آنا السيد: أرفض الإغراء... وما بعد "دارين" ليس كما قبلها
حقّقت الممثلة آنا السيد في إطلالتها التلفزيونية الأولى، عبر مسلسل "على صفيح ساخن" الذي عُرض في شهر رمضان الفائت، انتشاراً جماهيرياً واسعاً، من خلال شخصية "دارين" التي تقاطع خطّها مع الفنان القدير سلّوم حدّاد بشخصية "الطاعون"، فأصبحت الحوارات المرتبطة بهما لازمات تتردّد بكثرة على شبكات التواصل الاجتماعي، في خطوة أولى لا تقلّ عن نجاح لافت. في حوارها مع "لها"، تكشف السيد كواليس تجربتها ومشاريعها الجديدة وطموحاتها المستقبلية.
- عرّفينا إلى نفسك أكثر... أخبري الجمهور من أنت قبل التمثيل
أنا شابة سورية من بيئة شامية، ووحيدة أمها وأبيها، ورغم ذلك لا أعتمد على الآخرين، بل أهوى العمل، لذا أدير بنفسي مشروعي الخاص الذي يهدف الى تقديم المساعدة لعدد كبير من النساء السوريات اللواتي لا معيل لهنّ، وذلك من خلال تأجيرهنّ بأسعار رمزية مساحات في مركز تجاري استثمرتُه في منطقة راقية، حيث يعرضن أشغالهن اليدوية وبضائعهن وغيرها من المنتجات، مع توفير كل التسهيلات لهن.
- كيف تصفين تجربتك في "على صفيح ساخن" ووقوفك أمام الممثل الكبير سلّوم حدّاد؟
وقوفي أمام العملاق سلوم حداد، شكلّ نقلةً نوعيةً مميزةً في مسيرتي الفنية. هذه الخطوة حمّلتني مسؤولية لإعطاء الشخصية كل ما تستحق من جهد وصدق والتزام، ولا سيما عفويتها في الأداء، كونها التجربة الأولى في العمل مع نجوم مهمّين وشركة إنتاج ضخمة مثل "غولدن لاين" بإدارة الأستاذة ديالا الأحمر وأمام عدسة المخرج الراقي سيف الدين سبيعي. أكشف لك أنني شعرت بالخوف في كل مشهد وحرصت على بذل قصارى جهدي فيه، وفي كل حلقة أشاهدها عند العرض، كنت أنتظر التي تليها لأطمئن، والحمد لله كانت النتائج إيجابية جداً.
- نوّد أن نعرف أكثر عن الكواليس...
سأكون صريحة جداً، رأيت الأستاذ سلّوم حدّاد أكثر من مرة أثناء التصوير ولكن من بعيد. أما لقاؤنا المباشر الأول فكان خلال تصوير مشهد لقاء "دارين" بـ"الطاعون"، والذي أظهر فيه للمرة الأولى، فصدمني وفاجأني بطريقة السلام المليئة بالشغف، وأحسّست أكثر بماهية حقيقة فن التمثيل من خلال المقارنة بين سلّوم حداد و"الطاعون" وانتقاله من شخصية إلى أخرى برمشة عين. وإزاء غزل السلام ودفئه، جاء رد فعلي طبيعياً جداً، إذ أشعرني حقيقةً بالخجل، وهو ما يتطلّبه المشهد، وأيضاً حقّق تفاعلي معه. وتجدر الإشارة هنا، إلى أنّ طريقة طرح شخصية "الطاعون" من جانب الكاتبين علي وجيه ويامن الحجلي، لا بد من الوقوف عندها، فـ"دارين" لا تشبه محيط "الطاعون"، لذا ضعُف أمامها، كما أحبّ الجمهور أن يراه بحالة رومانسية بعيداً من "النبش" ومكبّ النفايات.
- كيف تفاعلتِ مع تصدّر جملة "أنا مع دارين"؟
الحمد لله هذا دليل نجاح ومحبّة المشاهدين لشخصية "دارين" وطبعاً "الطاعون" وأسلوبه الخاص بأداء كل جمله، وتحديداً الشغف الخاص في قول عبارة "أنا مع دارين". بالمناسبة، أًصبحت أحبّ هذا الاسم كثيراً، وأشعر بالسعادة عندما يناديني أحدهم به.
- أخبرينا عن طُرفة أو موقف حصل معك بسبب شخصية "دارين"، سواء على شبكات التواصل الاجتماعي أو في الواقع.
الغريب أن الجمهور عرفني وحفظني منذ ظهوري الأول، فبدأت أتلقّى رسائل الإعجاب والمديح والنكات حول "دارين" ونصبها على "الطاعون"، ولكن الأكثر طرافةً هو حين أذهب لشراء أي شيء، فيسألني البائع: "هل هذه أموالك أم أموال الطاعون؟". وطبعاً هناك بعض الرسائل التي تتعلّق بعمليات التجميل وما شابه، وهنا يجب أن أوضح أنني لم أخضع لها، ولكنني مثل أي شابة أو امرأة، قد ألجأ إلى البوتوكس في منطقة الحاجبين، والفيلر في الشفتين، فقط لا أكثر، ولم أخضع لأي نحتٍ أو شفط وما شاكل، بل أهتم بنظامي الغذائي وأحرص على ممارسة الرياضة بانتظام.
- بمَ تشبهك "دارين" وبمَ تختلف عنك؟
ربما لدي بعض دلع "دارين"، ولكنني عصامية، لا أستخدم المظاهر والأساليب الملتوية من أجل الوصول إلى أهدافي. أؤمن بأن العمل والجهد يعطيان القيمة لأي نجاح، لا الاستسهال والوصولية.
- هل تلقيتِ عروضاً فنية بعد ظهورك بشخصية "دارين"؟
عُرض عليّ أحد النصوص، ولكن وجدت قصّته مكرّرة فاعتذرت عن تقديمه، وحالياً أقرأ نصاً آخر، وإذا لم يشكلّ بقعة ضوء جديدة تُظهر موهبتي في التمثيل، فسأعتذر أيضاً.
- كيف اجتهدتِ على نفسك في مجال التمثيل؟
طبعاً خضعت لورشة تدريبية تحت إشراف المخرجة رشا شربتجي، تضمنت كيفية اختيار النصوص وقراءة الشخصيات وتحديد نوع أدائها، إضافة إلى تدريبات عملية في التمثيل مع عدد من الفنانين المشاركين في الورشة. وأوّكد لك أن هذا الجهد مستمر، سواء عبر المشاهَدات الحياتية التي لا تعود عابرة للممثل، أو القراءات الأكاديمية المرتبطة بالتمثيل وبناء الممثل، لا سيما لستانسلافسكي، وأيضاً الأدبية التي ترتكز على الغوص في النَّفْس البشرية كروايات دوستويفسكي وتولوستوي، ناهيك عن التدريبات التي أحرض عليها يومياً.
- ما هي طموحاتك في الأدوار المستقبلية؟
رغم محبّتي لـ"دارين"، بات عليّ أن أخرج منها، لا سيما أنّها شخصية ارتكزت في الدرجة الأولى على الجمال والدلع، بينما طموحي هو الوصول إلى أداء شخصيات مركّبة، تُظهر ما أمتلك من أدوات تمثيلية أكثر من تركيزها على شكلي الخارجي. أتمنى أن أنال مكانة متقدّمة في هذا الشأن بعد أن أثبتُ نفسي.
- هل هناك خطوط حمر بالنسبة إليك في التمثيل؟
طبعاً وطبعاً وطبعاً... أرفض أدوار الإغراء رفضاً تاماً.
- ماذا عن "الإنتاجات المشتركة"؟
ولِمَ لا؟ في حال وجود العرض المناسب والذي يلائمني ويلبّي تطلعاتي التي تحدثت عنها، ستكون فرصة جيدة لاكتساب المزيد من الخبرة بالتعامل مع خبرات من أماكن مختلفة في الوطن العربي، كما أنّ "الدراما المشتركة" أثبتت حضورها عربياً وهي مطلوبة جماهيرياً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024