أصالة: لسنا عبيداً في مملكة روتانا
لم تتغيّر... هي نفسها الإنسانة الصريحة التي تُفصح عمّا في داخلها من مشاعر وآراء دون مسايرة أو لفّ ودوران، وحتى دون احتساب للنتائج التي قد تترتّب على كلامها كما تقول دائماً. وتأكيداً لذلك، قالت إنها لو أطلّت مع نيشان هذه المرة ستحاول قدر الإمكان أن تكون الإطلالة بأقلّ قدر ممكن من المشاكل، قياساً بما حصل سابقاً بعد إطلالاتها التلفزيونية. خلال زيارتها الأخيرة لبيروت للحلول ضيفة على برنامج «نجم الخليج»، التقت «لها» الفنانة أصالة وكان هذا الحوار.
- حللتِ ضيفة على برنامج «نجم الخليج» وذكرت أنك تفضّلين عدم إسداء النصائح للمشاركين؟
صحيح، لأني لا أحب أن أبدو في صورة المُحاضرة أو المُتفلسفة. لكني سُئلت أيضاً عن نصيحة يمكن أن نقدمها للمشاركين غير الخليجيين بما أن البرنامج هو مسابقة على أداء الأغنيات الخليجية حصراً. فقلت إنه من الضروري أن يستمعوا كثيراً إلى الأغنيات الخليجية ويحفظوها كي يشعروا بأن اللهجة جزء منهم وأنهم جزء منها. إذا أردنا التعمّق في اللهجة هي دون شك صعبة، كالنبطي على سبيل المثال. يجب أن نُتقن اللهجة قدر الإمكان كي لا نبدو مقلّدين للآخرين. أنا شخصياً مهما غنّيت اللهجة الخليجية، لن أفعل ذلك مثل نوال الكويتية وأحلام، بل ألفظ بطريقتي الخاصة. وحتى عندما أغني اللهجة المصرية، أقولها بلكنة شامية وهذا طبيعي جداً.
- ماذا تقولين عن ألبومك الخليجي الذي صدر أخيراً؟
هو من أجمل وأروع الألبومات التي نفّذتها على الإطلاق وفخورة به كثيراً لأنه أكثر ألبوم فيه إتقان، إضافة إلى اعتزازي بالتنفيذ الموسيقي فيه، وهو يحمل أساليب جديدة تُعتبر جديدة في ما يخصّ اللهجة الخليجية مثل أغنية «بس دقيقة».
- «بس دقيقة» هي الأغنية التي ستصورينها كليباً؟
كلا، بل سأصوّر «إلى متى».
- لماذا التأخير في تصوير الكليبات؟
بسبب انشغالاتي الكثيرة والسفر المستمر. كما أن ابنتي شام سافرت إلى لندن على أساس أن تدرس هناك، لكنها لم تمكث فيها سوى عشرة أيام وغيّرت رأيها وقررت العودة إلى مصر والبقاء معي، وهذا أيضاً شغلني.
- ما هو الإطار العام لكليب «إلى متى»؟
سنعتمد طريقة جديدة في التصوير، وكأن الكليب عبارة عن مشهد واحد والأشياء في داخله تتغير وتتبدل، أي حركة كاميرا واحدة. طبعاً أنا لا أفهم شيئاً في تقنيات الكاميرا والتصوير، لكن بما أنني زوجة مخرج يحق لي أن أتفلسف قليلاً. (تضحك ثم تقول) ما ذكرته أنقله عن طارق لكني «مش فهمانة شي منو».
- البعض انتقدوا غلاف ألبومك؟
هو من أجمل الأغلفة التي نفّذتها حتى اليوم.
- الإنتقاد كان لطريقة كتابة اسمك وليس الصورة، إذ قيل إنه يحمل إساءة لأنه كان قريباً من كتابة لفظ الجلالة؟
صحيح وصلني هذا الأمر، لكني دون شك لم أكن أقصد أي إساءة. هناك أمور كثيرة نراها بغير حقيقتها أو بأكثر من شكل، وهذا ما حصل معي. فأنا فلم أجد الأمر كما وصفوه. أحيانا يكون هناك أشخاص ينتظرون مناسبات كهذه للإساءة إلى أحد، فمن الطبيعي أن يروّجوا لموضوع مماثل. يستحيل أن أكون تقصّدت هذا الأمر، فأنا أعتبر نفسي من الناس وحريصة جداً حتى في أزيائي وكلامي وطريقة عيشي. لطالما اعتبرت نفسي «ابنة الناس» فلا أرتدي مثل الفنانات أو أتصرف مثلهن، يستحيل أن أكون قد ارتكبت خطأ مماثلاً أو أني تقصّدت ذلك.
- تحدثّت عنك الفنانة أحلام خلال إطلالتها الأخيرة على شاشة «ام بي سي» وقالت إنك اتصلت بها مراراً في فترة مرضها؟
صحيح. عندما تحدثت معها المرة الأولى بعد شفائها قلت لها «تماثلي للشفاء وقولي عني ما تشائين لأني لن أزعل بعد اليوم».
- هل هذا إعلان صلح أم أنكما ستعودان مجدداً إلى الردود والردود المضادة؟
كلا هو إعلان صلح حقيقي. خلال فترة مرضها وحالتها الخطرة عشت في حالة عذاب ضمير وكنت أحرص يومياً على إرسال رسائل هاتفية إلى زوجها أو أحد أقاربها وأطلب منهم إيصالها إليها، إلى أن تعافت. وأنا أعود وأقول لها «حمداً لله على سلامتك».
- شكرتكِ كثيراً على الهواء!
صحيح لكن ما من داعٍ للشكر، هذا أقلّ ما يمكن أن نفعله وكلّ إنسان يشعر أنه في حاجة إلى آخرين يقفون بجانبه عندما يمرّ في أزمة معينة سواء كانت صحيّة أو غير ذلك.
- أجرى سالم الهندي حواراً منذ فترة قريبة وسُئل فيه عنك، فقال «أين هي أصالة كي أقول رأيي فيها»؟
هو دون شك يعاني من قصر النظر كي لا يراني. فعلاً لديه مشكلة فظيعة في النظر، لأنه لو كان يرى ولو قليلاً لكنت أول واحدة يفترض أن يراها، هذا مؤكّد. طبيعي أن يقول مثل هذا الكلام بعد أن رفضت تجديد عقدي مع الشركة، «يعني شو بدو يقول». إطلالتي مع نيشان حملت صراحة كبيرة ولم أجرّح خلالها بأحد بل أعلنت موقفاً مفاده أني لم أعد أرغب في التعامل مع هذه الشركة. لم أسئ بكلامي إلى أحد، كما أن ما قلته لا ينمّ عن حقد كما اعتبروا هم. لكن للأسف، سالم الهندي وغيره أصيبوا بالتلوث الفني، فأصبحت انتقاداتهم تحمل نوعاً من أنواع الجبروت. بينما الناس لا يحبون أن يسمعوا مثل هذه الانتقادات تجاه أشخاص يخصّونهم منذ 18 سنة.
- هو قال إنه لن يسيء إليك احتراماً لجمهورك رغم أنه جمهور قليل؟
يعني على الأقل جمهوري أكبر من جمهوره بكثير، هذا مؤكّد.
- ما هي محطاتك المقبلة؟
سأصدر قريباً ألبومي الجديد باللهجة المصرية خلال شهر شباط/ فبراير المقبل بإذن الله.
- أيضاً مع شركة «بلاتينوم»؟
نعم.
- ماذا عن شائعة طلاقك من طارق العريان؟
(تضحك) شائعة مغرضة. لكثرة ما تداولها الناس وكرروها هي لم تعد شائعة، بل أصبحت «نقّ».
- تقصدين حسداً؟
لا أحب كلمة حسد. هي تتردد باستمرار لكني لم أشعر بها أو بمعناها ولا مرة. يعني مثلاً «إذا تفركشت هذا يعني أني أمشي بطريقة عشوائية وليس بسبب الحسد».
- أنت غائبة منذ مدة عن الإعلام، لماذا؟
انشغلت كثيراً في الفترة الأخيرة. قد لا يعرف كثيرون أني أقوم بأمور كثيرة في حياتي عدا عن كوني أغني، حتى تفاصيل منزلي أنا أتولاّها. أنا إنسانة اجتماعية ولديّ واجبات أقوم بها، وصدف أنها كانت كثيرة في الفترة المنصرمة، لهذا غبت قليلاً. هذه الواجبات تأخذ الكثير من وقتي وأنا أعتبرها أساسية في حياتي، منها أمومتي أولاً وكوني زوجة طبعاً وأختاً وصديقة لأناس كثيرين.
- أين أصبح مشروع الفيلم الذي قيل إنك ستمثلين فيه تحت إدارة زوجك المخرج طارق العريان؟
أُرجئ قليلاً لأن طارق كان منشغلاً بإنهاء فيلمه السينمائي الجديد «أسوار القمر» مع الفنانة منى زكي. حصلت بعض العراقيل في تنفيذ هذا الفيلم، ممّا أخّر بالتالي فيلمي مع طارق.
- هل سيكون فيلماً استعراضياً؟
كلا، بل هو فيلم اجتماعي وفيه بعض الكوميديا.
- هل ستغنين فيه؟
سأغني فيه كما أغني في حياتي اليومية، أي في المطبخ والحمام والصالون لكن ليس على شكل أغنيات كاملة.
- ما هي الأوقات التي تغنين فيها عادة؟ عندما تكونين سعيدة أو حزينة؟
أغني عندما أشعر بالفرح، فتجدينني أغني وحدي دون أن أشعر.
- لمن تغنين؟
لوردة الجزائرية طبعاً. لديها كلّ الأغاني لكلّ المناسبات وهي أكثر فنانة أغني لها. التقيتها وصرت أحبّها على المستويين الفني والشخصي، إذ شعرت بأني أشبهها و«لقيت حالي فيها» في ما يخصّ نظرتها إلى الحياة وتعاملها مع الناس وبساطتها. كما أني من عشاق السيدة فيروز أيضاً.
- تابعت حفل فيروز الأخير في بيروت؟
طبعاً، وانهرت وكنت أكثر من بكى في تلك الليلة. ولو أجروا استفتاء لمعرفة من أكثر من بكى بالتأكيد سأكون أنا.
- ما هي الأغنية التي جعلتك تبكين؟
الحالة كلّها تجعلك تبكين. بكيت بمجرّد أن أطلّت على المسرح. هي المرة الأولى التي أحضر حفلة لها ولمست بالفعل هذه الهيبة الفظيعة التي تملكها. لا أدري ما أقول ولا أعرف كيف أصف شعوري، لكنه كان شعوراً غريباً جداً خصوصاً أنك تنظرين إلى «حالة» يبدو كأن الزمن لم يمرّ عليها فعلاً.
- ربما تأثرت أكثر بسبب المشاكل التي واجهتها فيروز في الفترة الأخيرة؟
كلا هذا أمر مختلف، وفيروز تبقى فيروز. في مثل مسيرتها، من الطبيعي أن تحصل أمور مماثلة، أناس يشككون وآخرون يحاربون... حتى ولو كانوا قلّة، لكنهم يزعجون الفنان دون شك.
- هل تعتبرين أن ما حصل معها عبّر عن قلّة تقدير تجاه الفنان الحقيقي في العالم العربي؟
على العكس هي مقدّرة وكثيراً. تم تقديرها في شكل غير عادي لأن الكلّ وقف بجانبها من المثقف إلى العامل البسيط، ويكفي آلاف البشر الذين حضروا حفلتيها الأخيرتين. أعتقد أن ما حصل كان امتحاناً حقيقياً لمحبة الناس لهذه الظاهرة التي اسمها فيروز.
- التقيت وردة في مصر خلال حفل توقيعها العقد مع شركة روتانا. هل تكرر اللقاء بعد ذلك؟
كلا للأسف، وهذا بسبب تقصير مني. أنا مقصّرة تجاه أشخاص آخرين، منهم مثلاً الفنانة مديحة يسري التي أعشقها وأناديها «ماما»، لكني رغم ذلك مقصّرة جداً في حقّها. لكن هي الانشغالات التي تأخذنا دون أن ندري.
- هل سمعت عن المشكلة الحاصلة بين وردة وروتانا؟
لم أتابع التفاصيل، لكن ما حصل متوقّع، على أمل ألاّ يطلّ سالم الهندي في لقاء ويسأل أين هي وردة ويقول إنه لا يراها بعد الخلافات.
- ما الذي يحصل في روتانا؟ فهناك كثيرات رفضن تجديد عقودهن من أنغام إلى شيرين ونوال وغيرهن؟
لا أعرف ما هي طريقتهم لكن المؤكّد أن سالم الهندي يحتاج إلى دراسة حقيقية لسياسته وأن يعالج طريقة كلامه عن الفنانين، سواء أنا أو غيري. أنا أعرف كيف أدافع عن نفسي وربما من القلائل الذين يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم تجاه أي موقف بسبب الخبرة التي أملكلها، «يعني سالم الهندي مش قدّي». لكنه فعلاً يتحدث عن أشخاص لهم تاريخ ومسيرة كبيرة في الفن وتعبوا كي يصلوا إلى ما هم عليه، يتناولهم في الإعلام بطريقة معيبة وبقلّة احترام. يجب أن يعيد حساباته، وإن أصبح يملك المال أقول له «روق شوي» لأن كثر هم من يملكون الأموال في هذا العالم.
- أنتِ اكثر شخص تحدث عنه سالم الهندي، لماذا؟
لأني أكثر شخص ضايقه.
- في حوارك الشهير مع نيشان، قلت أنك تتمنين الحصول على نسبة 5% من دعم نجوى كرم في روتانا؟
كنت مخطئة وعرفت لاحقاً ما تعانيه نجوى في روتانا. كنت أعتقد كما كثيرين غيري أن وضعها في الشركة مختلف لكن اتضّح أن كل ذلك غير صحيح. في أحيان كثيرة نقول أموراً لا نعرف حقيقتها ونبالغ في هذه الرؤية، ثم نتراجع عندما ندرك أننا كنا مخطئين. وأنا حقيقة بالغت عندما قلت هذا عن نجوى كرم لأني لم أكن أعرف ماذا يجري.
- هل تابعت الحملات التي أقامها المعجبون بك على «الفايس بوك» بعد ما كتب عنك في مجلة روتانا؟
علمت بما حصل وبكلّ ما فعلوه، وأنا أشكرهم من كل قلبي.
- هل صحيح أنك كنت تنوين مقاضاة المجلة؟
صحيح، حتى أني قصدت المحامي لمباشرة الدعوى لكني غيرت رأيي. يعني مدير يأتي وآخر يذهب وربما عندما يتغيّر الوضع ويتبدّل الحال، يقول هذا المدير «عذراً» عندما يغادر. عندما تحدثت عن روتانا مع نيشان، لم أقل كلاماً جارحاً أو معيباً، لكني لا أدري لماذا يصرّون على التعامل مع الناس كأنهم عبيد في مملكتهم.
- هل ستطلين في برنامج نيشان الجديد على «ام بي سي»؟
إن شاء الله، أحب إطلالاتي مع نيشان وأعتبرها من أهم الحوارات التي أجريها. لكني سأحاول الظهور مع أقل قدر ممكن من الخسائر إذ بعد كل إطلالة هناك مشكلة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024