تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

'مسرح الخليج العربي' يودّع غانم الصالح

رحل غانم الصالح لكنه سيظل باقياً بأعماله الإنسانية والفنية ومواقفه الدمثة. هذا عنوان أمسية التأبين التي بادر إليها مسرح الخليج العربي ليكرّم الصالح بعد مرور أربعين يوماً على وفاته، في حضور نخبة من الفنانين والإعلاميين.


استهلّت الأمسية بكلمات حزينة رثت فيها الفنانة حياة الفهد زميلها ورفيق دربها الذي شاركها الحفر في الصخر حتى أصبحا من أهم أقطاب الفن الخليجي. وقالت: «كم هي صعبة الكلمات هذه الليلة وكم هي قاسية في الوقت نفسه، لأننا لم نتمنَّ أن يأتي يوم نرثي فيه الراحل عنا والباقي فينا ما حيينا غانم الصالح، لكنها مشيئة الله عز وجل ، انا مثلكم مذهولة ومصدومة ولكنها إرادة الله، ونحن مؤمنون بمشيئته التي تحلّ علينا جميعاً. لقد كان غانم بالأمس معي وسيظل معي ومعكم أمس واليوم وغداً، وماذا يمكن أن أقول عنه وقد كان توأم روحي الفني».
وأضافت: «غانم الصالح كما عرفناه هو عنوان ندوتنا هذه الليلة بعد مرور 40 يوماً على وفاته رحمة الله عليه، وكم تمنيت أن لا تأتي هذه اللحظة وأرثي الأخ والزميل والصديق الذي كانت صفاته الإنسانية تتخطى مواهبه الفنية وقدراته على أداء أدواره وتقمصه للشخصيات التي يجسدها على المسرح أو في التلفزيون».
وأكملت: «كان الصالح ودودا وحنونا وإنسانا قبل أن يكون فناناً. كان رحمة الله لا يبخل على من حوله بما يحتاجه من عون ونصيحة ورأي، وكان يضفي من خلال وجوده مع جميع العاملين معه سواء في كواليس المسرح أو الاستديو أو مواقع التصوير جواً أبوياً وعائلياً».
 وأكدت أخيراً أنه كان دوماً متعاوناً مع فريق العمل إلى أبعد الحدود، وكان ملتزما مواعيد العمل، أول الحاضرين وآخر المغادرين. وتمنت أن تكون سيرته الحياتية ومسيرته الفنية مثالا وقدوة لجيل الشباب.
 واستذكرت نورية السداني مستشارة رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية أهم المحطات وأبرز الأسماء في تاريخ الساحتين الإعلامية والفنية الكويتية، لافتة الى أن العصر الذهبي للكويت شهد العمل والتفاني من أجل رفع اسم البلد دون النظر إلى المقابل المادي. كما وصفت أبا صلاح في كلمات مقتضبة قائلة: «وجدت فيه دماثة الخلق وحلم الشباب ونبل الصفات. وسكنت في قلبه ووجدانه كويت الماضي. وأجاد لغة بحره وصحرائه فترجم هذه اللغة في مسرحياته، وكان عملاقا وهو يتحدث لهجة البادية والحاضرة».
كذلك تحدث رفيق دربه الفنان محمد جابر (العيدروسي) بصوت حزين عن تاريخ الصالح الذي يشهد له بالمواقف الطيبة والإنسانية، مذكّراً بأنهما ارتبطا بصداقة قوية منذ العام 1984 عندما افتتحا مكتبهما، ومن ذلك التاريخ كان الصالح بمثابة صندوق أسراره.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة فرقة مسرح الخليج العربي محمد الرشود ما ذكره العيدروسي عن  مدى حب غانم الصالح لأسرته، علماًأن الرشود كان ناظراً في مدرسة أبنائه قبل التحاقه بالوسط الفني. فكان الصالح دائم السؤال عن مستواهم ودائم الحضور إلى المدرسة لمتابعة أخبارهم وأحوالهم. 
أما بسام الصالح نجل الفنان الراحل، فتحدث عن الصورة الأبوية لوالده وقال: «الوالد في المنزل كان أباً حنوناً، ومتواصلاً معنا ودائم السؤال عن أحفاده. ومهما تحدثت عنه لن أفيه حقه».
بدوره ألقى شقيق الفنان الراحل الفريق المتقاعد مساعد الغوينم كلمة رثاء لشقيقه أعرب خلالها عن عميق حزنه، مستذكرا مآثر الفنان القدير ومسلطا الضوء على منجزاته.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079