مذيعة 'العربية'... ميسون عزام
ميسون عزام وجه إعلامي معروف يتصدّر نشرات قناة «العربية» منذ سنوات، وقد عرفت بجديتها وتمكنها عبر نوعية البرامج السياسية التي تقدمها، وكمذيعة تدير الحوار، وقبل سنوات تعرضت للمديح والانتقاد في وقت واحد بعد تقديمها ليوميات امرأة تستعد للإنجاب، استعرضت فيها بشكل يومي معاناتها الشخصية وهي في أيام حملها الأخيرة كامرأة عاملة توزع وقتها بين العمل والبيت والأبناء. بل وطرحت استفتاء بين مشاهدي «العربية» لاختيار اسم ابنتها الجديدة، كما حضّرت نفسها لمواجهة المديح أو الانتقاد من جديد بعد ظهورها كوجه إعلاني لصالح مشروب«نسكافيه»، فهي تؤكد أنها ليست موديل إعلانات، بل وجه إعلامي يقدم رسالة صحية. وفي هذا اللقاء قالت الكثير كمذيعة وأم...
- وجه إعلاني رغم كونك مذيعة أخبار وبرامج سياسية؟
بداية لست وجهاً إعلانياً بل وجه إعلامي لأني لست موديلاً، وتلك الخطوة أقدمت عليها لأن المنتج الذي أعبر عنه معروف وله رسالة يسعى لإيصالها الى المشاهد أو المستهلك، وتلك الرسالة صحية ومبنية على دراسات طبية، وهذه الدراسات جاءت من شركات أبحاث مستقلّة ولا تابعة للشركة المنتجة، وبالتالي كانت ذات مصداقية، والرسالة تشير إلى أن القهوة لها فوائد مهمة عكس الشائع لدينا جميعاً في العالم العربي، لاعتقادنا أن القهوة غير مفيدة بل مضرة. ولكي تصل تلك الرسالة كان لا بد من أن تصل من خلال شخصية عندها مصداقية. ووقع الاختيار علي كوني مذيعة أخبار، ولأن ما أقدمه يحمل صيغة الخبر الذي يفترض فيه الثقة والمصداقية، ولم يكن التفكير مثلاً في طبيب لأن المادة التي نتحدث عنها ليست طبية أو دواء يمنع الأمراض بقدر ما هو يساعد الجسم على مقاومة الأمراض التي تصيب الإنسان. ولأن في الأمر رسالة وتوعية كانت الفكرة جذابة لي، الى جانب أن الحملة وعرضها بهذا الشكل فيهما الكثير من شخصيتي وصورتي كمذيعة أخبار اسمها ميسون عزام لن تتأثر بأي خطوة من خطوات الحملة الإعلانية، بل كانت بالنسبة إلي خطوة إيجابية تضاف إلى السيرة الذاتية الخاصة بي في المجال الإعلامي، وأعتبرها خطوة مهمة جداً.
- وهل درست الفكرة قبل الإقدام على تنفيذها؟ ألا تعتبرينها مخاطرة قد تعرضك للانتقاد كما حدث سابقاً في ظهورك على الشاشة في شهور حملك الأخيرة؟
لم أتردد لحظة في قبول هذا العرض من جانب شركة عالمية لأن هناك رسالة، ودرست تفاصيلها من جميع الجوانب، لأنه قبل أعوام كانت عندي تجربة مشابهة أثناء فترة حملي، وظهرت على الهواء مباشرة أحكي للمشاهدين عن حملي والصعاب للمرأة العاملة وغيره. وواجهت في حينها الكثير من الثناء وفي الوقت نفسه الانتقادات، والأخيرة كانت ممن لم يشاهدوا التقارير المصورة التي كنت أعرضها ليوميات امرأة عاملة تستعد للإنجاب. وبعضهم أعتقد أن ميسون عزام تعلن عن نفسها، ولم يتفهموا أن هناك قضية ورسالة، وبالتالي لم يستوعبوا الفكرة لأننا أعتدنا وفق ثقافتنا أن نحكي عن العالم وليس عن حالنا. وكان من الممكن أن يتقبلوني عندما أحكي عن امرأة حامل أخرى وليس عن نفسي، لأني كمذيعة أخبار لا يفترض أن أكسر الحواجز. وردود الفعل وقتها كانت قاسية. ولهذا أقول أني لم أتردد في الظهور كوجه إعلامي لأني استعددت جيداً للتجربة لاقتناعي بأهمية الرسالة ومضامينها الإيجابية والصحية، ولم أعتبرها مخاطرة لأني مستعدة لمقابلة أي هجوم أو انتقاد.
- كانت ميسون عزام أول مذيعة تكسر الشكل التقليدي لمذيعة الأخبار، فهل تعتبرين نفسك الأولى أيضاً كوجه إعلامي لإعلان تعتبرينه ثقافة ورسالة صحية؟
قد أكون الأولى كمذيعة أخبار، ولا أتذكر من سبقني في ذلك. وعادةً ترتبط الإعلانات بمطربين وفنانين، ولكن «نسكافيه» كان هدفها عرض فوائد القهوة وليس كما كنا نتخيل أنها مجرد أضرار فقط. وبالتالي كانت في حاجة الى وجه إعلامي بعيداً عن الغناء والتمثيل، ومن هنا وقع الاختيار عليّ.
- هل يعني ذلك قبولك لإعلان آخر يحمل الصيغة نفسها أو الهدف نفسه؟
كل رسالة مفيدة للمجتمع أنا على استعداد للمشاركة فيها، سواء كانت عملاً خيرياً أو حتى تجارياً، ولكن دون الخروج عن قواعد مهنتي. ومن قبل لم أتردد في تقديم حفلات مثل حفلة الفنان مارسيل خليفة لأنه قدم ريعها لأطفال فلسطين، وأيضاً حفلة المطربة الفلسطينية أميمة الخليل. المهم عندي أن تكون هناك رسالة سامية أقدمها.
- هل يتوافق ذلك مع طبيعة شخصيتك؟
نعم مئة في المئة، وإذا كانت هناك ردود فعل قاسية لظهوري في هذه الحملة الإعلامية أو يراها البعض خطوة جريئة، فأنا جاهزة للدفاع عن نفسي.
- لماذا تتوقعين أن يكون هناك ردود فعل؟
لأني تعرضت لحملة شرسة وردود فعل غريبة لظهوري على الشاشة في شهر حملي الأخير، رغم ان الظهور كان ذا هدف ورسالة. والحمد لله حتى الآن لم تكن هناك ردود فعل سلبية، بل بالعكس هناك دعم كبير وفرحة لدي كل من أقابله، ولاحظت أيضا أني نجحت في تغيير تلك الصورة المغلوطة والخاطئة عن أن القهوة مجرد أضرار. ووجودي في الإعلان لفت نظر الناس الى فوائد القهوة وأنها غنية بمضادات الأكسدة وتساعد الخلايا في حماية الجسم وتحمي من العديد من الأمراض، منها على سبيل المثال السرطان. ودائماً يقولون إن تناول القهوة لا بد أن يكون بطريقة معتدلة، حتى الماء إذا أسرفت في تناوله فله أضراره، أما الأمور التقنية الأخرى بأرقامها فهناك متخصصون قادرون على مناقشتها.
- ما الذي تمثله الثقافة الصحية في حياتك؟
اهتمامي بابني وابنتي اجبرني على ذلك، لحرصي على صحتهما وصحة جسدهما وضرورة البعد عن الأشياء الصحية. ممنوع الحلو في البيت، فأنا آخذهما إلى السوبر ماركت وكل واحد منهما يشتري قطعة واحدة من الحلوى في اليوم. والأغذية القليلة الفائدة ممكن مرة في الأسبوع، لأني عادةً أحب وأجيد الطبخ في البيت الذي أحرص على أن تتوافر فيه الفواكه. وحتى عند ذهابنا معاً لممارسة الرياضة تكون المياه والفواكه حاضرة دائماً. الحليب في الصباح مهم وضروري، وللغداء طبخة معروفة تتنوع بين اللحم والأسماك على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، والعشاء خفيف. أما الماء فهو من الأساسيات عند الاستيقاظ من النوم وبعد العودة من المدرسة...
- وماذا عن الرياضة؟
أحاول المحافظة عليها كجزء من ساعات يومي، وفي أي وقت أمارس الرياضة خاصة ركوب الخيل لأني من عشاق الفروسية، وللأسف أيام كان عندي الوقت لم أكن قادرة مادياً على ممارسة تلك الرياضة، وعندما أصبحت قادرة بعض الشيء مادياً لم يعد عندي الوقت! وأنا ملتزمة الآن ركوب الخيل على الأقل مرة واحدة في الأسبوع في نادي جبل علي لمدة 45 دقيقة، فهي ليست رياضة للجسم فقط ولكن للنفس أيضاً. ويشاركني في ذلك أبني الذي ينتظر هذا الموعد الأسبوعي بفارغ الصبر. وأنا أمارس اليوغا مع ولديّ.
- اليوغا ثقافة روحانية قبل أن تكون رياضة، ما فائدتها خصوصاً مع طبيعة عملك؟
«اليوغا» مهمة جداً خاصة، أن طبيعة عملنا في مجال الأخبار السياسية تجعلنا دائماً تحت ضغط، طوال الوقت تفكر وتركز وتكون تحت ضغط. وللحق تعبت من كثرة الأخبار والصور التي تسبب الحزن، لأن هناك صوراً لا تظهر على الشاشة من فظاعتها ونشاهدها نحن، وتؤثر بالطبع فينا. ولهذا السبب أقول أن ركوب الخيل وممارسة اليوغا مع الأولاد والسباحة وغيرها تمثل راحة نفسية لي، وكأني طفلة بريئة لا تعرف ولا تستوعب الحروب التي يتسبب بها الكبار.
- يلاحظ أن مذيعة الأخبار وخصوصاً السياسية تكاد لا تبتسم وجدية بطبعها، هل يعود ذلك الى طبيعة عملها؟
المشكلة أني بطبيعتي مرحة كما يقول عني أصدقائي، ولكني أخشى أن أفقد ابتسامتي لهول ما نعرضه أو نشاهده أحياناً. وبالطبع طبيعة الخبر تفرض نفسها، فليس من المعقول أن نقول أن 10 أفراد ماتوا مثلاً ونحن نبتسم! وإذا كان الخبر طريفاً نقرأه ونعلق عليه دون مشكلة وتكون الابتسامة جاهزة تلقائياً، لكن المشكلة أن معظم ما تفرضه الأحداث حول العالم لا يدعو الى الابتسام بل يثير الاكتئاب.
- هل يعني ذلك أن مذيعة الأخبار تنقل هموم عملها إلى منزلها؟
الهموم موجودة طوال الوقت، ولكن وقت ولديّ عندي مقدس، وأحاول أن أبعدهما عن كل المشاكل والأخبار، ولكني أعطيهما معلومات. وعلى سبيل المثال ما حصل مع بركان ايسلندا وتعطل حركة الطيران، فلم أطلعهما على الصور الخاصة بهذا الحدث قدر حديثي معهما عن البراكين والغبار الجوي وتعطل حركة الطيران وكلها معلومات عامة. وفي السيارة نستمع الى نشرة «BBC»، لأجعلهما على وعي لما يحدث حولهما.، أي شيء أشاهده على الشاشة مثل حرب غزة أو غيرها أول ما أفكر فيه هما ولداي، وعندما أعود للبيت أحاول قدر الإمكان أن أكون معهما وأفعل ما يسعدهما. وأنا أعتبر ان المرأة العاملة ترعى أولادها أكثر من غير العاملة.
- هل الماكياج يتعارض مع ثقافتك الصحية؟
الماكياج جزء من طبيعة عملي، مثل الموبايل فهو ليس مفيداً صحياً وقد يكون ضاراً لو لم يحسن استخدامه. كذلك الماكياج جزء من طبيعة عملنا. ولكن في حياتي اليومية وبعيداً عن الكاميرات أحاول جاهدةً أن أكون بلا ماكياج، ولا أضع مستحضرات تجميل، لدرجة أن والدتي يستفزها ذلك وتطالبني بأن أضع الماكياج.
- هل ترين أن القنوات والبرامج الإخبارية أصبحت جزءاً من حياة الإنسان؟
جزء مهم جداً، ولكن الناس وصلت الى مرحلة حرجة بسبب ضغوط الحياة والواقع الذي نعيشه، وبعضهم بات يفضل رؤية برنامج منوعات أو فقرة كوميدية. نحن نعيش في دول لا نستطيع أن نغير فيها شيئاً، بينما في الدول الغربية يمكنهم إسقاط الحكومات، والنزول إلي الشارع احتجاجاً على أمر لا يوافقون عليه. في بلادنا العربية تشاهد الواقع السيئ وتتحمل بداخلك وهو ما ينعكس علي نفسك ليصبح شعار البعض «لا تخبروني... لا أريد أن أسمع أو أشاهد»!.
- من الأكثر شهرة، مذيعة المنوعات أم الأخبار والسياسة؟
شعبان عبد الرحيم مشهور أكثر منا جميعاً. القضية تختلف إذا ما تم التقويم بما تقدمه والرسالة التي تؤمن بها وتقدمها.
- إلى أين تمتد أحلامك وطموحاتك؟
إذا كنت إنسانة متواضعة أسعى لكي أمتلك شركة إنتاج لتقديم الأفلام الوثائقية في يوم من الأيام، وإذا كنت غير متواضعة أحب أن أكون صانعة قرار على أن أكون جزءاً من الخبر وليس مجرد مقدمة له.
- هل خبرتك وتجاربك الإعلامية تؤهلك لهذا العمل؟
والله أنا لا أتوقف، فقد حصلت على الماجستير في السياسة الإعلامية بعد دراسة 7 سنوات من لندن وأنا أعمل وأرعى العائلة. وأتخيل أن الحصول على الدكتوراه وسط تلك الظروف قد يتهيأ لي في سن التقاعد. نعم الدكتوراه مستقبل ولكني لا أملك ساعات يومي في الوقت الحالي.
الحياة محتاجة الى أن تتعلم كل يوم جديداً، وأنا أطرق جميع الأبواب وأي مجال في عملي أحاول أن أدخله، خاصة مجال التدريب. وأشارك بالأفكار، كما أن طبيعة عملنا تجعلنا نلتقي وندير حوارات مع صناع قرار. وأنا حريصة على القراءة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات