تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

صٍبا عودة، أتنافس دوماً مع نفسي وأتحدّاها لأقدّم الأفضل

صٍبا عودة، أتنافس دوماً مع نفسي وأتحدّاها لأقدّم الأفضل

صٍبا عودة

صِبا عودة رائدة أعمال عربية متخصّصة في التواصل الاستراتيجي، وتقدّم حالياً برنامج "الصباح مع صِبا" على قناة "الشرق للأخبار". شغفها في عالم إدارة الاعمال بدأ باكراً وهي لا تزال تكمل دراستها الثانوية حيث لجأت إلى مساعدة والدها في إدارة أعماله. عملت كمذيعة رئيسية في قناة "العربية" الإخبارية وأشرفت على إعداد وإطلاق أول برنامج متخصّص في أخبار الأعمال "الأسواق العربية"، الذي بات أحد أكثر برامج الأعمال متابعةً على التلفزيونات العربية. إلى جانب العمل الإعلامي، اتّجهت صِبا إلى عالم الأعمال وأسّست "الصَبا للاستشارات" التي توفر لعملائها في دول مجلس التعاون الخليجي خدمات استشارية في التخطيط الاستراتيجي للاتصال، وبناء السمعة التجارية، والعلاقات مع المستثمرين. كما تدعم صِبا قضايا المرأة وتشجّع السيدة العربية على لعب دور فاعل في عالم الأعمال في الشرق الأوسط. في هذا الحوار، نتعرف أكثر إلى صِبا عودة سيدة الأعمال والأم والرائدة في عالم الاقتصاد والأعمال.


- انطلقت مسيرتك الإعلامية عام 2003 عبر قناة "سي أن بي سي عربية" كمقدّمة برامج رئيسية، بعدما بدأت مسيرتك المهنية عام 1995 في لندن لدى مجموعة "أندوسويس" المصرفية. ثم انضممتِ عام 2005 إلى قناة "العربية" كمقدّمة ومنتجة للبرامج الاقتصادية قبل أن تحطّي رحالك أخيراً في قناة "الشرق للأخبار". هل كانت مسيرتك المهنية صعبة ومحفوفة بالمخاطر، أم أن خطواتك كانت دوماً متأنّية ومدروسة؟

الحياة بعامة ليست سهلة. لم تكن مسيرتي المهنية سهلة، فقد واجهت العديد من التحدّيات والأحداث غير المتوقّعة، ولكن هذا لم يمنعني من التوقف والتمعّن بالخطوات المقبلة، ودراستها جيداً قبل اتّخاذ أي قرار.

قال ستيف جوبز يوماً متحدثاً عن مسيرته المهنية "إنه لا يمكننا أن نصل النقاط بالنظر إلى الأمام، يمكننا فقط وصلها معاً بالنظر إلى الوراء، ولذلك علينا دائماً أن نثق بأن هذه النقاط سترتبط معاً بشكل ما في المستقبل". تنطبق هذه المقولة على الجميع. وبالنسبة إليّ، كل المحطات التي مررت بها خلال مهنتي هي التي قادتني إلى ما أنا عليه اليوم، منذ بدأت العمل في القطاع المالي مع مجموعة "أندوسويس" المصرفية و"ميرل لينش"، مروراً بقناة "سي أن بي سي عربية"، و"العربية" وحتى إطلاق عملي الخاص ثم انضمامي إلى "الشرق للأخبار".

لم تكن أيٌّ من هذه المراحل سهلةً، وخصوصاً إذا نظرت إلى الخلفية الاقتصادية والسياسية خلال هذه الفترة، حيث حدث الكثير من التطورات التي أثّرت ليس فقط في الاقتصاد وسوق العمل والفرص المتاحة، وإنما في حياتنا بشكل عام وكيفية التعامل مع تحدّياتها. ولكن التحديات هي التي تخلق الفرص، ومن المهم أن نفكّر ملياً قبل الشروع في أي خطوة.


- "الصباح مع صِبا"، برنامجك الصباحي الجديد على قناة "الشرق للأخبار" حجز مكانة متقدّمة في عالم صحافة الأعمال العربية. هل أنتِ راضية عمّا تقدّمينه في هذا البرنامج أم أنك تطمحين الى المزيد؟

بالفعل برنامج "الصباح مع صِبا" المذاع على "الشرق للأخبار"، ضمن برامج "اقتصاد الشرق مع بلومبِيرغ"، أضاف بعداً جديداً إلى البرامج الصباحية في الوطن العربي. فهو أول برنامج يتحدث باللغة العربية يتوجّه حصرياً إلى قادة الأعمال في المنطقة. إنه مفهوم جديد نهدف من خلاله إلى تقديم المعلومات التي يحتاج إليها مجتمع الأعمال وكبار المديرين في المنطقة ليتمكّنوا من اتخاذ القرارات الضرورية في بداية يومهم بعد الاطّلاع على محرّكات العالم الاقتصادية والسياسية التي قد تؤثر في الاقتصاد. نقدّم لهم فقرات تعالج اهتماماتهم، نضع الأعمال في سياق السياسة والمجتمع وحتى الرياضة. ما حققه البرنامج، خلال أقل من ستة أشهر يُشعرني طبعاً بالرضى. ومع ذلك أطمح لأن يكون البرنامج هو الأول في كل المجالات، مع العلم أن قطاع الإعلام هو قطاع تنافسي، يتغير ويتحوّل بسرعة، وعلينا أن نواكب سرعته في ما نقدّمه خلال برنامج "الصباح مع صِبا".

- هل يجدر بالمذيع الاقتصادي أن يكون متخصّصاً، أم أن في إمكان أي إعلامي أو صحافي خوض هذا المجال؟

التخصّص هو سر النجاح في أي عمل، ولكنه يكتسب أهمية كبرى في الإعلام. فالمذيع أو المذيعة المتخصّصان يمكنهما التعامل مع كل الظروف، وطرح الأسئلة الصحيحة، وإعطاء بُعدٍ أعمق للمعلومة. تستطيع المقدّمة المتخصّصة في الاقتصاد أن تحاور وتناقش قادة الأعمال على مستواهم وفي ملعبهم. كما أن التخصّص يُخرج المذيع من الإطار الوظيفي البحت، فلا يكون عبارة عن صورة ناطقة فحسب، بل يصبح له تأثير وقدرة على التحليل تسمح له بتقديم رأي محايد ومحترف يساعد المُشاهد على تكوين الرأي واتخاذ القرارات الصحيحة.

- كيف تقيّمين تجربتك مع "الشرق للأخبار" لغاية اليوم؟

يمكن التحدّث عن تجربتي مع "الشرق للأخبار" على مستويات عدة. أولاً العودة إلى العمل كمقدّمة برنامج تلفزيوني بعد عشر سنوات من التوقف أدى إلى تغير كبير في أسلوب حياتي. أضيفي إلى ذلك، تجربتي بالعمل مع فريق محترف ومؤسّسة ضخمة ومرموقة، وقد كان لهما دور كبير في نجاح البرنامج، ومساعدتي في التكيّف مجدداً مع العمل في الاستديو وتطوير نموذج جديد للبرامج الاقتصادية للعالم العربي يذهب إلى أبعد الحدود لإيجاد المعلومة التي تغذّي فضول المتابع وعرضها بالطريقة التي تضيف قيمة إليه وتمكّنه من تنمية أعماله وحياته معاً.

من جهة أخرى، تقدّم تجربة "الشرق للأخبار" منظوراً جديداً للأخبار بشكل عام ولأخبار الاقتصاد بشكل خاص، إذ إن بناء الخبر وأسلوب عرضه وتقديمه في الشرق وضمن خدمة "اقتصاد الشرق مع بلومبِيرغ " تقوم كلها على مقاربة تسعى إلى ربط النقاط وتقديم القصة بشكل متكامل للجمهور من كل زواياها وعبر منصات متعدّدة بما يشرح تأثيرات التطورات العالمية في حياة الناس مستندين إلى مصدر معلومات هو الأكثر موثوقية في العالم في مجال الاقتصاد والأعمال، أي "بلومبيرغ".


- كيف تتأكّدين من صحة المعلومات الاقتصادية قبل إذاعتها على الهواء؟

عمل الصحافي لا ينتهي، فوظيفتي لا تقتصر على تقديم البرنامج، إنما التحضير وإعداد الحلقات المقبلة مشروع متواصل يستمر ٢٤ ساعة ٧ أيام في الأسبوع! فأتابع كل المستجدات لحظة بلحظة، وأُدقّق في الأخبار للتحقّق من صحتها، كما أن إدراج برنامج "الصباح مع صِبا" ضمن برامج "اقتصاد الشرق مع بلومبِيرغ" يسمح لنا بالوصول إلى المعلومات الموثوقة والدقيقة والتي تتمتع بصدقية عالية. ونحن نعمل على وضعها وتفسيرها ضمن سياق التطورات التي تحدث في العالم، عبر استضافة كبار الخبراء والمحلّلين ومحاورتهم بعمق لا يجده المتابع في أي مساحة إعلامية عربية أخرى.

- استضاف برنامجك نخبة من الضيوف، أبرزهم سلطان أحمد بن سليّم رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، وسارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدّمة ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وعبدالمحسن العمران المؤسّس والرئيس التنفيذي في شركة "ذا فاميلي أوفيس"، والدكتور خالد المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وغيرهم الكثير. كيف تختارين ضيوفك؟

صحيح كان لي شرف اللقاء مع الكثير من الشخصيات البارزة في المنطقة خلال برنامج "الصباح مع صِبا"، ومن بينهم أيضاً الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات. أختار ضيوفي وفقاً للموضوع الذي يشغل العالم خلال تاريخ عرض البرنامج، سواء كان ذلك الموضوع تأثير جائحة "كوفيد 19" في قطاع الطيران، أو ارتفاع وتراجع قيمة العملات الرقمية، أو حتى تأُثير تعطّل حركة المِلاحة في قناة السويس في الإمدادات العالمية للنفط. نحاول الوصول إلى الشخصيات المؤثرة والقادرة على الإضاءة المفيدة على هذه العناوين لتقدّم تحليلاً معمّقاً يساعد القادة المتابعين لشاشات الشرق على وضع خططهم القريبة وبعيدة المدى، ونختار ضيوفنا على هذا الأساس.

- ما الذي يحفّزك على الاستمرار والتجدّد والنجاح رغم كل الصعوبات التي يواجهها الوطن العربي اليوم؟

الصعوبات ليست مستجدّة في الوطن العربي، ولطالما شهدت المنطقة الكثير من التقلّبات والتحدّيات، ومع ذلك نحن مستمرون في التقدّم. لا يمكننا الاستسلام أمام الأوضاع الصعبة، وإلا لما تمكّنا من تحقيق أيٍّ من الإنجازات التي سجّلتها المنطقة اليوم. وفيما قد تطغى الأحداث السلبية على الأخبار والحياة اليومية، نُبقي أعيننا شاخصة على المستقبل. فإذا ألقينا نظرة بعيدة الى الوراء حتى يومنا هذا، نجد أن الاتجاه صعودي – صاروخي! فلا يمكننا أن نغضّ بصرنا عن التطور الحاصل في المنطقة، وتحديداً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

على الصعيد الشخصي، أضع نفسي في تنافس دائم مع نفسي أولاً، وأتحدّاها لتقدّم ما هو أفضل، وهذا ما يحفّزني على التجدّد والإبداع في كل ما أقوم به.

- هل تتقبّلين النقد؟

لا أتقبّله فحسب، بل أطلبه أيضاً. لا يمكننا أن نرى نقاط ضعفنا بأعيننا، ولكن عندما نرى أنفسنا بأعين الآخرين، يمكننا أن نتعلّم الكثير عن أنفسنا. عندما يكون النقد بناءً، قد يساعدنا على تطوير أنفسنا والتقدّم.

- ما هو تقييمك للإعلام الاقتصادي العربي في الوقت الراهن؟

يشير الإقبال الكبير على مشاهدة برنامج "الصباح مع صِبا" إلى الشهية المفتوحة في السوق على مثل هذه البرامج المتخصّصة، خصوصاً في فترة الصباح. البرنامج ردم الفجوة التي كانت موجودة في السوق، وسلّط الضوء على أهمية هذا القطاع.

وقد حقق الإعلام الاقتصادي العربي قفزات نوعية، في العقدين الماضيين على الأقل، من ناحية الحِرفية في العمل وتقديم الخبر. إذا نظرنا إلى مختلف القنوات الإعلامية في القطاع إجمالاً، من تلفزيون أو جريدة أو مجلة، سنجد الكثير من الأسماء التي كانت قد بدأت قبل 10 أو 15 سنة، والتي اكتسبت خلال هذه الفترة خبرات لا يُستهان بها. وتشكّل هذه الأسماء مثلاً أعلى للمحترفين الجدد، حيث يتعلّمون منهم ويستفيدون من خبراتهم.

ولا بد من الإشارة إلى أن الإعلام الاقتصادي تحديداً يتمتع بميزة أكبر من الإعلام في المجالات الأخرى، حيث لا تزال وسائل الإعلام التقليدية هي المصدر الرئيس للخبر، على عكس المواضيع السياسية، مثلاً، التي تتابعها الجماهير مباشرةً على مواقع التواصل الاجتماعي أولاً.

- هل تعتقدين أن تأسيس قناة اقتصادية عربية متخصّصة أمر ممكن أم مستحيل؟

لا وجود للمستحيل. لكن دعيني أقول ما أراه للمستقبل وما سيكون واقعا قريباً. لن يكون هناك قناة اقتصادية وقناة سياسية أو غيرها. الخبر خبر، وتأثيره في حياتنا واحد، سياسياً كان أو اقتصادياً. لا يمكننا التحدّث في موضوع اقتصادي من دون وضعه في إطار الوضع الجيوسياسي. كما لا يمكننا أن نفهم موضوعاً سياسياً من دون فهم التداعيات الاقتصادية لذلك الخبر. هذا هو المستقبل. هذه هي الفكرة الرئيسية وراء عودتي الى التلفزيون، وهذا ما يقدّمه "الصباح مع صِبا" لمتابعيه كل يوم. و"الشرق للأخبار" هي الدليل على إمكانية تأسيس قناة اقتصادية عربية متخصّصة. يتطلب ذلك اجتماع العديد من العناصر، أهمها الإدارة الاستراتيجية التي تدرك أهمية هذه الفكرة والإمكانيات الضخمة التي تمكّن من تحقيقها. كما تحتاج إلى المهارات العربية المتخصصة في مجال الإعلام الاقتصادي.

- ما رأيك في دور الإعلام خلال الأزمات، ولا سيما جائحة كورونا التي أصابت العالم أجمع بدون استثناء؟

أدّت جائحة كورونا إلى إعادة تعريف العديد من الثوابت في حياتنا اليومية، وحدّدت دورها بشكل أوضح. من منظوري الخاص، يجب أن يتحمّل الإعلام مسؤوليات عدة خلال الأزمات، أولها وأهمها التدقيق في صحة الخبر. مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي أثبتت أنها أسرع من الوسائل التقليدية في نقل الخبر، يكتسب الإعلام أهمية كبرى حيث يمكننا التواصل مع المصادر الموثوقة للتأكد من صحة الأخبار في ظل كثرة انتشار الأخبار والمعلومات المزيفة. كما يلعب الإعلام دور التوعية، عبر استضافة الخبراء، وتسليط الضوء على عواقب عدم الالتزام بالإجراءات التي ينصح بها الأطباء، بالإضافة إلى التحليل والنظر إلى ما بعد الخبر. فأغلب الأزمات تُدخلنا في ظروف لم نعهدها سابقاً، ولا يمكن فهمها على الفور، ويلعب الإعلام دوراً أساسياً في عملية إدراك أبعاد ما يحصل وسُبل الخروج من الأزمة.

- أسّستِ شركة "صَبا للاستشارات" لتقديم خدمات استشارية متخصّصة في مجال الاتصالات الاستراتيجية وبناء السمعة والعلاقات مع المستثمرين، وأجريت تدريباً شخصياً لكبار المسؤولين. هل أنتِ راضية عن أداء شركتك، وما الذي تنوين تطويره في خدماتها؟

نمت الشركة بشكل كبير منذ تأسيسها. فمن فريق صغير مؤلّف من شخصين، يضم الفريق اليوم الكثير من المواهب المميزة التي تساهم في نجاحنا على الرغم من التحدّيات التي أثرت وتؤثر في الأعمال في العالم في السنوات الأخيرة. الأزمة الأخيرة سمحت لنا بإعادة التفكير في نموذج عملنا، والنظر في الفرص المتاحة أمامنا، ومجالات التطور بما يواكب التغيرات التي شهدها العالم خلال الأشهر القليلة الماضية. نعمل دائماً على تطوير خدماتنا لنقدّم للعملاء تجربة مصمّمة لتلبّي احتياجاتهم وتسمح لهم بالتواصل مع جماهيرهم بأكبر فعالية ممكنة.

- ما هو وجه الشبه بين تقديم البرامج والعمل في شركة لاستشارات الاتصال والتسويق؟

قد يبدو العالمان مختلفين، ولكن في الواقع إذا نظرنا إلى الأهداف العامة من دون الغوص في التفاصيل سنجد وجه التشابه، حيث تهدف شركة "صَبا للاستشارات" إلى مساعدة الشركات على النمو عبر السرد القصصي. كذلك الأمر بالنسبة الى برنامج "الصباح مع صِبا" حيث نقدّم الأخبار بأسلوب قصصي يساعد المديرين الكبار على تنمية أعمالهم من خلال فهم ما يدور في العالم.

- أنتِ أمّ لابنتين. هل تشجّعيهما على خوض غمار الإعلام؟

لطالما تركت لابنتَيّ حرية الاختيار ومتابعة الطريق التي تختارانها. في حال رغبتا بمتابعة مجال الإعلام فسأشجّعهما وأدعمهما أيضاً لتنمية موهبتيهما.


- كيف توفّقين بين حياتك الشخصية وحياتك المهنية التي تتطلب الكثير من العمل والالتزامات؟

أحاول أن أكرّس دائماً الوقت لنفسي وعائلتي. هذا الأمر ليس سهلاً، خصوصاً مع عملين بدوام كامل. الاستيقاظ باكراً يساعدني في تخصيص الوقت الكافي لنفسي ولبرنامج "الصباح مع صِبا"، فيما أخصّص فترة الظهيرة لمتابعة أعمال "صِبا للاستشارات"، أما الليل وعطلات نهاية الأسبوع، فهي الفترة المخصّصة للراحة والعائلة والأصدقاء. الالتزام بنوع من البرنامج المحدّد مسبقاً يساعدني في التوفيق بين الحياة الشخصية وتلك المهنية.

- كيف تمضين أوقات فراغك؟

خلال أوقات فراغي أحب أن أمارس الرياضة. أمشي كثيراً وأذهب مشياً إلى عملي يومياً قبل الفجر. فوقت المشي بالنسبة إليّ هو وقت التفكير الاستراتيجي. أعظم الأفكار تأتيني عندما أخرج للمشي أو للتريّض أو للاسترخاء. كما أنني أحب السفر وأسافر كلما أُتيحت لي الفرصة لذلك.

- هل أنتِ راضية عما حقّقته المرأة العربية عموماً في الإعلام؟ وهل صحيح أن الرجل ما زال يطغى على هذا القطاع؟

إذا نظرنا إلى مشاركة المرأة العربية في الإعلام عبر السنين، سنجد أنها قطعت شوطاً كبيراً. لكن، في بعض الأوساط، ما زالت المرأة في الإعلام تعاني من النظرة السائدة في المجتمع والقطاع بشكل عام. فعلى رغم المهارات والتخصّص، لا يزال المجتمع ينظر إلى المرأة كصورة تطرح الأسئلة، ولا يعتبرها صانعة قرار ورائدة فكرية يمكنها أن تؤثر في رأي الجماهير، بالمقارنة مع الرجل الذي يُعتبر خبيراً في المجال الذي يقدّمه بصرف النظر عن مؤهّلاته. أنا وزميلاتي الإعلاميات، كسيدات رائدات ورياديات، نعمل اليوم معاً كي نغيّر هذا المفهوم للجيل القادم، ولنثبت قدراتنا كمؤثرات في المجتمع. فمسؤوليتنا ليست تجاه أنفسنا فقط، بل تجاه الأجيال القادمة من الإعلاميات وما نتركه لهن.

- حكمتك في الحياة؟

الشيء الوحيد الثابت في الحياة هو أنها تتغير باستمرار.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079