روتانا تتحوّل من شركة 'خاصة' إلى شركة تجارية تبغي الربح
روتانا استغنت عن 60 موظفاً خلال ثمانية أشهر
مما لا شكّ فيه أن شركة روتانا تشهد تحوّلات جذرية في الشكل والمضمون. تحوّلات يُمكن أن يكون عنوانها العريض أن الشركة التي تضمّ أكبر عدد من الفنانين العرب، لم تعد شركة "خاصة" يصرف القيّمون عليها الملايين سنوياً دون إقامة حسابات لمعدلات الربح والخسارة، بل أصبحت شركة اتخّذت قرارات واضحة بوقف الهدر الحاصل فيها، وبالتحوّل إلى مؤسسة تنتظر أرباحاً من استثماراتها في قطاع الفنّ. فبعد أن كانت روتانا تتعاقد سنوياً مع عشرات الفنانين وتقيم المؤتمرات الصحافية في مختلف العواصم العربية للإعلان عن هذه العقود وأبرزها لنجوم الصف الأول، نجدها اليوم تتخلّى عن النجوم الواحد تلو الآخر، إمّا بعدم تجديد العقود المنتهية أو من خلال فسخ عقود ترى الشركة أنها عقود تُكلّف مبالغ كثيرة ولا يوجد أي مردود منها. وبعد أن كانت تفتح كل فترة أقساماً جديدة منها لإدارة الشؤون الفنية وأخرى لإنتاج الكليبات وإدارة الحفلات و"الديجيتال" وغيرها، إضافة إلى عشرات الموظفين والمدراء، نجد اليوم أن هذه الأقسام تتقلّص الواحد بعد الآخر، بينما يتمّ صرف الموظفين كلّ فترة وأخرى.
قسم إنتاج الكليبات على سبيل المثال أُقفل وتمّ تسريح كل العاملين فيه، ليبقى مدير هذا القسم في روتانا ولكن تمّ تحويل عمله إلى قسم إدارة الأعمال. هذا القسم بدوره شهد تغييرات كبيرة بحيث تمّ تقليص عدد موظفيه كما أن أحد مديريه كاد أن يتمّ تسريحه أيضاً لولا وساطة أحد الفنانين. أما قسم "الديجيتال" والذي كان يهتمّ بصفقات بيع "الرينغ تون" و"الداونلود" وغيرها إلى شركات الإتصالات، فقد أُقفل بدوره. وأيضاً تمّ تقليص عدد موظفي قسم الشؤون الفنية أقلّه في القاهرة حتى الآن، كما أن قسم التسويق والإعلام استغنى عن عدد كبير من الموظفين منهم الملحقون الإعلاميون في بيروت ومصر والسعودية، بمعنى أن روتانا أصبحت بلا أي ملحق إعلامي يوزّع أخبارها وأخبار نجومها على وسائل الإعلام. خلاصة ذلك أن روتانا استغنت خلال فترة ثمانية أشهر تقريباً عن أكثر من ستين موظفاً فيها من مختلف الأقسام، ليبقى مديروها مدراء بلا موظفين تقريباً، تماماً كضباط بلا جنود. فأي معركة قد يخوضون؟!
"نيوز كورب" نصحت روتانا بالإبقاء على 20 نجماً كحدّ أقصى!
دون شك يتساءل كثيرون عن أسباب هذه السياسة الجديدة في روتانا، ولماذا أصبحت فجأة لا تكترث لأمر النجوم وتتخلى عنهم بسهولة، أو على الأقل لا تتمسّك ببقائهم. الجواب واضح وبسيط، وهو أن روتانا لم تعد تريد أن تكون "مؤسسة خيرية". فهي سبق أن صرفت الملايين خلال السنوات العشر الماضية على الفن والفنانين العرب، لكنها اليوم لم تعد تريد أن تصرف إلاّ بحساب وعلى قاعدة الربح والخسارة. وهذا منذ أن دخلت شركة "نيوز كورب" على الخط وأصبحت جهة مستثمرة في روتانا ويحق لها أن تسأل عن كل دولار إلى أين يذهب ولماذا.
مصادرنا الخاصة أكّدت أن "نيوز كورب" نصحت روتانا بعدم الإبقاء إلاّ على عشرين فناناً كحدّ أقصى، وجميعهم من نجوم الصف الأول، وأن يتمّ اعتماد وسائل جديدة لنشر أعمالهم وبيعها من خلال صفقات حقيقية وكبيرة تماماً كما يحصل في الغرب، وليس اتكالاً فقط على سوق المبيعات التي أُصيبت بالشلل ولا على قطاع الحفلات الذي يشهد تدهوراً خطيراً. ولهذا نجد أنه منذ سنتين تقريباً، سياسة التقشّف باتت هي المسيطرة على روتانا وبشكل تدريجي. ولهذا قلّت العقود الجديدة وقلّت معها المؤتمرات الضخمة، والمهرجانات أيضاً بحيث لم تتمكن روتانا من التعاقد على حفلات "ليالي فبراير" ولا "مهرجان الأردن" ولا مهرجان قرطاج في تونس. وهذا ليس لأن الشركة أفلست، بل لأن الإدارة الجديدة صارت تقيم حساباتها بشكل مختلف بدءاً من "نيوز كورب" إلى فهد السكيت المدير التنفيذي الجديد في روتانا. وطبعاً ليس خافياً على أحد تصريح سالم الهندي مع الإعلامي زافين على شاشة "المستقبل" العام الماضي وقوله إن الشركة ستقلّص عدد فنانيها تدريجياً كما سيتم الإستغناء عن خدمات عدد كبير من الموظفين في الشركة، وهذا ما حصل بالفعل. سرّحوا عشرات الموظفين، وعقود أبرز النجوم لم تُجدد حتى الساعة لأنها عقود مُعلّقة بانتظار درسها، إضافة إلى أن عدداً من الفنانين لم يستلموا مستحقاتهم المالية المتراكمة.
كل دولار سيُصرف بحساب: سالم الهندي أمام امتحان تمويل روتانا الصوتيات من أرباح القطاع
سالم الهندي لم يكن يدرك ربما أن سياسة التقشّف هذه ستؤثر عليه هو قبل سواه كونه المسؤول عن كل هذه العقود القديمة والجديدة وعن كلّ ما يتعلّق بروتانا. وربما أدرك لاحقاً مفاعيل هذه السياسة الجديدة، خصوصاً بعد أن تمّ تعيين فهد السكيت مديراً تنفيذياً جديداً في روتانا. هذا القرار الذي جعل سالم الهندي مرتبطاً بفهد السكيت مباشرة، جعله يقدّم استقالته، وواقع الإستقالة لم ينكره سالم الهندي في آخر حوار أًجري معه. إذ قال إنه بالفعل قدّم استقالته، لكن الأمير الوليد بن طلال تحدث معه وسأله عن مشكلته، فعاد عن الإستقالة بعد أن تفهّم الأمير موقفه ونزل عند رغبته ونفّذ طلبه، طبعاً دون أن يوضّح الهندي ماهية هذا الطلب. لكنه قال أيضاً إن روتانا الصوتيات أصبحت قطاعاً مستقلاً بحدّ ذاته ومسؤولاً عن قراراته لأنه لا يجوز أن يكون الفنّ محدوداً بالأرقام، بل هو قطاع إبداعي ولهذا يجب أن يكون مستقلاً.
ما قاله الهندي حقيقي، وهذا ما حصل بالفعل. فهو عندما قدّم استقالته، تحدث مع الأمير الوليد وما طلبه كان أن يكون القسم الذي يتولاّه، أي روتانا الصوتيات، مستقلاً وغير مرتبط بقرارات فهد السكيت، المدير التنفيذي على روتانا كلّها، وطبعاً هو المسؤول عن صرف الموازنات وكل الأموال اللازمة لكل قطاعات روتانا. وفعلاً، تحقق ما أراده سالم الهندي وأصبح قطاعه مستقلاً، بالتالي هو المسؤول عن كل ما يحصل في هذا القسم سواء من ربح أم من خسارة. هذا في الظاهر، ولكن في الجوهر وعلى أرض الواقع ربما لم يتغيّر الشيء الكثير، لأن الموازانات في النهاية مردودها إلى الإدارة المركزية أي إلى فهد السكيت.
أي أن إدارة الصوتيات اليوم لا تملك خيارات كثيرة، وهي مضطرة إلى تأمين أموال الموازنات من قطاع الصوتيات نفسه. ويُمكن أن تحصل طبعاً على أموال جديدة لموازنة العام 2011، ولكن شرط ألاّ يكون الصرف دون حساب، وأيضاً من الضروري جداً أن يكون هناك مردود لهذه الأموال. وهذا ليس بقرار مزاجي من أحد، ولا نتيجة لأمور شخصية، بل لأن السياسة الجديدة في روتانا كما أوردنا أعلاه، ترفض أن تكون "جمعية خيرية" بعد اليوم وتريد الربح لا الإنحدار والنزيف المادي الكبير.
أي هناك موازنة وهناك صرف، لكن في النهاية هناك حساب ونتائج. مصادرنا أكّدت أن هذه السياسة الجديدة هي التي دفعت سالم الهندي إلى الإستغناء عن هذا العدد الكبير من الموظفين تقليصاً للمصروفات، وهي خطوة من ضمن خطوات كثيرة سيتم اعتمادها من جانب الهندي لتجنّب صرف الأموال. أما ما يجب أن يصبّ عليه جهوده أكثر فهو جعل هذا القسم يربح. وهنا السؤال الكبير: من أين سيموّل القسم نفسه؟ من مبيعات الألبومات المُصابة بداء "القرصنة" أم من الحفلات التي إمّا تفشل وإمّا تُلغى بسبب الإرتفاع المخيف في الأسعار وتكرار الأسماء ذاتها في كلّ المناسبات! فهل يكون الوليد بن طلال من خلال رفضه استقالة الهندي، أراد إعطاءه فرصة جديدة ليُثبت أن روتانا الصوتيات قطاع مُربح؟ سؤال تجيب عليه الأيام المُقبلة.
ختاماً نشير إلى أن الأمير الوليد بن طلال غضب كثيراً (كما يُقال) من تصريح سالم الهندي الأخير في مجلة "نادين" اللبنانية خصوصاً عندما قال عن فهد السُكيت: "وهل روتانا هي شركة أبوه كي لا يصرف الأموال؟". فاستدعاه وعاتبه لكنه جمعه أيضاً بفهد السُكيت في محاولة أخيرة لإنهاء الخلاف بين الرجلين. فهل هي مصالحة حقيقية أم مجرد هدنة ما قبل العاصفة؟
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
نجوى كرم تتحدث للمرة الأولى عن تأثير زوجها في...
أخبار النجوم
أحمد العوضي يردّ على منتقديه بأسلوبه الخاص (فيديو)
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024