تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

نجوى كرم بالقلم العريض

جلسنا لنبدأ الحوار وكانت سعيدة وعلامات الفرح مرسومة على وجهها من خلال ابتساماتها. غالباً ما تكون هكذا، لكن رغم ذلك وجدت في ذلك اليوم نجوى كرم مختلفة، «نجوى» لم تعد تريد أن تساير ولا أن تُجامل، بل «نجوى» جديدة تسمّي الأشياء بأسمائها بعيداً عن سياسة «كلنا منحب بعضنا على الهوا». وهذا لا يعني أنها لم تكن صادقة، لكنها تبدو اليوم أكثر اقتناعا بأن العناوين العريضة لا بدّ أن توضّح ولو كان ذلك لمرة أولى وربما أخيرة... حوار سيفتح جدلاً واسعاً وقد يردّ عليه كثيرون، بدءاً من موظفي شركة روتانا إلى محمد عبده وإليسا وغيرهم... تلك كانت أجواء الحوار الذي أجريناه مع نجوى كرم، وإليكم أبرز ما ورد فيه.


- أصدرتِ أخيراً أغنية «لشحد حبّك» التي تلاقي رواجاً كبيراً جداً. هل كانت الأغنية مقررة لألبومك الذي لم يصدر؟

بالفعل كانت إحدى أغنيات الألبوم. أما كيف اخترت الأغنية فهي قصة بحدّ ذاتها. ما حصل أني اجتمعت مع الملحن جورج مرديروسيان بعد فترة طويلة لم نكن قد تعاونّا خلالها (بسبب ركود فني كان بيننا). أسمَعني أغنية جميلة واخترتها، ومعروف عن جورج مرديروسيان أنه يضع اللحن أولاً ومن ثم ينسّق عليه الكلام، لأن له جواً مختلفاً عن بقية الملحنين، وهذه طريقته. طلبت منه أن يُسمعني أغنيات أخرى إضافة إلى التي اخترتها، فحضر في اليوم التالي ومعه «سي دي» مسجلة عليه 5 أغنيات. أسمَعني 4 منها، فسألته عن الخامسة، فقال إني لن أحبّها... فقلت له إني لا أريد الأربع وأصرّيت على سماع الخامسة لأني شعرت بأنها ستكون من نصيبي. وبالفعل كانت أغنية «لشحد حبك» التي كانت لا تزال لحناً دون كلام.

- رغم النجاح الكبير الذي تحققه أغنية «لشحد حبّك»، لامك البعض على اعتبار أنه لا يجوز أن نشحذ الحب؟
بالتأكيد لا يجوز إن كنا نفعل ذلك ونطلبه من الشخص ذاته، لكني أشحذ الحب من الله لأنه هو الذي خلقنا وخلق الحب، خصوصاً أني أقول في الموال «يا عين الحب لا تخافي، اعلني حبِّك لا تخافي ربك حلّله». عندما نطلب من الله ونقول «يا رب افتحها في وجهي» ألا نكون نشحذ المال؟ وعندما تقول مثلاً سيدة تحلم بالإنجاب «يا رب شحّدني ولد»، ألا تكون تشحذ أمومتها؟... هذا ليس عيباً كما أنه ليس عيباً أن نشحذ الحب. فليكابر المنتقدون ولا يشحذوا، بينما أنا أريد أن أشحذ الحب «ما عندي مشكلة».

- أيضاً انتقد البعض طريقة توزيع الأغنية لأنها تتضمّن أكثر من أسلوب موسيقي. ألا يُفترض أن تكون للأغنية هوية واضحة في التوزيع؟ وهل تعمّدت هذا المزج الحاصل فيها؟
طبعاً هو أمر مقصود، وبالمناسبة التوزيع الموسيقي هو لطوني عنقا. هناك روح اللحن بداية والتي نسمّيها «كتاكفتي» (أي النوَري) ثم النمط الاسباني مع جملة «أنا بتنفّس غرام»، أي جمعنا الأسلوبين في شكل فيه الكثير من التناغم. ولكن ليسمح لي هؤلاء الأميّون الذين اعتبروا هذا المزج نقطة ضعف. فعلاّ هذا القول ينمّ عن جهل وعدم دراية واطلاع. إن استمعنا اليوم إلى أغنيات شاكيرا وبيونسي وغالبية نجمات «سوني» (التي أحب كثيراً طريقة اختيارها لنجومها)، يمكن أن نلحظ بوضوح اللمسات الشرقية في أعمالهما وخصوصاً شاكيرا التي تميّزت في المزج بين الشرقي واللاتيني والغربي... هل هذا ضعف أيضاً؟ شاكيرا مزجت مثلاً الإيقاعات والمزامير الشرقية مع موسيقاها! لهذا أقول للمنتقدين: «بعتذر».

- هل أنت على اطلاع على الموسيقى والأغنيات الغربية؟
أنا مطلعة عموماً على النجمات العالميات اللواتي يحققن مراتب مميزة، خصوصاً أني أدرك أن لا أحد يصل إلى القمة في شكل عبثي. أتطلّع إليهنّ وأرى لماذا هنّ ناجحات وكيف نجحن، وكيف يقعن أحياناً... ومنهن مثلاً ويتني هيوستن التي أعتبرها أهم نجمة في الغرب، وحزنت كثيراً بسبب ما حصل معها في الفترة الأخيرة، لأنه ما كان ينقصها شيء باستثناء الـ «كونترول الشخصي» على نفسها.

- أنت شخصياً لماذا نجحت ولماذا أنتِ مستمرة؟
لأني أتعلّم من أخطائي ومن أخطاء سواي.

- ما هو أبرز ما يميزك؟
المرآة التي أواجه فيها عيوبي وإيجابياتي. مرآتي لا تراوغ ولا تكذب عليّ لأني أنظر إليها بواقعية. أُغربل أموري لأعرف العناصر الجيدة فأطوّرها، والعناصر السلبية كي أبتعد عنها وأمسحها. وعندما أصلّي أطلب من الله أن يمسح هذه العيوب.

- ما هو أجمل ما ترينه في مرآتك؟
عندما أُبادر إلى محبة الأشخاص الذين لا أحبّهم.

- والأسوا؟
أني لا أستطيع تقبّل الكذب. تمكّنت من استيعاب كلّ الأمور وكلّ الصفات السيئة التي قد تكون لدى الناس، لأنه يجب أن نقبل الآخرين كما هم وليس كما نريد نحن أن يكونوا. لا يستطيع أي انسان أن يرسم خريطة الكون ويقول للناس: «هكذا يجب أن تكونوا وهذا ما يجب أن تفعلوه». ولهذا أتمكّن من استيعاب كلّ شيء، إلاّ الكذب الذي أشعر بأني عاجزة تماماً عن قبوله. إن كذب عليّ شخص ما، لا يمكن إلا أن أقطع عليه الطريق، والأسوأ أني أُشعره بذلك، أي يدرك أني أعرف أنه يكذب. فأنا لا أحب أن أخدع أحداً، ولا أن أجعل هذا الشخص يعيش في جوّ أنه «مرّر عليّ كذبة».

 

- من هو آخر من كذب عليك وأزعجك أو جرحك ربما؟
لن أذكر الأسماء طبعاً، لكنْ فعلاً هناك شخصاً ضايقني كثيراً بسبب الكذب. لا أستطيع تقبّل هذا الموضوع، لكني رغم ذلك لا أكره ولا أحقد، بل يصبح هناك حاجز بيني وبين من يكذب عليّ.

- قلتِ إنك تنظرين إلى المرآة لتكتشفي عيوبك وحسناتك. هل من شخص آخر غير نجوى كرم تعتبرينه مرآتك؟
شقيقتي سلوى ترى وتفكّر مثلي، لكنها أحياناً تقسو عليّ أكثر من اللازم. بمعنى أني أكون أعرف مثلاً الخطأ الذي ارتكبته، لكن دون تضخيمه كما تفعل هي أحياناً. كما أن شقيقتي أحياناً ترى الأمر رائعاً من منظارها، بينما أنا أراه خطأَ. لهذا أقول إنه على الشخص نفسه أن يكتشف الطريق من خلال أخطائه وحسناته. ولي ملاك حارس ذكي وحكيم وأتعامل معه كأننا صديقان.

- بالعودة إلى أجواء الفن، شهد العام 2010 تقلّبات جذرية في مسيرتك، والمقصود طبعاً علاقتك بشركة روتانا وعدم تجديد العقد، وهو أمر فاجأ الجميع لأن نجوى كرم آخر من كان يُتوقّع أن تترك روتانا؟
أؤكّد بداية أنه لا يوجد خلاف مع روتانا، لكن «الدني عرض وطلب». والعرض الذي قدّموه لي لا يناسبني، وكأنه مُقدّم من شركة لا ترى تاريخ هذا الفنان. حُكي الكثير في الإعلام عن هذا الموضوع ولكن «عن جد ما بدها هلقد». ورغم كل ما حصل أقول «بالقلم العريض روتانا بيتي، وروتانا أهلي، وكل ما وصلت إليه كان بفضل الله أولاّ وشركة روتانا». أنا من مؤسسي هذه الشركة، ووجودي فيها لم يكن خسارة لهم، كما أن وجودهم في حياتي شكّل مكسباً كبيراً لي.

- كونك من مؤسسي الشركة وأوائل الذين انضموا إليها، أليس غريباً ألاّ ترى روتانا تاريخك كما تقولين، خصوصاً أنك كنت من أكثر المدللين في الشركة؟
هناك نظام يسري حالياً في روتانا، وهو يُزعج حتى بعض القيّمين على روتانا، لكن ما باليد حيلة وهو أمرٌ واقع، لكن هذا النظام لم يناسبني.

- تقصدين الأزمة المالية في روتانا؟
كلا، بل العقد نفسه. كما أنه لا توجد أزمة مالية في روتانا. هذا الأمر لن يكون عصياً على الأمير الوليد بن طلال سواء لجهة مستحقاتي في الشركة أو مستحقات سواي. كل الموضوع هو إعادة حسابات لا أكثر. وأقول جهاراً: «يا جماعة عيب نخاف» إن كان لنا فلسٌ في روتانا طالما أن رئيس مجلس إدارتها هو الأمير الوليد بن طلال.

- هل صحيح أن لك مستحقات مالية كبيرة في الشركة متراكمة من ألبومات سابقة ولهذا لم تجددي العقد؟
«آخر همي هالموضوع». علاقتي بروتانا ليست مبنية على المال، وبُعدي عن الشركة ليس له أي علاقة بالمال.

- لماذا رفضتِ إذاً توقيع العقد الجديد؟
شروط العقد نفسه ونظامه.

- هل تقصدين بنوداً جديدة تختلف عن السابق؟ وماذا يمكن أن يكون هناك أكثر من الحصرية؟
الأسلوب نفسه كما قلت. كما أني بالمناسبة أقول إن عقدي السابق لم يكن ينصّ على أي حصرية، لكني رغم ذلك كنت أتعامل مع الشركة على أساس الحصرية احتراماً ومحبة مني تجاه الشركة.

- ماذا تقصدين بالأسلوب؟
شروط العقد، لم أحبّها.

 -لن تعلني ما هي؟
كلا. لأنه حقيقة لا يوجد خلاف.

- في حوار سابق أجريناه معك، قلتِ إنه لو غادر كبار النجوم روتانا، أمثال جورج وسوف وكاظم الساهر، تتركين الشركة أيضاً. لكنك فاجأت الكلّ بأنك سبقتهم؟
ليس أني سبقتهم لكن صودف أن عقدي انتهى قبل الباقين. ما أزعجني هو المماطلة التي لم تكن أبداً لصالحي. كان يجب أن أُصدر ألبومي لأني لا أحب أن أغيب عن جمهوري. والجمهور لن ينتظر إن كنت قد حللت القضية أو إن حصل خلاف في عائلتي... فلا علاقة للجمهور بمشاكلنا، وأنا لم أحبّ المماطلة التي حصلت، كما أن عدم الحسم أزعجني.

 

- يُقال إن سالم الهندي الذي يزور بيروت باستمرار، التقي نجوماً عديدين في روتانا إلاّ نجوى كرم!
كلا، هذا غير صحيح. التقينا أنا وسالم الهندي مرات عدة ونحن صديقان وأنا حقيقة أحترمه. لكن العرض الذي قدّمه لي لم يكن هو من صنعه بالتأكيد، بل مجرد أنه عرضه عليّ. وحقيقة كان هناك خجل متبادل. أنا خجلت من الرفض، وهو أيضاً قدّم العرض ببساطة وكان متردداً. ولهذا خجلت من قول «لا»، وقلت له «اعطني مهلة» وأنا ما زلت في مرحلة «المهلة»، لأني احب عائلة روتانا التي أعتبر أني ربيت فيها فنياً. ولكن أين زمن التسعينات في روتانا ممّا نعيشه اليوم! وهذا ما يُسمّى «تخبيصة العمر» في روتانا. لو سألتِ روتانا ما هي الفترة التي تحذفينها من تاريخك كي تعودي إلى سابق عهدك، يجب أن تقول روتانا إنها تحذف من تاريخها الفني ما هو بين عامَي 2000 و2010.

- تقصدين إنها الفترة التي لجأت فيها روتانا إلى ضمّ عشرات الفنانين؟
كلا، بل عشرات الناس لأن من ضمّوهم ليسوا فنانين أصلاً. ربما ليس لي الحق في إبداء الرأي وفرض سياسة معينة على الشركة، لكن بما أني من مؤسسي هذه الشركة، يحق لي أن أعترض. لأني أُقسم، وسالم الهندي شاهد على ما أقول، أٌقسم أني منذ العام 2000 كنت أقول لهم إن ما يفعلونه خطأ. اعتقدَ أن سالم الهندي حينها إن مشكلتنا كانت أن هؤلاء يأخذون من دربنا ساعات بثّ على شاشة روتانا... واليوم أقول «نعم أخذوا...». لأنه بدلاً من أن يعرضوا 3 أو 4 كليبات من كل ألبوم وبشكل مكثّف كي «يُشرقط العمل ويلعلِع» كما كان يحصل في التسعينات، فتحوا الهواء لأناس يجب أن يكونوا في وكالات عروض الأزياء. هم لم يأخذوا من دربي أنا كنجوى كرم، بل من درب كلّ الكبار الذين كانوا في روتانا. وما حصل أنهم ضعّفوا الكبار وقللوا من وهجهم، والصغار «ما فتّحوا»، أي لم يحققوا شيئاً، فأصبحت روتانا تائهة بين الأمرين. كانوا يقولون لنا: «إنتوا كنتوا صغار وكبرتوا». هذا صحيح، ويحق لروتانا أن تبحث عن الجدد كما يحق لكل موهوب أن ينال فرصته. لكن المشكلة كانت في أن هؤلاء الجدد لم يُبشروا يوماً بأنهم قد بصبحون كباراً...

- قلتِ إن سالم الهندي ليس من صاغ العقد. هل يمكن أن يكون العقد مفروضاً من شركة «فوكس» مثلاً بعد الشراكة بينها وبين روتانا؟
لا أعرف لكنه النظام الجديد بأكمله. حتى أني شعرت بأن سالم الهندي قدّم العرض بمودّة وبتردد، مدركاً أني سأرفض، وحقيقة لم أقل «لا» بعد. كلّ انسان يحنّ إلى البيت الذي نشأ فيه في الصغر مهما تنقّل وبنى منازل. لهذا ما يزعجني أن كلّ ذكرياتي الجميلة وانتشاري كان عبر روتانا.

- هل تتفاوضين مع شركة معينة أم تنوين الاستمرار في سياسة الإنتاج الخاص كما حصل مع أغنيتي «بالروح بالدم» و«لشحد حبّك»؟
أتحفّظ عن الردّ، وهذا أسوأ.

- ماذا تقصدين إنه أسوأ؟
أقصد أن الأسوأ هو ألاّ أُعلن عن الأمر.

- ما دام أسوأ أَعلنيه!
كلا، أفضّل أن أكون إيجابية.

- حفلاتك لا تزال ضمن التي تنظمها روتانا؟
صحيح، وحفلة رأس السنة في بيروت ستكون مع روتانا. وهذا أكبر دليل على أنه فعلاً لا يوجد خلاف وأنا أقف إلى جانب الشركة ما دمت قادرة على ذلك. لكن هناك من أسمّيهم «أطفال الأنابيب» في روتانا. وهم أيضاً كموظفين ما كان يجب أن يكونوا في الشركة، وأُقسم أني شعرت بأنهم سيكونون سلبيين على الشركة بمجرد أن أصبحوا فيها. هؤلاء قالوا باستهزاء: «شو يعني، شو بيأثّر إذا راحت نجوى كرم من روتانا؟» أنا لا شيء، ولكني عنصر في هذا الفن، وجورج وسوف عنصر، كذلك كاظم الساهر وأحلام وأصالة وغيرهم كثر... «كل هول بطّلوا يعملوا شركة؟»، أين هم... إن كان كلّ منا لا يؤثر ماذا سيبقى؟ كيف يقبلون أن تكون أصالة خارج روتانا؟ أو وائل كفوري؟ أو نوال الزغبي وانغام... كل هؤلاء كانوا الأبرز لسنوات في مسيرتهم. كانوا يصدرون ألبومات في التسعينات بأغنيات تنجح جميعها. لماذا يحجّمونهم اليوم؟ وهم اليوم لا يعرفون إن كانت أغنية ستنجح أم لا... لماذا؟ ومن أجل ماذا؟ لماذا نقبل أن تتحدث روتانا بهذا المنطق وتقول مثلاً إنها لا تريد فلاناً من الفنانين لأنه لم يعد يحقق مبيعات؟ لماذا لا نستطيع نحن أن نكشف العيوب ونقول لروتانا إن السياسة التي تعتمدها هي تدمير لروتانا قبل أن تكون تدميراً للفنانين!؟ أعود وأقول إن علاقتي الشخصية بهم رائعة ومميزة، وتحديداً مع الأمير الوليد لكني لا أستطيع أن أشتكي إليه لأنه يعرف أساساً بكل ما يحصل. أما «ليش تارك كل هالشي يصير» فأنا لا أعرف. وإن كان غيابي لا يؤثر على روتانا كما قال هؤلاء الموظفون، فإن تأثيرهم السلبي من خلال وجودهم في الشركة هو بالمقدار ذاته الذي يؤثر فيه غيابي عن الشركة.

 

- هذا القول ينمّ عن استهتار دون شك. لكن ألا تعتقدين انه ينطبق على الوسط الفني كلّه؟
هناك أناسٌ يعتقدون أنهم آلهة في مشاريع تنظيم «قاعدة» فنية، يُخيّل إليهم أنهم قادرون على تفجيرها ساعة يريدون. لكني أقول لهم إن زمن الأول ولّى، وإن كانوا يعتقدون أنهم قادرون على صناعة الفن لأنهم خضعوا لتمرينات في شركات أخرى، فأنا أقول إنهم «أفشل ناس». ليس من مصلحة روتانا أن تترك أطفال الأنابيب يتحدثون بهذه الطريقة عن واحد من مؤسسي روتانا فنياً. ولكن «ما زال القمر معاي مالي ومال النجوم».

- ذكرتِ الفنان وائل كفوري، وسبق أن صرّحتِ عبر «لها» أن وائل كفوري قلّل من احترامك عندما تخلّف عن موعد معك عندما كنت تحاولين إقامة الصلح بينه وبين سالم الهندي...
صحيح.

 - لكن اليسا هي التي صالحت بينهما، وقد ردّت على قولك هذا وقالت «شو ذكّر نجوى بهالموضوع»، وكأنك تعمّدت إعلان ما حصل بعد أن صالحتهما هي؟
هذا غير صحيح مطلقاً. أنا أجريت هذا الحوار وقلت ما قلته قبل أن تُصالح هي بينهما. حدّثني الملحن وسام الأمير على أساس أن نلتقي في منزلي في السابعة مساء وكان وائل عائداً من زحلة يومها، ثم أصبحت الساعة التاسعة ووائل لم يحضر ولم يتصّل حتى ليعتذر، ويمكنكم أن تسألوا وسام الأمير. حتى أني كنت أتحدث مع أشخاص في روتانا على الهاتف، وكانوا يتحدونني أن وائل لن يحضر، وبالفعل ربحوا الشرط ووائل لم يأتِ. أما بخصوص ما قالته إليسا، فلن أردّ...

- لماذا هذا التوتر في العلاقة بينك وبين إليسا؟
لا توتر، لكن مشكلة إليسا أنها تريد أن تًلغي كل من هم في الساحة كي تكون موجودة . لا تستطيع أن تُلغي الكلّ، وتستطيع أن تكون موجودة في ما تقدّمه.

- هي قالت إن لديها رأيا فيك لكنها تتحفظ عن إعلانه؟
أعرف رأيها فيّ، لكني أريد القول إنه عندما أعطيت رأيي فيها عندما كانت لا تزال برعماً يتفتح في روتانا، كان رأيي إيجابياً وقد أُخِذ به عندما كانت في حاجة إلى ذلك في سنة 2000 ولتراجع في ذلك. إليسا لديها مشكلة فعلاً ولا أحد يعترف بها، حتى أني أشعر بأن الصحافيين يخافون منها، والفنانون يتجنبونها. «طيب ليش، ليش تاركينها تتمسّك بهالعقد؟». لتكن موجودة في الساحة مع كل الناس وتنافس في مجالها، لكنها لا تستطيع أن تدوس الجميع لتقول «أنا في الصفّ الأمامي». عليها أن تثق بنفسها أكثر.

- في حوار لك عبر إذاعة «صوت الغد» تحدثت عن الجوائز وقلتِ إنها ليست مقياساً، واعتبرت نفسك «شباك التذاكر» الرابح في الحفلات، ما فُهم أنك «تلطشين» اليسا؟
أنا لم ألطش ولم أقصد أحداً، وسأكون شخصاً غير نجوى كرم إن قلت إني لا أحب إليسا. وفعلاً الرأي الذي أعطيته عنها في عام 2000 كان يؤثر كثيراً عليها، سلباً وإيجاباً أمام القيّمين على روتانا، وهم يشهدون على ما أقول. «بسّ هي ما بتعرف تطلّع وراها». أما في موضوع الجوائز، فالكلّ يعرف أن الصحافيين شككوا في بعضها لكنهم لا يجرؤون على تسمية الأشياء بأسمائها. وإن كان الصحافيون يشككون في شباك تذاكر حفلاتي، أنا أطلب منهم ألاّ يخجلوا وأن يقولوا ذلك صراحة ودون مسايرة، لأنهم إن سايروني، هم يدمرونني ويمنعونني من التقدم والسير إلى الأمام. لا أقول هذا الكلام لأني مغرورة، بل أقوله بتواضع لأن نعمتي من ربّ العالمين».

- تعاونت كثيراً مع عصام زغيب رحمه الله. هل من أغنيات كتبها ولم تُغنّ بعد وتفكرين في تقديمها؟
«يا ليت». بحثنا سابقاً بين أوراقه لكننا لم نجد شيئاً. أخبرتني زوجته قبل أيام أنهم وجدوا ملفاً من كتاباته، وكلّي أمل أن أجد أغنيات فيه.

-  صرّح فارس كرم قائلاً إن وجوده في روتانا شكّل خطراً عليك وعلى عاصي الحلاني؟
أنا أسأله «متى»؟ وعلى فارس ألاّ ينسى أيضاً أني كنت في وقت من الأوقات دعماً له في روتانا. وأعود وأساله أنا وعاصي متى يشكّل علينا خطراً... ووائل كفوري أيضاً وملحم بركات جميعنا ننتظر أن يشكّل علينا خطراً ونقول له «متى». «جايبة مقصّ بيشحّل خسّ». (كلمة «يشحّل» بالعامية اللبنانية، ومعناها إزالة العشب من بين المزروعات».

- في لبنان يقولون «كبرت الخسة» في إشارة إلى الغرور، هل هذا ما تقصدينه؟
ليفسّر كل واحد على مزاجه.

- ختاماً نسألك عن الحفلة التي حضرتها للسيدة فيروز في «بيال» أخيراً، وأنت تقولين إنها مثالك الأعلى. هل كانت تلك المرة الأولى التي تحضرين فيها حفلة لها؟«يي أكيد لا، أبداً مش أول مرة». لا أفوّت لها أي حفلة أو مهرجان لكن لا يهمني كيف أدخل أو أخرج لأن ما يهمني أن أسمعها فقط. لكني تمنيت أن يكون زياد موجوداً في الحفلة لأني أعشقه.

- ما هي أكثر أغنية أحببتها في ألبوم «إيه في أمل»؟
ليس هناك شيء تهمسه فيروز لا أحبه او أعتبره مدرسة في الفن لأن عملها مُتقن ومحترف. نحن نتحدث عن عبقري اسمه زياد، وعن مطربة المطربات التي لن ولن ولن تتكرر.

- لماذا لا نشهد تعاوناً بينك وبين زياد الرحباني؟
«يا ليت»، وهذا ندائي إليه وأرجو أن تكتبي ذلك.


عذراً محمد عبده ولكن هذه هي حقيقة ما جرى والتسجيلات ستكشف صحّة كلامي

- صرّح الفنان محمد عبده أن الديو الذي كان يفترض أن يجمع بينكما في حلقة تلفزيونية لم يتمّ لأنه لم يُعجب بكلام الأغنية الذي كتبته أنتِ؟
لأنه قال هذا الكلام، ولأني ساكتة عن الموضوع منذ 5 سنوات، سأصرّح للمرة الأولى وأُعلن حقيقة ما جرى. مع حبي الكبير للفنان محمد عبده الذي نعتبره جميعاً رمزاً من رموز الخليج، ومن يرميه بوردة نرميه بالرصاص لأن تاريخه الفني يشرّفنا كلّنا كعرب. عندما طرح اسمي في برنامج «نوّرت الدار» لأغني معه ديو، طرت فرحاً، وشعرت بالفخر كوني كتلميذة سأكون مع الأستاذ الكبير. وكان يُفترض أن يكتب الشاعر عصام زغيب كلمات الإغنية الديو، لكنه توفي قبل أن يتمكن من ذلك. وكان زغيب رحمه الله قد اتصل بي كي نلتقي لنفكّر معاً في فكرة الديو الذي يصلح ليجمعنا أنا ومحمد عبده. سبق أن طرحنا فكرة الأب وابنته بيني وبين الفنان وديع الصافي، كما أن فكرة العاشقين لا تصلح لتُغنّى بيني وبين محمد عبده. وفي اليوم ذاته الذي كان يُفترض أن أجتمع مع زغيب، علمت في السادسة مساء أن عصام زغيب توفي. بعد فترة، طرحت على عدد كبير من الشعراء هذا الموضوع، بعضهم حاول أن يكتب لكني لم أقتنع بالأفكار التي قدموها ولم أشعر بأنها يمكن أن تحقق «ضربة» في العالم العربي. بينما أنا كنت أريد دون شك ان أستغلّ «غنائي مع محمد عبده»، وليس لي مشكلة في كلمة «أستغلّ» لأن هذا طبيعي نظراً إلى قيمة محمد عبده. بعد فترة، وجدت نفسي أكتب كلاماً واستشرت فيه أناساً عديدين ومنهم الملحن وسام الأمير الذي كان هو من سيلحّن الأغنية. وكنت كلّما أكتب مقطعاً أو أسطراً جديدة، أتصل بوسام الأمير وأقرأ عليه ما كتبت دون أن يعرف أني أنا من كتب. فكان يقول لي: «آه، من كتب الكلام»، فكنت أقول له إنه شاعر مبتدئ. بعد فترة قال لي وسام : «انت تكذبين عليّ، اخبريني حقيقة من كتب الكلام»، فقلت له «أنا»، ووسام يعرف جيداً أني كتبت عدداً من أغنياتي الخاصة لكني لم أُدرج اسمي عليها لأن هدفي ليس أن أكون شاعرة.  وأُعجب بالفكرة التي تقول إننا نلتقي أنا ومحمد عبده في المطار، أحدنا ذاهب لملاقاة حبيبه والثاني ترك حبيبه.... كانت الفكرة جديدة وسميناها «حب وفراق». وكان محمد عبده قد طلب مني أن أتصّل به فوراَ بمجرد أن يستجدّ جديد بخصوص الكلام الذي يُكتب للأغنية. وكما فعلت مع وسام الأمير، فعلت مع محمد عبده. أي كنت أتصل به كلّما أكتب مقطعاً وقد أُعجب بدوره بالكلام وقال إنه كلام رائع. وطبعاً سألني عن الذي كتب، فقلت له إنه شاعر جديد. لم أخبر أحداً حينها عن الذي كتب لأني لم أكن أريد أن يتأثر محمد عبده بذلك كي يكون حكمه بتجرّد. وهكذا بدأ أيضاً وسام الأمير بالتلحين، إلى أن اتصلوا بنا من «ال بي سي» لأنهم كانوا يريدون أن يصوّروا كيف يتم تلحين الأغنية وكتابتها، أي كواليس. والشريط المسجّل موجود في أرشيف «ال بي سي»، وإن كنت أكذب بحرف واحد، لتأتي «ال بي سي» وتقلْ لي إني كاذبة ولتعرضه على الهواء. صُوّر اللقاء بيني وبين وسام الأمير والأستاذ محمد عبده الذي كان يقول «آه» إعجاباً باللحن والكلام. وكنت لم أكتب خاتمة الأغنية بعد، فسألت محمد عبده : «ماذا تريد ان نفعل في موضوع الخاتمة»، فقال لي بالحرف: «خلّي الشاعر يتصرّف هو عارف مهمته كويّس وهو عارف شو لازم يعمل». خلال اللقاء، قالت جنان ملاّط (معدّة البرنامج) إن عناصر الأغنية اكتملت لكننا لا نعرف بعد هوية الشاعر، فقلت حينها إني أنا من كتب الكلام... حينها قفز محمد عبده وقال: «قلت لكم إن هذه القضية قضية نجوى كرم!»، وتوقف كلّ شيء.

- ماذا يعني إن القضية قضية نجوى كرم؟
هذا ما قاله، وإن كنت أكذب بحرف، جنان ملاط موجودة وكذلك المخرج طوني قهوجي. وحقيقة أقول هذا مع محبتي الكبيرة للفنان محمد عبده. لا أجرحه مع أنه جرحني عندما قال إن كلامي لم يعجيه. كان يستطيع أن يقول إن الكلام لم يعجبه عندما سمعه، ولكن ليس عندما يعرف أني أنا من كتبه.

- لكنك قلت سابقاً إن فنانة خليجية هي السبب؟
ولن أقول من هي لأني أحبّها، لكني أبيّن حقّي مع احترامي الكبير للكلّ.

- هو قال إن الديو الذي قدمته مع وديع الصافي حمّسه كي تغني معه ديو؟
أقول له إن جزءاً كبيراً من كلمات «وكبرنا» كانت لي، لأني أنا وعصام كنا شخصاً واحداً، والفكرة كانت فكرتي لأني كنت أعيش بعض المشاكل مع عائلتي، أي كنت أمرّ بظروف معينة ففكرت في تقديمها في أغنية، فكانت فكرة الأب وابنته. وهناك أغنيات كثيرة كتبتها ونجحت و«كسرت الدني» لكني لن أقول ما هي.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077