ريم عكرا: كلّ فستان زفاف هو احتفالية ثقافية وعودة قيّمة إلى الجذور
تُعرف المصمّمة الأميركية- اللبنانية ريم عكرا، كيف تنسج حلم العروس، كلّ عروس تدخل مشغلها، بفستان يحاكي طموحاتها، مضيفةً إليه لمساتها الساحرة، وشيئاً من الترتر واللؤلؤ والتطريزات الحِرفية المشغولة يدوياً. مجموعتها الجديدة Love and Dreem تغوص في ثقافات وحضارات مختلفة، تنهل منها تفاصيل تترجمها في فساتين زفاف أشبه بتحف فنّية. في هذا الحوار، تتحدّث ريم عن مجموعتها الاستثنائية هذه، وعن الحلم الذي يحرّكها ويدفعها إلى التفوّق على ذاتها مجموعةً بعد مجموعة.
- أخبرينا عن مجموعتك الجديدة لفساتين الزفاف Love and Dreem المستوحاة من ثقافات وحضارات مختلفة.
لطالما جذبتني الحضارات المختلفة بتفاصيلها الحِرفية الدقيقة والجذابة، فكانت مصدر إلهام لي في تصاميم ومجموعات سابقة. في هذه المجموعة، اخترت أن أخصّص كلّ تصميم لتكريم ثقافة عالمية على طريقتي، مستلهمةً تفاصيل رائعة من تراث كلّ منها، ومترجمةً إياها في فستان زفاف عصري. فعلى سبيل المثال لا الحصر، الفستان المستوحى من النمسا، ليس فستاناً ضخماً وثقيلاً كما كانت تُحاك الفساتين الضخمة في العصور الغابرة، بل هو فستان مصنوع بأسلوب هوائي له شكل فستان راقص بلا كلّ تلك البطانات التي تُثقله. باختصار، كلّ فستان هو احتفالية ثقافية ودعوة الى الافتخار بجذور كلّ منّا، بعدما علّمتنا الكورونا أن العالم واحد في مصابه كما في أحلامه، وأعادتنا الى صلب عائلاتنا وجذورنا. المجموعة هي رسالة توحِّد بين الحضارات المختلفة التي يتشكّل منها عالمنا.
- هل أخذت في الاعتبار في هذ المجموعة العودة إلى صلب العائلات والجذور والإثنيات في زمن كورونا؟ وهل هي مجموعة من وحي زمن الوباء؟
لطالما كانت الحضارات المختلفة مصدر إلهام لي، كما قلت. والواقع أنني كنت أحضّر لهذه المجموعة قبل تفشّي الوباء. وقد عملت خلال كورونا على تنفيذ الفساتين المختلفة بأسلوب ضخم ومشغول بحِرفية عالية يتناسب مع حفلات الزفاف الكبرى، في وقت كانت فيه التجمّعات محظورة، وكذلك الأعراس والمناسبات. على المصمّم أن يعمل ويحضّر ويستبق الأحداث وكأن وباءً لم يكن. وهذا ما حصل في هذه المجموعة.
- لقد جلت العالم في هذه المجموعة، من الهند الى أوكرانيا والمكسيك والنيبال والنمسا وغيرها، وكانت للبنان حصّة فيها. أخبرينا عن الفستان اللبناني.
لبنان هو وطني الأم. فيه تمتدّ جذوري التي أفخر بها، وقد اخترت أن أكرّم التراث اللبناني في فستان جميل بقصّة الـ A الضيّقة عند الخصر لتتّسع عند الأسفل. وهو فستان غنيّ بالتطريزات والورود الجميلة ويزيّنه الطرطور التقليدي، وقد لاقى هذا الفستان رواجاً كبيراً هنا في أميركا، الى حدّ بات معه الفستان الأكثر مبيعاً وطلباً. وهذا يسعدني لأنه يعرّف المزيد من العرائس الحالِمات على الحضارة اللبنانية.
- بنيت شهرة عالمية لك من خلال تصميمك فساتين الأعراس الغنيّة بالتفاصيل والتطريزات والمشغولة بحِرفية عالية. هل خطّطت لهذا النجاح الكبير؟
كما يقولون في أميركا: Let the World Lead You "دعي العالم يقودك"... هذا ما حصل معي تماماً. بدأت عملي كمصمّمة في مجال الأعراس، وعرفت شهرةً ونجاحاً كافيين كي يدعاني أغوص أكثر في هذا المجال، وأجدّد فيه، وأتجدّد، وأعطي أفضل ما عندي. لم أسعَ الى تلك الشهرة، بل جاءتني وحدها بعد جهد وتعب وكدّ ونتيجة النجاح الذي حققته. فساتين الأعراس هي عالم سحري رائع غنيّ بالأفراح والسعادة والأحلام الجميلة. وأنا سعيدة بقدرتي على تحقيق أحلام الفتيات في الفستان الذي حلمن به طويلاً، ومرافقتهنّ في أجمل يوم في حياتهنّ.
- كيف تعملين على تجديد نفسك وتحولين دون تكرار نفسك في كلّ مجموعة؟
أنا أحلم، إذاً أنا أتجدّد. أذهب في خيالي الى حيث لا يجرؤ الآخرون على الذهاب. أحلم وأتبع أحلامي الى حيث تأخذني. كذلك أقوم بأبحاث كثيرة عن الأحلام التي تراودني. والأبحاث ترسم التفاصيل التي أحتاج إليها. هذا وأستمع الى الكثير من الجيل الجديد من اللبنانيين الأقارب والأصدقاء، وأتناقش معهم في أحلامهم الدفينة، وهذا لي مصدر وحي وتجدّد أيضاً، وكأنني أعيش من خلالهم وعبر أحلامهم.
- بماذا تحلم المرأة في يوم عرسها؟
إنه يوم مميّز بالنسبة إلى العروس، غنيّ بالأحاسيس والمشاعر. يوم مفصليّ في حياتها. فالزواج هو الانتقال من حياة العزوبية الى مرحلة الشراكة وتأسيس عائلة. وهي ترغب في الاحتفال بهذا اليوم المميّز والتغييرات المقبلة مع الشريك والأهل والأصدقاء بأسلوب أنيق وفستان رائع يجسّد مشاعرها الجيّاشة.
- ما هي نصيحتك للعروس في يوم عرسها؟
أنصحها بأن تحلم، فالحياة مملّة بلا حلم، وتسعى الى تحقيق أحلامها، وتترك مشاعرها تقودها في هذا الحلم، وتشارك فرحتها مع من تحبّ، وتختار كلّ تفاصيل عرسها لتتوافق مع الحلم الذي راودها. فالحلم أساس كلّ سعادة.
- هل تحاولين أن تغيّري في أحلامها في حال اختارت فستاناً لا يتناسب مع شخصيتها وتضاريسها؟
أبداً لأنني أفهم العروس منذ لحظة دخولها الى مشغلي وكأنني أقرأها في كتاب مفتوح. جاءتني عروس سمراء جميلة فنصحتها بإضافة التاج الإسباني مع الطرحة التقليدية إلى فستانها، فصرختْ من الفرح: كيف عرفتِ أن جذوري إسبانية؟! هذه التفاصيل تصنع علاقة الثقة بين المصمّمة والزبونة، وتجعل من الخيارات التي نقدّمها ملائمة ومناسبة لكلّ عروس.
- ثمّة عودة الى فستان الزفاف الأبيض بعد سنوات من تجربة ألوان فساتين زفاف مختلفة كالذهبي والأخضر والأزرق والزهري... ما تعليقك؟
هذا صحيح. أعتقد أن الأبيض هو الأنسب للزفاف، فهو لون النقاء وفيه تعبير عن بداية جديدة وصفحة بيضاء يفتحها الشريكان معاً. إنها المناسبة الوحيدة التي ترتدي فيها المرأة هذا اللون الناصع في فستان ضخم جميل مشغول بحِرفية عالية، لذا فخيارها يذهب الى الأبيض في يوم عرسها، باستثناء بعض النساء اللواتي لا يناسب الأبيض لون بشرتهنّ فيخترن الـ off white ليتناسب مع ألوان بشرتهنّ وشعرهنّ.
- لو لم تكوني في مجال تصميم فساتين الزفاف، أي مهنة كنت ستختارين؟
أعتقد أنني كنت قد توجّهت الى عالم الديكور والهندسة الداخلية الذي يستهويني. فأنا هاوية ديكور ومنزلي صمّمته بنفسي. كذلك أصمّم التصويرات الفوتوغرافية الخاصّة بمجموعاتي لتكون لوحات فنّية متكاملة، كما يساعدني في ذلك شقيقي المصوّر فادي عكرا الذي أعشق ذوقه وعينه الفنّية وعدسته. أو ربما لكنت قد انخرطت في عالم تصميم الحفلات والمناسبات الضخمة. فهذا العالم يستهويني أيضاً، خصوصاً في السنوات الأخيرة.
- ما هو جديد ريم عكرا؟
جديدي هو انتقال المشغل والمكاتب الخاصّة بدار ريم عكرا إلى الجادّة الخامسة في نيويورك. كذلك إطلاق خدمة على "سناب تشات" تتيح للمرأة فرصة تجربة فستان من فساتين الدار بالصورة، لترى كيف تبدو فيه، قبل أن تحجز موعداً لتجربته في أحد بوتيكاتنا. وهو ما يمنح المرأة فرصة أن ترى نفسها في الفستان الذي تحبّ في الصورة، قبل أن يقع خيارها عليه.
- ما هو حلم ريم عكرا اليوم، بعد كلّ ما حققته؟
حلمي أعيشه يومياً، في كلّ تفصيل أقوم به. أنا أحيا في صلب الحلم الذي حلمته. فكيف لي أن أحلم بعد؟!
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024