تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

وفاء عامر: مكالمة من غادة عبد الرازق جعلتني أُلغي هذا القرار

وفاء عامر

وفاء عامر

وفاء عامر

وفاء عامر

هي نجمة من العيار الثقيل، وصلت إلى مرحلة النضج، والتي باتت معها قادرة على تجسيد كل الأدوار بإتقان. إنها الفنانة وفاء عامر التي التقتها "لها" في حوار تحدثت خلاله عن أهم أعمالها، ودورها في مسلسل "لحم غزال" الذي تشارك في بطولته مع النجمة غادة عبد الرازق، والصعوبات التي واجهت فريق العمل أثناء التصوير في لبنان بسبب فرض حظر التجوّل، وكشفت عن دورها في مسلسل "سكن البنات"، وخطوة البطولة المطلقة التي تأخّرت في "بنات موسى"، وأسباب حماستها لفيلم "خان تيولا".


- في البداية، حدّثينا عن دورك في مسلسل "لحم غزال" الذي تشاركين به في موسم رمضان الحالي؟

أجسّد في المسلسل دور "قدرية" المرأة القوية ذات النفوذ، وهي شخصية مغايرة تماماً لشخصيتي الحقيقية، وخصوصاً في نبرة صَوتها... ورغم أنها ليست شخصية انتقامية، لكنها تؤمن بمنطق الانتقام إذا جاز التعبير. ورغم تمتّعها بالقوّة والنفوذ، لا تَسْلَم من الخسارة.

- وكيف تمّ اختيارك لتشاركي النجمة غادة عبد الرازق في المسلسل؟

تواصلت معي غادة وطلبت مني أن نتعاون معاً، فوافقت وسعيتُ للأمر بجدّ، فأنا أحب غادة وأُقدّر الفن الذي تقدّمه، ويشرّفني أن أكون فرداً من أسرة هذا المسلسل المهم. ورغم إعلاني في أكثر من مناسبة أنني لن أخوض دراما رمضان لهذا العام وسآخذ قسطاً من الراحة، لم أتمكّن من رفض هذا الدور.


- تتعاونين من جديد مع المخرج محمد أسامة بعد حكاية "بنات موسى"، ما رأيك بالعمل معه؟

أرى محمد أسامة من أفضل المخرجين الموجودين على الساحة الفنية اليوم، فهو مخرج له رؤيته الخاصة وأسلوبه الهادئ المرن، إلى جانب بُعد نظره وحُسن قراءته لما بين السطور.

- بمَ يختلف دورك في هذا المسلسل عن أدوارك السابقة؟

معظم أحداث المسلسل تدور داخل الأحياء الشعبية، ورغم أنني أشارك في العمل ضيفةَ شرفٍ، إلا أنني سعيدة بالدور لأنه جديد ولم أقدّم مثله من قبل. ورغم صغر مساحته، لكنه مهم ومميز ومؤثر في الأحداث، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.

 أثارت بوسترات المسلسل بعد عرضها جدلاً بسبب التشابه بينك وبين غادة عبد الرازق في الملامح والملابس، فهل كان ذلك مقصوداً؟

التشابه في الملابس كان مقصوداً، لأن من المفترض أن تتشابه شخصية "غزال" التي تؤدّيها غادة مع شخصية "قدرية" التي أقدّمها أنا في الكثير من الأمور، فهما امرأتان قوّيتان، تواجهان الكثير من المصاعب خلال أحداث المسلسل، فكان التشابه في الملابس نوعاً من تطابق الصفات بينهما، أما الشبه في الملامح فربما تسبّب به فريق التصوير، لكنه لم يكن مقصوداً أبداً.

- وماذا عن الصعوبات التي واجهتكم في لبنان أثناء حظر التجوّل؟

الحمد لله، انتهت الأزمة بسرعة؛ واستطعنا العودة إلى مصر ولم تطُل فترة حظر التجوّل كثيراً، فقد توقّفنا لأسبوعين كاملين عن التصوير، ولم نتمكن من العودة الى بلدنا، وكنا قد فقدنا الأمل في أن نلحق بالعرض الرمضاني، لكن الحظر لم يستمر أكثر من ذلك.

- قدّمت منذ فترة حكاية "بنات موسي" وهي أولى بطولاتك المطلقة في الدراما، ألم تتأخّر تلك الخطوة؟

لا تشغلني هذه الأمور، وكل ما يهمّني هو أن أقدّم دوراً يؤثر في الأحداث ويرسخ في ذهن المُشاهد، فما النفع في أن أكون بطلة لمسلسل ينساه المشاهدون بمجرد أن ينتهي عرضه؟ لذا من الأجدى أن أؤدي ولو مشهداً واحداً يعلق في ذاكرة المشاهدين.


- كيف كانت ردود الفعل على دورك في "بنات موسى"؟

سُررت كثيراً بردود الفعل التي تلقيتها من الجمهور عن دوري في "بنات موسى"، خاصة تلك التي أشعرتني بأن المُشاهد بات حزيناً لأن عرض الحلقات شارف على الانتهاء، خصوصاً أن الأحداث قُدّمت في إطار درامي مكثّف، نجح فيه المخرج محمد أسامة في صنع حالة من التفاعل مع الجمهور، وأؤكد أنه كان اكتشافاً عظيماً لي، بحيث قدّم صورة مُبهرة على مدار الحلقات، وأرى أن المسلسل تطرّق إلى قضية في غاية الأهمية، وهي حرمان بعض العائلات التي تحكمها العادات والتقاليد للفتيات من الإرث، وهذا أمر مخالف لشرع الله وكان لا بد من تسليط الضوء عليه.

- حدّثينا عن دورك في مسلسل "سكن البنات"؟

تدور أحداث هذا المسلسل في إطار اجتماعي، ويناقش قضايا تخص الفتيات المغتربات، من خلال عرض حكايات لمجموعة من الطالبات المغتربات اللواتي يسكنّ في فيلا أمتلكها.

- كيف وجدتِ ردود الفعل على المسلسل؟

سعيدة بردود الفعل التي وصلتني عن المسلسل، ومنذ عرض حلقاته الأولى كانت تعليقات الجمهور على دوري فيه تشجّعني كثيراً، وكل عمل أقدّمه أجد الجمهور يتحدث ويسأل عن القضية التي يناقشها، ذلك أن الاختلاف أو الاتفاق على العمل يدل على نجاحه.

- ما الذي شجّعك على المشاركة فيه، خاصة أنك تتريّثين في اختياراتك الفنية؟

ثمة أسباب كثيرة شجّعتني على المشاركة في المسلسل، لعل أبرزها أنه يناقش عدداً من قضايا المجتمع، فقد شعرت أن جميع الشخصيات من "لحم ودم"، وكأنها حقيقية مئة في المئة، وهو ما جذبني للمسلسل منذ اللحظة الأولى لقراءتي السيناريو، بالإضافة إلى وجود قائد العمل المخرج محمد النقلي، فكواليس أعماله دائماً يسيطر عليها الهدوء، وهذا جعلني أشعر بالارتياح وأؤدي دوري بثقة ووفق ما يطلبه المخرج، كما تطرّق المسلسل الى قضية في غاية الأهمية وهي المشاكل التي يواجهها طلاب الثانوية العامة، وتحديداً الطالبات.

- اختيارك الدقيق للأدوار، هل يتسبّب في ابتعادك عن الساحة الفنية أحياناً؟

إطلاقاً، فأنا نجحت في إثبات وجودي على الساحة الفنية.

- دورك في "سكن البنات" يحمل العديد من المشاعر المتناقضة... هذه التركيبة النفسية هل كانت سبباً لتشاركي فيه؟

بالتأكيد، فالدور الذي جسّدته خلال الأحداث مليء بالمشاعر المختلفة، سواء الشعور بالوحدة أو الإحساس بعدم الأمان. وقبل البدء بالتصوير، تحدّثت مع مخرج العمل ومؤلفه في كل الأمور، فالشخصية التي قدّمتها في المسلسل هي لامرأة لجأت الى فتح منزلها سكناً للطالبات المغتربات بسبب مشاكلها مع ابنتها الوحيدة وابتعادها عنها، وقد تم دمج قصة تلك المرأة مع قصص الطالبات المغتربات بشكل رائع.

- تجسّدين في المسلسل دور أمّ شقيقتك أيتن عامر، هل وجدت صعوبة في ذلك؟

يمكن القول إن الأمر كان سهلاً وصعباً في الوقت نفسه، فهو صعب لأننا نخاف كثيراً على بعضنا البعض، وسهل لأننا أمام الكاميرا ننسلخ من جلدنا تماماً ونكون في مواجهة مع وحش تمثيل، بالإضافة إلى أن وجود أيتن معي يجعلني لا أبذل مجهوداً كبيراً في معايشتي للشخصية، فهي "حتّة مني"، ولكن بمجرد أن نبدأ التصوير ننسى أننا وفاء وأيتن، ونصبح الشخصيتين المكتوبتين على الورق.

- خضت في الواقع تجربة الاغتراب أثناء دراستك في معهد الفنون المسرحية، فهل استعدتِ ذكرياتك في هذا العمل؟

ذكرياتي في الحقيقة ربما تتشابه كثيراً مع أحداث هذا العمل، مع فارق بسيط وهو أنني في الواقع استأجرت مسكناً متواضعاً وراء المعهد.

- شخصيتك في العمل هل تشبه شخصية "أم صباح" التي كنت تسكنين عندها أثناء الدراسة؟

ما من شبه بين الشخصيتين، فكل منهما تختلف عن الأخرى، ولكن تلك السيدة كانت عظيمة وبسيطة في الوقت نفسه، وكرّست حياتها لبناتها بعد وفاة زوجها، فهي امرأة صعيدية "جدعة".

- هل أنتِ راضية عمّا حققته تجربتك السينمائية الأخيرة "خان تيولا"؟

راضية عنها تماماً، فمخرج العمل شخص محترم وينتظره مستقبل فني واعد، وأتمنى أن نتعاون مرة أخرى، فهذا العمل جمع بين الرعب والفلسفة، وأنا فخورة بأنه سوف يُسجّل في تاريخي الفني أنني قدّمت فيلم "خان تيولا" لمخرج يتمتع برؤية ثاقبة، كما أفتخر بأن السينما المصرية وصلت الى هذا المستوى المشرّف من الصورة والديكور والملابس.

- ماذا يعني اسم الفيلم "خان تيولا"؟

سألت المخرج عن معنى اسم "خان تيولا" فطلب مني أن أقرأ السيناريو قبل أن أعرف معنى الاسم، و"خان تيولا" هو كائن يعيش في أعماق البحار والمحيطات متجدّد الخلايا ولا يموت.

- أخبرينا عن دورك في الفيلم؟

تدور أحداث الفيلم في أربعينيات القرن الماضي، وكان من المفترض أن يكون شعر "موهيرة" وهي الشخصية التي أقدّمها أبيض وأسود، ولكن في أول يوم تصوير طلبت من المخرج أن أصبغ شعري باللون الأحمر، إذ شعرت أنه الأنسب لشخصيتي في الفيلم. وأصعب ما في التصوير، أننا كنا نصوّر في أجواء بلغت درجة الحرارة فيها ستة مئوية، والمنزل كان مفتوحاً من كل الجوانب، كما أجسد في الفيلم دوراً جديداً عليَّ، وهو لزوجة رجل مغربي يمتلك فندقاً يحمل اسم "خان تيولا"، والذي سُمّي الفيلم باسمه، ويتعرّضان لأزمات كثيرة في سياق الأحداث.

- وما الذي حمّسك للمشاركة فيه؟

يمكنني القول إن قصة الفيلم هي السبب الرئيس لموافقتي على المشاركة فيه. فقد وجدته عملاً سينمائياً مختلفاً وتجربة جديدة عليَّ، فأحداثه تمزج بين الرعب والإثارة والتشويق، وتدور في أربعينيات القرن الماضي، كما أنني أحب العمل مع الفنان نضال الشافعي.

- هل واجهتِ صعوبات خلال التصوير؟

واجهت أكثر من صعوبة، فالدور كما قلت جديد عليّ، ومكياج الشخصية التي ألعبها لم يكن تطبيقه سهلاً على الإطلاق، ولكن الصعوبة الأكبر بالنسبة إليّ كانت التصوير في فصل الشتاء وفي طقس شديد البرودة، هذا بالإضافة إلى مشاهد الإثارة، فكان لا بد من أن تقدَّم باحترافية حتى يقتنع بها المُشاهد.

- نعلم أن نجلك عمر يستمتع بتنفيذ المقالب معك ونشرها على السوشيال ميديا، فهل ما يُنشر حقيقي؟

بالطبع، فعمر لا يعتبرني والدته بل صديقته، ولهذا يتعامل معي بمنطق الأصدقاء، وهو "خفيف الدم"، ويجيد صنع المقالب كما يجيد التمثيل لمغافلتي.

- بالحديث عن التمثيل، لماذا لم يشاركك عمر في أي عمل؟

عُرض عليه الكثير من الأعمال التي أشارك فيها، لكنه كان يرفض دائماً لأنه يريد إنهاء دراسته أولاً والحصول على مؤهّلات عالية، علماً أنه يحب التمثيل كثيراً.

- آخر ظهور لكما معاً كان في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، وهي المرة الأولى التي تصطحبينه فيها، فهل كانت خطوة أولى لدخوله الوسط الفني؟

أشعر بالأمان وهو معي، ووجوده بجانبي منذ صغره يُشعرني بالاطمئنان عليه. كنت أضع في غرفتي في المنزل ثلاّجة وكل ما يلزمنا ونحتاج إليه ليبقى أمامي وهو يذاكر، فبذلك أكون مطمئنة عليه، وحتى عندما كنتُ أتدرّب على أداء دور ما، كنت أحرص على التدرّب بالقرب منه.

- وما السبب؟

لكي يرى مدى الجهد الذي أبذله في التمثيل، وأُحبّب المهنة إليه ليؤمن بها.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078