تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

الفنانة معتزة عبد الصبور...

معتزة عبد الصبور ممثلة اشتهرت بتقديم الأدوار الكوميدية الخفيفة التي حققت لها مساحة من القبول لدى المشاهدين، ولفتت الأنظار إليها في أفلام عديدة مثل «سنة أولى نصب» مع أحمد عز، و«ظرف طارق» مع أحمد حلمي، و«وش إجرام» مع محمد هنيدي، و«شيكامارا» مع مي عز الدين. ومؤخراً تألقت إلى جوار هند صبري بإحدى حلقات مسلسل «عايزة أتجوز»، وأشاد بها الكثيرون أيضاً عندما شاركت أشرف عبد الباقي إحدى حلقات «راجل وست ستات». التقيناها فتكلمت عن مشكلتها في السينما وعلاقتها بالنجوم والنجمات، وحالة الاكتئاب التي أصابتها في البداية، وتعامل الجمهور معها في الشارع. كما تحدثت عن الذين ساندوها والذين تعمّدوا حذف مشاهدها في أعمالهم، ورفضها محاولات حصرها في الكوميديا، ومذكرات والدها التي تشغلها الآن.

- كيف تم ترشيحك لمسلسل «عايزة أتجوز»؟
المخرج رامي إمام هو من رشحني  للمشاركة في إحدى حلقات المسلسل مع الفنانة هند صبري، فعلاقتي مع رامي إمام مستمرة منذ أن تعرفت عليه في إحدى حلقات مسلسل «العيادة»، وأحببته لأنه يحترم موهبة الممثل، وهذا منتهى الذكاء منه. لذلك لم أتردد عندما رشحني للشخصية التي قدمتها في «عايزة أتجوز».

- ما الذي أغراكِ بقبول هذه الشخصية؟
الشخصية تجمع بين الكوميديا والإنسانية، فهي فتاة كل مقوماتها في الحياة تنحصر في الجنسية الأميركية، وتعتبرها عنصر جذب لأي عريس. وهذا دليل على أن الزواج في مجتمعنا أصبح يبنى على أمور كثيرة ليس من بينها الحب، والانتهازية أصبحت الهدف من بعض الزيجات.
والكوميديا تنبع من حصول هذه الفتاة التي لم تكن جميلة على كل فرص الزواج، في حين أن البطلة التي تملك مقومات أنثوية وجمالية ليست لديها فرصة للزواج. هذا المشهد رغم أنه مليء بالكوميديا فإنه في الوقت نفسه يحمل كثيرا من الأسى لمن يستوعبه.

- هل ترين تشابهاً بين هذه الشخصية وبين الدور الذي قدمه أحمد حلمي في فيلمه الأخير «عسل اسود» والذي كان يعتمد فيه أيضاً على الجنسية الأميركية؟
بالفعل هناك تشابه، وهذه القضية مهمة جداً، وتستحق التركيز عليها، خصوصاً مع زيادة حالة الفتور بين المواطن المصري ووطنه. وأصبح الكل يتمنى ان يحمل الجنسية الأمريكية، ليهرب من صعوبة الحياة في هذا البلد. فجميع الشباب يتمنون الزواج من أي امرأة أميركية أو أوروبية  لمجرد الهروب من مصر، حتى لو لم تكن تعجبه، وهذه مأساة الشباب في مصر.

- كيف ترين هند صبري في أولى تجاربها الكوميدية؟
استمتعت بالعمل معها وبأدائها، وأرى أن المسلسل أهم خطوة في مشوارها لأنها استطاعت أن تطرح نفسها بشكل مختلف، قبل وضعها في قالب واحد. وقد شعرت بود كبير وتناغم مع هند أثناء التصوير، رغم أننا لم نكن صديقتين قبل مشاركتي في «عايزة أتجوز». وفي النهاية هند صبري ليست من الممثلات المنغلقات اللواتي لا يرغبن في ظهور أحد إلى جوارهن، فهي على العكس من ذلك ترحب بنجاح الآخرين معها.

- هل تقصدين أن هناك من يرفض ظهورك معه؟
لا أحب أن أذكر هؤلاء لأني لم أعتد التحدث عن زملائي بسوء. ولكني سأتحدث عن الذين وقفوا إلى جانبي مثل الفنان صلاح عبد الله، وهو أول من ساندني ومثلت أول مشهد أمامه. ومن أكثر النجوم الذين ساعدوني أيضا أشرف عبد الباقي وقدمت معه حلقة في مسلسل «راجل وست ستات» تحدث الجميع عنها، فقد تركني أقدم ما أريد، ولم يحذف شيئاً في المونتاج. وهذا يزيد حماستي ويجعلني أبدع أكثر، هذه طيبة منه وذكاء أيضاً. وأحب أن أشعر بأن الممثل الذي أعمل معه يرحب بوجودي معه، فيزيد حماسي للشغل، وهذا ليس موجوداً طوال الوقت. ويمكن القول إن أحمد حلمي وصلاح عبد الله وأشرف عبد الباقي لا يتكررون كثيراً في الوسط الفني، فقد عملت مع بعض الممثلين - دون ذكر أسماء - يشكرون جداً في الدور الذي أجسده عندما أكون أمامهم، وأفاجأ بأنهم تدخلوا وحذفوا كل هذه المشاهد في المونتاج، وأنا لا أغضب منهم لأنني أراهم أغبياء، ولديهم من عدم الفهم ما يكفي لفشل أعمالهم.

- هل هذا سبب عدم عملك بطريقة منتظمة؟
ليس هذا فقط، ولكن أيضاً لأن الأفلام التي عُرضت عليَّ في الفترة الأخيرة رديئة جدا، ولم تكن تستحق حتى القراءة. والأهم من ذلك أنهم يريدونني طوال الوقت في أدوار كوميدية، لأن هذه هي المنطقة التي نجحت فيها، وحصروني فيها رغم أنني أستطيع تجسيد كل الأدوار والشخصيات، فكنت أرفض لأني لن أنزل من بيتي لأعمل في فيلم متواضع فنياً فقط لأكون حاضرة في الساحة. فالجلوس في البيت أفضل من المشاركة في عمل يهينني.

- لكن ابتعادك سيضرُّ بك ولن يفيدك؟
رغم أنني أقل ممثلة تعمل في السينما، فإنني عندما أنزل الى الشارع يعاملني الجمهور معاملة النجوم، والحمد لله الجميع يحفظون كل إيفيهاتي ويرددونها. 

- هل تتوقعين أن تكوني موجودة بشكل أكبر في الفترة المقبلة؟
عندي أمل كبير أن يرفع المنتجون والنجوم غضبهم عني، ويوقفوا تجاهلهم لوجودي ويعطوني أدواراً محترمة على قدر موهبتي. ورغم أنني مؤمنة بأن ما يحدث ليس مؤامرة متعمدة ضدي، لأني مقتنعة بأني سبب هذا التجاهل، فأزمتي أنني اخترت أن تكون علاقاتي نزيهة في الوسط الفني، ولا أنافق أحداً حتى يرشحني لدور في أعماله.

- رغم أنك تؤكدين أن سبب رفضك لكثير من الأدوار هو الخوف من حصرك في الكوميديا، فإن كل الأدوار التي ظهرتِ بها على الشاشة كوميدية، فلماذا التناقض؟
هذه مشكلتي مع السينما فقط، لأنني في المسرح أجسد كل الأدوار والألوان، فالمسرح يحترمني ويعطيني فرص الوجود ومساحات تمثيلية أكبر من السينما. والدليل على صحة كلامي أنني حصلت على جائزة أحسن ممثلة في المهرجان القومي للمسرح، وكانت لجنة التحكيم مكونة من سيدة المسرح سميحة أيوب والفنان السوري دريد لحام والدكتور سامي خشبة وعبلة الرويني، وكانت تتنافس معي عليها النجمتان سلوى خطاب وسوسن بدر.
ولكن المشكلة في السينما أن هناك فقر نفوس وفقراً إنتاجياً، وأن كل المنتجين جبناء لأنهم جميعاً يلعبون فقط على المضمون إلى أن «يستنزفوا» هذا المضمون. وبالمناسبة المضمون لي - في رأيهم - هو ترشيحي للأدوار الكوميدية فقط.

- ألا تضايقك قلة الأدوار التي تعرض عليك؟
كنت في البداية أصاب بحالة اكتئاب، ولكن بعدما اكتشفت أنني بهذه الطريقة لن أستمتع بالدنيا، لم أعد أهتم بذلك، فلدي أمور كثيرة في حياتي أحاول الاستمتاع بها. على سبيل المثال أكتب سيناريو فيلم جديد عنوانه «ما تيجي نروح البحر»، كما أنني أعكف على الانتهاء من كتابة مذكرات والدي الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور، وعلاقتي به في كتاب ستصدره دار الشروق. فالحمد لله أنا قادرة على ألا أضع قدري في أيدي البشر، فقد مللت الانتظار وقررت ألا أذل نفسي، ولن أقدم تنازلات مقابل عملي في السينما، لأن الممثل الموهوب لا يهين نفسه. كما أنني مقتنعة بأن المنظومة الإنتاجية فيها خلل كبير، وبأن الموجودين لا يريدون الاعتراف بي رغم كل ما أملكه من موهبة وإمكانات تمثيلية.

- هل تشعرين بأنك في منافسة مع أحد؟
أنا مؤمنة بأنني لا أنافس أحداً من بنات جيلي لأنهن جميعاً نجمات كبيرات، فأنا من جيل داليا البحيري وغادة عادل ومي عز الدين، لكن جميعهن نجمات ولست في منافسة معهن.

- هل تغارين من نجاحهن؟
لن تصدقوني إذا أقسمت أنني لا أغار من أحد ولا أحقد على أي منهن، فالموضوع بالكامل لا يشغلني كثيراً، لأني مقتنعة بأن المهنة قاسية ومقاييسها ليست عادلة. والحكاية تتوقف على امتلاكك للذكاء الاجتماعي، لذلك فأنا مقتنعة بأن وسائل النجاح ليست في يدي.

 من هو النجم الذي تتمنين العمل معه؟ - 
أحب تكرار العمل مع أحمد عز وأحمد حلمي لأني أحبهما جداً على المستوى الإنساني، ولأنهما لا يفكران إلا في عملهما فقط، ولا يبخلان بتقديم النصائح للآخرين. كما أتمنى أن أعمل مع أحمد السقا وكريم عبد العزيز لأنهما لا يعانيان عقدة البطل الأوحد.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077