تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سفيرة لوريال- باريس كايت وينسلت: رسالتي للمرأة العربية كوني أنتِ!

سفيرة لوريال- باريس كايت وينسلت: رسالتي للمرأة العربية كوني أنتِ!

كايت وينسلت

لم تحضر سفيرة لوريال- باريس النجمة البريطانية كايت وينسلت مهرجان كان السينمائي بدورته الـ 74، ولم تتألّق فوق سجادته الحمراء، لكنها كانت محطّ الأنظار عبر ترأسها لجنة تحكيم جائزة «الأضواء على المرأة»Lights on Women التي أطلقتها دار لوريال- باريس بالشراكة مع مسابقة الأفلام القصيرة في المهرجان لتكريم مخرجة صاعدة. وبدت كايت متحمّسة جداً لدورها الجديد، خصوصاً ان تمكين المرأة وتغيير الصورة النمطية المرسومة عنها يحتلّان قائمة أولوياتها الشخصيّة. في هذا الحوار نكتشف أكثر كايت وينسلت الثائرة نصيرة المرأة.


- أخبرينا أكثر عن جائزة «الأضواء على المرأة» التي تشرفين عليها؟

عندما أخبرني القيمون على دار لوريال-باريس عن الجائزة شعرت بالحماسة لأن هذه المبادرة هي فعلاً ما تحتاجه المرأة في مجال السينما اليوم. وأنا فخورة بأن أكون جزءاً منها. نحن اليوم في أمسّ الحاجة الى أصوات نساء يخبرن قصصاً فريدة من واقع خبراتهنّ وثقافاتهنّ. الجائزة هي احتفال بالمرأة والقصص التي تنقلها لنا عن نساء أخريات. وهي مبادرة مبهرة وتكريم رائع أرادته لوريال- باريس بمثابة تشجيع للنساء المخرجات وصانعات الأفلام، واحتفال بمواهبهنّ الرائعة. وهو يهدف الى تحقيق التكافؤ بين المرأة والرجل في مجال السينما، في ظلّ الإجحاف اللاحق بالمرأة العاملة في هذا المجال، كما تهدف إلى إلقاء الضوء على النساء المبتدئات في مجال السينما وتمكينهنّ. والواقع ان مشاركة المرأة المحدودة جداً في مجال صناعة الأفلام هو الذي أوحى لدار لوريال-باريس هذه الجائزة التي تعطي الفرصة للنساء الموهوبات للتألّق والإبداع. وتوفّر الجائزة للفائزة دعماً مالياً يصل الى 30 ألف يورو من شأنها أن تؤمن لها تمويل عمل سينمائي يحقّق طموحها ويحاكي أحلامها ويظهر موهبتها أكثر.


- ما الإضافة التي تقدّمها هذه الجائزة الى صناعة السينما بشكل عام؟

لطالما اعتبرت الأفلام القصيرة انعكاساً لمستقبل السينما بفضل صيغتها المرنة وتكلفتها المنخفضة نسبياً. لذا أعتقد ان الجائزة ستشجّع المخرجات الواعدات على اللحاق بطموحاتهنّ الإبداعية وتوفّر للفائزة منهنّ التمويل اللازم لانتاج أعمال أروع. كذلك فان الجائزة تشجّع المرأة على خوض مجال الإخراج بثقة أكبر وتعزيز حضورها في هذا المجال، خصوصاً ان الإحصاءات التي أجريت عام 2019 تؤكد على ان عدد المخرجات في هوليوود هو أقلّ من 11 في المئة من إجمالي عدد المخرجين والمخرجات، في حين تمّ ترشيح 7 في المئة فقط من المخرجات لجائزة «أفضل مخرج» في حفل الأوسكار. من هنا الحاجة الى الحدّ من الإجحاف اللاحق بالمرأة في مجال الإخراج، وإطلاق مبادرات منصفة لها لتحقيق أكبر قدر من التوازن بين الجنسين.

- عرفت بتشجيع المرأة على تقبّل شكلها ووزنها وما هي عليه بفخر وثقة، فلا تخضع لضغوط الجمال ذات المقاييس الكاملة التي تروّج له شركات الإعلام والإعلان. من كان مثلك الأعلى ومن ساعدك في أن تبني ثقتك بنفسك؟

لم يكن ثمّة مثل أعلى لي، ولا من ساعدني كي أكون ما أنا عليه اليوم. أعتقد انني مررت بتجارب بعضها حلو والبعض الآخر صعب، وقد تعرّضت لحملات إعلامية قاسية وغير عادلة عندما كنت في العشرينات. وقد أعادت هذه التجارب تشكيل قناعاتي وقوّتني وجعلتني ما أنا عليه اليوم. أعتقد ان الإعلام اليوم لم يعد يقسو على النساء المختلفات كما كان يفعل قبل عشرين عاماً وكما فعل معي شخصياً، وهذا دليل على ان العالم بدأ يتغيّر نحو الأفضل. ولم تعد النساء عرضة للتنمّر والحملات الشنيعة والمدمّرة التي كانت تشنّ في السابق على النساء المخالفات للنموذج النمطي والظالم الذي رسمه البعض للمرأة. كذلك أعتقد اننا نعيش كنساء لحظات تاريخية مثيرة ومهمّة، وعلينا أن نتشاركها معاً ونتعلّم منها. وهذه الجائزة التي أطلقتها لوريال- باريس مهمّة لي لأنها تحتفل بانجازات المرأة.

- ما هي نصيحتك للمرأة التي دخلت للتو مجال السينما وتخضع لضغوط؟

أقول لها ببساطة: كوني أنتِ، ولا تتغيّري من أجل أحد أو عمل أو أيّ شيء آخر، لأن التغيير لن يجلب لك سوى التعاسة. كوني أنتِ، لأنك أنتِ نفسك أهمّ ما تملكين في هذه الحياة! كوني سعيدة بما أنت عليه، وعيشي اللحظة! لا تضيّعي وقتك في أن تكوني شخصاً آخر بمواصفات لا تشبهك.

- هل تساعد شهرتك في إيصال الرسالة التي تحملينها حول تمكين المرأة بشكل أفضل؟

طبعاً شهرتي تساعدني في نشر الرسالة التي أحملها حول تمكين المرأة، فهي تعطيني المنبر كي أقول الأمور العزيزة على قلبي خصوصاً في ما يتعلّق بقضايا المرأة.

- فلسفتك حول المرأة تشبه كثيراً فلسفة دار لوريال- باريس التي تركّز على الجمال المتنوّع والنابع من الإختلاف نفسه. كيف كان اللقاء مع هذه الدار العالمية كي تكوني سفيرة لها؟

اللقاء الأول مع القيّمين على الدار كان رائعاً، وقد تحدّثنا في مفاهيم عدّة حول المرأة والجمال، وكان التناغم كبيراً في وجهات النظر. أجدني سعيدة لانضمامي الى الدار التي اختارت نساء جميلات تجاوزن الستين والسبعين من العمر مثل جاين فوندا وهيلين ميرين وآندي ماكدويل، ليمثلنها ويكنّ سفيرات لها. كذلك أجدني فخورة بانتمائي الى الدار التي تحتفل بنساء جميلات حقيقيات يتقدّمن في العمر وينضجن ويتغيّرن ويتبدّلن مع مرور السنوات، وبانضمامي الى نساء من ثقافات متنوّعة عشن تجارب مختلفة. وقد عرفت لوريال- باريس كيف تجمع كلّ هؤلاء النساء المختلفات وتوحدهنّ تحت مظلّة واحدة وهذا ما نحتاجه اليوم أكثر.

- ما هي رسالتك للمرأة العربية اليوم؟

سعيدة جداً بما حققته المرأة العربية من انجازات في المجالات المختلفة. رسالتي لها هي: كوني أنتِ على سجيتك بكلّ بساطة! واحلمي واسعي الى جاهدة الى تحقيق احلامك...

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079