تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سوما: أرفض الكليبات الجريئة

رغم تأكيد البعض، ان المطربة سوما هي البديلة التي دفع بها المنتج نصر محروس لتأخذ مكان شيرين عبد الوهاب في شركته، فإن سوما ترفض هذا الكلام وتقول: «لم ولن أكون بديلة لشيرين!». وهي تتحدث الى «لها» عن علاقتها بشيرين وتامر حسني وبهاء سلطان، ورأيها في انفصال هيثم شاكر عن نصر محروس. كما تكشف أسباب تأخر ألبومها الجديد، وحقيقة تحكم نصر محروس في اختيار الكلمات والألحان التي تغنيها. وتبدي أيضاً رأيها في هيفاء ونانسي وفضل شاكر ويارا، وموقفها من الكليبات الجريئة، وتجربتها السينمائية الوحيدة. وعندما سألناها عن حياتها الخاصة قالت: «لن أسمح للفن والنجومية والشهرة أن تسرقني من أحلامي في الزواج والأمومة والاستقرار».

- ألا تتفقين معي أن ثلاث سنوات فترة طويلة لتحضير ألبوم؟
الفترة ليست طويلة مقارنة بأحداثها الكثيرة المؤثرة، فإذا وضعنا في الاعتبار مثلاً ظروف مرض المنتج نصر محروس، الى جانب الانتكاسة الرهيبة في سوق مبيعات الألبومات، بالإضافة إلى فترة تحضير واستماع الى عدد لا بأس به من الأغنيات، ستجد في النهاية أنها فترة عادية جداً، بل قد تكون ممتازة وسط هذا الكم من العراقيل الفنية، أضف إلى ذلك التأني الشديد في الاختيارات التي فرضتها علينا تلك الظروف لخروج ألبومي الثاني بشكل يليق بنجاح ألبومي الأول، مع الأخذ في الاعتبار ندرة الأغاني التي تتماشى مع شكلي الغنائي وصوتي.

- هل هذا يعني عدم وجود أي مشاكل إنتاجية تسببت بتأخير طرح الألبوم؟
لا توجد شركة في مصر لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية الكبرى في العام 2009، كما أن انخفاض مبيعات الألبومات، وزيادة عمليات القرصنة لكل الألبومات المطروحة حديثاً في الأسواق، أديا إلى تأثر كبرى شركات الإنتاج الموسيقي في مصر، مما نتج عنه قلة في الإنتاج بشكل عام. لكن في النهاية لم تكن المشاكل الإنتاجية السبب الرئيسي لتأجيل الألبوم.  

- بعد خمس سنوات من احترافك الغناء، هل مازلت عضواً في فرقة سليم سحاب الموسيقية؟
نعم لا أزال عضواً في فرقة الموسيقار سليم سحاب الموسيقية، وأرحب دائماً إذا طلبت مني إدارة الأوبرا المشاركة في حفلة. فالأوبرا هي بيتي الأول، ولا أنسى فضلها عليّ.

- لماذا لا تقدمين بعض الحفلات مثلما يفعل خالد سليم مثلاً رغم أنه ليس عضواً في أي فرقة موسيقية؟
أنا أغني في الأوبرا بمعدلات غناء خالد سليم، لأنني، وكما ذكرت، داخل الأوبرا منذ طفولتي. لكن الفرق الوحيد كان في اهتمام الأوبرا أخيراً بالاتفاق مع النجوم على إقامة حفلات على مسرحها، وعادة يكون الاهتمام بالنجم الضيف أكثر من الاهتمام بالنجوم الذين تربوا داخل المكان، لذلك لا يمكن المقارنة بيني وبين خالد سليم، فهو نجم تستضيفه الأوبرا أما أنا فصاحبة مكان. وبالمناسبة أنا من المتابعين لحفلات خالد هناك.

- ألا تجدين تشابهاً واضحاً بين بدايتك وبداية شيرين لكون الأوبرا أول طريق النجاح لكل منكما؟ 
هناك تشابه في البداية بالفعل، لكن الفارق أن شيرين لم تستمر فترة طويلة بينما استمرت علاقتي بالأوبرا فترة أطول منها.

- وما رأيك في المقارنة الدائمة بينك وبين شيرين خاصة منذ عملك مع نصر محروس؟
أعتبر نفسي أحد عشاق شيرين، وقد أكون من أكثر المعجبين بها على  وجه الأرض، وأحب الاستماع إلى صوتها باستمرار، وأتابع كل أعمالها دون استثناء، كما تجمعني بها علاقة صداقة جيدة. لكنني في الوقت نفسه أرفض تماماً مقارنتي بها، كما أرفض أن يقال عني النسخة الثانية منها، أو البديلة لها، لأن هذا الكلام غير صحيح. ومع قليل من التركيز ستجد أن خامة صوتي مختلفة تماماً عن خامة صوتها، كما أن شكلي مختلف عن شكلها، واختياراتي الغنائية أيضاً مختلفة عن اختياراتها، لذلك ففكرة مقارنتي بها ليست صحيحة، لكنني،  لا أجد أي مشكلة في وجود تنافس شريف بيننا، فنحن نمثل مصر. لأننا في النهاية مطربتان من مصر، وقد تكون مقارنتي بها باستمرار أحد أسباب مقاطعتي للصحافة والإعلام فترة طويلة، لأن الموضوع أخذ أكثر من حقه.

- لكنك أصبحت بالفعل بديلة لها في شركة نصر محروس!
أعتبر نفسي من المحظوظات بالتعامل مع نصر محروس، وقد أكون المطربة الوحيدة التي أصدرت أغنية بمجرد التوقيع مع الشركة مباشرة، وحدث هذا أثناء وجود شيرين في الشركة، وهذا يدل على  اهتمام نصر بي حتى قبل أن تفسخ شيرين عقدها معه، لذلك لم ولن أكون بديلة لها داخل الشركة أو خارجها.

- بماذا تفسرين إصرار البعض على أن كليبك الأخير هو محاولة من مخرجه نصر محروس لتشبيهك بشيرين عن طريق بعض الكادرات والزوايا الإخراجية؟
لا أعلم السر وراء هذا الإصرار، لكن أعتقد أن نصر محروس أذكى من أن يقع في هذا الخطأ الساذج، لأنه الأكثر علماً ويقيناً بوجود فارق كبير بيني وشيرين، وأنني مختلفة تماماً عنها. وهناك تصريح تلفزيوني له بهذا الكلام. وإذا افترضنا جدلاً ما تقول، فإنك ستجد أن شخصيتي في الغناء مختلفة، لأن نصر في النهاية مخرج له أسلوبه وطريقته في الإخراج، وقد تتطابق الأفكار أو تتشابه دون أن يقصد، لأنه يمتلك منهجاً إخراجياً يستخدمه باستمرار في كل كليباته معي أو مع غيري، ولا يمكن أن نلومه عليه. وقد يكون التشابه الوحيد بيننا في وجود الميكروفون في أغنيتي وأغنيتها، لكن أن يقال أن الكليب مطابق لكليب «مافيش مرة» فهذا يعتبر ظلماً لي وله.  

- هل صحيح أن نصر محروس هو صاحب القرار في اختيار الكلمات والألحان والتوزيع والإخراج ولا يوجد تدخل نهائي منك؟
هذا الكلام صحيح إلى حد ما، لكن هذا لا يمنع وجود رأي لي في اختيارات الأغاني، بالإضافة إلى أن نصر أذكى أيضاً من أن يفرض عليَّ  أغنية وهو يشعر بعدم رغبتي في غنائها أوعدم اقتناعي بها، لأن النتيجة ستكون عبارة عن غناء دون إحساس، وهذا ما حدث في أغنية «ده حبيبى»، فقد رفضت الأغنية في البداية رغم إعجابي بها، وذلك بسبب خوفي من عدم تقبل الشباب للتنقلات اللحنية الكثيرة الموجودة في الأغنية، وصرحت له بقلقي هذا، لكنه أكد لي أن هذه الأغنية ستنجح نجاحاً كبيراً، وبالفعل هذا ما حدث. ولهذا أنا أحترم ذكاءه في اختيارات الأغاني، فالخبرة لها عامل كبير جداً في اختيارات الأغاني وذوق الجمهور، وأنا مازلت أفتقد هذه الخبرة، ولا يجوز أن أكون صاحبة قرار في هذا التوقيت المبكر، لذلك فرؤيته الفنية أقوى من رؤيتي بكثير. ونصر يرحب دائماً بسماع آرائي، وقد أستمع إلى أغنية وأرشحها له ونتناقش فيها، لكن رأيه في النهاية هو الأهم، لأن الخبرة لها دور كبير كما ذكرت، ويجب أن أستفيد من وجوده. 

- في الماضي أثنت شيرين على نصر محروس بالطريقة التي جاءت على  لسانك الآن، ورغم ذلك تركت شيرين الشركة، هل هذا احتمال وارد عندك؟
أستطيع أن أؤكد لك أنه لم يحدث بيني وبين نصر محروس أي نوع من المشاكل منذ توقيع العقد، أي منذ خمس سنوات تقريباً، وهي الفترة نفسها التي استمر فيها تعاقد شيرين مع الشركة، لكن في النهاية لكل منا ظروفها المختلفة التي تتحكم في قراراتها.

- ما قدمه نصر لشيرين في خمس سنوات يفوق بكثير ما قدمه لك في الفترة نفسها!
الظروف حينها كانت مختلفة تماماً في كل شيء، لذلك أنا أحسد شيرين على  ظهورها في تلك الفترة، حين كان السوق وقتها لايزال يستمع إلى الموسيقى وينتظر الأغاني الجديدة، وكانت الألبومات حينها أيضاً تحقق مبيعات خيالية، وعلى العكس، جاء ظهوري في نهاية تلك الفترة، ولا يمكن أن ننسى أن نصر وشيرين كانا توليفة فنية خاصة لن تتكرر مستقبلاً، وللعلم أنا أعشق كل الأغاني التي جمعت بين شيرين ونصر. وعموماً فإن خلافات شيرين ونصر في ما بعد لا دخل لي بها، ولا أريد أن أعرف تفاصيلها، لأنني لا أحب التدخل في ما لا يعنيني، كما أكره المشاكل بطبعي، ولا أحب أن أخوض في مشكلة أو أسعى إليها.

- وهل كنت تتوقعين بعد كل ماقدمه نصر إلى شيرين خلال تلك السنوات الخمس أن تتخذ قراراً بالانفصال عن الشركة وبعدها بفترة قصيرة يتخذ تامر حسني القرار نفسه؟
لم أتوقع ذلك نهائياً، ولم أكن أودّ أن يحدث ذلك، بل كم كنت أتمنى من كل قلبي أن يستمرا في الشركة حتى الآن، خاصة شيرين، لأنني مازلت أرى أنهما ثنائي لن يتكرر. فقد كانت شيرين في هذا التوقيت في قمة مجدها الغنائي، بالإضافة إلى نجاح نصر في توظيفها بالطريقة المثلى. والحال نفسه بالنسبة إلى تامر بالطبع، وحتى هذه اللحظة أنا أستمتع بألبومات شيرين وتامر القديمة مع نصر محروس، وسأقول لك شيئاً قد لا يصدقه أحد، أنا لا أعرف حتى الآن الأسباب الحقيقية التي دفعت الاثنين الى اتخاذ قرار الانفصال، وقد تعمدت ألا أتدخل أو أحاول معرفة ما يدور في الكواليس خوفاً من فهم موقفي في شكل خاطىء.

- هل تعتقدين أن استمرار شيرين بالشركة كان سيؤثر سلباً على  مستقبلك وفرصتك في الظهور بشكل أو بآخر؟
أنا لا أفكر بهذه الطريقة لأنني مقتنعة تماماً بأن نجاحي وشهرتي ورزقي وفرصتي في الظهور، أشياء كلها مُقدَّرة لي قبل أن آتي الى هذه الدنيا، سواء في وجود شيرين أو حتى عمرو دياب. ثانياً، أول نجاحاتي كان في وجود شيرين في الشركة، وقد أعطاني نصر فرصتي الكاملة للنجاح قبل أن تترك شيرين الشركة بفترة. ثالثاً، هل تعتقد أنني سأشعر بالقلق إذا اكتشفت في أحد الأيام قيام نصر بالبحث عن صوت جديد؟ بالطبع لا، لأنني أعلم أن هذه مهنته وعليه البحث باستمرار عن أصوات جديدة. فهو في النهاية منتج ومكتشف أصوات، كما أنني لست أنانية لأتدخل وأمنع فرصة عن مطربة. ولكل ماسبق لم أكن لأهتم أو أشعر بالخوف على  مستقبلي لو استمرت شيرين في الشركة.

- ألم يلفت انتباهك انفصال كل النجوم باستمرار عن نصر محروس واتجاههم إلى شركات أخرى؟
قد يكون حب التغيير هو السبب الوحيد الذي دفعهم الى ذلك، ففي كثير من الأحيان تهاجم بعض الأفكار الغريبة عقل المطرب، ويهيئ له نجاحه فكرة التوقيع مع شركة جديدة بحثاً عن عائد مادي أكبر أو مميزات أكثر، أو حتى البحث عن خطوة جديدة في المشوار الفني. ومن هنا يحدث الخلاف عادة، وهذه الأفكار لا تأتي أبداً إلا بعد الشعور بالنجاح. وعموماً لا أستطيع أن أصف لك حالة الحزن التي أشعر بها عند انفصال أحد المطربين عن الشركة.

- إذا تكلمنا تحديداً عن هيثم شاكر بصفته آخر المطربين انفصالاً عن نصر محروس، هل تعتقدين أن هيثم شاكر ظلم نصر محروس أم أن نصر هو من ظلم هيثم؟
رغم عدم معرفتي بتفاصيل الخلاف كما ذكرت، أعتقد أن نصر محروس لم يظلم هيثم شاكر، وكل ما أعرفه بخصوص هذا الموضوع أن الخلاف الرئيسي كان حول عدم تصوير أغنية لهيثم، وهو ما دفعه الى فسخ التعاقد، ولا أعلم أكثر من ذلك.

- إذا تركنا هيثم وتحدثنا عن بهاء سلطان، ألا تتفقين معي أنه وقع تحت ظُلم باستمراره كل هذه السنوات مع نصر محروس دون إطلاق ألبومات أو تصوير كليب؟
ظُلم؟ بالطبع لا، هذا من رابع المستحيلات، خاصة مع بهاء سلطان، لأنه الصوت المحبب إلى نصر محروس. وقد أحكي لك موقفاً لا يعرفه أحد ويؤكد كلامى، فأثناء التحضير لاختيار أغنيات ألبومي، فوجئت بنصر يطلب مني تأجيل العمل في ألبومي والاستماع أولاً إلى أغنيات بهاء لأن صوته وحشه، هل هناك دليل أكثر من هذا؟ وبالمناسبة أحب أن أؤكد لك أن ألبوم بهاء المقبل سيكون مفاجأة لجمهوره، لكن إذا أردت السبب الحقيقي وراء تأخير ألبوم بهاء حتى أكون منصفة، ويأخذ كل شخص حقه، فالأمر يعود إلى بهاء نفسه، فهو الذي ابتعد عن نصر طوال هذه السنوات.

- يقال في الكواليس إن تامر حسني هو المطرب الوحيد الذي خرج من شركة نصر محروس فائزاً، ما رأيك؟
تصمت برهة قبل ان تقول: تامر مطرب ذكي ويعرف كيف يستفيد من الظروف المحيطة به، وكنت أتمنى أن يستمر تعاقده مع نصر.

- وهل لا تزال الصداقة بينك وبين تامر مستمرة رغم فسخ تعاقده مع الشركة؟
علاقتي بتامر وشيرين جيدة حتى الآن، ولايوجد بيننا أي مشاكل. لكن بمجرد الانفصال، أصبح لكل منا عالمه الخاص، وهناك اتصالات بيننا مع كل خطوة جديدة في مشوار أي منا، لكن لم تعد العلاقة قوية كما كانت، لكنها ليست سيئة، وأنا أحب تامر لأنه شخص مجامل.

- هل سيخرج مشروع الدويتو المؤجل بينكما منذ سنوات إلى النور رغم وجود كل منكما في شركة؟
انفصال تامر عن الشركة لم يكن سبباً لتأجيل الدويتو، فقد كان التأجيل بقرار من نصر قبل أن يترك تامر الشركة بفترة، ولا أعلم السبب في ذلك. وللعلم هناك أكثر من دويتو تم اختياره للغرض نفسه، لكن لا أعتقد بإمكان تنفيذ المشروع في الوقت الراهن.

- ومن المطرب الذي ستختارين غناء هذه الدويتوهات معه اذا ترك لك نصر حرية إبدال تامر بمطرب آخر؟
في هذه الحالة سأطلب تكرار تجربة الغناء مع بهاء سلطان مرة أخرى، فأنا من أشد العاشقين لصوته، كما أنني أحب طريقته في الحياة على  المستوى الشخصي، فهو شخص نقي جداً.

- هل تخشين على  مستقبلك المهني مع نصر محروس؟
أفضل أن أترك كل شيء يسير كما هو مخطط له، ولا أفكر في الغد أبداً، وكل ما يمكن أن أقوله إن علاقتي بالمنتج نصر محروس أكثر من ممتازة، وللعلم، أنا لم أتأخر في إصدار هذا الألبوم، فطوال هذه الفترة كنا في حالة عمل دائم ما بين الاستماع والاختيار، إذا كان هذا هو الغرض من سؤالك.  

- ما الذي يدفع «سوما» لترك نصر محروس؟
 لم تخطر هذه الفكرة ببالي ولو للحظة، ولن أفعل ذلك. أنا مدينة له بالكثير، وله فضل كبير عليّ، لا يمكن أن أنساه، وأنا لا أحب أن أقابل المعروف بالإساءة.

- لن تطلبي الانفصال حتى لو تعرضت الشركة لظروف مادية حرجة؟
لم ولن أفكر في هذا الموضوع، ولن أترك نصر أو الشركة تحت أي ظروف، مادية أوفنية، وقرار الاعتزال لا رجعة فيه في حال حدوث ذلك. 

- وماذا لو قرر نصر محروس التوقف عن الإنتاج والاكتفاء بتوزيع الألبومات؟ هل ستقومين بالإنتاج على  نفقتك الخاصة حينها؟
لا، لن أفعل، وسأعتزل الغناء فوراً.

- هل تقتلين حلمك الفني ببساطة لمجرد توقف شركة عن الإنتاج؟
لقد تعلمت الفن داخل جدران هذه الشركة، وأعتبر نفسي في أحسن شركة إنتاج في مصر، وأنا لا أبحث عن ماديات أو ما شابه، بل أغني لعشقي للغناء، والطريقة التي أعامَل بها في هذه الشركة هي الطريقة التي كنت أتمناها دائماً.

- لماذا يبدو في كلامك أن هناك نوعاً من السخط على  شركات الإنتاج والوسط الفنى؟
أنا لا أحب الوسط الفني، ولا أحب الاختلاط بأي شخص خارج نطاق العمل، وأرفض حضور الحفلات والسهرات وأعياد الميلاد. ودائماً ما تجد شقيقي أو والدتي معي باستمرار. وأنا أعشق الفن للفن ليس إلا، ولا أتخذه سبباً للثراء أو للشهرة مثلا. أحب الغناء، وأحاول أن أكون دائماً على  درجة من الحذر تمنعني من أن يسرق مني عشقي للغناء حياتي الطبيعية، ولا أريد أن أتحول إلى نموذج آخر من نماذج كثيرة موجودة حالياً في  الساحة. لقد سرق الفن أحلامهن وأعمارهن، إلى أن اكتشفن أنهن يعشن الآن دون عمل أو زوج أو طفل. سأحاول ألا أقع في هذا الخطأ، فأنا إنسانة لها أحلامها الأسرية والمهنية، ولن أترك أياً منهما يطغى على  الآخر.

- بخصوص الثراء والشهرة، ما رأيك في النسبة المئوية الكبيرة التي يحصل عليها نصر من أجر مطربي شركته في الحفلات والأفراح والإعلانات مقابل إنتاج ألبومات لهم؟
النسبة التي يحصلها نصر من مطربي شركته ليست كبيرة، ثانياً، هناك شركات تطلب تحصيل نسبة أكبر من التي ينص عليها التعاقد مع نصر محروس، رغم أنها شركات جديدة ليس لها سابق أعمال في إنتاج الألبومات، ثالثاً، إذا قارنت تلك النسبة بالأموال التي يدفعها نصر مقابل الإنتاج ستجد أنها نسبة عادلة، خاصة في ظل حالة كساد مبيعات الألبومات. وقد استمعت عن طريق أخي عن نسب تصل إلى ثمانين في المئة. وأنا أصدقه لأنه يسعى للتعاقد مع شركة إنتاج أيضاً. لذا عندما يحصل نصر على  خمسين في المئة، فهذا حقه لأنه لا ينتظر أي عائد مادي من مبيعات الألبومات، ولا تعود عليه المبيعات بما انفقه مقابل أغنية واحدة. وبعيداً عن هذا يجب أن نراعي أنه منتج من حقه أن يكسب.

- ولماذا لم تعرضي على  نصر التعاقد مع شقيقك؟
لا يجوز أن أعرض هذا، أنا أتمنى طبعاً مساعدة شقيقي لكنني أفضل أن يسعى ويحاول ويجتهد، حتى لا يقال في أحد الأيام أن سوما ساعدت شقيقها. وصوت شقيقي يؤهله لأن ينجح منفرداً دون مساندة أو مساعدة مني.

- متى ينتهي عقدك مع نصر محروس وهل هناك عروض من شركات أخرى؟
ثمة كثير من العروض من شركات كبيرة وحتى هذه اللحظة أرفض الكثير منها، وقد بدأت تلك العروض منذ فترة طويلة، وتحديداً بعد أول كليب لي مع بهاء سلطان. وأستطيع أن أعلن بمنتهى الصراحة أنني جددت العقد لمدة ثماني سنوات منذ فترة قصيرة، وعموماً لا أحد يعلم كيف سيكون حال الغناء بعد ثماني سنوات.

- ما رأيك في الكليبات الجريئة التي تقدم حالياً، مثل كليبات ساندي ومروة نصر على  سبيل المثال لا الحصر؟
لا أقبل الكليبات الجريئة ايا كانت صاحبتها، ولا أقبل الأفلام الجريئة أيضاً، وأكره الجرأة بشكل عام، حين أنني بدأت أشعر بالفجيعة كلما تابعت قنوات الأغاني وما يعرض فيها، وأتعجب من إصرار البعض على  تقليد الغرب دون فهم. أعتقد أن مصر بلد كبير فنياً بدرجة كافية، وخرج منها عمالقة غناء الوطن العربي، لكننا يبدو أننا تنازلنا عن هذه الحقيقة بمحض إرادتنا. وأعتقد أن المطربة التي لا تغني بصوتها عليها ألا تخرج من منزلها من الأساس، لأن احترام الناس هو أكبر كنوز أي مطربة في أي بلد، ويكفيني احترام الغير لأهلي عندما يعلمون أنني ابنتهم التي تقدم أغاني محترمة أو فيلماً محترماً. نحن شعب شرقي ويجب أن نتمسك بذلك.

- هناك تصريح لك تقولين فيه: «لا توجد مطربات في مصر»، هل مازلت متمسكة بهذا الرأي؟
أولاً، هذا التصريح ليس على  لساني، ولم أذكره يوماً، ثانياً، مصر مليئة بالأصوات الجميلة والقوية، مثل أنغام، شيرين، ريهام عبد الحكيم، وآمال ماهر، كما أن الأوبرا مليئة أيضاً بأصوات لا يمكن تخيل جمالها، لكن للأسف المشكلة في ندرة المنتجين حالياً، بالإضافة إلى أن الشكل أصبح أحد مقومات الاختيار. ويجب أن نعلم أن البلد الذي ساعد مطربات عربيات كثيرات لا يمكن أن يخلو من أصوات جميلة.

- لمن تستمعين من المطربات؟
أعشق نانسي عجرم وأتابع كل أعمالها، كما أعشق يارا وفضل شاكر.

- هل تعتقدين أن هيفاء وهبي تستحق كل النجاح الذي هي فيه؟
 لها أسلوبها الذي يحبه الناس، واستطاعت أن تنجح بالأدوات المتاحة أمامها، وهي نفسها اعترفت في أحد البرامج بأنها مؤدية وليست مطربة.

- هل عدم تحقيق فيلم «أعز أصحاب» إيرادات كبيرة وراء عدم تكرارك تجربة التمثيل؟
الفيلم لم يفشل على الإطلاق، وعدم تحقيقه إيرادات يرجع الى أسباب لا أستطيع التحدث عنها، لكن يمكنك ببساطة سؤال المنتج عن سر رفع الفيلم من دور العرض في أكثر أيام تحقيقه للإيرادات. وقد نجحت كممثلة في هذه التجربة بشهادة الكثير من النقاد.

- ما رأيك في تجارب المطربات الممثلات الأخريات مثل روبي؟
لم أتابع أفلام روبي الأخيرة، لكنني شاهدت أول أفلامها «سبع ورقات كوتشينة» وقد كان الجدل الدائر حوله أحد أسباب إصراري على  مشاهدته، وهو الجدل الذي أثار فضولي لأرى بنفسي سبب الهجوم. لكن أعتقد أن مي كسَّاب وبشرى من المطربات الممثلات الناجحات في مجال التمثيل، وإن كان هناك تفوق واضح لمي كسَّاب بسبب اختيارها أدواراً معينة نالت إعجاب الجمهور.

- هل تضيف أغاني الأفلام والمسلسلات إلى المطربة؟
بالطبع، فقد سبق ان حققت لي أغنية فيلم «90 دقيقة» كثيراً من النجاح، كما أضافت لي أغنية فيلم «أعز أصحاب» أكثر مما كنت أتخيله، وساعدت في توسيع دائرة جمهورى.

-  أين أنت من الدراما؟
لا أبحث عن المشاركة في أعمال تلفزيونية في الوقت الحالي، وأفضل التمهل قليلاً قبل خوض هذه التجربة، لأنني مهتمة بالغناء فقط، إلى أن أصل إلى مرحلة ترضيني ثم أرى ما يمكن فعله.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079