الفنانة تولاي هارون: 'ضيعة ضايعة' زاد رصيدي كممثلة...
تولاي هارون صاحبة مسيرة فنية خاصة. بدأت حياتها في الفن مصادفة عبر الفيلم السينمائي «ليالي ابن آوى»، لتدخل عالم التمثيل الذي أحبته ويصبح الفن كل حياتها.
تملك شخصية محببة وجدية، لذلك كانت من الشخصيات البارزة في الدراما السورية، وبالأخص من خلال مشاركتها في العمل الكوميدي الناجح «ضيعة ضايعة»، هذا عدا عن حضورها المتميز في أعمال اجتماعية.
عن «ضيعة ضايعة» ونجاحه، وعن نقطة التحول في حياتها، وعن أسرتها وأهم ما في حياتها، كان حوارنا مع الفنانة تولاي هارون:
- صنف مسلسل «ضيعة ضايعة» في الاستفتاءات الأخيرة بأنه العمل الكوميدي الأهم لهذا العام، هل زاد ذلك من رصيدك كفنانة؟
بالتأكيد نجاح العمل زاد رصيد عملي كممثلة، خصوصاً في مجال الكوميديا، وقد قدمني العمل بشكل مختلف وجديد وصنع لي هوية خاصة في هذا السياق.
- هل تفوق أحد الأجزاء على الجزء الآخر من العمل؟ أم أن الجزءين كانا بمستوى واحد؟
كل واحد من الجزءين متميز وإن كان لكل جزء خصوصيته ونكهته الخاصة. فالجزءان كانا ناجحين، علماً أني وجدت الجزء الثاني أكثر جرأة من الجزء الأول، إذ حضرت فيه أيضاً أفكار قوية جداً إن صح القول.
- سمعنا كثيراً عن الظروف الصعبة التي رافقت تصوير الجزء الثاني من العمل، كيف تخطيتم هذه الظروف؟
بالفعل كانت ظروف تصوير العمل قاسية جدًا خصوصاً من ناحية الطقس. لكن ما شجعنا على الاستمرار هو المخرج الليث حجو الذي كان يسبقنا مبكراً إلى مواقع التصوير ويشرف على كل التفاصيل حتى البعيدة عن دائرته كمخرج، وهذا لعب دوره في تحفيزنا وتخطي تلك الظروف القاسية.
- سمعنا عن مشكلات في جزءي العمل أساسها أن بعض الفنانين حاولوا إظهار أنفسهم على حساب الآخرين، هل هذا صحيح؟
هذا الكلام غير صحيح، بل إن أكثر ما ميز مسلسل «ضيعة ضايعة» هو ذاك التعاون والعلاقة الجميلة بين مجموعة العمل، وغياب التنافس أو القيل والقال. وأتصور أن تلك الأقاويل مجرد شائعات لأن كل من شارك في هذا العمل كان حريصاً على نجاحه، فلم يبخل أي فنان على زميله بالنصح إن لم يكن الأداء جيداً، فأساس العمل كان التعاون والتفاهم بين فناني العمل.
- هل صحيح أن بعض سكان المنطقة التي صورتم فيها استغلوا نجاح العمل بشكل مادي؟
بالفعل، باتت تلك المنطقة المعروفة بـ «بالسمرة» قبلة للسياح للإطلاع عليها والاستمتاع بجمالها، وهذه نقطة تسجل لصالح العمل ولصالح السياحة. وفي الجزء الثاني من العمل طالب بعض السكان بثمن أعلى مقابل التصوير في منازلهم، وما كان من مجموعة العمل إلا استبدال المنزل بمنزل آخر مشابه وبذلك انتهت القصة.
- شاركت في مسلسل «الزلزال» لكن العمل لم ينل نصيبه من النجاح، هل السبب كونه من إنتاج التلفزيون السوري أم ماذا؟
لا يمكنني الإجابة لأن الجمهور هو من يحكم. لكن أرى أنه ظلم كبير أن يحكم على العمل منذ عرضه الأول عبر شاشة رمضان وبوجود كم هائل من الأعمال التي تتزاحم. والأدق هنا أن نحكم من خلال العرض الثاني أو في فترة عرض نموذجية تتيح للناس متابعة العمل وهذا يتعلق بتوقيت العرض وليس له علاقة بقضية الإنتاج، خصوصاً أن إنتاج التلفزيون السوري جيد دوماً. ومن جهتي أعتبر عملي فيه تاجاً أضعه على رأسي وله الأفضلية، ومهما تنقلنا بين الشركات الخاصة نعود إليه كونه بيتنا الحقيقي، إذ أنني أشارك دوماً في أعمال من إنتاج التلفزيون السوري حتى لو بأدوار بسيطة أو ضيفة شرف، مثلما حصل في مسلسل «زلزال» الذي أشارك فيه بـ15 مشهداً فقط.
- تعرضت خلال جزءي مسلسل «ضيعة ضايعة» إلى الكثير من الضرب على يد زوجك باسم ياخور، هل تدخلت في شكل شخصيتك المعرضة دائماً للعنف وما الجديد الذي أدخلته إلى الشخصية؟
رغم أنهم منعوا الضرب لم أقبل بذلك، وأهم شيء في هذا العمل أن باسم ياخور ممثل محترف إلى أبعد الحدود ويعرف كيف يؤدي حالة الضرب دون أن يؤذيني إذ يستخدم أدواته بالشكل المتمكن والذي يرسم بها الكثير من الإيماءات دون أن تلتقطها عين المتلقي. بالعكس وجدت شخصيتي تحمل الكثير من الخصوصية، وكانوا ينوون أن يلغوا قصة تعنيفي لكني أصريت على حضور هذا الجانب من الشخصية.
- هل صحيح أنك تأذيت أثناء بعض الضربات، وهل تقصّد باسم ياخور برأيك القسوة أثناء ضربه في المشاهد؟
لم يكن هناك أي قسوة، وإن كان يظهر ذلك على الشاشة وعلى الدوام كان يطلب مني أن أخبره إن تضايقت من ذلك، لكنه لم يترك لي المجال كونه متمكناً من مفرداته وأخذ اللقطات عن بعد مما يظهر الضرب حقيقياً رغم أنه بالكاد يلمسني. وقد ساهم الأداء المتميز بذلك.
- «ضيعة ضايعة» خالف التوقعات ونجح رغم توقع فشله بسبب لهجته، ما السبب؟
قد تكون اللهجة غريبة عن الناس لكن بعد متابعة العمل أصبح الناس يفهمون تلك المفردات بسبب جو العمل الذي غلبت عليه الظرافة والكوميديا. ونتيجة شعبيته أحب الناس اللهجة، وهذا يحصل مع كل اللهجات الأخرى التي يستغربونها في البداية ثم يحبونها، وقد حصل ذلك في هذا العمل، ومع ذلك كان هناك ترجمة على الشاشة أثناء العرض لغرابة اللهجة.
- هل عرض عليك العمل في مصر وكيف تقوّمين عمل فنانينا هناك؟
عرض علي العمل في مصر، لكن تزامن ذلك مع عملي في سورية، فلم أتمكن من إتمام المشاركة في مصر. ومن جهتي أتساءل باستغراب عن التركيز على مشاركة الفنانين السوريين في الدراما المصرية، وكأن هناك حرباً بيننا وبين المصريين في المجال الفني تحديداً، لأنه لا أحد يعلق على المشاركات الفنية الأخرى للسوريين إن كان في الخليج أو في الأردن وغيرها، خصوصاً أن تلك التجارب جميعها كانت ناجحة ودليل على أن الفنانين السوريين مطلوبون وهم سفراء لبلادهم. وأرى أن هذا التعاون رائع فلماذا نتساءل عن هذه التجارب وكأنها مستهجنة وتؤدي إلى تحول التنافس بين الدراما المصرية والسورية إلى تنافس سلبي؟
ولابد من القول أن الدراما السورية هي الأولى، لكن لا يمكننا أن ننكر أن الدراما المصرية هي أول دراما عرفناها وتعلمنا منها.
لماذا يعلقون على عملنا في مصر ولا يعلقون على عملنا في الخليج والأردن؟
- شاركت في برنامج الكاميرا الخفية «غلطة الشاطر» بعد انقطاع طويل عن العمل الدرامي، هل وافقت على هذا العمل بغرض الحضور بعد الغياب؟
كنت غائبة عن الساحة الفنية لوقت طويل، واعتقد الناس أني توقفت عن العمل، لذلك خطر ببالي أن أقوم بعمل مميز يلفت النظر فشاركت في برنامج «غلطة الشاطر»، كما أني أحببت هذه التجربة خصوصاً أنها تحمل الظرافة والجانب الكوميدي الجميل.
- البعض يرى في الكاميرا الخفية استفزازاً مجانياً لمشاعر الناس، ما رأيك أنت؟
لا يمكنني أن أجزم بذلك وهذا يعود إلى الفكرة المطروحة وكيفية أدائها ومعالجتها، لكني لست مع المبالغة أو الإحراج ومضايقة الناس.
- هل انتظرت طويلاً بعد غيابك حتى عاد المخرجون إلى طلبك للعمل، وما هو أول عمل درامي عدت من خلاله؟
لا لم أنتظر طويلاً حتى عاد المخرجون إلى طلبي للعمل معهم ثانية.
- هل تعتبرين فيلم «ليالي ابن آوى» نقطة تحول في حياتك المهنية؟
بالطبع لأنه العمل الذي عرّف الناس بي وأعتبره وساماً على صدري إذ قدمني للساحة الفنية. وقد غير هذا العمل مساري وأنا سعيدة جداً بتلك المحطة الرائعة من حياتي.
- تكلمت سابقاً عن المردود الضعيف للفنان السوري، لكن سمعنا أن أسعار نجوم سورية أصبحت خيالية وتكاد تقارب أجور الفنانين المصريين؟
الحالة ككل ليست مريحة، لأن الذي يحصل على الأجر المرتفع هو واحد أو اثنان وذلك الفنان يحصل على أجور عشرة فنانين آخرين، وهذه الحالة يجب أن يوضع لها حد.
- يقول البعض إن عمل الفنانين السوريين في الدراما الخليجية هو تعويض عن قلة العمل أو بقصد المال، هل هذا صحيح؟
ليس بالضرورة أن يعمل الفنان السوري في الأعمال الخليجية كتعويض. ومن جهتي وجدت أن المشاركات الخليجية جيدة، خصوصاً أنها كانت ضمن أعمال جيدة وظريفة وكنت سعيدة بتلك التجارب.
- ما رأيك في الأعمال السورية لهذا العام؟
الأعمال الدرامية السورية هادفة ومهمة وتستأثر باهتمام المشاهدين في كل الوطن العربي وذلك نتيجة تميزها ونجاحها.
- هل تجدين أن الجرأة التي اتصفت بها الدراما السورية هي جرأة منطقية أم أنها خرجت عن نطاق السيطرة؟
وجدتها منطقية، والجرأة مطلوبة لأنها حالة ضرورية وما نراه في الشارع يتجاوز التلفزيون بمسافات، ولا يجوز أن نخجل من طرح مواضيع واقعية في الحياة.
- ما هو العمل الذي أعجبك وتمنيت لو شاركت فيه؟
هناك عمل أعجبني ولا داعي لذكره وتضايقت كثيراً عندما عرض لأنني اعتذرت عنه بسبب السفر، رغم أني كنت أحضّر للمشاركة فيه، واضطررت لتركه نتيجة ظروف أجبرتني على ذلك. وبالفعل تمنيت لو شاركت فيه.
- كيف انتقيت إسميّ ولديك ليوناردو ونتالي؟
زوجي هو من أطلق اسم ليوناردو على ابني وهو على اسم صديقه المقرب الذي توفي بحادث سيارة، أما نتالي فأنا من أطلقت عليها الاسم ووجدت فيه اسم غريباً ولطيفاً.
- أين تلتقي مهنتك في التمثيل مع مهنة زوجك الطبيب؟
لا يوجد نقاط التقاء على الإطلاق، هو في الشرق وأنا في الغرب، كما أنه لا يتدخل أبداً في عملي.
- بعيداً عن العمل كيف تمضين يومك؟
في بيتي وأحاول تعويض غيابي أثناء العمل، فأقوم بواجباتي كما تفعل أي امرأة عادية تنجز أعمالها المترتبة عليها، فاهتم بالبيت والأولاد ولا أحب الخروج. وما أود قوله هنا أن أهم شيء بالنسبة إليّ بيتي لأنه مملكتي وعالمي الخاص المحبب.
- كيف هي علاقتك مع أختك الفنانة دينا هارون؟
جيدة جداً ومتميزة فهي علاقة صداقة وأخوة، وقد عملنا مع بعضنا في عمل بدوي عنوانه «مزنة»، وكانت فترة راحة جمعت بيننا لمدة شهر ونصف.
- هل تساعدينها في اختياراتها الفنية؟
لا أساعدها، بل هي تختار وتعرف ماذا تريد، فلها شخصيتها ورؤيتها وتعرف كيف تقدم نفسها بآلية مميزة على الدوام منذ أن بدأت أولى خطواتها في العمل الفني..
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024