فقال لي: بالعكس سأكون سعيدًا، بل واتفقنا على أن يحضر التوقيع بنفسه. وفي اليوم نفسه تقابلت وعمرو ليلاً واتفقنا على كل شيء لكن وجود الدكتور نصيف في الإسكندرية حال دون حضوره، وهذه هي طريقة عملي دائماً.

- من هي مطربة مصر الأولى الآن، شيرين، أنغام، آمال ماهر؟
أجاب دون تردد: آمال ماهر.

- إلى من يستمع محسن جابر في سيارته؟
يضحك ويقول: لن يصدقني أحد عندما أقول إن سيارتي لا يوجد فيها ألبوم واحد، وكل ما أسمعه في السيارة أخبار السادسة والتاسعة، أو أتابع أي مسلسل إذا كنت في المكتب أو المنزل.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079