تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

محمد حماقي... نجاحه بعيداً عن مكتشفه طارق مدكور

عندما يجلس مع فريق عمله لاختيار بعض الأغنيات يترك الإحساس يتحكم في معظم قراراته واختياراته، ثم يبدأ بسلاسة إقناع الآخرين بوجهة نظره، ليخرج الجميع راضيًا ومقتنعًا بالنتيجة، بالطريقة نفسها حقق ألبومه الجديد «حاجة مش طبيعية» مبيعات عالية في سوق الكاسيت. إنه النجم محمد حماقي الذي يتحدث عن استمرار نجاحه بعيداً عن مكتشفه طارق مدكور، والفرق بين أغنياته وألحان عمرو دياب، والحالة التي يترك فيها منتجه نصيف قزمان، وعدم انزعاجه من غناء محمد منير بالقرب منه، وسبب ظهور محمد فؤاد في حفلته. كما يتكلم عن حقيقة الجراحة التي تردد أنه خضع لها في حنجرته، وموقفه من الزواج بعد فشل تجربته العاطفية...

- هل صحيح أن رحلتك إلى لندن كانت لإجراء عملية جراحية في الحنجرة، وأن كل ما كتب عن سفرك لتشجيع منتخب مصر أثناء مباراته مع إنكلترا هو عملية تمويه ذكية؟
بصراحة، أنا لم أكن في لندن لتشجيع المنتخب أو لإجراء أي عمليات جراحية، لكن السبب الحقيقي لسفري هو زيارة بعض الاستديوهات، لأنني كنت أفكر في تسجيل الألبوم وإجراء «الديجيتال ماستر» هناك، وكان بصحبتي مدير أعمالي ياسر خليل، وصادف وجودنا هناك موعد مباراة المنتخب مع نظيره الإنكليزي، وقد سعدت بهذه الفرصة لمشاهدة المباراة، حتى أنني شاهدت أيضاً إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا.

- هل يغضبك أن تكون متهمًا بالاهتمام بالأشكال الموسيقية الغربية المختلفة عن الأذن المصرية والعربية؟
لا يغضبني لكن قد يغضبني المسمى، فأولاً هي ليست أشكالاً غربية بل هي أشكال عالمية، ثانياً أنا أحاول دائماً الاجتهاد والاهتمام بعملي عن طريق توسيع دائرة الاستماع. فهناك كثيرون لا يفهمون اللغة العربية في العالم، لكن بوضع هذه الأغاني داخل إطار مختلف يمكن للجميع استيعاب الرسالة الموسيقية التي أريد إيصالها لنثبت للغرب أننا قادرون على صنع موسيقى متطورة، وأننا لسنا كما يتخيلوننا دائماً على ظهور الجمال، ولنثبت لهم أيضاً أننا نقدم موسيقى حديثة متطورة بجودة صوت عالية، مثلهم تماماً، وهذا أحد أهدافي. وهو ما فعله من قبل عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش ومحمد فوزي الذين أدركوا قبل سنوات أن الموسيقى في تطور مستمر ويجب أن يسايروا هذا التطور، رغم عدم وجود ما يساعدهم على متابعة كل ما هو جديد في الموسيقى العالمية في ذلك الوقت من القرن الماضي، عكس ما يحدث حالياً.

- ومتى تصبح موسيقانا الشرقية أحد الأشكال العالمية؟
الموسيقى الشرقية هي بالفعل أحد الأشكال العالمية، فمثلاً إيقاع أغنية «أحلى حاجة فيكي» في الأصل هو إيقاع عربي شرقي يسمى «الملفوف»، استخدمه الغربيون، ثم طوروه وسمّوه «ريغي»، وعاد إلينا في إطار مختلف. والدليل على كلامي ما حدث عام 2006 عندما تُرجمت أغنية «أحلى حاجة فيكي» إلى الرومانية والتركية، ثم في عام 2008 مع ألبوم «ناويها»، عندما تُرجمت أغنية «وافتكرت» إلى اللغة التركية عن طريق أشهر مطرب تركي وهو مصطفى صندل. ومن أهدافي كما ذكرت من قبل، أن يكون لدينا أغنية مصرية وعربية يستمع إليها الكثير من الشعوب أصحاب الثقافات المختلفة، وهو ما يحدث عندما تنجح أغانٍ على مستوى العالم، رغم أن البعض لا يفهم منها شيئًا، مثل أغنية «دي دي» للشاب خالد، وأغنية «مكارينا»، وأغنية «بنجابي» الهندية‍‍‍‍‍‍‍‍ الشهيرة، فقد تُرجمت هذه الأغاني إلى عشرات اللغات، ونجحت نجاحاً منقطع النظير. وهذا هو الفرق بين أن تكون مواكباً للتطور الموسيقي العالمي، أو أن تكون مواكباً للموسيقى المحلية فقط، وأنا لم أغنِّ بالإنكليزية أو الفرنسية بحثاً عن نجاح خارجي، لكنني غنيت بالعربية، والأغنية هي التي فرضت نفسها.

- تقول هذا رغم أن إحدى الصحف كتبت عن ألبومك «حاجة مش طبيعية» انه ألبوم تميز بجرأة في اختيار الكلمات، لكن التوزيع الموسيقي أضعف ما في التجربة.
بداية، أنا أحترم مجهود كل صحافي يجتهد للكتابة عن محمد حماقي، لكن يجب أن تأخذ في الاعتبار أنك تتكلم عن حالة فردية، ويبدو من الجملة التي ذكرتها أنها تعبر عن إحساس الصحافي نفسه بالألبوم. وأنا أحترم كل وجهات النظر، لأن الفن في النهاية شيء نسبي، ولن نستطيع أن نفرض ذوقًا معينًا على كل الناس، فقد تفضل أغنية لا يفضلها شخص آخر، والعكس صحيح، وقد تكون من هواة الأغاني الدرامية، ولا تفضل الأشكال الإيقاعية. المسألة نسبية، رغم أن البعض قد يرى الموضوع أكبر وأخطر من ذلك، لكنني أراه من هذه النقطة. وفي النهاية أنا أجتهد وأبحث عن أشكال موسيقية جديدة، حتى نستقر على أنواع معينة، ليخرج الألبوم بعد أن يكون فريق العمل كله مقتنعًا بالمجهود المبذول. والفن أولاً وأخيرًا هو إحساس لا يمكن فرضه على أحد، وأنا أشكر كل من كتب عن الألبوم بشكل عام.

- متى ستقرر التعامل مع موزعين موسيقيين بعيداً عن توما وتميم؟
لست صاحب حق اختيار من يعمل معي، فكل منا يختار الآخر، وأضيف إليه ويضيف إلي، وهذا ليس على نطاق الموزعين فقط، بل في الكلمات والألحان أيضاً. وأنا أفضل دائماً العمل داخل فريق، وهذا ما يحدث منذ بدايتي، ولكن إذا شعرت بأنني لن أصل إلى النتيجة التي أبحث عنها مع شخص ما فمن الطبيعي أن أبحث عن بديل. وعندما يكتشف أي منهم أنني لن أضيف إليه فسيبحث عن بديل، وهذه سُنَّة الحياة، التجديد والتطوير باستمرار، لذا يجب أن نتطور جميعًا.

- عندما سألت الموزع طارق مدكور عن رأيه في حماقي بعد 3 ألبومات أجاب: «لن أحكم عليه إلا بعد أن يكمل عشر سنين غناء، ولو استمر تعاوننا لرأيتم نتائج مختلفة»، ما رأيك في كلامه؟
 طارق مدكور من الموزعين أصحاب الخبرة الطويلة، ويمتلك مخزونًا موسيقيًا كبيرًا، وأنا أؤيده في عدم الحكم عليَّ الآن لأنه من الصعب الحكم على مطرب بعد ثلاثة ألبومات، وهذا ما أقوله دائماً، لا يمكن الحكم على هذا الجيل الآن بل أمامنا سنوات، لأننا لن نستطيع أن نخرج كل أفكارنا في ألبوم أو اثنين، لذا يجب أن نتمهل قليلاً. لكن هذا لا يمنع كون ألبوماتي ناجحة ومكملة لبعضها. وأؤيده أيضاً في أن نتائج عملي معه كانت ستختلف بالطبع لو استمر التعامل بيننا، فهو كما قال يمتلك فكراً وأنا أيضاً أمتلك فكراً، والنتائج ونوعية الموسيقى فعلاً كانت ستختلف، وأستطيع بل أجزم أن النتيجة ستكون جيدة. لكن هذا لا يعني أن ما يخرج الآن سيئ. أما النقطة التي أختلف معه فيها، فهي أنني لا أفكر وحدي، فطريقة عملي معه هي نفسها طريقة عملي مع توما وتميم، وهي روح الفريق كما ذكرت من قبل. والدليل أنني لو كنت أفرض رأيي لتشابهت أعمال توما وتميم في ألبومي. كما أنني أرفض أن تكون كل الأشكال الموسيقية أفكاري فقط، لأن تميم يمتلك فكراً، وتوما أيضاً يمتلك فكراً، والدليل أن توزيعاتهما معي تختلف عن توزيعاتهما مع مطربين آخرين.

- هل يمكن أن يعود التعاون بينك وبين طارق مدكور؟
ممكن جداً وفي أي وقت، فالعلاقة بيننا جيدة جداً، وأنا أراه شخصًا مؤثرًا في الوسط الغنائي والموسيقى، وله خبرة كبيرة، ولي الشرف أن أقول إنه أستاذي وإنني تخرجت من مدرسته، فهو مدرسة موسيقية كبيرة تعلمت منها الكثير، وكان أحد أسباب تثقيفي موسيقيًا. لذا ممكن جداً أن نعاود التعامل معاً، ولا يوجد ما يمنع ذلك من مشكلات أو خلافه.

- من كان صاحب فكرة التوزيع الموسيقي القديم لأغنية «متعقد»؟
يبتسم ويقول: دعني أذكرك بأننا اتفقنا في البداية على أن هناك أشكالاً تفرض نفسها، ورغم أنني لا أريد أن أطلق عليها موضة، فإن هذه الأشكال الموسيقية بالفعل موضة، لأن الأشكال التي كانت سائدة في فترة السبعينات والثمانينات عادت، ولو تابعت أفضل عشر أغنيات في السباقات العالمية ستجد أن هذه الأغنيات لها تلك الأشكال نفسها، وهي مكتسحة السباقات باستمرار، لذا اقترحت على توما خروج أغنية «متعقد» بهذا الشكل، فاجتهدنا واستمعنا إلى أشكال كثيرة من تلك الفترة القديمة، إلى أن وصلنا إلى هذا الشكل الذي أُعجب به الجمهور. ويمكن أن نقول إن هذه الأغنية قديمة وجديدة في الوقت نفسه، لأنها امتداد لشكل قديم لكن بطريقة حديثة.

- في أغنية «حاجة مش طبيعية» انفرد تميم بمقدمة موسيقية لمدة دقيقة من خمس دقائق هي كل وقت الأغنية، ألا ترى أنها مقدمة طويلة؟
بالعكس، بدليل أنني في أغنية أخرى هي «قول واتكلم» طلبت منه زيادة وقت المقدمة الموسيقية لكنه رفض، فطبيعة هذه الأغاني يفضل أن تبني لها الإيقاع الموسيقي درجة درجة، حتى تصل إلى القمة وهنا يبدأ الغناء.

- ألم تخشَ التشابه بين لحن أغنية «دنيتي اتغيرت» وألحان عمرو دياب، خصوصاً أن ملحنها هو محمد يحيى الذي يتعاون مع عمرو دياب أيضاً؟
 أغنياتي لا تشبه أغنيات عمرو دياب، وأرى أن أغنية «دنيتي اتغيرت» تحديدًا أكثر قرباً لألحان عبد الحليم حافظ. فلكل منا مخزون موسيقي وإحساس طبيعي بأغاني عبد الحليم. ثم إنني لو فكرت في كل أغنية تعجبني وتمس مشاعري وهل تشبه طريقة مطرب آخر، سأظل أفكر دون أن أختار أغنية واحدة. ونحن جميعاً نخرج مخزون ما استمعنا إليه طوال سنوات عمرنا، مخزون عبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم، وأنا في النهاية مصري جداً لذلك جزء من مخزوني من بليغ حمدي، كذلك وليد سعد ومحمد يحيى، وهذا اللحن تحديداً أقرب إلى بليغ حمدي، وهذا لا يعيب يحيى، فمن لا يملك ماضياً لا يملك حاضراً.

- بعيداً عن الألحان، هل ستستمر في الألبوم المقبل على المنوال نفسه باختيار المصطلحات المتداولة بين الشباب، مثل «متعقد» و«حاجة مش طبيعية» و«أنجزت» و«سيمَاوى»؟
لا أحب تسليط الضوء في كلمات الأغاني على المصطلحات فقط، فالتمثيل والغناء تحديدًا لهما علاقة كبيرة بمفردات العصر، فمثلاً عبارة «ليل سوهاجى» غناها عبد الحليم قديماً ولا يمكن أن يغنيها أحد الآن، لأنها لن تُقبل. وفي الوقت نفسه لم يقصد عبد الحليم أن يضع تلك الكلمة تحديداً، ولكن هذه الجملة كانت متداولة في ذلك الوقت، والحال نفسه مثلاً في أغنية «متعقد»، فكلنا نقول أنا متعقد من شيء ما، وهذا يدل على أن هذه الكلمات غير مقحمة. وقد كان أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة يكتبان في هذا الألبوم تحديداً ما يشعران به، بالإضافة إلى أنني ضد وضع قيود على الشعراء في اختيار كلمات معينة وإسقاط كلمات أخرى.

- أغنيات «إحساس فظيع» و«مين بياخد باله منك بعد منى» و«أنا متعقد» و«كان مالي»، هل هي امتداد طبيعي لتجربة الحب القديمة التي غنيت لها من قبل «وافتكرت»؟
بل هي حالات مليئة بالصدق. وبالمناسبة لا أريد أن يتخيل البعض أن كل أغنية درامية لي تكون لها علاقة بتجربة الحب القديم. فعندما تستمع إلى الألبوم ستجد فيه كل أنواع الأغاني والحالات المختلفة، ولن تجد الألبوم كله درامياً أو فرحاً، لكنها في النهاية حالات مختلفة. وأنا أرى أن في الغناء جزءاً تمثيلياً، وعلى المطرب أن يتقمص أحاسيس الآخرين للوصول إلى كل المشاعر. مثلاً ستجد في هذا الألبوم أغنية «إحساس فظيع» وأغنية «حاجة مش طبيعية»، والأولى مختلفة عن الثانية، وهذا لا يعني أنني مريض بالشيزوفرينيا مثلاً، لكن بالطبع أتأثر بتجارب من حولي بحكم الصداقة، وبحكم معايشتي لتلك التجارب، لذا لا يمكن أن تكون كل الأغاني لها علاقة بالأحداث الشخصية، والموضوع ينحصر في إحساس المطرب بما يغنيه، ولذلك كانت جدتي تقول عن عبد الحليم بأن «حِسهُ» حلو، لأنه يشعر بما يغنيه.

- لماذا يصر المقربون منك على استحالة زواجك في الوقت الراهن خاصة أن تجربة ارتباطك العاطفي لم تكتمل؟
من قال إن زواجي مستحيل في الوقت الراهن؟ بالطبع لا، هذه التجربة انتهت من حياتي تمامًا منذ فترة طويلة، ولا أذكر منها إلا الذكريات الجميلة. وأعتقد أنني أصبحت الآن أكثر نضجاً، ولن أكون ضحية تجربة حب في يوم من الأيام، بالعكس أنا مستمر في حياتي دون النظر إلى الخلف، وأتمنى من كل قلبي أن أجد بنت الحلال اليوم قبل الغد، وسأتزوجها فوراً دون تردد، وأثق بأن المستقبل يحمل لي الأفضل.

- في الاستفتاء الذي أجراه موقع البوابة الموسيقية الإلكترونية لألبومات الصيف حصلت على المركز الثاني بنسبة 34 في المئة، بينما حصل فؤاد على المركز الأول بنسبة 38 في المئة، وحصل هاني شاكر على المركز الثالث بنسبة 14  في المئة، في حين حصل تامر حسني على 9 في المئة، وفي المركز الخامس جاء عمرو دياب بنسبة 5 في المئة بأغنيته «السينغل»، ما تعليقك؟
قد تتعجب من إجابتي لكنها الحقيقة. أنا لا أهتم مطلقاً بتلك الاستفتاءات ولا تشغلني، فالمواقع الإلكترونية كثيرة، ونتائجها أكثر، ولن يكون هناك ثوابت، ولن تجد إجماعاً على اسم مطرب واحد، وبالتالي ستختلف النتيجة من موقع إلى آخر. وهذا لا يعني أنني أشكك في صدق أي من تلك المواقع، لكنني أهتم أكثر بتجاوب الجمهور مع الألبوم، وهي النتيجة الأكثر صدقاً، حتى لا يشتت المطرب نفسه بين استفتاءات كثيرة لن يصل معها إلى أرقام حقيقية ترضيه. والأهم من كل ذلك أن أرى بعيني رضا وتجاوباً من الجمهور معي في الحفلات التي أغني فيها.

- هل الارتفاع التدريجي لسعرك في الحفلات والأفراح هو خطة، أم أنك تنتظر نجاح كل ألبوم لترفع أجرك؟
هناك خطط ودراسات توضع للسوق، وهناك «ترمومتر» تقاس به متطلبات السوق من عرض وطلب، يهتم بها مدير أعمالي ياسر خليل ومنتج ألبوماتي الدكتور نصيف قزمان، ونتشاور حولها دائماً لأن اهتمامي أولاً وأخيراً ينصب على الشكل الفني والموسيقي. بالإضافة إلى أنني أرى أنه من الضروري مراعاة الوضع الاقتصادي لكل مرحلة، كما يجب أن أراعي حق كل إنسان يريد أن يغني له حماقي في زفافه دون أن يشعر بالعجز المادي.، وأنا في النهاية فنان له جمهور يتابع أعماله، ولا يجوز أن أضع أمامه العراقيل لمجرد أن يكون أجري في الفرح مليون جنيه مثلاً، وحينها سيكون وجودي منحصراً في أفراح بعينها، وسط جمهور معين، والصحيح أن يكون الفنان وسط كل محبيه بكل فئاتهم وطبقاتهم.

- لك تصريح قلت فيه: يفضل أن يمتلك المنتج قنوات فضائية لتسويق أعماله، لماذا لم تقنع منتجك نصيف قزمان بافتتاح قناة فضائية وهو المعروف عنه ذكاؤه واجتهاده؟
لا أملك الحق في إقناع دكتور نصيف بافتتاح قناة فضائية من أجلي شخصياً، وهذا لا يجوز في الحقيقة، فلا يعقل أن أقنع منتجاً بافتتاح قناة فضائية ليعرض ثلاثة كليبات كلما أصدر ألبومًا كل عامين، لكن يجب أن يمتلك المنتج من العلاقات ما يمكنه من تسويق أعماله، سواء عن طريق قنوات فضائية أو إذاعية، ومن لا يملك عليه إبرام اتفاقات لتسويق أعماله. وكما ذكرت فإن دكتور نصيف ذكي ومجتهد وهو أكثر دراية بمتطلبات السوق وبظروف عمله.

- قلت أيضاً، لن  أترك نصيف قزمان ولن يحدث هذا إلا في الضرورة. ما هي الضرورة؟
عندما أشعر بعدم الارتياح معه، أو بأنه ينقصني أساسيات مهمة أثناء العمل. والعكس أيضاً صحيح، فقد يجد هو أنه لم يعد يشعر بالارتياح معي، أو أنني لم أعد أحقق العائد المادي الذي ينتظره مني، وهو أمر طبيعي. فالموقف هنا تبادلي بيننا، وهذه شروط النجاح بين أي مطرب ومنتجه، ولا يجوز فقد أحدها، وإذا وجد أي منا أن الطرف الآخر مقصّر في عمله فعليه الانسحاب. وخارج هذا الوضع، أنا مستمر مع الدكتور نصيف وسعيد بالتعاون معه.

- هل تعتبر أن حفلات صيف 2010 كانت بمثابة إعلان نتيجة امتحان المطربين؟
لا أريد أن أتحدث عن تجارب الآخرين لأن لكل منا ظروفه، لكن سأتكلم عن تجربتي في حفلة بورتو مارينا التي حققت أهدافها تمامًا، سواء من حيث الحضور أو الشكل التنظيمي. ولعل أفضل مفاجأة حدثت عندما وجدت الجمهور يحفظ كل أغاني الألبوم رغم عدم طرحه في الأسواق إلا قبل الحفلة بخمسة أيام فقط، وهذا شيء يسعد أي مطرب. لذا أنا راضٍ جداً عن هذه الحفلة.

- وهل ترى أن تجهيزات المسارح من إضاءة وصوت واستخدام تكنولوجيا الإبهار أصبحت أحد أهم أسباب نجاح الحفلات الآن؟
أؤمن بتلك النظرية من البداية، وهو ما طبقته في أولى حفلاتي في قرية مينا بالساحل الشمالي في العام 2003. الجمهور يريد مشاهدة استعرض كامل الى جانب الموسيقى، لا أن يستمع إلى أغانٍ يمكنه سماعها في بيته أو سيارته. ويجب الاهتمام بجودة الصوت وشكل المسرح والألعاب النارية، وأي مؤثرات تساعد في خروج الحفلة في شكل مبهر. وكل هذه الأشياء تعتبر مكملة لنجاح أي حفلة.

- أين الحقيقة في عدم استمرار عملك مع أحمد عصام مهندس المؤثرات البصرية واستبداله بوليد الحريري؟
أبحث دائماً عن التميّز والاختلاف، وقد تعاونت وأحمد عصام في البداية، وجلسنا وتناقشنا وشاهدنا حفلات عالمية كثيرة، حتى وصلنا الى الشكل الموجود حالياً، وكنا أول من أدخل استخدام الألعاب النارية مع الموسيقى في مصر. ثم بطبيعة الحال بدأ استخدامها بكثرة في الحفلات. لذا قررت أن أتوقف عن استخدامها بحثاً عن الاختلاف أيضاً، والبحث عن وسائل إبهار أخرى، لذا أنا لم أستبدل أحداً بأحد.

- لكن البعض يردد أن تامر حسني وراء إنهاء التعامل بينكما بإجبار أحمد على الاختيار بين أحدكما؟
وهل يعمل أحمد عصام مع تامر حسني فقط؟ أحمد يعمل مع منير ومحمود العسيلي وسعد الصغير وعصام كاريكا، ومع الكثير من المطربين. ثم إنني صاحب قرار التوقف عن استخدام الألعاب النارية منذ فترة طويلة كما ذكرت من قبل.

- سئل محمد منير بعد حفلته في الساحل: ما رأيك في غناء محمد حماقي في يوم حفلتك فقال: أشعر بسعادة كبيرة لوجود هذا التنافس الشريف وحماقي فنان له جمهوره. والسؤال، هل أزعجك غناء محمد منير على مسافة كيلومترات قليلة منك؟
بل أسعدني ويسعدني دائماً، فمحمد منير رمز من رموز الغناء والموسيقى في مصر، وأنا شخصياً أحد محبيه ومعجبيه وتلاميذه، وقد تعلمت منه أشياء كثيرة بطريقة غير مباشرة، عبر استماعي إلى الموسيقى المتطورة التي يقدمها، وهذا ما أقصده بالمخزون الموسيقي، وكم كانت سعادتي بنجاح حفلته، والأعداد الكبيرة التي حضرتها. ولعل ما أزعجني هو عدم حضوري تلك الحفلة.

- ألا ترى أن وليد منصور منظم حفلك خاطر بنجاح حفلتك الصيفية بإصراره على عدم تقديم موعدها أو تأخيره رغم نصيحة البعض؟
دعني هنا أستعير مقولة محمد منير بأن لكل مطرب جمهوره، ومنير له جمهوره الذي لا يمكن أن تؤثر فيه حفلة لحماقي، كما أن لحماقي جمهوره الذي ينتظره كل عام. وهذا النوع من المنافسة مشروع ومطلوب ليتأكد المطرب بنفسه أن كل من حضر حفلته جاء خصيصاً، لا لمجرد عدم الارتباط بشيء آخر. وبشكل عام أنا ضد تغيير موعد أي حفلة مهما كانت الظروف، حتى لا تفقد مصداقيتها لدى المطرب أو الجمهور.

- هل تعتقد أن شركات تنظيم الحفلات قد تساعد في صعود أسهم مطرب وهبوط أسهم آخر؟
أعتقد بذلك بنسبة صغيرة، لكن العمل مع شركات لها خبرة ورؤية يفيد المطرب بالتأكيد ويساعده في إنجاح حفلاته، من خلال تقديم كل التسهيلات التنظيمية والإمكانات، خاصة إذا كانت هذه الشركة تجيد تطبيق أفكار المطرب ليكون في أفضل حالاته، وبالتالي يخرج الجمهور من الحفلة وهو راض وسعيد.

- بماذا تفسر زيارة محمد فؤاد لك في حفلتك الأخيرة وعدم زيارة حفلة منير؟
تجمعني ومحمد فؤاد علاقة طيبة منذ فترة، بالإضافة إلى الاحترام المتبادل وقد كنت أول المهنئين له بعد إصدار ألبومه الأخير. وفي الحقيقة لم يكن لدي علم بحضوره، وقد فوجئت به على المسرح مثل الجمهور تمامًا، الى درجة أنني لم أجد ما أقوله أثناء وقوفه الى جانبي من شدة السعادة. علمت بعد ذلك أنه قرر الحضور إلى الحفلة بنفسه لتهنئتي على الألبوم، وأعتقد أن هذا هو السبب الوحيد الذي منعه من حضور حفلة منير.

- لو كنت مكان محمد فؤاد في حفلة بورتو مارينا هل كنت ستختار الظهور في حفلة منير أم في حفلة فؤاد؟
يضحك ويقول: كنت سأحاول الذهاب إلى الحفلتين، فلكل منهما اسم له تاريخ في مصر والوطن العربى.

- لماذا لا تقدّم أصواتاً جديدة كما يفعل تامر حسني؟
لم أفكر في هذا الموضوع من قبل، وأعتقد أنه إذا جاءت الفرصة المناسبة لاكتشاف شخص مناسب يملك موهبة ويبحث عن فرصة لن أتردد في ذلك، بل سأكون سعيداً بتقديم المساعدة إليه.

- قلت من قبل لن أقوم بتسويق أغنيات ألبوماتي في أفلامي كما يفعل البعض ولا داعي لذكر الأسماء، من الذين كنت تقصدهم؟
كما قلت من قبل لا داعي لذكر الأسماء، لأن لكل منا طريقته ومنهجه وأسلوبه في تسويق أعماله. ثانياً أنا أرى أنه يجب الفصل بين أغاني الألبومات وأغاني الأفلام.

- لكن ألا توافق على أن أغنيات الأفلام تعيش أطول من أغاني الألبومات بسبب عرض الأفلام باستمرار، وهذا أحد أسباب وجود عبد الحليم وآخرين بيننا حتى الآن؟
أتفق معك تماما في هذه النقطة، لكنني أفضل حال قيامي ببطولة فيلم سينمائي أن يكون العمل سينمائياً بحتاً، واذا تطلب السياق الدرامي أغنية أو أكثر تتم إضافتها، وقد أصدرها في ألبوم في ما بعد. لكن لا أحب تفصيل قصة سينمائية لتكون إحدى قنوات تسويق أغنيات ألبومي.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079