تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

محمد لطفي يكشف تفاصيل عن "350 غرام".. وهكذا يستفز عابد فهد وسلّوم حدّاد وكارين رزق الله

محمد لطفي

محمد لطفي

محمد لطفي

محمد لطفي

يكشف المخرج الأردني محمد لطفي لـ"لها" الكثير من تفاصيل عمله الجديد "350 غرام" من بطولة الفنانين: عابد فهد وسلّوم حدّاد وكارين رزق الله، لا سيما أنّ تجربته جاءت بعد تعاون سابق في موسم رمضان الماضي مع فهد والكاتبة ناديا الأحمر من خلال مسلسل "هوس". كما يعبّر لطفي في هذا الحوار عن رأيه كمخرج في عدد من القضايا الشائكة كانحسار الدراما التلفزيونية الأردنية، والمواضيع الجدلية التي قد تسبّبها بعض الأعمال أو مَشاهدها تحديداً لدى المُشاهد العربي.


- يحمل "350 غرام" جرعة عاليةً من التشويق، أخبرنا كيف تعاملت كمخرج مع النص... وعن رؤيتك الإخراجية له والتي نفّذتها في الكادرات واللقطات والإضاءة وطبعاً مع الممثلين.

بدأتُ عملي في "350 غرام" حين كان بعدُ في مرحلة الكتابة الباكرة، إذ واظبت على التنسيق الكامل مع الكاتبة ناديا الأحمر حلقةً بحلقة، فكنا نتحاور ونتناقش للوصول الى الصيغة النهائية التي نطمح إليها، طبعاً مع الحفاظ على رؤية الكاتبة ووجهة نظرها. يمكنني القول إنّ العمل يشهد توأمة بين المخرج والكاتبة من المشهد الأول في النص إلى المشهد الأخير على الشاشة.

في كل عمل جديد، أحاول الاختلاف إخراجياً عن سابقه، إذ لا أحب التكرار. والأهم، أنّ قصة العمل تفرض نفسها من ناحية معالجتي كمخرج. وفي "350 غرام"، استخدمت حركة الكاميرا وأحجام اللقطات مثلاً، بأسلوب مختلف عن ذاك الذي انتهجته في أعمالي السابقة. واعتمدت أيضاً في الإضاءة على الحالة الدرامية كالفرح والسعادة والحزن أو الأكشن وغيرها، والشخصيات التي تتمتع بنوع من التبنّي الخاص من ناحية الإضاءة والألوان، وذلك بالتعاون مع مدير الإضاءة والتصوير أليسّاندرو كيودو والمصوّر فادي يعقوب، كما اعتمدت كثيراً على الـ"ستيدي كام" مع المصوّر الإيطالي سيموني.

أما الممثلون، فحرصت على استفزازهم للحصول على كل ما هو جديد والعمل على مفاتيح معيّنة مع كل واحد منهم. مثلاً، اتفقت مع النجم عابد فهد والفنان القدير سلّوم حدّاد والنجمة كارين رزق الله على الشكل الخارجي ونوع الأداء. وفي رأيي، كان هذا الثلاثي متناسقاً ومنسجماً وجميلاً جداً.


- علمنا أن كل 10 حلقات من العمل ستحمل عنواناً خاصاً، هل يمكنك أن تشرح لنا أكثر؟

إعطاء كل 10 حلقات اسماً ثانوياً جاء كنوع من التغيير، وأيضاً لارتباطه بتقسيم العمل إلى ثلاث مراحل لا يمكنني حالياً كشف المزيد من تفاصيلها، وأكتفي بالقول إنّ كل عشارية صالحة لتكون موسماً بحد ذاتها وفق ما هو سائد حالياً في آلية العرض على منصّات العرض الإلكتروني.

- ما أبرز أسباب تكرار التجربة بعد "هوس"، مع الكاتبة نادية الأحمر من جهة، والنجم عابد فهد من جهة أخرى؟

"هوس" نجح وفق النقاد والمشاهدين، ولكنه للأسف لم ينل حقه في الانتشار بسبب استمرار عرضه بشكل مغلق حتى الآن، ولكنه سينال حقه عند العرض المفتوح قريباً على أبرز المحطات العربية. لذا، بعد نجاح "هوس" فنياً، ارتأى صنّاع العمل "غولدن لاين" ممثّلةً بالسيد نايف الأحمر والسيدة ديالا الأحمر، و"آي سي ميديا" ممثلّةً بالسيد إياد الخزوز تكرار التجربة الناجحة بين المخرج والكاتبة والنجم، فتحقق ذلك وأثمرت "350 غرام". وتجدر الإشارة هنا إلى الكيمياء التي نشأت مع الكاتبة ناديا الأحمر وحُسن التفاهم وسرعته فيما بيننا، وأيضاً مع النجم عابد فهد الذي أحبّ النص الجديد وهذه الشراكة الثلاثية.

- كيف كان التعامل مع هبة طوجي في تجربتها التلفزيونية الأولى؟

الحقيقة، لا أخفيك في البداية كنت متخوفاً، فتجارب المطربين بالدخول الى عالم التمثيل تكون صعبة في أولها. ولكن ما يميّز هبة طوجي أنّها درست التمثيل والمسرح والإخراج، وهذا خفّف من مخاوفي وقلقي وشجّعني. بصراحة، منذ تجارب الأداء في قراءة النص (بروفات الطاولة)، شعرت كما لو أنني أمام شخص يفهم الدراما الموضوعة بين يديه بمختلف معانيها، وليس أمام مجرد مطربة آتية لتمثّل. سأكشف لك أنني تفاجأت، ولست أنا وحدي، بل أيضاً عابد فهد والمنتجون بقدرات طوجي العالية كممثلة. أعتقد، وأنا مسؤول عن كلامي، أن هبة طوجي إذ استمرت في الدراما التلفزيونية ستكون من الأبرز على الساحة. هي ممثلة مهمة جداً وتمتلك طاقة رهيبة. والأجمل أنّها تتلقّى الملاحظة، تعمل عليها، ثم تنفذها، لا تأخذها للتطبيق الحَرْفي فقط، بل إنّها تعتمد دائماً مبدأ الأخذ والرد بشكل صحيّ.

- الدراما التلفزيونية الأردنية محدودة بعض الشيء عربياً من ناحية الانتشار على الرغم من وجود نجوم أردنيين مشهورين عربياً، ما السبب في رأيك، وما الذي ينقصها؟

الدراما الأردنية في وقت ما كانت من الأبرز في العالم العربي، واحتضنت الكثيرين من نجومه المصريين والسوريين واللبنانيين والعراقيين والخليجيين وغيرهم، من خلال استديوات الأردن التي كانت تقدّم أعمالاً ضخمة، وحتى فترة ليست ببعيدة، نجوم سورية كانوا موجودين في الدراما الأردنية إلى جانب نظرائهم الأردنيين أصحاب القدرات العالية. ولكن، للأسف المنتج الأردني بشكل عام، أصبح يتّجه إلى الـ"بان آراب"، لذلك لدينا نجوم مهمّون في العالم العربي، سواء في مصر أو سورية، وأيضاً يتجه الى الاكتفاء بالدراما البدوية المطلوبة عربياً، ما حدّد هويته بها للأسف، ربما هو خائف من تسويق الأعمال الأردنية المعاصرة، ولكن برأيي العمل الجيّد يفرض نفسه، ولا بد من خطوة أولى في هذا المجال.

أتمنى أن تتعافى الدراما الأردنية، وأن تتعافى أيضاً الدراما السوريّة التي تميّزت جداً قبل فترة الحرب، فهي صاحبة طعم ونكهة مختلفين ومميزين عن مثيلاتها عربياً.


- نشهد جدلاً بين الحين والآخر حول بعض مَشاهد المسلسلات العربية، وغالباً ما يأتي الرد بأن الجمهور العربي يتقبّلها في الأعمال الأجنبية، بينما يمارس العكس عربياً... ما هي وجهة نظرك كمخرج بهذه المعادلة؟

ربمّا المشاهد العربي يرى نفسه في الدراما العربية، لذا لا يستطيع الانفصال عنها، فهو يرى نفسه مكان هذا الممثل، وهي ترى ذاتها مكان هذه الممثلة، أو أيضاً في موقع تصوير معيّن إلخ... لذلك إذا تمّت معالجة مشاهدة معينة بأسلوب أجنبي، بعض المشاهدين يستهجنون الأمر لأنه بعيد عنهم أو غير حقيقي قياساً على واقعهم أو تقاليدهم. ولكن هذه المَشاهد عينها بالمُخرج عينه والممثلين ذاتهم، إذ نُفّذت في الخارج مع بعض الممثلين الأجانب، سيتقبّلها المُشاهد العربي. دعني أقول لك، إنّنا كصنّاع دراما، ككتّاب ومخرجين نعاني من هذا الأمر، فأنا كمخرج أحاول تقديم مادة فنية، وشكلاً أحاول معالجته بشكل جديد وليس عادياً، نقدّم فنّاً ولا نقدّم واقعاً موثّقاً، لذا نحتاج إلى مساحة تسمح لنا بتقديم وجهة نظرنا الفنيّة، ولكننا للأسف نقف أمام الخوف من عبارة "ما يصير عنا هيك". ولكن أنا كمخرج، مع أن يطرح الفنان وجهة نظره أيّاً كانت، فهي أولاً وأخيراً تجربة فنّية.

- ما أبرز مميزات التصوير في الإمارات العربية المتحدة؟

له مميّزات مختلفة، إذ تقدّم الدولة كل التسهيلات والعون والاهتمام، لا سيما حكومة أبو ظبي. وهذا الأمر لمسته أيضاً في تجارب عدة لي في الإمارت قبل "350 غرام"، كمسلسل "إجازة" من بطولة الفنانين تركي اليوسف وآسيل عمران، ومسلسل "اتجاه خاطئ" أيضاً من بطولة اليوسف. هنا دعني أشير كذلك إلى ميزة الأمان، إذ تعمل باطمئنان، لا تقلق من أن يتوقّف التصوير مثلاً، لأن الدولة مشكورةً تتبنّى الفن وتحرص عليه، كما يمكننا ملاحظة تصوير أعمال عالمية فيها.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079