تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

يسرا اللوزي... خفت من إياد نصَّار

عندما عُرض عليها مسلسل «الجماعة»، اعتذرتْ. ومرت سنة كاملة ثم عاد إليها الدور. وقتها فقط شعرتْ بأن هذا الدور يناديها، وبالفعل أشاد الكثيرون بأدائها في العمل. إنها الفنانة الشابة يسرا اللوزي التي التقيناها فتحدثت عن دورها في المسلسل، وخوفها من إياد نصَّار، وأمنيتها العمل مع السقا وحلمي وأحمد عز. كما تحدثت عن استمتاعها بالأفلام المستقلة رغم أنها لا تصل الى الجمهور. كما اعترفت بأنها أحياناً تكره جمالها، وتتكلم عن الأسباب.

- رغم تصريحك أنك لا تحبين التلفزيون شاركت في ثلاثة مسلسلات في عامين متتاليين، لماذا؟
نعم قلت ذلك، ولكني أحافظ على مستوى معين للأعمال الدرامية التي أشارك فيها، وإذا لم يتوافر هذا المستوى لن تجدوني في الدراما. وفي النهاية، أنا قررت أن أعمل في التلفزيون لأنه لا يوجد سيناريوهات جيدة تعرض عليَّ في السينما، لكن إذا خُيِّرت بين سيناريو سينمائي جيد وسيناريو درامي جيد، بالتأكيد سأفضل السينما.

- وكيف جاءتك هذه التجارب؟
مسلسل «الجماعة» عُرض عليَّ قبل تنفيذه بعام، حتى قبل أن أشارك في بطولة مسلسل «خاص جداً» مع النجمة الكبيرة يسرا. ولكنني اعتذرت لأنه لم يكن في تفكيري وقتها العمل في التلفزيون، وفعلت ذلك رغم أنني كنت حزينة لأني رفضت عملاً من تأليف وحيد حامد. والحقيقة أن المسلسل عُرض عليَّ مرة أخرى بعد عام، فوافقت عليه لأني وجدت ذلك علامة على أنني الأنسب لهذا الدور، ولأني اكتشفت أن المسلسل سيصوَّر بطريقة سينمائية، لذلك كان من الصعب أن أرفض، لأنه لا يفرق عن السينما في شيء. والحقيقة أنني شاركت في ثلاثة مسلسلات، لم أشعر في أي منها بأنني أصور «تلفزيون». ولكن كل ذلك لا ينفي أنني أتمنى العمل في السينما وليس التلفزيون.

- كنتِ الممثلة الشابة الوحيدة في مسلسل «الجماعة» والباقون رجال، هل كان ذلك في مصلحتك؟
رغم أنني لا أفكر بهذه الطريقة، شعرت بخوف شديد عندما وجدت كل أبطال العمل بلحية وشوارب، ولكن في الوقت نفسه أعجبت جداً بفكرة أنني البنت الوحيدة في المسلسل، خاصة أن كل النساء المشاركات في العمل متقدمات في العمر، فكانت فرصة كبيرة بالنسبة إلي أن أشارك في هذا المسلسل، رغم أن البعض قد يرى أن الدور كان صغيراً لأنه عبارة عن 10 حلقات. لكنني لم أشغل نفسي بالمساحة وفكرت فقط في أهميته، وتأثير هذه الشخصية في الأحداث. وأعجبني في هذا العمل أن مساحات الأدوار متقاربة، حتى أن الشخصية الرئيسية في المسلسل التي قدمها إياد نصَّار، كانت مشاهدها أيضا قليلة، لكنها في الوقت نفسه كانت مهمة.

- وما سر ظهورك أكثر نضجاً في أدائك لتلك الشخصية؟
أعتقد أن ذلك له علاقة بطبيعة الشخصية نفسها، فالطبيعي أن كل شخصية لها أسلوب أداء يناسبها. وأنا ظهرت في الأحداث كفتاة عاملة ومثقفة، لديها شخصية، وصوتها عالٍ، وليست طالبة في الجامعة كما ظهرت في أعمالي السابقة، أو كما يبدو على شكلي.

- وهل ضايقك عدم ظهورك مع الشخصية الرئيسية للمسلسل حسن البنا التي قدمها إياد نصَّار؟
لم يضايقني أبداً، والحمد لله أنا راضية عن دوري وأرى أن العمل كان مختلفاً. والظهور إلى جانب أي ممثل فيه يمثل قيمة كبيرة، وهذا نادراً ما يتحقق في عمل فني، لأن معظم الأعمال الفنية تركز في الاختيار على قلة من الممثلين الذين يجسدون الأدوار الرئيسية، ثم يأتون بأناس لا يجيدون التمثيل، ويسندون إليهم بقية الأدوار والشخصيات.

- وجود ضيوف شرف نجوم هل زاد رضاك عن مساحة دورك؟
أعتقد أن وجود أسماء كبيرة مثل كريم عبد العزيز وأحمد حلمي ومنة شلبي وعمرو واكد، كان نوعاً من المساندة النفسية لنا كفريق عمل. ولكني، بوجه عام، لا أرى ان لوجود نجوم كبار كضيوف شرف أهمية كبيرة، خاصة في هذا العمل، لأن كل ممثل أسند إليه الدور المناسب، كما أن هذا العمل أثبت أنه يمكن الاعتماد في الأعمال المهمة على ممثلين ليسوا نجوماً، ولا يتقاضون أجوراً خيالية.

- وهل رأيت في إياد نصَّار شخص حسن البنا؟
أنا أعرف إياد جيداً، وكان مفاجأة بالنسبة لي، لذلك عندما شاهدته في الحلقة السابعة، أول ظهوره، كلمته وباركت له نجاح الشخصية. فمن كثرة إجادته وتقمصه لشخصية حسن البنا، كنت أخشى أن أتحدث معه داخل الاستوديو. فعندما كنت أراه كنت أشعر بأنه متحول الى شخص آخر، ليس فقط في ما يخص الشكل، ولكن لأنه كان متقمصاً الشخصية. الحقيقة أنني وجدت في إياد نصَّار  شخصية حسن البنا، ولم يكن مجرد ممثل يجسد شخصيته.

- هل قدمت في المسلسل دوراً قريباً من شخصيتك الحقيقية، سواء في مواقفك السياسية أو اقتناعاتك الشخصية وطريقتك في التعامل؟
لا أشبهها في كل شيء، فأنا مثلها في طبيعة شخصيتها، وكونها لا تصمت على الفساد والأمور الخاطئة، وأنها تحزن على حال البلد. أما في ما يخص الآراء السياسية، أو الاقتناعات الشخصية فلا يمكن الجزم بأنني مثلها. وبشكل عام، لا أحب أن أفصح عن رأيي السياسي لأنه لن يعجب أحداً، لذلك أفضل دائما أن أحتفظ به لنفسي.

- المسلسل تعرض لاتهامات لاذعة وصلت الى التشكيك في الأفكار التي قدمها. كيف تعاملت مع ذلك؟
تعاملت مع المسلسل كعمل فني يطرح موضوعاً مهماً علمت مسبقا أنه سيشغل تفكير الناس، وسيحظى بنسبة مشاهدة عالية. لكنني لم أهتم على الإطلاق بأفكاره وتوجهاته السياسية. والمسلسل في النهاية يعبر عن وجهة نظر كاتبه وحيد حامد. وليس ضرورياً أن أؤمن بأفكار كل شخصية أقدمها، فهذا لن يكون طبيعياً. ووافقت على تجسيد شخصية «شيرين كسَّاب» لأنها استفزتني، وشعرت بأنها ستكون نقلة في مشواري الفني، وأنها ستخرج مني طاقة فنية لم تخرج مني في أي دور سابق لي.

- بعيداً عن مسلسلك الأخير، ما سر تعلقك بالأفلام المستقلة؟
العمل في هذه الأفلام يرضيني نفسياً، والجو العام فيها مختلف، سواء في طريقة التفكير أو الحسابات. فمثلاً المخرج والمؤلف أحمد عبد الله يقدم فيلم «ميكروفون» كما يريده، بعيداً عن ظروف الإنتاج ومتطلبات السوق التي تُفرض على الأعمال الأخرى. وبشكل عام لا توجد في هذه الأفلام الأجواء التي تسيطر على السوق السينمائي، ولا توجد فيها الضغائن الموجودة في الأفلام التجارية. فنحن في تصوير فيلم مثل «هليوبوليس» أو «ميكروفون» لم نكن نزيد على 6 أفراد، عكس الفيلم التجاري، الذي تجد فيه ما يزيد على 120 عاملاً. فالموضوع يُصنع بالحب، وكل فرد يعمل شيئاً لأنه يحبه، وليس لأنه مضطر لفعل هذا الشيء.

- لكن هذه النوعية من الأفلام لا تصل الى الجمهور!
الإعلام هو المسؤول عن ذلك، فذات مرة قرأت في مانشيتات الصحف، أن موسم شهر نيسان/أبريل هو موسم لأفلام المهرجانات وبواقي الأفلام، مثل «هليوبوليس»، وهذا أبعد الجمهور عن الفيلم، لأن الناس على اقتناع بأن أفلام المهرجانات ليست للمشاهدة، كما أنها لا تحصل على دعاية كافية مثل الأفلام الأخرى، فكيف ستحقق نجاحاً.

- اختياراتك تشير إلى أنك تهربين من المنافسة على الصفوف الأولى؟
لا أهرب، وعندما يعرض عليَّ عمل جيد لن أرفضه، لأن ما يعرض عليَّ من بطولات مطلقة لا يعجبني. وأنا لا أشترط أن تكون كل الأفلام التي أشارك فيها عميقة أو جريئة، بل مستعدة للمشاركة في أفلام خفيفة، ولكن المهم أن أكون مرتاحة نفسياً مع الناس الذين أعمل معهم.

- ولماذا تكررين العمل المستقل مع الفنان خالد أبو النجا تحديداً؟
أحب خالد أبو النجا وتمنيت التمثيل معه منذ طفولتي، عندما شاهدته ذات مرة يمثل على مسرح الجامعة الأميركية. والحمد لله أن هذا الهدف تحقق أخيراً، وظهرت معه في فيلم «ميكروفون». وبشكل عام، أنا معجبة جداً بطريقة تفكيره لأنها مختلفة، كما أنه يعرف ما يريد ويسعى لتنفيذ كل ما يراه صحيحاً، وهو يجد في ذلك كثيراً من المتعة. وتكرار العمل معه ليس مقصوداً ولكنه نتيجة التفاهم بيننا وبين المخرج أحمد عبد الله كفريق عمل.

- ما القصة التي يدور حولها فيلم «ميكروفون»؟
يتناول حياة مجموعة من الفرق الموسيقية المستقلة في مدينة الإسكندرية، وتظهر فيه هذه الفرق بشخصياتها الحقيقية، بعدما عقد المخرج أحمد عبد الله جلسات عمل مع أفرادها، ليتعرف على مشاكلهم وطبيعة حياتهم، واستطاع أن ينسج بخياله شخصيات وهمية يضيفها إلى حياة هذه الفرق. وهذه الشخصيات أجسدها مع خالد أبو النجا ومنة شلبي والمخرج يسري نصر الله والفنان أحمد مجدي أحمد علي وعاطف يوسف وهاني عادل عضو فريق «وسط البلد».

- هل تتوقعين أن يلقى الفيلم نجاحاً وأن يكون حظه أفضل من حظ «هليوبوليس»؟
أرى أن الناس على خطأ عندما يتوقعون أن يكون فيلم «ميكروفون» شبيهاً بفيلم «هليوبوليس»، والأفضل أن ينتظروا مشاهدة الفيلم ليحكموا عليه، بالإيجاب أو السلب. ويجب أن يعلم الجميع أنه لا يوجد مخرج في العالم تكون كل أفلامه متشابهة، سواء في مواضيعها أو طريقة تقديمها. والحمد لله أن التطويل والبطء اللذين رآهما الناس عيباً في «هليوبوليس» غائبان عن «ميكروفون»، فهو فيلم سريع جداً. 

- في «هليوبوليس» وفي هذا الفيلم أيضاً، تظهرين في دورين صغيرين. لماذا تقبلين ذلك؟
لأنني أبحث عن الذي يسعدني ويرضيني تمثيلياً بغض النظر عن مساحة الدور. أنا أعلم أن بعض اختياراتي لا تعجب الناس، ولكن أنا لا يمكن أن أسعد الناس على حسابي الشخصي.

- إلى أي مدى أنت راضية عن نفسك في الفترة التي عملت فيها في الفن؟
أعمل منذ عام 2008، وراضية عن نفسي جداً لأنني صورت ثلاثة أفلام في عام واحد (2008)، هي «قبلات مسروقة» و«هليوبوليس» و«بالألوان الطبيعية». بعدها بدأت تصوير مسلسلات «خاص جداً» و«لحظات حرجة» و«الجماعة»، و«ميكروفون» في 2009، ففي عامين ونصف العام تقريباً قدمت 4 أفلام وثلاثة مسلسلات، وهذا رد جيد جداً.

- كيف تُقومين نفسك وسط نجمات الوسط الفني؟
لا أُقوم نفسي، ولكنني بشكل عام أشعر بأنني في مرحلة يجب أن أحسب فيها كل خطوة في حياتي بشكل أكبر، لأنني في البداية كنت أحسب خطواتي بمفردي، لكن الآن الجمهور يحسب معي وبدأ يهتم بي ويعرفني. وهذا حدث بشكل كبير بعد نجاح مسلسل «الجماعة»، لأن الكثيرين رأوني بعدها من منظور مختلف، وترددت مقولات مثل «أصبحتْ أكثر نضجا، وتمثل أفضل». وكل ما أريده في النهاية أن أقدم أدواراً لا أكون فيها البنت الرقيقة الهادئة.

- لكنك ترفضين أدوار الفتاة الشعبية، وتبررين الرفض بأنها بعيدة عن شخصيتك وبيئتك التي تربيت فيها!
أنا أعرف إمكاناتي جيداً، ولذلك رفضت هذه الأدوار أني لم أكن أستطيع تقديمها، لأنه لم يكن سهلاً أبداً أن أبتعد عن طبيعة شخصيتي والبيئة التي نشأت فيها بسرعة. فالواقع أنني أحاول، طوال الوقت، أن أبتعد عن شخصيتي الحقيقية، ولكنني أفعل ذلك ببطء شديد حتى يكون الأمر صادقاً.

- هل هناك نوعية أدوار لا تستطيعين تقديمها؟
أعتقد أن الكوميديا من بين هذه الأدوار، لأنني لست كوميديانة ولا أستطيع إلقاء الإيفيهات. لكن من الممكن أن أشارك في عمل يعتمد على كوميديا الموقف. كما أنني لا أستطيع تقديم دور امرأة «شعبية» إلا عندما يصل عمري إلى 35 سنة، لأن الناس لن تصدقني في هذه الأدوار، وهذا يعود الى طبيعة صوتي. وهناك أدوار من الممكن ألا أستطيع تقديمها طوال حياتي، وهذا ليس عيباً، لأن الطبيعي أن يعرف الممثل ما الأدوار التي يصلح لها ويقدمها، ويبتعد عن الأدوار التي يعرف أنه لن يستطيع تقديمها.

- هل يُحجِّم جمالك من اختياراتك الفنية؟
إلى حد ما، لكن هذه ليست مشكلة جمالي الوحيدة، فأنا أحياناً أكره جمالي، خاصة عندما أقرأ تعليقات على الإنترنت، مثل «أي بنت حلوة بتمثل». كما يضايقني أن الناس تعتقد أن أي فتاة جميلة لا بد أن تكون غبية.

- لماذا لم تعملي مع أي من نجوم الشباك حتى الآن؟
هذا السؤال يجب أن يوجه إليهم وليس إلي، لأنهم يتحكمون في الاختيارات. ولو كان الأمر في يدي، سأعمل مع معظمهم. فمثلاً اذا خضت تجربة الكوميديا، أتمنى أن تكون مع أحمد حلمي، كما أتمنى العمل مع أحمد السقا وكريم عبد العزيز وأحمد عز.

- ولماذا أنت بعيدة اجتماعياً عن الوسط الفني؟
لأني لا أسهر وأنام مبكراً، فيومي مختلف عن يومهم، وهذا يجبرني على أن أكون بعيدة عنهم، رغم أن لي أصدقاء كثيرين.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079