أحمد زاهر: لم أفرض ابنتيَّ على الوسط الفني...
ليلى وملك نجمتان صغيرتان تألقتا في العديد من الأدوار أخيراً، منها أفلام «كابتن هيما» و«عمر وسلمى» و«محترم إلا ربع» ومسلسلا «بره الدنيا» و«الحارة». ورغم أنهما ابنتا النجم أحمد زاهر فهو ينفي تماماً أن يكون وراء دخولهما الوسط الفني ويقول ان تامر حسني هو السبب.
التقينا أحمد زاهر فتحدث عن قراره وقف ابنتيه عن التمثيل، وموقفه من مواصلتهما مشوار الفن عندما تكبران. كما تحدث عن دراستهما وخوفه من الحسد، وتجربته الشخصية القاسية مع المرض، وعلاقته بتامر حسني، والنجم الكبير الذي لا ينسى فضله، والنجم الآخر الذي يتمنى تكرار العمل معه، أما ليلى وملك فكانت لهما اعترافات خاصة جداً لنا.
- كيف كان أول لقاء بين ليلى وملك والكاميرا؟
من خلال فيلم «كابتن هيما»، وكانت ملك فقط هي المشاركة فيه. وبعد ذلك تم ترشيح ملك وشقيقتها الصغرى ليلى للمشاركة في بطولة الجزء الثاني من فيلم «عمر وسلمى» مع تامر حسني ومي عز الدين. وتوالت أدوارهما في ما بعد، فظهرت «ليلى» في مسلسل «برة الدنيا». مع الفنان شريف منير، وقدمت دوراً نال إشادة من الجميع، وشاركت أخيراً في فيلم «محترم إلا ربع» مع الفنان محمد رجب واللبنانية لاميتا فرنجية. أما ملك فشاركت في مسلسل «الحارة».
- هل كنت وراء دخولهما الوسط الفني؟
لم أتدخل في وجود أي منهما في عمل ما، بل الترشيحات هي التي تأتي إليهما، وللعلم اتجاههما الى التمثيل لم يكن في ذهني على الإطلاق، ولم أفكر يوماً في أن تقتحما المجال الفني لخوفي عليهما من إرهاق الفن ومتاعبه.
- قلت إن أول عمل لا بنتك في فيلم «كابتن هيما» كان من خلال تامر حسني، فكيف عرفها؟
تامر صديق عمري، وأنا أعرفه حتى قبل أن أتزوج وأُنجب، وعمر هذه الصداقة يزيد على 13 عاماً، أي أن ليلى وملك بمثابة ابنتيه، فهما تربيتا على يديه. وتامر هو الذي ألحَّ عليَّ لاجعلهما تدخلان الوسط الفني، وحدث ذلك بعد أن شاهد شريطاً وهما تمثلان في أحد عروض المسرح المدرسي.
- من تراها موهوبة أكثر، ليلى أم ملك؟
لا أستطيع أن أقول من منهما موهوبة أكثر، فكل منهما لديها قبول أمام الكاميرا، وأدعو الله أن يحفظهما من كل شر.
- هل تخشى عليهما من الحسد؟
الحسد مذكور في القرآن الكريم، والكل مؤمن به لكن بدرجات. بالطبع أخشى عليهما من الحسد، إنما هناك خوف يجعل الإنسان واقفاً في مكانه ويوقف من حوله، وهو ليس الخوف الذي أقصده، لكني أخشى عليهما من كل شيء، فهما ثمرة حياتي وحبي لزوجتي هدى.
- من تشبهك في شخصيتك أكثر ليلى أم ملك؟
ليلى تشبهني في شخصيتي جداً فهي شقية مثلي، لكن شقاوة بلا شر، بالإضافة إلى أنها تحب المجادلة.
- ما رأي زوجتك في اقتحام ابنتيها عالم التمثيل؟
كانت متخوفة في البداية من أن يأخذهما التمثيل من دراستهما، لكن الحمد لله لم يحدث ذلك، وليلى وملك رغم صغر سنهما إلا أنهما بالفعل تتحملان المسؤولية كاملة، لأنهما تحبان التمثيل جداً، وفي الوقت نفسه تحبان دراستهما، وتواظبان على الحضور المدرسي بشكل منتظم، وتقومان بأداء واجباتهما دون ضغط أو إلحاح، ولكن على أي حال فأنا قررت أن أبعدهما عن التمثيل بعد عام أو عام ونصف على الأكثر، لتتفرغا لدراستهما فقط، وبعد أن تكبرا تستطيع كل منهما أن تحدد الطريق الذي تريد أن تكمل السير فيه.
- وهل ستوافقان على هذا القرار؟
هما صغيرتان جداً على المشاركة في القرار، لذا فالقرار حالياً في يدي، ولكن دون ضغط أو إجبار سأقوم بإفهامهما بشكل مبسط، وليلى وملك تستمعان إلى كلامي، لذا واثق أنني سأنجح في إقناعهما.
- حينما تكبران هل ترغب في مواصلتهما مشوار التمثيل أم تريد لهما مهنة أخرى؟
بصدق شديد، أتمنى ألا تعودا إلى التمثيل، لكوني مشفقاً عليهما جداً من متاعب المهنة ومشقتها، فهي مهنة متعبة جداً، فالسنوات تمر أمام الكاميرات دون أن ندري، لذا أتمنى أن يكون هذا هو قرارهما أيضا.
- وفي حال رفضهما ترك التمثيل فيما بعد ماذا سيكون رد فعلك؟
لا أستطيع أن أجبر أياً منهما على قرار ما، فموهبتهما وطموحهما أيضاً هما اللذان سيحركانهما نحو ما يشاءان، فالإنسان إذا عمل في أي مجال لا يحبه بالتأكيد سيفشل فيه، وأنا لا أحب لهما الفشل، بل أتمنى أن تكونا أفضل ابنتين في العالم كله.
- هل لك شروط فيما تقدمانه الآن من أدوار؟
بالتأكيد، فعلى سبيل المثال أنا رفضت من قبل فيلماً عرض على ليلى، والمفترض أنها تجسد فيه شخصية طفلة مرتبطة عاطفياً بطفل، وتأتى الى والدها لتطلب منه أن يكلل هذا الحب بالخطوبة الرسمية. وعلى الفور ودون أي نقاش رفضت العمل لأني لا أقبل لأي منهما ادواراً لا تناسب سنهما، كذلك رفضت أحد الأدوار الشعبية التي عرضت على ليلى لأنه كان يحتوي على بعض الألفاظ غير اللائقة.
- لكن هذه الشخصيات قد تدور في إطار كوميدي!
نعم كانت في إطار كوميدي، ولكن هناك كوميديا سخيفة وغير محترمة، فكيف أجعل ابنتي في فيلم تحب ولداً في سنّها! وهذا إذا حدث في الحقيقة ليس أمامي سوى صفعها على وجهها، فمثل هذه العواطف ليس لها مجال الآن في حياتهما كطفلتين صغيرتين عمرهما أعوام تعد على أصابع الأيدي. هذا بالإضافة إلى شيء مهم جداً، ألا وهو أن البنات الآن يتخذن من ملك وليلى قدوة لهن، ومثل هذه الأدوار أعتبرها، دون أي مبالغة، قتلاً للطفولة والبراءة، وحين تظهر ملك وليلى في مثل هذه الأدوار فهما بذلك تشجعان على الانحراف، وبعد أن يشاهد الأطفال الفيلم سينتقد الآباء ابنتيَّ وينتقدونني أنا شخصياً لأنني وافقت على أن تجسدا هذا الدور.
- ما هو الصف الدراسي لليلى وملك؟
الاثنتان في الصف الثاني الابتدائي، لكن ملك تكبر ليلى بعام واحد، لأنه بعد إصابتهما العام الماضي بمرض أنفلونزا الخنازير، وكانت فترة مخيفة وصعبة جداً في حياتنا، لم تدخل امتحانات الصف الثاني الابتدائي، لذا لحقت ليلى بشقيقتها، وأصبحتا في عمر دراسي واحد.
- ما الشيء الذي تغرسه في ابنتيك؟
تعاليم الدين ومبادئه، ويأتي اليهما أحد الشيوخ في المنزل لتحفيظهما القرآن الكريم، حتى تشبَّ كل منهما على تعاليم الدين الصحيحة.
- حين تكبر ليلى وملك وتختاران السير في طريق التمثيل ويعرض على أي منهما دور إغراء ماذا سيكون رد فعلك؟
ليس لدي مثل هذه الأشياء، فتربيتهما لا تقبل هذه الأشياء. ابنتاي دخلتا التمثيل لتمثلا بموهبتهما لا بجسديهما، فمشاهد القبلات والأحضان وما شابه ذلك عليها مليون خط أحمر، وطيلة عمري لدي مبادئ في شغلي، فحتى أنا شخصياً لا أقبل القيام بدور فيه قبلات وأحضان. ولو كان بيتي ليس به مليم واحد وعُرِضت عليَّ مثل هذه الأدوار لا أقبلها. ما يعجبني أفعله، وما لا يعجبني لا أقدم عليه على الإطلاق. ففي فيلم «كابتن هيما» كان من المفترض أن يكون هناك مشهد اغتصاب، لكني طلبت أن يقدم في إطار ليس فيه تقزز أو شيء أخجل منه، والحمد لله أنا سعيد بأنني لا أغضب الله سبحانه وتعالى، فلست مستعداً أن أتخلى عن رضا الله عني وعن أهل بيتي بسبب النجومية.
- هل أنت من أنصار السينما «النظيفة»؟
بصرف النظر عن المصطلحات والمسميات، فأنا بصفة عامة، أرى أن أي مشهد فيه سخونة أو إيحاءات من الممكن أن يقدم في إطار محترم. على سبيل المثال أتذكر أنه في أفلام الأبيض والأسود، إذا مرّ مشهد به أي نوع من السخونة كان يقدم في إطار إيحاء، كأن تهتز الستائر أو تحدث أمطار وبرق ورعد. كل هذه الأشياء من الممكن الاستعانة بها بدلاً من الإقبال على دور فيه خدش للحياء، فأنا أحب أن يشاهد كل أفراد الأسرة أعمالي، ولا تخجل فتاة من أن تشاهد العمل أمام والدها أو شقيقها. ولا بد من ان أؤكد احترامي لكل من يقبل على مشاهد قد تكون ممنوعة في مشواري الفني.
- هل لاحظت أن ليلى أو ملك بدت عليهما أعراض النجومية؟
يضحك زاهر قائلاً: ذات مرة دخلت ليلى إلى المنزل وقالت لي: «بابا أنا نجمة». وقتها قلت لها «ما هذا الكلام؟ أنت لست نجمة أنت إنسانة عادية». وجلست معها لأفهمها أن النجومية ليست التعالي على الناس، وإنما البساطة والحديث معهم بكل تواضع، فالناس هم أهم شيء في حياة أي فنان. واقتنعت فعلاً بكلامي. والحمد لله أرى أن علاقة ابنتيَّ مع صديقاتهما في المدرسة بسيطة، فلا توجد مسافات مثلما يفعل بعض الأطفال الذين دخلوا عالم التمثيل.
- ما رد فعل صديقات ملك وليلى في المدرسة على شخصياتهما على الشاشة؟
سعيدات جداً بهما، وبعد انتهاء اليوم الدراسي يحرص الكثير من أطفال المدرسة على التقاط الصور مع ليلى وملك، وهو ما يؤدي إلى إرهاقهما.
- ماذا عن أعمالك؟ لماذا نلاحظ أن أكثر أدوارك تنصبُّ على الشر؟
طيلة حياتي الفنية حرصت على التنويع في أدواري، فمثلاً إذا قدمت عملاً فيه شر أكون في العمل الذي يليه شخصية طيبه، كما أن أدوار الشر ليست كلها شكلاً واحداً أو طريقة أداء واحدة، فأنا شديد الحرص على أن يكون كل دور مختلفاً عن غيره في تفاصيل كثيرة، مثل «النيولوك» الخاص بكل شخصية وطريقة تأديتي للدور نفسه، والطبيعة النفسية أيضا للشخصية. فلا أظن أن أي شخص يستطيع أن يقول أن هناك دوراً مشابهاً لدور آخر قمت به، وهذا يعود إلى حرصي الشديد في اختياراتي، وذلك على كل المستويات، سواء إذاعة أو تلفزيون أو سينما. فالشخصية التي فيها شر تكون أكثر تأثيراً في الجمهور من أدوار الخير، فعلى سبيل المثال في فيلم «ولاد العم»، وهو فيلم لم أشارك فيه لكني أطرحه كمثال، نلاحظ أن شخصية شريف منير التي كانت محور الشر كله في الفيلم، هي التي أثرت في المشاهدين بشكل كبير.
- ما الدور الذي ندمت على تجسيده؟
لا توجد أدوار ندمت على القيام بها، خاصة أنني كما قلت لا أقبل أي عمل لمجرد الوجود أو الحاجة المادية، لذا فاختياراتي لا تجعلني أشعر بالندم.
- ما طبيعة الشخصيات التي تحب القيام بها؟
الأدوار المركبة التي فيها دراما عالية وتمثيل بالملامح أكثر من لغة الحوار، فتلك الأدوار أميل إليها وتجذبني، لأنني لا أحب العمل السهل أو الدور البسيط، بل أحب أن أتعب في التمثيل ليخرج دوري في أفضل صورة. وأناأشعر بسعادة إذا أرهقني عمل وظهر على الشاشة بشكل محترم يعجب الناس.
- ما هي أعمالك الجديدة؟
حالياً أقوم بتصوير مشاهدي في فيلم «البارتيتا» مع المخرج شريف مندور والمنتج وائل عبد الله وسيناريو وحوار خالد جلال، ويشاركني البطولة أحمد صفوت وأحمد السعدني ومادلين طبر والممثلة السورية كندة علوش، وهو فيلم يطرح بعض القضايا الاجتماعية الشائكة، وأجسد فيه شخصية طبيب نفسي. ولا أستطيع التحدث عن تفاصيل الشخصية حتى لا أحرقها، خاصة أن الفيلم حالة سينمائية جميلة، والخوض في التفاصيل قد يؤثر بالسلب على الفيلم بشكل عام.
- مع من تتمنى العمل؟
أتمنى تكرار التجربة مع الفنان الكبير عادل إمام الذي سبق ان قدمت أمامه مشهداً واحداً فقط في فيلم «عريس من جهة أمنية»، وكذلك الفنان نور الشريف صاحب الفضل عليَّ بعد الله سبحانه وتعالى، اذ كان أول ظهور لي من خلال مسلسل «الرجل الآخر»، وكانت شخصية حازم التي جسدتها البوابة الحقيقية التي من خلالها عرفني الجمهور.
- مررت بأزمة صحية حادة، ما الذي تعلمته من هذه الأزمة وهل غيرت فيك شيئاً؟
تعلمت أن أكون قريباً من ربنا بشكل أكبر، لأنني فعلاً كنت مقصراً في حق الله إلى حد ما، فكنت لا أصلي بشكل منتظم. لكن منذ مرضي أؤدي الفروض المطلوبة مني، وأتمنى أن تكون على أكمل وجه، لأن كل شيء يهون في هذه الدنيا إلا غضب الله سبحانه وتعالى. وأتمنى أن يكون راضياً عني، خاصة أنني خلال فترة المرض أصبت بحالة اكتئاب بعد أن وصل وزني إلى 175 كلغ، وابتعدت ثلاث سنوات، وهذه الفترة كانت كافية جداً لأعيد حساباتي في كل شيء.
- هل هناك مشاريع تلفزيونية جديدة؟
عرض عليَّ أخيراً عمل للشاشة الصغيرة، لكني رفضته لأنه كان نسخة سيئة جداً من مسلسل «برة الدنيا».
- ما أكثر الأعمال التي لها مكانة خاصة لديك؟
فيلم «كابتن هيما»، خاصة أنه أول عمل لي بعد فترة عودتي من المرض. وأثناء حضوري للعروض كان استقبال الجمهور لي كأنه ميلاد جديد، بالإضافة إلى أن هذا الفيلم كان تحقيقاً لحلم قديم بيني وبين تامر حسني، إذ كنا نرغب في أن يجمعنا عمل معاً.
اعترافات ليلى وملك
ليلى: أنا وملك متميزتان جداً في الدراسة، ونحصل على الدرجات النهائية بشكل مستمر، لأننا لا نحب أن نغضب بابا أو ماما، وهما يغضبان جداً إذا لم نذاكر. ورغم أن هناك دلعاً في تربيتنا فإنهما كثيراً ما يكونان حازمين معنا بشكل كبير.
ملك: أحب كل أدوار بابا، خاصة مسلسلات «الحقيقة والسراب» و«العصيان» و«حق مشروع».
ليلى: أنا أحب مسلسليْ «الحقيقة والسراب» و«برة الدنيا» أكثر من غيرهما.
ملك: حين تكون لدينا أسرار نقولها لماما، واذا هناك شيء نرغب في أن نقوله لبابا ويُشعرنا بالحرج نقوله لماما وهي بدورها توصله الى بابا.
ليلى: اذا كنّا غير مرتبطتين بتصوير أو مذاكرة نلعب ونغني.
ملك: كنت خائفة جداً حينما مثلت أمام بابا في مسلسل «برة الدنيا»، والمفترض أنه يكرهني وأنا أكرهه، لكن بابا استطاع أن يخرجني من هذا الخوف، وقال لي: أنا في المسلسل شقيقك حسام وليس بابا أحمد.
ليلى: أحب مي عز الدين، وحين تشعر بأي ضيق تتصل بي لتجلس معي، فنحن صديقتان ودائماً ما تشترى لي عدداً كبيراً من أنواع الشوكولاتة... أرغب في ان أمثل مرة ثانية مع نسرين إمام لأني أحبها كثيراًً.
ملك: أصدقاؤنا في المدرسة يحبوننا ويلتقطون دائماً الصور معنا، ويطلبون منا أيضاً صوراً لتامر حسني.
ليلى: حين يعرض علينا أي عمل، يتولى بابا مهمة تدريبنا على الأداء، وماما تختص بتحفيظنا المشاهد.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024