تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

زينة صوفان: التميّز هو النتيجة الحتمية للاجتهاد

زينة صوفان

زينة صوفان

زينة صوفان

زينة صوفان

اللبنانية زينة صوفان هي مذيعة الاقتصاد في "الشرق للأخبار" التي انطلقت في نوفمبر 2020. لتطل يومياً على المشاهدين في "جلسة المساء" من دبي لتتابع مجريات أسواق المال حول العالم. مسيرتها لا تشبه مسيرة أيٍّ من الإعلاميات اللبنانيات اللواتي خضن تجارب العمل بعيداً من الوطن. زينة تحمل شهادة في الدراسات الشرق أوسطية من الجامعة الأميركية في القاهرة، وعملت مُعدّة ومقدّمة برنامج على شاشة تلفزيون "دبي"، وقدّمت نشرات اقتصادية يومية على قناة "العربية"، إضافة إلى برامج أسبوعية عدة أبرزها "برنامج النفط والغاز" الأسبوعي، وعملها مراسلة في وكالة "رويترز" للأنباء في لبنان، وصحافية في تلفزيون "المستقبل". في هذا الحوار، نتعرّف إلى زينة الأم والزوجة والمرأة العاملة والإنسانة.


- تتزايد يوماً بعد يوم سرعة إيقاع العمل في المجال الإعلامي. كيف تتأقلم زينة مع هذه الوتيرة المتسارعة وما هي الأمور التي اضطرت إلى التخلّي عنها بهدف مواكبة ذلك الإيقاع المحموم؟

العمل في المجال الإعلامي يحرّكه الشغف والفضول. وهذه المهنة تضرب بعرض الحائط قواعد الروتين. إيقاعها تقليدياً يتسابق مع إيقاع الحياة. وتعلّمت أن أتمتع بمقدار عالٍ من المرونة كي لا تتسرّب حياتي من بين أصابعي. ولأن إيقاع الحياة بات سريعاً بسبب التطور التكنولوجي، أصبحت هذه المهنة تتحرّك بسرعة صاروخية. هي بالتأكيد مهنة لا تخضع لجداول زمنية رتيبة، واختيارها يحتّم على الإعلامي الالتزام لدرجة لا تقبل المساوَمة. لم أضطر للتخلّي عن أمور تعنيني كثيراً وإن اخترت طوعاً أن أكون شديدة الانتقائية عندما يتعلّق الأمر بحياتي الاجتماعية. علّمتني المهنة أن أخطط مسبقاً لمواسمي التي تتحرك وفق جداول زمنية دقيقة.


- يقال إن مجال المال والأعمال أقرب إلى المذيع الرجل. كيف نجحت زينة في خوض هذا الغمار وإثبات مكانتها فيه؟

تُكرِّسُ بدل ترى الصورة النمطية في الرجل كمعيل ومصدر وحيد للدخل في العائلة. وهذه الصورة تسقط في كل منزل قائم على فكرة الشراكة، وأنا أعيش في بيت تأسّس على هذه الفكرة، وهو ما يجعلني في حالة بحث دائم عن الفرص الاستثمارية وعن سبل التدبير المالي، وكل امرأة تفعل ذلك في بيتها هي مشروع مذيعة مالية. التميّز في ما بعد هو النتيجة الحتمية للاجتهاد الذي هو ذاته سبب التميّز في أي مجال آخر، سواء للمرأة أو الرجل.

- كيف تواكبين التطورات الحاصلة في مجال المال لنقل المعلومات بطريقة غير تقليدية تميّزك عن زملائك الإعلاميين والإعلاميات؟

بكثير من القراءة المتفاعلة. أي أنني خلال متابعتي للأحداث أو قراءتي للأخبار، أسأل نفسي عن الكيفية التي ستؤثر فيها التطورات في عالم المال في حياتي الشخصية على المدى القصير، أو كيف ستغيّر من خططي الاستراتيجية للمدى الأبعد، وأقوم بتمرين مفاده أن أضع نفسي في موضع شريحة المتابعين التي أستهدفها في برامجي المختلفة فأبحث عن الأخبار التي تزوّدهم بمعلومات يمكنها أن تصنع فارقاً عندما يتعلق الأمر بحياتهم المالية.

- عملت في وكالات ومحطات تلفزيونية عدة، ولديك حتماً ذكريات كثيرة في كلٍ منها. ما هي المحطة المهنية الأعزّ على قلب زينة؟

لكل محطة موقعها الخاص في ذاكرتي. في تلفزيون "المستقبل"، اختبرت شغفي بالعمل الإعلامي وتأكدت منه. في "رويترز"، صقلت حسّي الصحافي وتملّكت أدوات المهنة. في قناة "العربيّة"، عرفت الانتشار ومعنى التأثير. في تلفزيون "دبي"، أنضجت صوتي الإعلامي وجعلت له بصمة خاصة. وفي "الشرق للأخبار"، جئت بكل تجاربي ودروسي لأكون شريكة في تجربة إعلامية أعتقد أنها ستشكّل علامة فارقة في مجال الإعلام العربي.

- اختبرت لفترة مهنة التدريس في الجامعة. هل تفكرين في العودة إلى هذا المجال يوماً ما؟

أحببت جداً تلك المرحلة من حياتي، لكنها في الحقيقة تنطوي على التزام آخر كبير، وأنا لم يعُد لدي الكثير من الوقت للمزيد من الالتزامات. أحاول إشباع حبّي لنقل المعرفة من خلال التفاعل مع زملائي الأصغر سنّاً أو الأقل خبرةً في مجال العمل، وتغمرني السعادة بسبب ذلك.

- كيف توفّقين بين عملك وحياتك العائلية الخاصة؟

ألتفتُ الى المهم في كليهما، وأدع عني الكماليات التي لا تُحدث فوارق كبيرة في الجوهر.

- هل يتفهّم زوجك طبيعة عملك، أم أنه يدعوك للتفرغ أكثر لبيتك وعائلتك؟

كلانا يتفهّم طبيعة عمل الآخر ويسنده حين يشتدّ ضغط العمل. مرّت في حياتنا فترات كان عمل زوجي يضطره للسفر باستمرار، وكنت ألعب حينذاك كل الأدوار في البيت. وحين حلّت جائحة كورونا، صرت أنا خارج البيت طوال الوقت بينما زوجي وابنتاي في البيت يساعد أحدهم الآخر على التأقلم مع الوضع الجديد.

- أنتِ أمّ لنورا وهيا. ماذا غيّرت فيك الأمومة؟

الأمومة أضافت لي الكثير وجعلتني أعيش طفولتي ومراهقتي من جديد بصحبة نورا وهيا اللتين أتعلّم منهما شيئاً جديداً كل يوم.

- ما الفارق بين طفولتك وطفولة ابنتيك؟

طفولتي كانت أقل تعقيداً وأكثر بساطة، وهذا مرتبط بالتأكيد بالتطور التكنولوجي الهائل الذي يجعل لكل بيت عصري اليوم نوافذ كثيرة على الأهل متابعتها وتقييمها كلها.

- ما النصيحة التي حفظتها من أمك وتودّين نقلها إلى ابنتيك؟

أمي امرأة تعرف كيف تخلق قيمة مضافة في حياتها وحياة من حولها، وهذا ما أحاول تعزيزه في شخصية ابنتيّ.


- هل تشجّعين ابنتيك على خوض غمار الإعلام؟

أشجّعهما على الذهاب إلى حيث يأخذهما شغفهما وفضولهما، وأريد لكلٍ منهما أن تمارس العمل الذي لا يُشعرها بوطأة الوقت. وهذا لا يحدث إلا حين تصبح هواياتنا عملاً لنا.

- كيف هي علاقتك بالسوشيال ميديا؟

السوشيال ميديا ذراع لعملي وقناة ترفدني بالكثير من المعرفة حول الإشارات والتحولات فيه.

- بما أنك مهتمة كثيراً باستخدام السوشيال ميديا، حدّثينا عن آخر برامجك على منصّات التواصل الاجتماعي.

أطلقت مع "الشرق" برنامجاً على شكل سلسلة من الفيديوهات القصيرة الغنية من ناحية المحتوى المالي تحت عنوان "نعم أم لا مع زينة" على وسائل التواصل الاجتماعي حول التخطيط المالي الشخصي، ويُسعدني كثيراً التفاعل الكبير معها عبر مختلف المنصّات. كما استضفتُ خلال الشهر الفضيل أمسيات رمضانية ضمن حملة لـ"تويتر" عبر ميزة غرف المساحات الصوتية، وكانت فعلاً تجربة رائعة.

- يقال إن أزمة "كوفيد 19" دعمت الدفع الالكتروني وسرّعت انتشاره في مختلف المجتمعات. هل يمكننا اعتبار ذلك ميزة إيجابية لجائحة كورونا؟

في الأمر إيجابيات كثيرة بالتأكيد، لأن كورونا في زمن آخر كانت لتصيبنا جميعاً بمختلف أنواع الأمراض المصاحبة للغربة والعزلة القسرية.

- ما الصفة التي لا يعرفها عنك محبّوك ومتابعوك؟

أنّ في داخلي شخصية ذات مزاج لا يمتّ بصلة الى شخصيتي العامة، وأنني شديدة الحرص على الحفاظ على هذا المزاج بعيداً من الأضواء.

- كيف تمضين أوقات فراغك؟

تضحك... لا أعرف معنى هذا المصطلح في حقيقة الأمر! أوقات فراغ؟ وقتي مقسّم بدقّة بين مهمات عملي واحتياجات أسرتي وأموري الشخصية.

- بيروت ست الدنيا عاشت مأساة كبيرة في الرابع من آب/أغسطس. كيف أثّر ذلك فيك؟

كارثة انفجار المرفأ أشعرتني بمرارة الهزيمة الحقيقية.


- بماذا تحلمين لبيروت؟

بيروت هي نفسها الحلم الذي يحاول العابثون تحويله إلى كابوس. لكنها تبقى الأقوى والأجمل بعقدها وتناقضاتها وصدقها وبفهمها لنفسها وإدراكها للعالم من حولها.

- ماذا عن أحلامك المهنية والشخصية؟

أنا أعيش أحلامي المهنية والشخصية اليوم، وأتمنى أن يمنّ الله عليّ بالصحة النفسية والجسدية كي أكمل الحلم.

- مثلك الأعلى في مجال التقديم التلفزيوني؟

نجوى قاسم في ذاكرتي دائماً... حضور طاغٍ على الشاشة وتألق مستمَدّ من جهد هائل والتزام بقيم المهنة الأصيلة.

- حكمتك في الحياة؟

لا تقلق... ففي نهاية الأمر، لا يصحّ إلاّ الصحيح!

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079