عن الحبّ والخيانة وأمور أخرى
تتبختر قصص الحبّ في مخيّلتنا بفستان أبيض طويل مرصّع بالترتر وحبّات اللؤلؤ، بياض ناصع لا تشوبه شائبة. ثم يتلاشى البياض شيئاً فشيئاً، ليصير فستاناً ثقيل الوزن بلا رهجة، تفوح من بطانته الداخلية رائحة الإهمال والخيانة وتلاشي الوعود الجميلة... حتى الموت ببطء. أسئلة كثيرة تحوم حول الخيانة ومفهومها الحقيقي: أتكون الخيانة خيانة بالجسد، أم خيانة بالفكر، أم خيانة الأمانة وخيانة الأحلام التي بناها الطرفان معاً ثمّ سقطت عند أول امتحان صعب؟! ليس هناك مفهوم محدّد للخيانة. وقد كتب روجر إل جاكسون مؤلّف مقالة "العقل والعاطفة للخيانة (الأصحوالخيانة)" أنه "لا يتوافر سوى القليل من الكتابات حول المعنى المقصود من المصطلح"، في حين يشدّد الفيلسوفان جوديثشكلار وبيتر جونسون في بحثهما الفلسفي حول "أطر الخداع"، على الغموض الذي يلفّ معنى الخيانة. وهو غموض يزداد ضبابية في أيّامنا هذه مع التطوّر المجتمعي المضطرب والمشوِّه للمبادئ القويّة التي ترعرعنا عليها. وفي ظلّ ضياع المفاهيم، لن نجد أقوى من الحدس القويّ والقلب المجروح لتحديد وقوع الخيانة المثبتة... يقولون إن أقسى قصاص يمكن أن ينالهخائن، هو أن يمضي بقيّة حياته مع شريكه في الخيانة، معاً في بؤرة القلق والريبة والخوف الدائم من الغدر. فمن خان مرّة، يمكنه أن يخون مرّة بعد مرّة... ولطالما كان الشكّ رفيق الخائنين.
نسمات
في حديقتي عشّ للعصافير المغرِّدة
وأحلام بنيناها معاً
وينابيع تتدفّق باللبن والعسل
تنهل (ننهل الأصح) منها ما تشاء (نشاء الأصح)
ونعيش في اكتفاء عشقي دائم.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024