تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

مريم أمين... من يقرأ حواراتي سيقول إني غبية

عرف الجمهور العربي المذيعة المصرية مريم أمين من خلال مشاركتها في تقديم برنامجين بارزين على شاشة تلفزيون دبي هما، «سوالفنا حلوة» و«تاراتاتا». ورغم الشهرة التي حققتها عربياً تقول إن شهرتها في مصر ناقصة نسبياً ويهمها أن تكبر أيضاً في بلدها.
تطلّ قريباً في برنامج جديد على شاشة دبي بعنوان «لعب النجوم»، هو عبارة عن مسابقات بين فنانين مشهورين في كل حلقة، وتقول عنه بحزم إنه سينجح ويحقق صدى كبيراً لما فيه من أفكار جديدة ومميزة، ولما يحمله من مواقف طريفة مضحكة لا يمكن أن يقوم بها الفنانون في أيامهم العادية، فكيف أمام ملايين المشاهدين! في بيروت التقيناها وكان هذا الحوار.

- تشاركين في تقديم حلقات برنامج «سوالفنا حلوة» على شاشة تلفزيون دبي منذ بدايته، واليوم توقفتم عن تصويره؟
صحيح، وذلك بسبب العطلة الصيفية وحلول شهر رمضان المبارك. لكن يُفترض أن نعاود التصوير بإذن الله، وبذلك يكون البرنامج قد وصل إلى سنته الثالثة.

- حقق البرنامج نجاحاً كبيراً رغم صعوبة انطلاقته إذ إن المُشاهد العربي لم يكن مُعتاداً على وجود 7 أو 8 مذيعين في حلقة واحدة. كيف تلخّصين تجربتك عموماً في «سوالفنا حلوة»؟
على الصعيد الشخصي حققت شهرة إضافية من خلال هذا البرنامج خصوصاً أن مُشاهديه يتابعونه في مختلف الدول العربية. ونوعية البرنامج ليست سهلة، لأنه يقدّم مواضيع مختلفة من ميادين عديدة ومتشعّبة، بالتالي اكتسبت خبرة وكمّاً هائلاً من المعلومات من خلال الإعداد والتحضير لحلقات «سوالفنا حلوة» وأشعر بأني صرت أكثر إلماماً  واطلاعاً على ثقافات أخرى، أبرزها الخليجية على سبيل المثال. وكل هذه الأمور مُجتمعة، أفادتني كثيراً وطوّرت عملي الإعلامي، إضافة إلى سعادتي بنجاح البرنامج حتى في تونس والمغرب وليبيا، وهي دول لم أكن أتخيّل أنه يمكن أن يكون لي فيها متابعون. وطبعاً أنا لا أتحدث عن نفسي فقط بل عن مجهود كل شخص في البرنامج من المذيعين إلى المنتجين والمعدّين والخ... هذا البرنامج جعلني تلقائياً غير محصورة في برامج المنوعات فقط، لكن ما يُحزنني من جهة أخرى هو أن الشهرة التي اكتسبتها عربياً ليست هي ذاتها التي حققتها في مصر، بينما يهمني كثيراً أن أنجح أيضاً في بلدي.

- لكنك معروفة في مصر والجمهور المصري يتابعك من خلال برنامج «صباح الخير»؟
صحيح. ولكني أعرف أن شهرتي في مصر ليست بقدر الشهرة التي حققتها عربياً، خصوصاُ أني لا أشارك في برنامج «صباح الخير» دائماً، بل جزئياً حسب مواعيد تصوير «سوالفنا حلوة». لهذا أنا أسعى جدياً في المرحلة المقبلة إلى الظهور فضائياً من خلال شاشة «تلفزيون دبي»، وأرضياً من خلال «التلفزيون المصري».

- هل يحق لك الظهور عبر محطتين في وقت واحد؟
لست محتكرة لشاشة دبي، لكن هناك احترام متبادل بيننا، وأي شيء يُعرض عليّ أستشير فيه الإدارة حتى ولو طُلب مني أن أكون ضيفة في برنامج معين. وإطلالتي على شاشة التلفزيون المصري لا تتعارض مع عملي في تلفزيون دبي، لأن التلفزيون المصري محطة أرضية فقط، إضافة إلى أن القيمين على شاشة «تلفزيون دبي» يعرفون أنه من المهم أن أكبر في بلدي أيضاً. لكن لا يمكن أن أطلّ على شاشة فضائية أخرى بطبيعة الحال.

- صوّرت برنامجاً يُفترض أن يتابعه الجمهور قريباً على شاشة «تلفزيون دبي». هل لنا أن نعرف تفاصيله؟
تمّ تصوير البرنامج في مصر وأنا متحمّسة كثيراً بانتظار بدء عرضه. خصوصاً أنه برنامج مميّز وفكرته جديدة كلياً، إضافة إلى أنه ليس مأخوذاً عن برنامج أجنبي، بل صناعة مصرية مئة في المئة.

- تستضيفين فيه نجوماً من مختلف الميادين؟
صحيح. بصراحة كنا خائفين بداية ومترددين لأنه برنامج مختلف عن كلّ ما شاهدناه. نستضيف فيه نجوماً معروفين على صعيد الوطن العربي كي يلعبوا في الاستوديو ويتنافسوا في ما بينهم، وهذا ليس أمراً سهلاً أبداً خصوصاً أن عدداً من النجوم الذين حلّوا ضيوفاً في حلقة واحدة لم يكونوا يعرفون بعضهم على المستوى الشخصي. لهذا كان هناك مجهود لجعل النجوم يبدون على طبيعتهم وغير مترددين، وجعلهم أيضاً ينسون وجود كاميرات تصوّرهم.

- ماذا تقصدين بقولك إن النجوم كانوا يتبارون؟ على ماذا؟
في كل حلقة نستضيف نجمين يلتقيان ليتنافسا ضمن مسابقة، وطبعاً في أجواء يسودها الضحك والمزاح و«الشقاوة» إلى درجة أن يعضهم بدوا أطفالاً يلعبون وراحوا يضحكون على أنفسهم. لهذا أقول إن البرنامج حالة جديدة في برامج المنوعات التي ستقدم جديداً للمشاهد العربي. نطرح على الضيوف أسئلة معينة
وهناك مهمات مطلوب منهم تأديتها، لكن ليس هناك أي شيء يرتبط بهم أو بحياتهم الفنية، أي أن الأسئلة لا علاقة لها بهم كفنانين. حقيقة أقول إني متحمسة كثيراً لأنني أشعر بأن البرنامج سيحقق صدىً كبيراً إن شاء الله.

- لماذا لم تتمّ برمجته ليُعرض خلال شهر رمضان؟
بصراحة أنا سعيدة كونه لم يُبرمج للعرض خلال رمضان، وذلك كي لا يُظلم. إذ كلنا نعرف كثافة العرض في هذا الشهر لبرامج كثيرة ومسلسلات لا تُحصى ولا تُعدّ. وبالمناسبة أنا أشكر كلّ الضيوف الذين شاركوا في البرنامج على عفويتهم وعلى الحلقات الرائعة التي نفّذوها وعلى تجاوبهم معنا في المهمات التي كنا نطلب منهم تنفيذها رغم غرابتها. وقد تلقيت اتصالات كثيرة يسألني فيها النجوم عن موعد عرض البرنامج، لأنهم بدورهم متحمسون لمشاهدة أنفسهم والحلقات الرائعة التي صوّروها.

- كم حلقة صوّرتم؟
26 حلقة، وفي كل حلقة نستضيف نجمين.

- هل لنا أن نعرف بعض أسماء الضيوف؟
طبعاً، هناك مثلاً داود حسين ومنى شداد وهيا الشعيبي وعبد المحسن النمر وهيفاء حسين وهند البلوشي وعبير أحمد ويسرا وأحمد عزّ وأحمد السقا وعصام كاريكا والهام شاهين وهالة صدقي وعلا غانم ومصطفى شعبان وهاني رمزي وسمية الخشاب وفايز السعيد ونيللي كريم ومي كساب وغيرهم كثر. كما أن هناك نجوماً كانوا يرغبون في المشاركة لكنهم لم يتمكنوا بسبب تضارب مواعيد تصوير حلقاتنا مع تصوير مسلسلات  يشاركون فيها. ومنهم على سبيل المثال هند صبري وغادة عبد الرازق. لكن إن شاء الله سنستضيف الكلّ عندما نصوّر الموسم الثاني.

- واثقة أن البرنامج سينجح وأنكم ستصورون موسماً ثانياً منه؟
(تضحك) إن شاء الله.

- كيف تمكّنتم من إقناع الضيوف بالمشاركة في برنامج من هذا النوع، خصوصاً أنه معروف عن الفنان العربي تحفظّه وتردده إزاء أمور مماثلة يعتقد أنها قد تؤثر على صورته و«بريستيجه» أمام الناس؟
بعضهم تردد بالفعل، وكانوا يقولون مثلاً: «إنتي عبيطة يا مريم بتطلبي مني أعمل دا؟»، أو : «أنا حاعمل كده؟ مش ممكن»... لكن بعد ذلك يزول التردد ويعتادون على الأمر، وحقيقة كانوا ينسون وجود الكاميرات.أجواء الضحك كانت تطغى على أي شيء آخر. وهناك أمر لاحظته، هو أن النجوم كانوا يُخبرون بعضهم ما كان يحصل معهم وينصحونهم بالمشاركة لأنهم أُعجبوا بالبرنامج وكانوا سعداء به. أذكر مثلاً أن الفنانة إلهام شاهين قالت لي بعد التصوير إنها لم تقم في حياتها بأمور مماثلة وأضافت مازحة: «أنا عارفة إني حاتفِضح والناس حتضحك عليّ بعد الحلقة»... وأيضاً هالة صدقي كانت أكثر من رائعة، وقد حلّت هي وإلهام شاهين في حلقة واحدة. 

- ما إسم البرنامج؟
«لعب النجوم»، وينفذّه طارق فهمي ومحمد عبد الوهاب.

- بما أن البرنامج مسابقة بين ضيفين، ما هي الجائزة التي يربحها الفائز؟
هي جائزة رمزية للذكرى فقط، فهدف البرنامج هو التسلية والضحك وليس الربح المادي طبعاً. أكثر ما كان يُضحكنا عند انتهاء التصوير هو تعليق النجوم على بعضهم البعض، فيقول الفائز مثلا: «كسبتك وغلبتك وحاجات زيّ كده».

- تعرض شاشة دبي أكثر من برنامج فني منها «تاراتاتا» و«نجم الخليج» الذي سيبدأ قريباً موسماً جديداً، إضافة إلى «سوالفنا حلوة» وبرنامجك الجديد. ألا يؤثر ذلك سلباً على مختلف هذه البرامج؟
كلا، لأن كل برنامج يختلف عن الآخر ولا يمكن أن يحصل تضارب. على العكس، هذا دليل على أن محطة «دبي» محطة ضخمة وعريقة وحريصة على جمهورها ومشاهديها، لهذا تقدّم لهم برامج مختلفة ترضي كلّ الأذواق. (تُضيف مازحة) «لكن برنامجي هو الذي سيتفوّق».

- تُشاركين في تقديم عدد من حلقات «تاراتاتا»؟
طبعاً، وأنا أحب هذا البرنامج وقد أكسبني خبرة وشهرة. أنا سعيدة بالصدى الرائع لهذا البرنامج ومحاورتي عدداً كبيراً من النجوم أبرزهم وردة الجزائرية وراغب علامة وعاصي الحلاني وغيرهم. لكن برنامج «لعب النجوم» هو برنامجي الخاص الذي أعتبره انطلاقة جديدة لي.

- هل تفكرين في تقديم برنامج فنّي حواري خاص بك؟
هناك فكرة جديدة بهذا الخصوص أتمنى تنفيذها. نحن حالياً في صدد التحضير لهذه الفكرة، لكنها ستتطلب وقتاً خصوصاً أننا نسعى إلى إيجاد أفكار جديدة لا أن يكون البرنامج نسخة مكررة عن برامج الحوارات الأخرى. فالهدف أولاً وأخيراً هو إظهار الضيف بصورة وشكل جديدين، وقد يكون هناك دمج بين المواضيع الفنية والإجتماعية في شكل يقدّم إفادة للجمهور والناس المعنيين بمشاكل وقضايا اجتماعية معينة.

- ماذا عن التمثيل؟
«كويّس إنك سألتيني السؤال داه»، لأني أفاجأ بتصريحات كثيرة على لساني في الصحافة عن موضوع التمثيل، وهي أقوال لم أتلفّظ بها يوماً ولم أقلها أو أنها صدرت في شكل محوّر، وهذا ما أستغربه كثيراً. تخيّلي أن إحدى المجلات كتبت على لساني إني لن أوافق على التمثيل إلاّ بشرط أن أكون البطلة المطلقة للعمل، وأن يكون الإنتاج ضخماً أو مع النجم فلان... وهي شروط تعجيزية لا يمكن أن أكون قد طلبتها. وهل أنا «عبيطة» أو مجنونة كي أشترط بهذا الشكل على المُنتجين؟ من أكون أنا أساساً في عالم التمثيل! فاتن حمامة مثلاً؟ حقيقة هذا لا يُعقل. أنا مثلاً لو أردت تقديم شروط لكنت فعلت ذلك في المجال الذي عُرفت فيه على الأقلّ، أي تقديم البرامج. فهل يُعقل أن أطلب كل هذه الشروط وأنا لست ممثلة محترفة ولا مبتدئة حتى؟ من يقرأ هذا الكلام الذي كتب على لساني سيقول تلقائياً إني مجنونة أو غبية وما من وصف ثالث!  حتى إنه لن يقول إني مغرورة، بل «مجنونة رسمي». لهذا أودّ أن أقول إن كلّ ما صدر عن لساني في هذا الخصوص محوّر، وكل ما قلته أني لو دخلت مجال التمثيل، سيكون ذلك من خلال دور أختبر نفسي فيه إن كنت أصلح للتمثيل أم لا، وطبعاً أن يكون العمل محترماً ويقدم إفادة للمشاهد وليس لمجرد المشاركة أو الظهور. هذا كل ما قلته لا أكثر ولا أقلّ وكل ما هو غير ذلك ملفّق ومحوّر.

- لكنك تلقيتِ عروضاً للتمثيل واعتذرت عنها؟
صحيح، لكني اعتذرت عنها بسبب الظروف التي لم تكن مناسبة وليس لأني وضعت شروطاً تعجيزية.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078