شيري عادل: لم أرفض العمل مع سمية الخشَّاب!...
عندما قرأتْ سيناريو «شيخ العرب همام» بكت تأثراً بشخصية «ليلة» التي تقول إنها تشبهها في رومانسيتها. وعندما تم ترشيحها للعمل مع أحمد حلمي في فيلم «بلبل حيران» لم تذق طعم النوم ليلة كاملة من الفرحة. إنها الفنانة الشابة شيري عادل التي تكشف حقيقة وجود مشاكل بينها وبين زينة وإيمي سمير غانم، وتتكلم عن حلمي وهنيدي والفرق بينهما، ودور عادل إمام ويحيى الفخراني في حياتها، ورأيها في منى زكي ومنة شلبي وياسمين عبد العزيز، وعلاقتها بمحمد رجب وزوجته. وتتكلم أيضاً عن حقيقة رفضها العمل مع سمية الخشَّاب وغضب نادية الجندي منها وفارس أحلامها الرومانسي.
- كيف جاء ترشيحك لفيلم «بلبل حيران»؟
رشحني المخرج خالد مرعي واتصلت بي الشركة المنتجة، وطلبوا مني الحضور إلى مقر الشركة لإجراء مقابلة مع أحمد حلمي والمخرج خالد مرعي، فلم أصدق نفسي ولم أنم في تلك الليلة. ذهبت إلى الشركة وأنا على يقين أنني سأوافق على الدور... عرضوا عليَّ السيناريو وشعرت بأن شخصية «هالة» هي أقرب شخصية لي في الفيلم، وكنت دائمًا أتمنى العمل مع المخرج خالد مرعي لأنه قدم أعمالاً مهمة منها «تيمور وشفيقة» و«عسل أسود». بالإضافة إلى أن السيناريو من تأليف خالد دياب، وهو سيناريست متميز كتب تفاصيل الشخصية واضحة، حتى أنني شعرت بأنها شخصيتي. وبالطبع حمَّسني أكثر وجود أحمد حلمي الذي أثق بذكائه وكنت أتمنى أن أعمل معه ولو في دور صغير، وتحققت أمنيتي.
- لكن النقاد أكدوا أن «بلبل حيران» أضعف أفلام أحمد حلمي، ماتعليقك؟
بالعكس أحمد حلمي ظهر في هذا الفيلم في أقوى أداء له، وهو بالنسبة إلي ليس مجرد زميل مثلت أمامه، ولكني أحبه كفرد من جمهوره، وكنت أحرص على مشاهدة أفلامه قبل أن أدخل مجال التمثيل، وأعجبني في هذا الفيلم وشعرت بأنه قدم دورًا جديدًا عليه، فهو مزج بين الكوميديا والرومانسية. ومايميز أحمد حلمي أنه يختار سيناريوهات أفلامه بذكاء، ويحاول دائماً أن يطور نفسه، وما قيل من أن أداءه في هذا الفيلم باهت أو تكرار لأدوار سابقة غير حقيقي، لأنه في كل عمل يقدم شكلاً جديدًا، وهو دائمًا يجاري الأساليب الجديدة في التمثيل، ويحاول أن يظهر بسيناريوهات مختلفة دائمًا.
- يقال إن أحمد حلمي لا يمنح فنانات أفلامه مساحة كافية على الشاشة، هل شعرت بذلك في تجربتك معه؟
حلمي ليس أنانيًا بل يقدم الفرصة للجميع، ويحاول أن يُظهر العمل في أفضل شكل له، والدليل أنه أول من قدم أبطال مسرحية «قهوة سادة» في فيلمه «ألف مبروك» وأيضًا يعطي الفرصة دائمًا للممثلين الجدد ليظهروا، مثلما يفعل النجم عادل إمام في أغلب أفلامه، لذلك فهو ليس النجم الأوحد في العمل، ولا يفكر بهذه الطريقة، وساعدني أثناء التصوير، ومنحني إفِّيهات لم تكن مكتوبة في السيناريو، مثل إفِّيه «صوبع صوبع». وأفادني كثيرًا واستفاد منه كل من شارك في الفيلم، وتعلمنا منه الالتزام بالعمل، وكيف يهتم الفنان بكل التفاصيل.
- ما حقيقة وجود غيرة بينك وبين زينة وإيمي سمير غانم بسبب ترتيب الأسماء على التتر؟
البعض تخيل أن وجود ثلاث فنانات في فيلم واحد لابد أن يتسبب بغيرة بينهن، لكن ما حدث أن التصوير قرَّب بيننا وأصبحنا صديقات. حتى أننا حزنا عندما انتهى تصوير الفيلم. ولم نتحدث أساسًا في ترتيب الأسماء على الأفيش، ولكننا ساعدنا بعضنا لتظهر كل واحدة بأفضل شكل ممكن، بالإضافة إلى أن اختلاف تفاصيل كل شخصية عن الأخرى جعل المقارنة بيننا غير موجودة، حتى أن كل واحدة منا عندما قرأت دورها اقتنعت به ولم تطمح الى دور غيرها. ومساحات الأدوار الثلاثة كانت متساوية، وهو ما جعل بيننا مباراة تمثيلية حاولت كل واحدة أن تتألق فيها. وأنا أشعر بأن زينة شقيقتي الكبري، وهي خفيفة الظل وكوميديانة، ودائمًا كانت تنصحني. أما إيمي فأشعر دائمًا بأنها واحدة من بيتي، وهو إحساس يشعر به كل من يعمل معها، فهي تتحدث بأسلوب شيق، وصداقتي معها بدأت من قبل الفيلم.
- لكن تردد أن دورك حذفت منه بعض المشاهد، ماصحة ذلك؟
كلام غير صحيح لأن الفيلم عرض كما صوره المخرج بالضبط ولم تحذف منه أي مشاهد.
- تعاملت مع نجمي الكوميديا هنيدي وحلمي، ما الفرق بينهما؟
كل منهما له أسلوبه في العمل، والاثنان لهما جمهورهما، وحققا نجاحًا كبيرًا. وفي الأساس نوعية الأعمال الكوميدية تحقق نجاحًا، والسينما تحتاجها في هذا الوقت.
- يقال إن اختيارات أحمد حلمي أذكى من اختيارات هنيدي؟
أنا أصغر من أن أقارن بين مستوى النجمين، لأن كليهما له فضل عليَّ. محمد هنيدي أعطاني فرصة عمري في البطولة من خلال فيلم «أمير البحار»، ولولاه لما أخذت البطولة الآن، وعند عملي معه شعرت أنه أخي الكبير، وكان يدربني على نطق الكلمات بطريقة صحيحة. حتى عندما سافرنا معًا إلى الغردقة كان كل همه كيف يصل بالفيلم الى أعلى مستوى من النجاح. وكل من عمل معه يشعر أنه فنان غير أناني. وحلمي حقق لي نقلة أخرى، فطالما حلمت بأن يكون جمهور حلمي هو جمهوري، وهو متواضع جدًا، فأنا أصبت بهستيريا ضحك أثناء تصوير مشاهدي في الفيلم معه، وعذرني أثناء التصوير لأنني أعدت المشهد أكثر من خمس مرات، لكن لأنه كوميديان لم يتكرر ودمه خفيف كان يعذرني، وأتمنى أن أعيد التجربة معه مرة أخرى.
- هل صحيح أنك تطلبين أجرًا كبيرًا لظهورك في البرامج؟
الفكرة ليست في الأجر، لكني أضع شروطًا معينة لظهوري في البرامج، فأنا أرفض برامج الفضائح أو تلك البرامج التي تعتمد على التفتيش في الحياة الشخصية وتجعلها سيرة على كل لسان، بل أحب أن أظهر في برنامج يضيف إلي ويتحدث معي في مشواري الفني. فأنا لا أسعى للإثارة أو لجذب الجمهور من خلال تصريحاتي الجريئة، بل أسعى لتقديم عمل يضيف الى رصيدي.
- كيف تختارين أدوارك؟
أولاً أضع في بالي أنني أختار دورًا يحترم الجمهور، فمنذ تقديمي فيلم «أمير البحار» لم أقبل فيلمًا إلا «بلبل حيران»، رغم العروض الكثيرة التي جاءتني، لكنني دائمًا أبحث عن التنوع في منطقتي، فأنا أختار ما يميزني حتى لو اضطررت للجلوس في البيت طويلاً.
- ماذا يمثل لك الفنان يحيى الفخراني؟
والدي الروحي الذي رباني وأول من أظهرني على شاشة التلفزيون في مسلسل «المرسى والبحار»، فهو من يحل لي مشاكلي، وأحكي له كل صغيرة وكبيرة في حياتي. تعلمت منه التمثيل ومبادئه، وتعلمت أيضًا كيف أحترم مواعيد التصوير وماهي الطريقة التي أبحث بها عن النجومية. أنا سعيدة لوجود يحيى الفخراني في حياتي.
- عملت مع محمد رجب في فيلم «كلاشينكوف»، كيف كانت تجربتك معه؟
تربطني به علاقة صداقة منذ فترة طويلة، فهو من رشحني للعمل في فيلم «كلاشينكوف» وكانت تجربة جيدة، كما أن زوجة رجب صديقتي وأحبها وعندما تكون في مصر تكون أغلب جلساتها معي.
- من ساهم في صناعة نجوميتك؟
الفنان عادل إمام، فهو له فضل كبير عليَّ ونقلني نقلة عمري وغيَّر نظرة الجمهور إلي عندما شاهدني في فيلم «كلاشينكوف» الذي أخرجه ابنه رامي، فرشحني لفيلم «حسن ومرقص». بعده تغيرت حياتي تماماً، وشعرت أن من حولي أصبحوا يرونني فنانة كبيرة، لأنني عملت مع عادل إمام الذي كنت أتمنى فقط أن أسلم عليه باليد أو حتى أشاهده صدفة، ولم يأت في عقلي أبدًا أن أمثل أيضاً أمام فنان كبير مثل عمر الشريف الذي وقفت أمامه كل النجمات الكبيرات... حتى الآن لا أصدق أنني قدمت فيلمًا مع عمر الشريف.
- ومن الفنانات اللواتي وقفن بجوارك؟
أولاهن أمي ميرفت أمين، فهي علمتني الرقة وكيف أكون ممثلة متميزة، وهي دائمًا تردد أن لديها ابنتين منة وشيري، ودائمًا تحبني وابنتها صديقة لي. أيضًا الفنانة نادية الجندي أعطتني دورًا كبيرًا في مسلسل «ملكة في المنفى» وكانت السبب الرئيسي لنجاحي في الدور، والفنانة إلهام شاهين شقيقتي الكبرى، وهي الفنانة الوحيدة التي تحدثني يوميا وتطمئن عليَّ وأنا أطمئن عليها، فهي متواضعة وتتعامل مع كل الناس في الوسط وكأنهم عائلتها.
- لماذا أنت بعيدة عن المناسبات الفنية والاجتماعية؟
إعتدت أن أقدم عملي وأعود إلى منزلي، فأنا لا أحب أن اشارك في السهرات والمناسبات إلا نادراً.
- وماذا عن علاقتك بالنجمات الشابات؟
جميعهن صديقاتي، مثلاً منى زكي تعاملت معها في مسلسل «السندريللا»، وأعتبرها أفضل ممثلة في جيلها، فكنت وقت التصوير أجلس معها وأتعلم منها كيف أستعد للدور. أيضًا ياسمين عبد العزيز متواضعة، ومنة شلبي وهند صبري صديقتاي... كلهن نجمات متميزات أتمنى أن أصل الى نجوميتهن ولكن بطريقتي، وبشرط ألا أكون شبيهة بإحداهن.
- لماذا شاركت في رمضان الماضي بعملين رغم إعلانك أنك لن تقدمي سوى عمل واحد؟
عرض عليَّ سيناريو مسلسل «شيخ العرب همام» وبالطبع شخصية «ليلة» لا يمكن أن أرفضها، خاصة أن بطل العمل كان الفنان القدير يحيى الفخراني، وبعده عرض عليَّ «ملكة في المنفى»، وهو مسلسل تاريخي وأنا أهوى تقديم الأعمال التاريخية، ووجدت أنه سيضيف إلي فاستأذنت المخرجين وشاركت في العملين. ورغم أن المشاركة في العملين أرهقتني فإن نجاحي فيهما أسعدني.
- لكن مشاركتك في العملين خلقت مشاكل لعدم قدرتك على التنسيق بين مواعيد التصوير؟
بالفعل عانيت في التنسيق بين العملين، خاصة أنني كنت مرتبطة بـ«شيخ العرب همام» من البداية، لكن الأمور مضت وانتهى العمل على خير، ونادية الجندي لم تغضب مني لأنني لم أتمكن من ترك «شيخ العرب همام» في بعض الأيام التي طلبوا مني فيها تصوير مشاهدي في «ملكة في المنفى».
- شخصية «ليلة» في «شيخ العرب همام» كانت شديدة الرومانسية، هل أنت كذلك؟
بالفعل شخصيتي في الحقيقة قريبة من شخصية ليلة، فأنا رومانسية جدًا حتى أنني بكيت عندما قرأت السيناريو، فهذا الدور فيه الكثير من شخصيتي.
- أيهما أقرب إلى قلبك، «ملكة في المنفى» أم «شيخ العرب همام»؟
العملان أضافا إلي، وكل دور جعلني أقدم نفسي بشكل مختلف.
- ماهي طموحاتك في التمثيل؟
أبحث عن دور لم أقدمه من قبل، فأنا أتمنى تقديم دور في عمل ديني أو تاريخي ضخم، كما أتمنى تقديم عمل استعراضي. وأحب كذلك تقديم السير الذاتية، فمن أكثر الأعمال التي أحبها مسلسل «السندريللا» لأنه عرض شخصية الفنانة الراحلة سعاد حسني.
- هل صحيح أنك رفضت المسلسل الإذاعي «أيام جميلة» بسبب عدم رغبتك في العمل مع سمية الخشاب؟
ولماذا أعتذر عن عمل بسبب سمية الخشاب! لا توجد بيننا أي مشاكل أو خلافات، بالعكس سمية فنانة جميلة وأنا أحبها، ولكني رفضت العديد من الأعمال الإذاعية وقتها بسبب وجودي في سلوفينيا لتصوير «ملكة في المنفى»، فلم أتمكن من الموافقة على أي عمل إذاعي.
- ما هو موقفك من الأدوار الجريئة؟
لي خطوط حمر لا يمكن أن أتجاوزها، فالجمهور أحبني في هذا الشكل، وسأظل أُنوِّع فيه، فأنا جسدت دور فتاة شقية في مسلسل «ليل الثعالب» وكان دورًا جديدًا عليَّ، والجمهور رآني في دور الفتاة الشقية ورآني في دور الفتاة البريئة، لكن لا يمكن أن أقدم أدوارًا جريئة.
- وماذا عن فارس أحلامك؟
أتمنى أن أعيش قصة حب مثل روميو وجولييت، وأنا أشعر بأن هذا سيأتي، فروميو هو فارس أحلامي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024