المهندسة مروة أحمد علي مراد: المستقبل نصنعه بالمثابرة والاجتهاد
- هلاّ أخبرتِ قرّاء مجلة "لها" مَن تكون المهندسة مروة أحمد علي مراد؟
أنا بفضل الله، المديرة الإدارية ومؤسِّسة شركة "ماكسيميليانو" لخدمات إدارة تطوير المشاريع في المملكة العربية السعودية، ومن موقعي أتولّى مسؤولية الإشراف على كل العمليات والخدمات، وتطوير استراتيجيات ووضع خطط عالية الجودة بما يتماشى مع أهداف الشركة قصيرة وطويلة الأمد. حصلت على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية وشهادة الماجستير في التصميم العمراني ثم حصلت على شهادة PMP، وأنا متزوجة وهواياتي المحبّبة هي رياضة ركوب الخيل والبولينغ، والعزف على آلة الغيتار، والقراءة والسفر.
- أنتِ مثال للمرأة العربية الناجحة، لا سيما أنك صاحبة شخصية يُحتذى بها. هل تعتبرين هذه المسؤولية مصدر فرح أم عبئاً كبيراً؟
هي في الوقت نفسه مصدر فرح وعبء... أسعد بسماع ذلك كثيراً وينتابني إحساس بالمسؤولية إذ إن القدوة – من وجهة نظري - يجب أن تترك بصمة، وأسعى أن تكون بصمة إيجابية لأن إحداث التغيير ليس بالأمر السهل، وإبراز صورة المرأة الناجحة القادرة على تحقيق التوازن بين العمل والعائلة يشجّع الكثيرات على كسب الثقة في قدراتهن وجلب ما يملكن من مهارات ومواهب فيحقّقن الإنجازات. وعلى الصعيد العملي، أسعى دوماً إلى تحفيز أعضاء فريق العمل لدينا لبلوغ أهدافهم المهنية وأشجعهم على تحقيق طموحهم في النجاح والتطور.
- لا شك في أن رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية شكّلت نقلة نوعية في المملكة. ما رأيك فيها وكيف أفادت المرأة السعودية؟
حظيت المرأة السعودية باهتمام ورعاية قيادتنا الحكيمة، والتي منحتنا سبل التمكين في مختلف الميادين، وجاءت حِزم من القرارات التاريخية التي كانت بمثابة تشريف وتتويج، ودعم للمرأة السعودية وتعزيز لمشاركتها في التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة العربية السعودية على كل الصعد. وفي ضوء هذه الرؤية، خطونا مسافاتٍ مشرّفةً متناسبةً مع المجتمع استناداً إلى ثقة القيادة الرشيدة بدورنا المحوري والحيوي.
- كيف تنظرين إلى المملكة العربية السعودية اليوم؟
المملكة العربية السعودية في تجدّد مستمر على أساس التحديث والتطوير المعاصر مع الحفاظ على روح الأصالة والإرث الغني بالثقافة وحضارة الأجداد. ونحن نعيش اليوم عهداً زاهراً تحت قيادة سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ويشهد هذا العهد نقلةً حضاريةً تنمويةً من خلال العديد من الشواهد والمنجزات التنموية والتطويرية على كل الصعد وفي مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبناء الإنسان السعودي. كل ذلك صنع المكانة المميزة التي تتبوّأ بها المملكة بين دول العالم.
- هل تنتزع المرأة حقوقها كشريك رئيس في المجتمع أم تُمنح لها؟
أثبتت المرأة عالمياً أنها تشكل قوةً مؤثرةً في أي مجال تخوض فيه. كل المجتمعات المتقدّمة أيقنت حقيقة ذلك وأصبحت تمنح المرأة حقوقها وتحترم مشاركتها الكاملة في المجتمع.
- كيف نجحت النساء السعوديات في تحقيق الريادة في عالم الأعمال؟ وكيف يخدم ذلك الاقتصاد الوطني السعودي؟
حققت المرأة السعودية نجاحاً لافتاً في مجال ريادة الأعمال، خاصةً مع تسارع معدلات التغيير في بيئة الأعمال، فأثبتت وجودها ووضعت بصمةً مشرفةً من خلال مشاركاتها المحلية والدولية مدعومةً من برامج التمكين تحقيقاً لأهداف رؤية 2030.
عمل ذلك على خفض نسبة البطالة بين النساء، وفتح المجال أمامهن للعمل في قطاعات مختلفة لتحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين في التوظيف، إضافة إلى وضع هدف مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 % إلى 30 % بحلول 2030، مما ساهم في ازدهار الاقتصاد المحلّي كناتج من محاور الرؤية التي تتمثل في مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح، وتستند إلى مقوّمات المملكة ومكامن قوّتها والتي تعتبر المرأة السعودية أهمها.
- دفعكِ طموحك إلى نيل شهادة الدراسات العليا مع مرتبة الشرف ومن ثم تأسيس شركتك الخاصة والعمل على تطويرها. من أين تستمدّين القوة والطموح؟
أستمد قوّتي أولاً من الإيمان بالله وبكل أركان الإيمان، فكلٌ منها بالنسبة إليّ يبعث في قلبي القوة ...ثم الإرادة التي يجب على الإنسان التحلّي بها لتحقيق طموحه، والإرادة في رأيي تتكوّن من مجموعة قرارات منظَّمة تُجبر الجسد على تنفيذها، وتُلزم الفكر التحرّك بالاتجاه الصحيح لتحقيق الهدف المنشود بعزم وثبات.
- تخوضين غمار الأعمال التي يسيطر عليها الرجال عادةً. ما هي الصعوبات التي تواجهك وكيف تحاولين تخطّيها؟
قطاع العقارات وتطوير المشاريع من أكثر القطاعات ذكوريةً... بدايةً، وجدتُ استنكاراً من المنافسين ومحاولة "التقليل" في بعض الأحيان من قدراتي أو إمكانية نجاحي في الاستمرار، على اعتبار أن الرجل هو المطلوب أكثر للعمل ضمن هذا القطاع، وهذا خلق لديّ مستوى جديداً من التحدّي المتمثل في العمل والمشاركة في مشاريع كبيرة ومع هيئات وجهّات تُعنى بأساليب العمل الحديثة، وقمت بتوسيع شبكة المعرفة لديّ من خلال الانخراط الأعمق في تفاصيل العمل، والاستفادة من التجارب السابقة، الفاشلة منها قبل الناجحة، إلى أن أثبتت الأيام نجاحي وتفوّقي ولله الحمد، الأمر الذي أعتبره مثالاً يُحتذى به لجميع النساء في العالم، وأشجّعهن على الإصرار والاستمرار في العمل والمثابرة.
- خبرتكِ في عالم الهندسة، هل ساعدتك في تطوير شركتك وريادة الأعمال؟
بالتأكيد دراستي وخبرتي صقلتا الكثير من مفاهيم الريادة والإدارة لدي، واتّجهت لسوق العمل وعالم تطوير المشاريع من باب إيماني بأنه إذا وُجدت المعرفة في الشخص فلا بد له من الانطلاق من خلالها، والحصول على الخبرة التي تبني له مع الأيام جسراً ينقله إلى عالم النجاح والريادة. ففي الوقت الذي يشهد فيه القطاع العقاري تطوراً وازدهاراً متسارعَين، يتطلب ذلك جمع مقدار كبير من المعلومات واتخاذ القرارات بسرعةٍ فائقةٍ واختيار الحلول... هي منظومة متكاملة لا تتجزّأ تكوّنها الخبرات المتلاحقة، والخبرة ضرورية لصقل عملية تكوين ريادة الأعمال المتأصّلة في المشاريع العقارية والهندسة والابتكار، وهي من المحركات الرئيسة في عالم الهندسة اليوم.
- تشهد المملكة اليوم انفتاحاً على العالم على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية... كيف يمكن أن تستفيد المرأة من كل ذلك؟
من الممكن أن تستفيد المرأة من التطور المستمر في المملكة من خلال الحصول على المزيد من المعرفة والعلم، واكتساب الخبرات من خلال الانخراط في قطاعات العمل المختلفة والمؤسسات والهيئات التي أوجدتها مسيرة النهضة التي تشهدها المملكة على كل الصعد.
- هل الشعب السعودي جاهز لتجربة إدماج المرأة بالمجتمع؟
المرأة السعودية كانت ولا تزال تتمتع بمكانة أساسية ورائدة في المجتمع السعودي. والمرأة هي أساس تكوين كل أسرة، ولا بد لها من أن تستفيد من عملية التطوير في المملكة لما فيه تثبيت لمكانتها في عالم الأعمال والعمل في مختلف القطاعات للاستمرار بالمساهمة في بناء الوطن.
- مَن كان داعمكِ الأول؟
أمّي رحمها الله... فقد كانت تقول لي دوماً: "لا تخافي من الفشل وحقّقي هدفك، فالدنيا لن تضيق في وجه أحلامك وطموحاتك". ولا أنكر دور شريكي في الحياة زوجي وعائلتي في تشجيعي على الاستمرار لتحقيق الأفضل.
- مَن مِن النساء العربيات أو الأجنبيات تلهمك في مسيرتها؟
خديجة عريب، رئيسة البرلمان الهولندي، وزها حديد، مهندسة معمارية.
- ما هو الأمل بالنسبة إليك... وما المستقبل؟
الأمل هو دافع أساسي للحياة والعمل والاستمرار، والمستقبل نصنعه بأيدينا بالمثابرة والاجتهاد وتخطّي الصعوبات للوصول إلى الهدف المنشود، وأنا أؤمن بالأخذ بالأسباب والتوكّل على الله.
- هل مِن حكمة تتبعينها في حياتك؟
العلم يهتف بالعمل، فإن أجاب... وإلاّ ارتحل عنه.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024