تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

هل فتح حسين الجسمي شهيّة نجوم الغناء نحو الأعمال الدرامية؟

وسط زحمة الأعمال الدرامية الكثيرة التي نشاهدها سنوياً خلال شهر رمضان، برزت هذه السنة ظاهرة الترويج لهذه الأعمال من خلال أصوات نجوم بارزين غنّوا المقدمات الخاصة لعدد كبير من مسلسلات رمضان. بدءاً من جورج وسوف إلى رابح صقر وملحم زين ونانسي عجرم وحسين الجسمي ولؤي ومروان خوري وكارول سماحة ومحمد الحلو وغيرهم كثر. قد لا تُعتبر هذه الظاهرة جديدة بكل ما للكملة من معنى بما أننا اعتدنا سماع عدد من أغنيات المسلسلات منذ زمن مع المطربين مدحت صالح وعلي الحجار.
لكن لا يمكن أن ننكر أن هذه المسألة كانت محصورة فقط بالمسلسلات المصرية وبعدد ضئيل جداً من الأصوات المعروفة، من بينها مدحت صالح وعلي الحجار. بينما يُلاحظ في السنتين الأخيرتين رواج وانتشار هذه الظاهرة أكثر فأكثر إلى درجة بات فيها المطربون يتنافسون فيما بينهم لاختيار أقوى المسلسلات لغناء مقدماتها، تماماً كما يتنافس المنتجون لاختيار أهم وأشهر الأصوات.
قد يتساءل البعض عن سبب انتشار أصوات المطربين في مقدمات أشهر المسلسلات، وطبعاً هناك عوامل كثيرة أدّت إلى ذلك، أهمّها فورة الإنتاج الدرامي في السنوات القليلة الماضية بعد إنشاء هذا العدد الهائل من المحطات الفضائية العربية. فصار هناك ما يُعرف بالمسلسل المصري والمسلسل السوري والمسلسل الخليجي، بعد أن كانت أغلب المسلسلات مصرية بحتة. من جهة أخرى، وبعد انفتاح الفضائيات العربية على بعضها، من الضروري التذكير أيضاً بعامل الإستعانة بأصوات المطربين في الأفلام السينمائية المصرية عموماً ونجاح هذه الأغنيات في المساهمة في الترويج الدعائي للأفلام في شكل واسع.
ومن هذه الأغنيات تحديداً، «بحبك وحشتيني» للفنان حسين الجسمي التي حققت نجاحاً منقطع النظير وصارت كما النشيد تُردد في معظم الحفلات والمهرجانات، والتي ساهمت أيضاً بانتشار اسم حسين الجسمي كنجم أول في مصر بعد شهرته في الخليج ولبنان. هذا النجاح الإستثنائي لأغنية «بحبك وحشتيني» في كلّ الدول العربية، فتح شهية المطربين والمنتجين على حدّ سواء في إقامة هذا التعاون الوثيق بين قطاعي الغناء والتمثيل، لتكرّ السبحة مع شيرين عبد الوهاب وآمال ماهر وإيهاب توفيق وغيرهم في أغنيات الأفلام، الأمر الذي انعكس في طبيعة الحال على قطاع الإنتاج الدرامي في التلفزيون، ودفع حسين الجسمي إلى تكرار التجربة أكثر من مرة في غناء مقدمات عدد من المسلسلات.
لكن رغم كلّ هذا، لم تنجح هذه الظاهرة حتى الآن في استقطاب نجوم الغناء باتجاه التمثيل رغم كثرة العروض التي يتلقونها، باستثناء طبعاً عدد قليل منهم وأبرزهم تامر حسني الذي استطاع أن يحقق الشهرة والنجومية في التمثيل والغناء على حدّ سواء. مع الإشارة طبعاً إلى نيّة عمرو دياب وإيهاب توفيق المشاركة في مسلسلات يُحكى عنها تُعرض في العام المقبل.
لهذا من الضروري أن نسأل، إن كان قطاع التمثيل (سينمائياً وتلفزيونياً) استفاد في شكل واضح من شهرة نجوم الغناء للترويج للأفلام والمسلسلات، أي استفادة يحققها نجوم الغناء من ذلك؟ هل الهدف هو مزيد من الشهرة أم إثبات وجود؟ بينما يرى كثيرون أن لهذه الظاهرة انعكاسات سلبية خصوصاً إن كانت الأغنيات التي يقدمونها أقوى أحياناً من المسلسل نفسه، فيشعر المتابع أن الأغنية هي التي اشتهرت وليس العكس. هذا إن لم نتحدث عن ما يراه البعض «محرقة للفنان»، في الوقت الذي صار فيه الفنان موجوداً أصلاً في كل مكان من خلال الكليبات والحفلات المصوّرة، ما قد يسبب مللاً عند الناس، خصوصاً أن أغلب صانعي النجوم يؤكّدون أن أهم أسرار النجومية هي عدم سهولة تواجد الفنان أينما كان.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077