تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ياسر جلال: أرفض الظهور في البرامج مقابل المال

ياسر جلال: أرفض الظهور في البرامج مقابل المال

ياسر جلال

تميّز الفنان المصري ياسر جلال بظهوره في الدراما الرمضانية كل عام، وبات يحقق النجاح تلو الآخر في السنوات الأخيرة، من خلال أدائه المُتقن لمختلف الأدوار، فهو السياسي في "ظل الرئيس"، والملاكم في "لمس أكتاف"، والفتوة العادل في مسلسل "الفتوة". وهذا العام تألق جلال في مسلسل "ضل راجل"، الذي جسّد خلال أحداثه شخصية مدرّس تربية رياضية، يمر بمحنة مع ابنته ويحاول البحث عن حقّها. "لها" التقت ياسر جلال في حوار صريح تحدث فيه عن كواليس هذا المسلسل، وطبيعة التعامل مع الفنانتين نرمين الفقي ونور، وكشف عن الرسالة التي يحملها المسلسل. كما تطرق في حديثه الى طموحاته في السينما، والعمل الذي شكّل نقلة نوعية في مسيرته الفنية، وأسباب عدم ظهوره في برامج شقيقه رامز جلال.


- مسلسل "ضل راجل" يحمل رسالة أردتَ إيصالها إلى الجمهور، حدّثنا عنها؟

لطالما وقفتُ في وجه العنف ضد المرأة قولاً وفعلاً، فعاداتنا وتقاليدنا والمبادئ التي تربّينا عليها لا تسمح بأن نعاملها بأسلوب لا يليق بها وينتقص من قيمتها. المرأة تشكّل نصف المجتمع، فهي الابنة والزوجة والأم والأخت، وتلعب دوراً مهماً في شتى مجالات العمل، وتساهم في تطوّر المجتمع، لذا يجب أن نناقش قضايا المرأة في الأعمال الفنية وتتصدّر اهتماماتنا، وفي مسلسل "ضل راجل" سلّطنا الضوء على قضية حساسة جداً، وهي تعامل الآباء مع الأبناء والعكس، ومن الضروري مناقشة بعض الأمور السلبية التي تحدث في الأسرة.

- كيف كانت التحضيرات للمسلسل؟

أبذل قصارى جهدي وأنا أقدّم الشخصية ليبدو أدائي طبيعياً ويُقنع المشاهدين، فأنا أحرص على تطبيق ما تعلّمته في أكاديمية الفنون في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأحاول التعمّق في دراسة الشخصية والإحاطة بأبعادها الثلاثة: المادي والاجتماعي والنفسي، حتى أتمكن الوصول بها الى درجة عالية من الصُّدقية.

- ما أصعب المشاهد التي صوّرتها في المسلسل؟

لقد صوّرت عدداً من المشاهد الصعبة في المسلسل، فشخصياته ينتابها الكثير من المشاعر المتناقضة، وكل كتابات المؤلف أحمد عبد الفتاح تساعد الممثل على إخراج مشاعره وطاقاته الكامنة أمام الكاميرا.


- "ضل راجل" لاقى إقبالاً كبيراً من الجمهور، لماذا برأيك؟

أعتقد أن السبب الأول لهذا الإقبال الجماهيري الكثيف على المسلسل هو صدق شخصياته في نقل المشاعر، التي تفاعل معها الجمهور بحيث وجدها تشبهه وقريبة منه، فالمسلسل يحترم عقل المشاهد ومشاعره وتقاليده وعاداته، والاجتهاد كان عاملاً مهماً في تفاعل المتلقي.

- وماذا عن ردود الفعل التي تلقيتها عن المسلسل؟

فخور جداً بردود الفعل التي وصلت إلي عن الحلقة الأخيرة من المسلسل، فشخصية "جلال" التي قدّمتها فيه صعبة جداً، لأنها تعتمد في الأساس على التمثيل، وتضجّ بالمشاعر الإنسانية، وتعاني بالتالي عقداً نفسية. لقد تأثر "جلال" بما حصل مع ابنته وانعكاسات ذلك على أسرته والمجتمع الذي يعيش فيه، وكل المحيطين به، ووقف حائراً أمام عجزه عن معرفة تفاصيل الأزمة، فهو لا يعلم كيف حدثت، ولا حتى كيف يتعامل معها. بصراحة، أسعدتني التعليقات الإيجابية التي سمعتها من الجمهور، وأؤكد أن آراء الجمهور هي الدافع الأول لي ولكل زملائي لكي نقدّم عملاً يليق بهم.

- هل واجهت صعوبات في الوصول بتلك الحالة إلى الجمهور؟

لم تُصوّر مَشاهد المسلسل بالتسلسل، وبالتالي فإن الإبقاء على المشاعر والحالة النفسية من مشهد لآخر أمر صعب جداً، إضافة إلى أن أحداث الحلقات تدور في أزمان متقاربة. مثلاً، أول حلقتين تدور أحداثهما في يوم واحد، أي أن العامل الزمني فيهما متقارب جداً، والحفاظ على الانفعال والأحاسيس بالوتيرة نفسها يتطلب مجهوداً كبيراً وتركيزاً ودراسة كافية لكل مشهد قبل تصويره. وكما أسلفت، لقد تعمّقت في دراسة شخصية "جلال" قبل تصويرها، وأحطت بأبعادها الثلاثة: المادي المتعلّق بشكل جسمه الخارجي وملامح وجهه. البعد الاجتماعي، أي الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها، بحيث تشي ملابسه والمكان الذي يعيش فيه ووظيفته بما إذا كان غنياً أو فقيراً. والبعد النفسي المتمثّل بمشاعره وأحاسيسه وطموحاته، ما يحب وما يكره، مشاكله وأزماته، علاقته بأفراد أسرته وباقي الشخصيات في المسلسل... رغماً عني تفاعلت وتوحّدت مع "جلال" حتى خرجت الشخصية بالشكل الذي شاهده الجمهور.

- "ضل راجل" هو ثاني عمل فني يجمعك بالفنانة نور اللبنانية، كيف وجدت العمل معها؟

نور اللبنانية من أكثر الفنانات اللواتي تعاملت معهن التزاماً واحتراماً واجتهاداً، وأنا سعيد بتعاوني معها للمرة الثانية بعد مسلسل "رحيم"، وأدّينا معاً مشاهد رائعة، فنور ممثلة بارعة وتتمتع بكاريزما رهيبة وقدّمت خلال الأحداث دوراً مهماً وأراه نقلة نوعية في مسيرتها الفنية.

- وماذا عن الفنانة نيرمين الفقي؟

بيننا "عِشْرة عمر"، وسبق أن تشاركنا في عدد كبير من الأعمال الفنية. وبرعت في المسلسل بتقديم دور مختلف وجديد عليها وشكّل مفاجأة لجمهور المشاهدين.

- عاماً بعد عام، أصبحت تحلّق خارج السرب وتحقق نجاحاً في كل منطقة تدخلها... فهل هذا صدفة؟

النجاح والتوفيق هو أولاً بفضل الله سبحانه وتعالى، يليه القيام بكل ما أقدر عليه، فأبذل جهداً كبيراً وأحرص على التركيز في عملي، كما لا أقصّر في حق العمل أو في حق نفسي أو حقوق زملائي، وأُلمّ بتفاصيل الشخصية التي أقدّمها، فأهتم بحفظ الدور جيداً قبل بدء التصوير، كما أن التناغم بين أفراد فريق العمل في أي مسلسل من أهم أسرار نجاحه، وهذا ما حدث بالضبط في مسلسل "ضل راجل"، وفي أي عمل آخر قدّمته أخيراً، فالكواليس تسيطر عليها أجواء الودّ والتفاهم، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك إيجاباً على المسلسل ويظهر جلياً عند عرضه، فالنجاح يعتمد دائماً على روح الفريق وليس الفرد، وأي عمل ناجح يقف وراءه فريق كامل من الأشخاص المميزين كلٌ في تخصّصه. وقد وفّقني الله أنا وزملائي في "ضل راجل"، وسُررنا كثيراً بردود فعل المشاهدين على أدائنا فيه.

- انتشرت أخبار تفيد بأن مسلسل "ضل راجل" يحاول الإسقاط على حادث الاغتصاب الشهير في فندق "فيرمونت"، فما رأيك؟

بعد مشاهدة البرومو والحلقة الأولى من المسلسل، ظنّ البعض أن قصته تحاكي قضية فتاة فندق الفيرمونت الشهيرة، لكن مع مرور الأحداث وتتابعها اكتشفوا الحقيقة، وتأكدوا أن لا علاقة للمسلسل بأي قضية رأي عام، بل هو يناقش قضية مهمة جداً، وأنا معجب للغاية بالرسالة التي يحملها المسلسل وبالعلاقات الإنسانية التي يتطرق إليها، وأرجو أن تنال إعجاب الجمهور، خاصة أن المُشاهد يكتشف مع تقدّم عرض الحلقات المزيد من المفاجآت غير المتوقعة.

- ما هو العمل الذي شكّل علامة فارقة في مشوارك الفني؟

أفتخر بالأعمال التي أقدّمها، وأصعد مع كل عمل درجةً في سلّم النجومية، ولكن يبقى مسلسل "ظل الرئيس" محطة مهمة في مشواري الفني وهو الأقرب الى قلبي.

- بمناسبة الحديث عن "ظل الرئيس"، تحرص في كل أعمالك على إعطاء مساحة كبيرة لنجوم كثر بعكس البعض ممن يعتمدون على فكرة "السنيد"؟

أؤكد دائماً في كل حوار صحافي أو لقاء تلفزيوني أن سبب نجاح أي عمل هو الفريق ككل وليس الفرد، مهما بلغت نجومية الفنان الذي يتصدّى للبطولة، فإذا كان هناك ضعف في تركيبة العمل بحيث لا يحصل كل مشارك فيه على المساحة المطلوبة التي يُبرز من خلالها موهبته، فلن يخرج العمل بصورة جيدة، وفي النهاية سيبدو هابطاً. وفي "ظل الرئيس"، حرصت على أن يحصل كل ممثل على مساحة دور تجعل من المسلسل مباراةً فنية حقيقية، يتنافس على حلبتها جميع المشاركين فيه ليقدّم كلٌ منهم أفضل ما عنده، وهذا بالتأكيد يصب في مصلحة العمل ككل، ويحفّزنا على تقديم ما يليق بالجمهور ويساعدنا على الاستمرارية في النجاح. وفي "ضل راجل" سعُدت بالعمل مع كل النجوم الذين شاركوا فيه وأضافوا لي الكثير، كما استفدت من خبرة كلً من المخرج أحمد صالح والكاتب أحمد عبد الفتاح، وقد تشرّفت بالعمل معهما، وأتمنى أن نكرر هذا التعاون في المستقبل، كما أشكر مدير التصوير الفنان محمد عبد الرؤوف، والذي فاجأني بعمله الإبداعي.


- ما رأيك في الانتقادات التي تطاول أجور النجوم والبذخ على الأعمال الدرامية؟

"مش بناخذ فلوس من جيب حد"... الدراما صناعة تنفق على ذاتها وتحقق مكاسب للدولة، مثلاً حين نقول إن الدراما التلفزيونية أنفقت هذا العام مليار جنيه، فهذا لا يعني أن تلك الأموال جُمعت من دخل المواطنين، وإنما جلبت عشرة مليارات جنيه للدولة من خلال سوق الإعلانات، فكل مسلسل عبارة عن مصنع وخط إنتاج، والجميع يدفعون الضرائب، وبعد تصدير العمل الى الخارج يدرّ عائداً بالعملة الصعبة على الدولة، وأرفض مقولة "لماذا الإنفاق على المسلسلات بهذا القدر؟"، لأن العكس هو الصحيح بحيث تحقق الدولة مكاسب من خلال تلك الصناعة المهمة.

- ومتى ستعود إلى شاشة السينما؟

أطمح الى تقديم عمل سينمائي ينجح ويُقبل الناس على مشاهدته، وأن يكون مختلفاً عن المسلسلات الدرامية التي شاركت فيها، وهذا يجعل الاختيار صعباً للغاية، لكنها خطوة مهمة وأنا في انتظار نص سينمائي يناسبني. في الواقع، تلقّيت عدداً من العروض السينمائية، لكن انشغالي كل عام بالأعمال الدرامية التلفزيونية يأخذ كل وقتي، فطوال العام أفكر بالجديد الذي سأقدمه وأفاضل بين الموضوعات، علماً أن هناك وقتاً أخصصه لبيتي وأسرتي وزوجتي وأبنائي، ومع ذلك أفكّر بتقديم عمل سينمائي، وأتمنى أن أجد موضوعاً مختلفاً يصلح لتقديمه في السينما.

- سؤال يتكرر كل عام في رمضان، لماذا لا يشارك ياسر جلال في برامج شقيقه رامز؟

يضحك... أسير على مبدأ وضعته في بداية مسيرتي الفنية، وهو عدم المشاركة في أي برنامج يُعرض عليّ مقابل مادي للظهور فيه، وخصوصاً البرامج التي تعتمد على السخرية من الفنان لإضحاك الجمهور، ومعروف عني أنني لا أتحمّل هذه النوعية من البرامج، وإذا وتّرني رامز فقد أنفعل وتثور عصبيتي فأضربه...

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079